فرّق الإغريقيون القدماء بين "الحب الشهواني | Eros" و"الحب العميق الصادق | Agape"، إذ يشبه الأول جذوة النار، متّقدة طائشة لا يطول اشتعالها، في حين يميل الثاني إلى الاتزان والاستقرار والبقاء.
يقول هاروكي موراكامي: "الألم حتمي والمعاناة اختيارية"، إن الاعتراف والمواجهة أول خطوة في درب التخطي، ورغم أنه ليس بالشيء اليسير، لأن الجسم يستخدم "الإنكار" وسيلةً دفاعية سهلة لطرد الألم أو التهرب منه إما بإنكار الحقائق وإما بإنكار الشعور، فإنها ضرورة ملحة للشفاء، فالإحساس بالوجع أول …
ما يعيشه الناس اليوم ربما يكون قد بدأ قبل وقت طويل دون علم منهم، فأصحاب الطفولة المضطربة أو الناشئين في بيئات غير مستقرة عند دخولهم تجربة عاطفية، يُلاحَظ تلبسهم دور المنقذ المضحي، لأنهم لم يتعلموا كيف يحبون ذواتهم، وتربوا منذ الطفولة …
يدخل الأشخاص الاعتماديون في علاقات عاطفية بهدف تلقي الأمان من مصدر خارجي، إذ ينتقون بعناية الأشخاص الذين يمدونهم بالسعادة ويلازمونهم، ويصبحون بالفعل سعداء، إلا أنهم -وفقًا لرأي خبير العلاقات العاطفية د. ديل أتكينز- يذوبون في شركائهم حدَّ التماهي، حتى يصبح …
إن الاختلاف واحد من أهم أسباب الخلاف، تختلف الطبيعة العاطفية للمرأة عن الرجل، تذوب المرأة كليًّا في مشاعرها، ويحركها الحب ويملأ عليها حياتها، في حين أن الرجل يتعامل معه فقط بصفته جانبًا من جوانب كثيرة في شخصيته، حتى إنه قد …
الحب ميزان لا تتساوى كِفتاه -السعادة والألم- أبدًا، وإن اتزنتا اختل، ومن مفارقات الحب العجيبة أن الألم ينشأ نتيجة للحب الزائد، إذ يصبح الطرف الآخر أكثر من شريك، بل هو الحياة بأكملها، في غيابه غياب للجميع، وفي حضوره طغيان على كل …
نقع جميعًا في لحظات حرجة وصعبة تتطلَّب منا اتخاذ قرار مصيري في زمن محدد متاح وتحت تهديد الخوف من خسارة المصالح والأهداف أو العواقب عمومًا، وهذا ما يسمَّى بالأزمة، وتزداد صعوبتها وحجمها وتعقيدها كلما زادت المسؤولية، فالأزمات التي يواجهها الطالب …
قد يتحوَّل الحوار إلى مناظرة بتعديل بعض الأشياء، مثل الهدف الأساسي، وهو إظهار الصواب ودفع الخطأ عن طريق تناول الحجج والأدلة المتبادلة ومحاولة دحضها، وله آدابه المتعددة أيضًا الذي يعد الالتزام بها شريطة الوصول إلى نتيجة، فينصح أولًا بالحرص على الإيجاز والاحتراز …
تعدُّ ثقافة الحوار ركيزة أساسية من ركائز تقدُّم المجتمع ونمو أفراده، وللأسف يعاني عالمنا العربي والإسلامي من سيطرة التناحر والتغالب والخلاف والجدل على جلِّ الحوارات بين مختلف الجهات في أشد المواضيع بساطة و عادية، فضلًا عن الحرجة التي قد تصل …
المنبر هو المكان المرتفع عن الأرض الذي يقف عليه الخطيب ليلقي الخطبة سواء كان ارتفاعًا بشكل طبيعي أو على أداء اصطناعي، المهم أن يكون بعلو واضح عن مستوى المخاطبين يسمح لهم برؤيته بسهولة، والخطبة عبارة عن كلام منثور يمتاز باتِّقاد …
لا يوجد تعارض بين أن الخطابة فن أو علم يمكن تعلُّمه من خلال ممارسة وإتقان مبادئه وأساليبه، وبين اشتراط وجود مواصفات ومهارات معينة جسدية ومعرفية يجب أن يتحلَّى بها الخطيب لضمان تحقُّق نجاح مجهوده في صقل مستوى خطابته، ويمكن تلخيصها …
يمكننا تعريف الخطابة على أنها صناعة علمية لها أصولها ومبادئها الخاصة، تتمثَّل في إلقاء الكلام على الغير، أو مجموعة من الأفراد بهدف التأثير فيهم وإقناعهم بتصديق ما يقال لهم، وهي أحد أغراض علم المنطق بجانب صناعة الشعر والمغالطة وصناعة البرهان …
