إن النغمة السائدة في إسرائيل الآن هي التطرف وتمجيد القتلة وتقديس العنف في التعامل مع العرب، بل وتبرير عمليات الاستيطان ونهب الأراضي على أنها مجرد تصحيح أوضاع لا أكثر.
لم يكن الصهاينة ليتفاوضوا وإنما ليضعوا أيديهم على الأراضي المغتصبة مقابل السلام، فالأرض انتهت إلى حيازتهم والقدس أصبحت عاصمة لهم ولا حق للعرب فيها إلا مجرد زيارة مقدساتهم. وإنما آلت الأوضاع إلى هذا الحال نتيجة لتخاذل وتقصير مشترك.
لقد أحدث الإنترنت ثورة هائلة في حرية الكلام، وأصبح من حق كل فرد في أي مكان في العالم أن ينشر رأيه ويعبِّر عما بداخل عقله، هذه تبدو لأول وهلة حدثًا فريدًا منافعه عظيمة للبشرية، إلا أنه شيئًا فشيئًا تنافست العيوب …
لطالما كانت المواد الإباحية تمثل حالة من الجدل الذي لا ينتهي، ومدى علاقتها بحرية الكلام وهل تستحق أن تُعامل على هذا الأساس أم لا، وهل يجب منعها مطلقًا أو فرض رقابة عليها؟ إن المواد الإباحية هي كل ما يثير المتلقي …
لا بدَّ أن تتضمَّن حرية الكلام مسؤولية شخصية، وأن تُراعَى فيها الأخلاقيات العامة حتى تكون تلك الحرية حقيقية، لذا فإن توجيه الإساءة تحت مظلة حرية الكلام أمرٌ مرفوض تمامًا، ولا ينبغي أن يتخذ أي شخص هذه الحرية ستارًا لأفعاله اللاأخلاقية، …
إن حرية التعبير مكفولة لجميع الأفراد على السواء حتى يصلوا إلى المرحلة التي يُعرِّضون فيها غيرهم للضرر، فمتى حدث ذلك باتت حرية التعبير خطرًا وتهديدًا، أما غير ذلك فلا يحق لأحد أن يسلب غيره حقه ولو اجتمع الباقون على رأي …
مبدأ أساسي من مبادئ الدول الديمقراطية أن ينص دستورها على قوانين ومواد تحمي حرية الكلام وتكفل حرية التعبير عن الآراء، كما تنص الأمم المتحدة أيضًا على ذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إن مجرد وجود قوانين تنص على ذلك يوحي …
على مدى القرن المنصرم تغيرت نظرة الصينيين جذريًّا حول النظرة السلعية إلى الأشياء والخدمات، فسرعان ما اتجهت الصين إلى شراء وبيع أي شيء يمكن أن يخطر على بال، من هنا نشأت الأسواق المتطرفة من تجارة الأطفال والأعضاء البشرية والمواد المخدرة …
كان الفقر في الصين الاشتراكية يعني عدم تحول أي شيء إلى نفايات، حيث كانت العائلات الصينية تعمل على تدوير مخلفات الاستهلاك عبر استخدامها في أغراض أخرى، لكن أدى التحول الضخم في الأنماط الاستهلاكية في الصين إلى توحُّش الأثر السلبي للأضرار …
لعل من المستغرب هذا التنامي الثوري في المعدلات الاستهلاكية الصينية كمًّا ونوعًا، فما كان بالأمس مستهجنًا أصبح اليوم مظهرًا أساسيًّا من الحياة اليومية الصينية، وكان الفضل في ذلك يرجع إلى تايوان، فمنذ الحرب الباردة كانت بمثابة نافذة الصينيين إلى حلم …
مرت الصين بسنوات عجاف تمثَّلت في وقوعها فريسة القوى الإمبريالية ردحًا من الزمن، كما أضحت مرتعًا لعدد من النظم السياسية والاقتصادية التي قيَّدت إلى حد بعيد محاولات الاستفادة من إمكانياتها الذاتية، دون النظر إلى شيوع ثقافة تدني الاستهلاك والانغلاق المجتمعي …
أفرز التحول الرهيب على مدى العقود الثلاثة التي أعقبت إجراءات الإصلاح الاقتصادي ثمة تغييرات جذرية في المعادلة الاجتماعية لجمهوريات الصين الشعبية، فرغم انتشال الملايين من بوتقة الفقر؛ فإن الاتجاه العام ناحية اقتصاد السوق ارتبط بتشكُّل ظاهرة الطبقية في المجتمع الصيني …
