لما كان الدين هو الأساس في المجتمع الإسلامي، فإن التربية هي لب وجوده وبقائه، وتبدأ التربية الدينية والأخلاقية من الأسرة، وتستمرُّ خلال جميع المراحل الدراسية، ويهتم الإسلام اهتمامًا خاصًّا بالقضاء على جميع أشكال التربية الخاطئة من خلال تحريم جميع المسكرات …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
من يريد أن يحيا متوازنًا فمثله كمثل الذي يسير فوق حبل مشدود، والمسلم يصبو إلى التوازن الذي هو رمز للكمال، فتكاليف الإسلام شاملة وكثيرة، والمسلم المتوازن يحاول أن يؤديها كلها، فالالتزام بالواجبات الشرعية يضمن لنا عدم الانجراف وراء الانحدار أو …
المجتمع الإسلامي هو جماعة منظَّمة من المؤمنين أساسه العنصر الديني والانتماء الوجداني بهدف إعادة تشكيل الإنسان وتجديد حياته الروحية، ولا يمكن إقامة المجتمع المسلم على أساس مصالح اقتصادية واجتماعية، بل قوام المجتمع المسلم هو العضوية الروحية، حيث العلاقة بين الناس …
الوعي يكره الفراغ، ويميل الإنسان إلى ملء هذا الفراغ بتكوين انطباعات ذهنية حتى إن لم يستكمل الحد الأدنى من المعطيات، كما أنه يألف ما اعتاد الاحتكاك به، وهذا الإلف إنما يتجسد في حالة من اللا مبالاة، وكذلك تجنب طرح الأسئلة، …
يشكِّل الحط من قدر الفكر الإسلامي من ناحية، ورفضه من ناحية أخرى جوهر الأوضاع الراهنة للشعوب المسلمة، فكل نجاح وإخفاق من الناحيتين الأخلاقية والسياسية مجرد انعكاس لفَهم هذه الشعوب للإسلام وكيفية تطبيقه في الحياة، فقد كان ضعف تأثير الإسلام في …
القُراء المخضرمون الذين يستوعبون الأفكار الكبيرة والألفاظ العميقة لم تولد موهبتهم من عدم، وإنما كانوا مُهيئين في الأساس للتفاعل مع هذا الطرح العميق، وعلى الصعيد الآخر فإن معظم الناس أبعد ما يكون عن الأفكار الحقيقية المؤثرة في تشكيل العقول، فهل …
يعتمد مفهوم النهضة في الإسلام على جانبين؛ وهما تهذيب الإنسان وتنظيم العالم، وينقسم الناس في موقفهم تجاه ذلك المفهوم إلى قسمين، وهما: المحافظون المتعلِّقون بالأشكال القديمة، ودعاة الحداثة المتطلِّعون إلى النمط الأجنبي، والمشترك بينهما أن كلًّا منهما ينظر إلى الإسلام …
يتميز المجتمع الإسلامي بانقسامه إلى عدة فئات، فئة متفائلة وأخرى متشائمة، والأخيرة رجال من طراز خاص، فالنوع الأول يهتم بالأمور الروحية، وينأى بأفكاره وسلوكه عن التوازن، فهو يُفرط في صفاته الجيدة لتجد طيبته سذاجة، وهؤلاء الأشخاص يميلون إلى مساحات الراحة …
توجد أمور لا يمكن تغييرها في هذه الحياة وعلى وعورتها لا تتحرك قيد أنملة، ومن الحمق والغباء الاصطدام معها بغرض تغييرها أو ليِّها، والمتفائل الكيس في هذه الحال يتقبل ويهادن ما لا يسع أحدًا تغييره أو تجنبه، لأن العبقرية كما …
أكثر ما يشد الانتباه في العلاقة بين الحب والتفاؤل هو كون الحب أوسع في تجلياته من فكرة أنه طبيعة جبل عليها أصحاب الشهرة والجمال والنفوذ، بعد الإقرار بأنه مهارة مكتسبة تنال ببذل الرعاية والاهتمام وتموت بالفتور والإهمال والعمى، وهذا يجعل …
وفي هذا تباين ومفارقة إذ يقترب التفاؤل من المرح لا السعادة الواهمة، فالمتفائلون يجدون طريقهم إلى السرور وإضفاء البهجة، ولكنهم يخدعون بوعود السعادة المطلقة الممتنعة التحقق والديمومة.
