كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار – عبد الرحمن الجبرتي
محتوى
كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار يعد من أهم كتب المؤرخ التاريخي عبد الرحمن الجبرتي الذي يعتبر أشهر مؤرخ في تاريخ مصر. قام بكتابة وتسجيل بعض المدونات التاريخية والتي تعد من أهم المدونات، حيث قام فيها بتسجيل تاريخ مصر. وتعتبر مؤلفاته من الوثائق المميزة للتاريخ المصري السياسي والاجتماعي. تميز أسلوب عبد الرحمن الجبرتي بالصدق والحيادية، وكان أسلوب كتاباته بسيط، ويشتمل على الدقة والمتعة بين سطوره. وفي هذا المقال سنقدم مراجعة لهذا الكتاب.
المؤلف | عبد الرحمن الجبرتي |
لغة الكتاب | اللغة العربية |
جهة نشر الكتاب | الهيئة العامة لقصور الثقافة |
عدد مجلدات الكتاب | 4 مجلدات |
التصنيف | كتب تاريخية |
نبذة عن كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار لـ عبد الرحمن الجبرتي
كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار هو من أهم كتب المؤرخ التاريخي عبد الرحمن الجبرتي الذي يعتبر أشهر مؤرخ في تاريخ مصر. وتُعد أعمال الجبرتي ذات أهمية كبيرة ونادرة في تاريخ مصر، وذلك لأن كتاباته من واقع عاش فيه وشهد عليه وعلى أحداثه.
وكانت شدة ملاحظة الجبرتي لكل ما يحدث حوله من أحداث عونًا له في كتابة هذا الكتاب. وتميز أسلوب الجبرتي بالصدق والدقة والواقعية في كل ما كتب، حيث تُعد كتبه من أكثر المصادر التاريخية الصادقة التي يعتمد عليها الباحثون في تاريخ مصر.
بدأ الجبرتي كتابة كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار بمقدمة يتحدث فيها عن التاريخ وأهميته، ثم قدم بعض النصائح للحكام، وشرع في تسجيل أحداث التاريخ وكتابته، وبدأ بسرد الأحداث التاريخية بداية من ضعف الخلافة العباسية وصولًا للفتح العثماني، وهو كتاب مطول وأحداثه مرتبة على شكل وقائع وأحداث يومية عايشها الكاتب.
وذكر كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار أسماء حكام مصر ومن تولاها من الباشوات، وذكر حوادث مصر وولاتها وتراجم أعيانها ووفياتهم، كما ذكر المشايخ والعلماء، وتحدث عن الثوارات والأزمات التي مرت بالبلاد حتى فيضان النيل. ويتسلسل الجبرتي في ذكر الأحداث، والتي توضح الكثير من خبرته ومعرفته بالحياة العامة الدينية والاجتماعية والسياسية في مصر.
كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار شمل أيضًا الحديث عن الفتن والمعارك التي دارت بين الحكام والسلاطين المماليك، وأوضح مدى الضعف الذي كانت عليه الدولة العثمانية في تلك المرحلة وكيف كانت له نتائجه السيئة على الدول العربية التي سيطرت عليها، وما نتج عنه خلال سنوات قليلة من تدهور الحالة الاجتماعية للمصريين بسبب سيطرة بعضهم على كبار الدولة من المماليك الذين تجعلهم الدولة العثمانية على ولاية مصر.
وقد تطرق الكتاب للحديث عن تاريخ الحملة الفرنسية بجميع أحداثها، ويتضح في هذا الجزء التاريخي ثقة الجبرتي في نقل أحداثه التي عاشها بنفسه وشهد أحداثها كاملة بين الفرنسيين والمماليك، ويسرد فيه الجبرتى الوقائع بكل حيادية، وذكر كذلك كيف كان الفرنسيين يتقربون إلى أهل مصر بخطاباتهم الدينية العاطفية. ويظهر الجبرتي أن أصحاب العمائم والتجار يتصدرون المشهد، ويقومون بدور الوسيط بين الفرنسيين والشعب في ذلك الوقت.
