الكمال وهم لا يمكن بلوغه في أي حال من الأحوال وبخاصةٍ في المشاريع التي تهدف إلى نهضة الأمة، ولكن التكامل رحلة يمكن خوضها وتحقيق الفائدة المرجوَّة منها حتى حدودها القصوى، إذا تمكَّنا من تملُّك أدواتها وتحرَّكنا في ضوء إمكانياتها وظروفها، …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
لطالب العلم عالي الهمة خطوط وملامح مميزة لشخصيته، أولها أنه عبد رباني يتلقَّى منهجه من ربه سبحانه كتابًا وسنة، لا من عادات ولا من تقاليد ولا من صيحات وموضات ولا من أنظمة وأحزاب، معلمه ومربيه كتاب ربه ومرشده وهاديه سنة …
حسنًا، ماذا أفعل كطالب هداية؟ عرفت ملامح الشخصية المطلوبة وترقَّيت بنفسي في مدارج الترقي، وحدَّدت هدفي الأكبر وغايتي العظمى وهي النجاة حتى ألقى ربي، ماذا أفعل بعد ذلك؟ ما الخطوات العملية؟
هناك خمس خطوات أساسية يُرقِّي بها طالب العلم نفسه أثناء مسيره في الطريق ليصبح من أصحاب الهمم ومن أهل العزائم، تبدأ بالإخلاص لله سبحانه كعادة أي عادة أو عبادة مصبوغة بالصبغة الإسلامية، فطالب العلم المسلم خالص لله سبحانه مخلص له …
كثيرًا ما يشير العلماء وأولو الألباب وأصحاب العقول النيرة إلى أهمية البدايات الصحيحة المنهجية، فهي التي مع تكرارها وانضباطها تضمن نجاحًا على المدى البعيد، نعم البدايات في أولها تحتاج مجاهدة وصبرًا طويلًا إلا أنها بمثابة الوقود الذي يُحرق في بداية …
﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾، جاهل من اعتقد أن القرآن آيات تتلى في الصلوات والتراويح وحسن البأس وللرقية فحسب، بل هو منهاج محكم وآيات فُصِّلت تفصيلًا للعلم ثم للعمل بها، ومنها …
يكثر في مجالسنا اليوم اللهو واللعب واللغو، وتتسع أفئدتنا مع الأسف لكل غيبة ولفظ سوء أو وشاية ونميمة، وعلى الرغم من كل آثار هذه السلوكيات السيئة على النفس والمجتمع من سوء للظن وقطيعة للرحم وقذف للأعراض، إلى غير ذلك من …
يعلِّمنا ديننا الحنيف آداب الجلوس والقيام شروطه وحدوده، مهذبًا سلوكنا عند الدخول والخروج وفي التحرُّك والقعود داخل المجالس وخارجها، وله من التفاصيل والتوجيهات في ذلك ما يجعل للشريعة الإسلامية السبق والفضل والعظمة، وهذا من رحمة هذا الدين وكمال عنايته ورعايته …
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه"، ويقول (عليه الصلاة السلام) أيضًا: "ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش البذيء"، وهنا تقع مسؤولية اللسان، فالكلام والقول والتلفُّظ …
يخوض أغلبنا النقاشات للوصول إلى نقطة مشتركة وكلمة سواء، لكن هناك جملة من المنغِّصات التي قد نرتكبها غير آبهين بها كفيلة بتحويل النقاش إلى ساحة سجال عقيم ومعركة جدلية خاسرة.
يعتبر الهاتف اليوم كوسيلة من وسائل المحادثة والتواصل ومراعاة آدابه من الأمور التي ينبغي أن تطرح بشكل أكبر وأوسع، فقد يظن البعض أن سهولة الوصول التي يوفرها الهاتف تتيح لنا التبسُّط في المحادثات وتبرِّر التجاوزات التي قد تقع أثناء الاتصال …
يستهين كثيرٌ منا في الأخذ بعين الاعتبار أن المجالس وما يدور فيها أمانة حقيقية ينبغي أن تصان وتحفظ؛ وأنها ليست سلعًا للعرض أو طلبًا أو مادةً للإذاعة والوشاية.