لكي تستطيع التعامل مع المشاعر والعواطف والأحاسيس، لا بد أن تقدر على فهمها والتفريق بينها، فكثيرون يخطئون في التعرف عليها رغم ما في اللغة العربية من وضوح في تعريفها وفصل بعضها عن بعض، فالمترجمون الأوائل لم يصيبوا في نقلها من …
طريق العلاج يبدأ من الطفولة وتكوين أطفال آمنين، فلا بد من التعامل معهم بصفتهم كيانًا منفصلًا له حقوق واحتياجات ومنظومة عاطفية خاصة، وتقديم الرعاية والاهتمام والحماية إليهم وفهم احتياجاتهم وانفعالاتهم والاستجابة المستمرة والمستقرة لهم، وأهم ما يمكن تقديمه إلى طفل …
لا ضامن لاستمرار العلاقات لأنها يمكن أن تنتهي لأي سبب، وليس نمط التعلق وحده الذي يحدد نجاح العلاقة واستمرارها، بل يعتمد الأمر على تفاعل الأنماط بعضها مع بعض ومع الظروف المحيطة بها؛ الآمن يؤمن بإمكانية حصول الانفصال لكنه يركز على …
توجد الخلافات في كل العلاقات، ونجاح هذه العلاقات يتوقف على طريقة إدارة الخلافات، والحل الجيد لها يزيد من قوة العلاقة وحالة الرضا لدى الطرفين، والفشل يزيد من الكرب وتعرض العلاقة للخطر، ونمط التعلق يظهر في أثناء الخلافات، فاللا مكترث ناقد …
والأنماط غير الآمنة تخلّف وراءها مجموعة من الأزمات مثل أزمة الثقة، فهي ضرورية للعلاقات الصحية ولحل الخلافات والتعامل مع التحديات وباب للمشاركة والانفتاح، تنبع من داخلنا ومن عدم الثقة بالنفس، فالقلِق يرى الآخرين غير مضمونين ومتقلبين، واللا مكترث يرفض الثقة …
تنشأ من الأنماط غير الآمنة مجموعة من المخاوف، مثل الخوف من الحب، فهو حيلة دفاعية لا واعية أمام الرفض والهجر، ليس الأمر أننا لا نحتاج إلى الحب، بل نخاف التقرب منه ومن حالات الضعف والاحتياج، واللا مكترث هو الأكثر خوفًا …
نجاح العلاقة يتطلب حميمية، وهي حالة من الألفة والونس وعدم الغربة والارتياح للآخر، والحميمية مع النفس تساعدنا على التواصل مع أعماقنا بنوع من الارتياح، ومع الآخرين تعطينا القدرة على الدخول إلى أعماق الآخر، وهي تحصل على عدة مستويات بداية من …
غير الآمن قد يكون تجنبيًّا غير مكترث، خائفًا من الحب ويميل إلى الانفصال عن مشاعره، ورغم ذلك فهو يحتاج إلى الحب، ولا يحب حديث العاطفة ويعتمد على نفسه ويرى العلاقات عبئًا وتعبًا وأنه غير جاهز لها وأن الحب وهم، والأولوية …
نمط التعلق الآمن هو السعيد في الحب المتوازن المستقر، الذي يثق بنفسه وبالآخرين ويرى أنه يمكنه الاعتماد عليهم، ويعبر بسهولة وهدوء عن مشاعره وأفكاره ويحب التواصل والمشاركة، ولا يخاف الرفض أو أن يكون وحيدًا، وهو كذلك غير درامي في العلاقات، …
يولد الطفل بغريزة للتعلق وإنشاء العلاقات بهدف الاقتراب من آخر يقدم إليه الحماية والاطمئنان ويساعده على النمو النفسي والاجتماعي والعقلي، والتعلق رابطة عاطفية ونفسية مع شخص آخر، وطوال حياتنا في بناء العلاقات نتأثر بعلاقتنا الأولى مع الأم، وليس الأهم في …
في عام ٢٠١٥م تصارعت مختلف الفئات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن ذلك بسبب حدث كارثي ما، وإنما كان السبب هو لون لباس ما، نعم مجرد لون، إذ ظهرت صورة لملابس اختلف الناس في تبين لونها، اختارت مجموعة منهم اللون …
على الرغم من حقيقة أننا -البشر- ننتمي إلى الفصيلة نفسها، ونعيش على الكوكب نفسه ونمر بالمراحل العمرية نفسها ونختبر المشاعر البشرية نفسها، فإننا نميل إلى تجاهل نقاط التشابه ونركز على اختلافاتنا فقط، وهو ما يؤثر في رغبتنا الداخلية لتكوين الصِّلات، …