إن الأسوأ من امتلاك خيارات محدودة هو انعدام ما تختار منه تمامًا، فالصين منذ بضعة عقود لم تكن تمتلك إلا القليل مما يُمكن شراؤه، وفي بلد كان سكانه ينفقون أكثر من نصف دخلهم على الغذاء كانت تلك تعد مشكلة كبيرة، …
كانت الصين وحتى منتصف الثمانينيات أشبه ببلد مقفر، فقلما تجد فيه تشكيلة متنوعة من السلع والخدمات، وكان يُدرس للأطفال في المدارس الصينية مساوئ استخدام السيارات عوضًا عن الدراجة كمثال على خطورة ثقافة الاستهلاك تبعًا للنمط الغربي بدعوى زيادة معدلات الحوادث …
يحكي الكاتب كيف سمع عن أمريكا في البداية، وكان من ضمن ما سمع أن هذه البلاد تحكمها النساء، رغم أن فيها رجالًا، لكـنه ما إن وصل حتى وجد أن الأمر ليس كما يقال أبدًا، بل إن المرأة في الولايات المتحدة …
العدل أساس الملك ولكن لا بدَّ للعدل من قوة تحميه، لذلك ينبغي على الحاكم أن يحفظ ملكه بالعدل والقوة، فيتمثَّل العدل في القوانين التي تحفظ على الرعية حقوقهم، وأما القوة فتتمثَّل في الجنود التابعين له وحراس مملكته، لكن ليحذر الأمير …
حوادث الزمان لا تسير على قانون ثابت، فالأيام تُتداول بين الناس والمُلك قد يُسلب من أحدهم لغيره، لذا فحسن الطالع قد يدفع بأحدهم إلى سدنة الحكم، وهذا ليس فيه كثير عناء بالنسبة إليه، إذ لا فضل له فيه، بل يحدث …
أما أنواع الأمراء فهم صنفان أحدهما له حاشية على وفاق معه ويعترفون له بالفضل ويشهدون له بالنعمة، أما الآخر فله شركاء متشاكسون ينازعونه الأمر ولا يعترفون له بفضلٍ ولا بمنَّة، فأما الأول فلا شك أن حكمه أبقى وسلطانه أمضى، فالرعية …
من المعلوم أن الإمارة التي تم قهرها تكون متحدة مع الفاتح في عرى الثقافة واللغة والدين وغيرها، فهذه تكون سهلة الانقياد والاستئناس خصوصًا إذا تم التخلُّص من أسرتها الحاكمة، أما إذا كانت الولاية المقهورة غريبة عن الفاتح فهنا يزداد الأمر …
أما الممالك الحديثة فهي على نقيض نظيرتها القديمة، فمتى جار عليها أميرها تاقت إلى رفع الدعم عنه وربما فضلت عليه غيره ولو كان محتلًا، أملًا في أن يكون حاله أفضل ويصلح ما أفسده مَن سبقه، ويلاحظ أن أحلام اليقظة تلك …
بعد كل هذا التخبُّط يقارن الكاتب بين نموذجين، النموذج الأول هو نموذج "بودورتز" وهو امتداد طبيعي للواقع الأمريكي، فجنة بودورتز هي تجلٍّ لحالة النفعية البراجماتية، لا شيء على الإطلاق مهم غير النجاح، لا قيم ولا أخلاق، لا شيء متجاوز، وكل …
ليس هناك أسهل من حكم الممالك القديمة الموروثة، فهي بطبعها ألفت الاستعباد وورثته جيلًا بعد جيل، لذا فهي مفطورة على الطاعة، بل لا تكاد تهلك أسرتها الحاكمة حتى تبحث لها عن أمير آخر يستعبدها، فهي لا تقوى على العيش حرة …
تنقسم الحكومات بصفة عامة إلى جمهوريات وممالك، فالجمهوريات تكون بالانتخاب أما الممالك فتخضع للوراثة، وهي بدورها إما أن تكون قديمة يتوارد عليها أحد أفراد أسرة ما (الأسرة الحاكمة) تباعًا، وإما أن تكون حديثة النشأة سواء أكانت إمارة جديدة بالكلية أم …
يؤمن الشعب الأمريكي بالبراجماتية النفعية، أي إنه لا يؤمن بشيء سوى النجاح، فالنجاح هو المعيار الوحيد للحكم على الأشياء، وكل شيء نسبي ومتغير وغير ثابت، فالعالم ليس فيه نظام واضح ثابت لأي شيء، وبالتالي لا تسيطر عليه أي تصورات كلية …