من آفات المجالس والمحادثات التي قد تسبِّب كثيرًا من المشاحنات والنفور بين المتحدثين الأنانية والتفاخر؛ إذ إن تبادل أطراف النقاش يكون بالتحدُّث والإنصات على السواء، لكنَّ هناك نوعًا من الناس يحب في كل لقاء أو مجلس أن يتفرَّد بالحديث وحده، …
عند ذكر أسباب لأمر ما نجد أن هناك موانع بالتبعية، وكما ذكرنا بعضًا من الأسباب المهمة سنذكر هنا الموانع التي تبني حاجز التدبر بين المسلم والقرآن، وتمنعه من الغاية المطلوبة منه وهو إتقان تلاوته وفهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، …
يريد الله عز وجل لعباده جميعًا الخير، وإن أعظم هذا الخير وأكمله في كتابه الكريم، ولو تأملنا هذا الأمر نجد أنه حينما يُقبل المسلم على كتاب الله بكل كيانه يرجو صلاح الدنيا والآخرة بكل صدق ورجاء؛ يفتح الله له كل …
دعا الله سبحانه وتعالى عباده كلهم إلى تدبر القرآن وفهمه، حتى يطيب للعبد المؤمن حاله، ويهنأ بعيشه ومنامه، فإن القرآن هو غنيمة أصحاب الهمم العالية، والعزائم الصادقة، ولعلم تدبُّر القرآن فضائل كثيرة، منها: الامتثال لأمر الله تعالى في قوله: ﴿أَفَلَا …
بعد معرفة معنى التدبر لغةً واصطلاحًا نلاحظ أن علم التدبر جزء مهم من علوم القرآن لا ينفك عنه، فإن الناظر في قول الله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾، وقوله تعالى: ﴿كِتَابٌ …
كثيرًا ما نجد مسلمين مقبلين على كتاب الله قارئين له من دون فَهم، مقبلين بأجساد من غير عقل عامل ولا قلب مفتوح، كما جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا﴾، لقد ذكر الله سبحانه وتعالى فعلًا …
يعقد المؤلف مقارنةً بين حالة مدن العالم الإسلامي وما وصلت إليه بعجائبها العمرانية، ومدن العالم الغربي الذي كان أسير البدائية والتخلُّف، وهذا بشهادة مؤرخيهم أنفسهم، حيث كانت إنجلترا في القرن السابع الميلادي إلى ما بعد العاشر فقيرة منقطعة الصلات بغير …
إن من الشواهد الواقعية والنماذج الحية على رقي هذه الحضارة واستحقاقها لقيادة العالم، سمو النزعة الإنسانية سموًّا يفيض بالخير والبر على طبقات المجتمع كافة، بل على كل من يعيش على وجه الأرض من إنسان وحيوان، ولقد بلغت أمَّتنا في ذلك …
مهما عصفت الشدائد بالقلب المُتعلق بالله يبقى على يقين بالفرج، فالقلب القارئ للقُرآن غير القلب الذي لا يقرؤه، فحينما يقرأ العبد قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا﴾ يبقى هادئ البال منشرح الصدر، فالقرآن الكريم يُحصل …
إن أول ما أعلنته مبادئ حضارتنا في مجال الرفق بالحيوان أن تقرَّر أن عالم الحيوان كعالم الإنسان له خصائصه وطباعه وشعوره، فقد كفل هذا الدين له حق الرفق والرحمة، بل جعل الرحمة به سببًا لدخول الجنة، كما قرر أن القسوة …
إن صاحب القُرآن قد تذوق لذة تلك الصحبة وذلك الأُنس، وأدرك بكل قلبه أنه لا خير في هذه الحياة إلا بالقُرآن، وفي هذا موقف لسيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في خلافته، حين قدم له خراج العراق فجعل يعدُّ …
جاء هذا الدين ليتمِّم مكارم الأخلاق، ليس في وقت السلم وحسب، بل في الحرب أيضًا، وهذا ما لم تستطعه أمة من الأمم، فإذا كان السلم هو الأصل في الإسلام، فقد شرعت الحرب لأسباب وأهداف محدَّدة أبرزها الدفاع عن العقيدة ورد …