كما وأن كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار تمت ترجمته إلى اللغة التركية بعد أن نقله الوزير العثماني إلى تركيا وعرضه على السلطان سليم الثالث والذي أمر بنقله من اللغة العربية إلى اللغة التركية سنة 1807م.ز
نبذة عن حياة المؤلف والمؤرخ التاريخي عبد الرحمن الجبرتي
نشأة عبد الرحمن الجبرتي
مولده
ولد عبد الرحمن الجبرتي بالقاهرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر هجريًا الموافق عام 1169هـ ومنتصف القرن الثامن عشر ميلاديًا الموافق الأول من شهر يناير لعام 1754مـ. ويذكر بعض المؤرخون أن عبد الرحمن الجبرتي من أصول هاشمية النسب. هاجر أجداده من الجزيرة العربية إلى الصومال ومصر وبعض الدول العربية الأخرى.
وسُمي الجبرتي نسبة إلى بلاد جبرت بالصومال، حيث قدم أبو جده من هناك إلى القاهرة للدراسة بالجامع الأزهر ثم قرر أن يستقر بها.
والده
والد عبد الرحمن الجبرتي هو حسن برهان الدين الجبرتي، واسمه كاملًا هو حسن بن إبراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الجبرتي العقيلي الهاشمي كما ذكره المؤرخون. كان يعمل بالتدريس في مدرسة ببولاق، وكان من أهم علماء الأزهر الشريف، وأحد الأثرياء نتيجة عمله بالتجارة أيضًا بجانب كونه متخصصًا بعلوم الفلك والرياضيات.
كان والد عبد الرحمن الجبرتي يمتلك مكتبة مليئة بالكتب العلمية والدينية، وكان الكثير من العلماء والمشايخ وطلاب الأزهر يقومون بالتعلم منه والاستفادة من علمه الشرعي الغزير، حتى توفي والده عام 1188هـ و ترك له معارف من العلماء والشيوخ بجانب الكثير من الأموال.
نشأته
نشأ عبد الرحمن الجبرتي في بيت يملؤه العلم والدين، وكان تحت رعاية والده واهتمامه الكبير، حيث كان عبد الرحمن هو الابن الذكر الذي عاش لوالده من أبنائه. حفظ عبد الرحمن القرآن الكريم وهو في سن صغير، كذلك كان عبد الرحمن يحفظ الكثير من الأحاديث والكتب التي كان يُعلمها والده للعلماء والشيوخ في منزله.
علم عبد الرحمن الجبرتي
درس عبد الرحمن في الأزهر الشريف وتعلم علوم الفقه واللغة فيه، ثم عكف على مكتبة والده وتعلم من الكتب التي بالمكتبة الكثير من علوم الفلك، والحساب، والهندسة وغير ذلك. وكانت لدى عبد الرحمن رغبة شديدة للمعرفة والاطلاع والترحال، فتنقل في أنحاء مصر لجمع العلم وتواصل مع العلماء في عصره للتعلم منهم.
حياة عبد الرحمن الجبرتي
جمع الشيخ عبد الرحمن بين العلوم الشرعية وعلوم الفقه وأصبح من علماء الأزهر، وبدأ يُدرس علمه لعلماء عصره، ومن هنا بدأت تتكون لدى الشيخ الكثير من الخبرة والفهم والإدراك للواقع من حوله وطبيعة المشكلات التي يمر بها بعض الناس.
كان الشيخ عبد الرحمن لا يشعر بالراحة والرضا من أعمال وأخلاق بعض زملائه في الأزهر، مثل عدم إخلاصهم فى العمل، واهتمامهم بجمع الأموال فقط، والمشاجرات الكثيرة، والخصام فيما بينهم. وكان هذا الشعور السبب في تعلم الجبرتي للنقد، والتحليل، وطبيعة المشكلات التي يمر الناس بها في تلك الفترة.