لا يكون المتفائل إلا ممتنًّا شاكرًا فمغزى التفاؤل الحقيقي هو الحمد والامتنان وتحسس النعم، ونقيضه الضجر والسخط والنكران ما يستجلب به الاستياء والتشظي بعثرة العزائم وتدمير الجهود.
يُعرّف اليقين بأنه رؤية الحقائق بالقلب قبل المعاينة، والاطمئنان لها وإن ندرت براهينها واحتار العقل في تصور تراكيبها، إذ يكفي المتيقن منها ما يزيح عن بصره عبثية التجاحد وعشوائية التواكل وضبابية الشكوك.
من مميزات الشخصية المتفائلة أنها لا تقف مكتوفة الأيدي أمام المشكلات الكبيرة باحثة عن حلول كبيرة مشابهة، لأنها تؤمن بوجود الحل الجزئي وتبحث عنه، فلا يوجد لديهم وضع لا يمكن التعامل معه أو مشكلة لا يمكن حلها، ولأن أكبر الأخطاء …
يظهر موقف شحرور من عِلم الله في قوله: "علم الله هو علم بكافة الاحتمالات قبل وقوع الحدث، ولكنه ليس علمًا حتميًّا بأي خيار أو احتمال سيتخذه زيد أو عمرو"، وهذا الذي يعتقده شحرور مثل من يقول: أنا أعلم الغيب، فنقول …
ونحن نخشى الموت رغم أننا نحب لقاء الله حياءً منه، ووجلًا من تقصيرنا وقلة زادنا، فلا ندري إلى أين مصيرنا، والله يرسل إلينا علامات تنذرنا لنتعظ بها كالمرض، وكبر السن والشيب، وفقد الأحبة، ورؤية القبور.
إن موقف شحرور من قدرة الله يظهر في قوله: "الحركة والسكون معًا وبشكل مطلق ومتكافئ تكون بإرادة الله"، فعنده أن "عمرو" إذا تحرَّك فهو الذي اختار الحركة بنفسه، وإذا سكن "زيد" فهو الذي اختار السكون، من ثمَّ يترتب على ذلك …
وكيف لا نحبه وقد أرشدنا إليه بآثار قدرته في الكون،كيف لا نحبه وقد أنعم علينا بالإسلام وكفى به نعمة، بل كيف لا نحبه وهو يقول في الحديث القدسي: "إذا تقرَّب إليَّ العبد شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليَّ ذراعًا …
يرى محمد شحرور أن "كلام الله" هو عين مخلوقاته، فيقول: "كلمة الشمس عند الله هي عين الشمس، وكلمة القمر هي عين القمر"، ثم يقول: "أي أن الوجود المادي (الموضوعي) ونواميسه العامة هي عين كلمات الله!"، وهذا الذي يقوله شحرور يعني …
ونحن نحب رسول الله (ﷺ) لأننا لولاه ما اهتدينا، وقد بذل (صلوات ربي وسلامه عليه) من أجلنا ومن أجل أن يصلنا الحق من دمه ونفسه، نحبه لعلنا نُحشَر مع من نحب، نحبه بحبه لنا، وهو الذي يقول: "وددت لو أني …
قام شحرور بتوسيع دائرة هجومه لتشمل أهل اللغة والتفسير من أجل إتاحة الفرصة ليتلاعب بمعاني آيات القرآن، فيقول: "انطلق المفسرون وأهل اللغة وأصحاب المعاجم من روح تشخيصية ظاهرية في فهم (حد) الرجم، هذه الروح التشخيصية التي تأخذ اللفظ على وجه …
وليس من باب للدخول على الله هو أوسع من باب الافتقار إليه والتذلُّل بين يديه، وأكثر ما يكون ذلك وقت المحن، بالإقرار بأنه الغني وأنك الفقير إليه، وبأنك ضعيف لا حول ولا قوة لك إلا به، ولا ملجأ لك منه …
تنقسم العلوم إلى نوعين، النوع الأول (العلوم المحصورة)؛ كعلوم اللغة والعلوم الشرعية، إذ إن تلك العلوم اكتملت في زمانها، وبالتالي لا يمكن القول إن هناك شاهدًا لغويًّا لم يكن معروفًا عند السابقين، أو القول إن هناك آيه قرآنية أو حديثًا …
وعلى المؤمن أن يكون حييًّا، يستحي من نفسه، التي ستشهد عليه في الآخرة، فعينه التي نظر بها إلى الحرام ستشهد عليه، ويده التي بطش بها، وقدمه التي سار بها إلى معصية، يقول تعالى: ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ …