في اللقاء الأول الذي جمعهما خلال العام 1961، صرَّح جون كينيدي الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت لبن غوريون –أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني بعد ذلك– أنه مدين لليهود بانتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وأنه مستعد لفعل ما يطلبونه، ربما يلخِّص …
الهولوكوست وما أدراك ما الهولوكوست! تلك المعضلة التاريخية الكبرى التي شكَّلت إحدى الذرائع الأيديولوجية لقيام دولة اليهود في فلسطين، والتي دأبت إسرائيل على الترويج لها والاستفادة منها أيما استفادة في ترويج أجندتها السياسية الخارجية، بل والحصول على تعويضات من بعض …
تقوم البروباجندا اليهودية على دعوى مفادها أن أرض فلسطين ملك لليهود، استنادًا إلى الزعم التاريخي المتمثل في بعض النصوص الدينية في العهد القديم أن الإله وعد الآباء وذريتهم بأن يرثوا هذه الأرض من وادي العريش في مصر إلى نهر الفرات …
تدندن الصهيونية كثيرًا حول أسطورة الشعب المختار، فهم يعتبرون أنفسهم ذوي حظوة عند الرب دون غيرهم من الأمم، واستنادًا إلى هذا الزعم يقسِّم اليهود الصهاينة العالم إلى قسمين فيضعون اليهود في كفة ويخلعون عليهم كل أوصاف المدح والتمجيد، وفي الجهة …
في ظل هذا الانزياح من الأنظمة العربية ناحية التطبيع مع الكيان الصهيوني وتسويغ شرعيته وتبرير البعض جميع ممارساته! تعد معرفة الصهيونية اليوم من المطالب الأساسية لتشكيل الوعي العربي، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، لا سيما وهي مركز تلك الدائرة …
قول المفكر محمد إقبال يلخِّص الأزمة التي تواجه الإنسان في الفترات الماضية حينما قال: "إن الإنسان بحاجة إلى تفسير معنوي قبل أي شيء آخر"، ومن هنا كانت المسؤولية الملقاة على عاتق المثقفين المسلمين ودورهم في ثقافة التمكين والفاعلية للإسلام، تنفيذًا …
من بين أيديولوجيات القرنين الماضيين كانت الماركسية الأكثر رفضًا للدين وفكرة الإله عمومًا، وحينما سُئل ماركس عن الدين قال: "إنني أستاء من الآلهة"، و"يجب استدلال العكس من أجل إثبات وجود الله، بحيث لما لم يكن للطبيعة نظامٌ صحي فالله موجود".
لماذا لا يُعير المفكر الغربي في العصر الحديث الدين اهتمامه عمومًا كمُخلص من تنازع الأيديولوجيات؟ إن الروح الغربية الحديثة بدايةً من عصر النهضة والتقدم العلمي ترفض أن تعود إلى النموذج الديني واعتباره حلًّا لأن كابوس ألف سنة من الحكم الكاثوليكي …
ما التفسيرات المختلفة حول أصالة الإنسان؟ أول تفسير هو نظرية "أصالة التاريخ"، وفيها يخضع الإنسان بالكامل لجبرية التاريخ لا يستطيع الإنسان أن يُحدث أثرًا في نفسه أو مستقبله، وإنما هو مُسيَّر لا إرادة له.
عندما انتقلت الشيوعية المركزية من الكتب إلى أرض الواقع ومن النظرية إلى التطبيق، باتت الجوانب السلبية الاجتماعية والاقتصادية تتسابق في الظهور، فارتبطت القيم الأخلاقية بالمادة وأصبحت الآلة أو الماكينة هي المُحرك لها أيضًا كما وقعت فيها الرأسمالية من قبل، وأصبح …
الفلسفة الوجودية تفسر الإنسان على أنه موجود وواجد في الوقت ذاته، أي أنه منفصلٌ بالكامل عن الإله والطبيعة وله القدرة على الإبداع في نفسه بإرادته وقوته، فهي تجعل الإنسان كائنًا فوقيًّا لا يرتبط بالله وتجعل للإنسان قيمًا أخلاقية وفضائلَ لكنها …
هل اهتم الإنسان بمعرفة نفسه؟ في الواقع إن اهتمام الإنسان بالإجابة على هذا السؤال اختلف على مر الزمان، فقد بلغ أوجَه في العصور اليونانية والرومانية القديمة وانحسر قليلًا بعد ذلك، بل مؤخرًا قد تم تجاهل هذا التساؤل في عصر العلم …
تاريخ الأمم ليس شيئًا جامدًا ولا يسير على وتيرة واحدة، لذا تعدَّدت العوامل الرئيسة المحركة للتاريخ، فالعالم إلى وقت قريب كان يترنَّح ما بين آلهة دينية وأحزاب سياسية وجماعات عرقية، واقتصر أثر الثورات والحروب في الغالب على تغيير الأسماء ليس …
إذا كانت هناك عوامل لتكون الأمم والحضارات وتدعيم قوائمها، فيمكن القول حينئذٍ إن إنهيار تلك الأمم وتحلُّلها يبدأ بنقض تلك الأركان وتهدُّمها، فالآلهة مثلًا ضرورة أوجدتها الحاجة البشرية، ومن ثمَّ تعد ركنًا أساسيًّا في البناء الحضاري، وعلى ذلك فالحضارات إنما …
إذا كانت الفلسفة هي البحث عن ماهية الأشياء، فعلى ذلك تكون فلسفة التاريخ هي كنهه وماهيته، ولمعرفة ماهية الأشياء يتم تجزئتها إلى عناصرها الأولية البسيطة، فإذا كان التاريخ يُعبر عنه كوحدة موضوعية واحدة إلا أنه ينطوي على العديد من العناصر …
يتكوَّن تاريخ الأمم من سجل حافل بالأحداث والوقائع، كما يمتاز كذلك بالتطور والتجدد المستمر كموجات البحر المتتابعة، فمن إنسان بدائي محدود الذكاء مُسيَّر بقسوة الهمجي إلى إنسان الإنترنت والمعلومات، ومن الطبيعي أن تصاحب تلك الموجات من التطور تحوُّلات اجتماعية تختلف …
انتهج المؤرخون عددًا من المناهج المختلفة ما بين الغث والثمين في تسجيل الوقائع والأحداث المختلفة، فبعضهم انتحل أسلوب الروائي في كتاباته، فهو لا يعدو أن يكون مجرد آلة ناسخة للقصص والحكايات على غرار قولهم إذا جمعت فقمِّش، وبعضهم كان يتعامل …
تعدُّ الرغبات والغرائز، ومفاهيم كاللذة والألم، هي الباعث الأول على النشاط الإنساني بصفة عامة، ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار الحيوان مجرد آلة لمصفوفة من الأفعال المتكررة تتلخَّص في تحصيل أسباب البقاء والتحصُّن ضد أسباب الفناء، ويشذُّ الإنسان قليلًا عن تلك …
يفضل الإنسان المعاصر المشاعر المتفجرة على الأحاسيس المخفَّفة، ويعاني في الوقت نفسه تهييجًا زائدًا وانعدامًا في الإحساس، وتفضيل مشاعر الصدمة هو أصل الشر الذي ينخر النفسية المعاصرة، ويؤدي إلى الإصابة بـ(متلازمة فقدان الإحساس)، وداء القرن الجديد أن الخيال أصبح فقيرًا، …
هل لا نزال نوظف المشاعر توظيفًا صحيحًا؟ إننا في حقبة تميل إلى المبالغة وحبِّ الإفراط، وتفضيل المشاعر القوية على حساب المشاعر الهادئة، فهل نحن حقًّا بصدد العودة إلى طبيعتنا ككائنات حساسة، أم نحن مجرد هستيريين خاضعين لأحاسيسنا؟ إن نهم الأحاسيس …
للمشاعر دور تواصلي واجتماعي يتمثَّل في صورٍ عديدة، فهي على سبيل المثال تُسهم في (الاهتمام بالآخر)، وهناك أيضًا صور (تقاسم المشاعر) بين التجمعات البشرية لمشاركة الغبطة الجماعية، وهناك الكثير من الأحداث تشهد أننا بحاجة إلى عيش مشاعر جماعية، فالتجمُّعات العاطفية …
عملية التحرير الشعوري تُثير مفهوم التطهير الذي يُعرَّف بأنه ارتياح يأتي بعد حالة حادة من التوتر، وكان التطهير في السابق موجهًا لتفريغ المشاعر والتخلُّص منها باعتبارها سمًّا، كنوع من ضمان سيادة الإنسان المفكر على الإنسان العاطفي، أما حاليًّا فيتم التعامل …
إن منحنى قمع الأحاسيس الذي استمر في الصعود منذ عصر النهضة وصل في أيامنا الحالية إلى نقطة الرجوع ليبدأ بالنزول، ومن ثمَّ فإن القاعدة الأساسية للانفتاح في عصرنا هي تحرير مشاعرنا، ففي عصر ما بعد الحداثة، تعد المشاعر الحدود الجديدة …
إن التقوقع داخل الحياة العاطفية جاء نتيجة طبيعية لعجز الإنسان عن التحكم في عالم مرتبط بالتقنيات الحديثة والعولمة، وكأنه اختار الانفعال العاطفي الداخلي بديلًا عن التأثير الخارجي الذي لا يستطيعه، ويشبه حال الجيل الحالي؛ الحالة التي وصفها (ألفريد دي موسيه) …