كما كان يتنقل بين القرى والمدن في أنحاء مصر بحثًا عن العلم والعلماء، حيث كان محبًا للتنقل والترحال. وكان عبد الرحمن يجالس عامة الشعب والفلاحين، وساعده هذا كثيرًا على فهم طبيعة الحياة في القرى المصرية، ومعرفة ما يعانيه الناس من صعوبة في العيش، وعلم بكثير من أخبار البلاد وساكنيها مما جعله هذا صادقًا في كتاباته وتحليله للأحداث في مؤلفاته.
قيمة مدونات وأعمال عبد الرحمن الجبرتي
كذلك كان الجبرتي يدون كل ما يحدث حوله بأدق تفاصيلها، وكان يستغرق الكثير من الوقت في هذا الأمر، ويبحث عن مصادر ومراجع لما يكتبه ويدونه، حتى إنه كان يدون الأسماء أيضًا، فدون أسماء الشيوخ وشيوخ الجامع الأزهر وعلمائه، كما دون أسماء من اشتهروا بالعلوم الدينية، والفقهية، والشعر، والأدب، والخطابة، وكل أنواع العلوم، ولم يكتفي بذلك بل دون أسماء الأمراء والحكام.
قام الجبرتي بعمل سجلات لمعرفة الوقت، والصلوات، ورؤية هلال شهري رمضان وشوال بحكم خبرته الفلكية التي اكتسبها من والده. ويعود الفضل للجبرتي في تدوين تاريخ مصر في تلك الفترة، فسجل حوادث وأخبار. فهو يقوم بجمع الأخبار ويستطلع ويجمع عنها ثم يدونها .
واعتمدَ أسلوب الجبرتي على التجرُّد، والحيادية، والصدق في كل ما كتب، فكان يكتب بلا عاطفة ودون شعور أو إحساس خاص به. وكان يتميز الجبرتي بعدم تفاخره بأعماله وبنفسه، واستحق بذلك أن يلقب بمؤرخ الشعب.
العصور التي عاشها عبد الرحمن الجبرتي وشهدها
شهد الجبرتي على محاولات المماليك التمرد على الدولة العثمانية أثناء فترة ضعفها، كما شهد مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798م والتي كانت بقيادة نابليون، وشهد أيضًا تولي محمد علي الحكم في مصر، والذي مع بداية حُكمه شهدت مصر مرحلة جديدة في تاريخها نتيجة التغيرات التي حدثت في نظامها الإقتصادي والسياسي والاجتماعي.
كان محمد علي مهتمًا بتأسيس دولة قوية وإقامة مشروعات ضخمة عليها، فاستخدم مبدأ الأشغال والأعمال الجبرية على المصريين، وذلك للإجبارهم على تنفيذ تلك المشروعات ولم يهتم بالمصريين كاهتمامه بالمشروعات التي كان يفكر بها.
كان الجبرتي شاهدًا على الظلم الذي تعرض له المصريين من المماليك، والعثمانيين، والفرنسيين، والأشغال التي فرضها عليهم محمد علي، فكان مدافعًا عن المصريين، وحقوق الإنسان. حيث كان يؤمن أن الدولة فقدت صوابها بغياب العدالة عنها، وأنه لا قيمة لتلك المشروعات لو ضاعت الإنسانية. وأخذ الجبرتي على عاتقه تدوين كل ما يحدث في تلك العصور المهمة والتي تعتبر من أهم نقاط التحول في تاريخ مصر الحديث.
عبد الرحمن الجبرتي والحملة الفرنسية
كان الجبرتي يبلغ من العمر 44 عام عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر، وكان مشغولًا بجمع الأخبار وتدوينها، فاستمر في ذلك وسجل تحركات الجنود الفرنسيين وأعمالهم وأقوالهم ونظام حياتهم داخل مصر، فقام بتدوين الحياة السياسية لهم وتكلم فيها عن نظام الحكم بين الجنود والقادة الفرنسيين ومنشوراتهم وتقاريرهم، كما دون الحياة الاجتماعية كعادته وسجل الأحداث التي عاشها بنفسه وشاهدها، والمواقف الشخصية، وتكلم عن حياة الفرنسيين وطبيعتهم.
والذي ساعد الجبرتي على جمع كل تلك المعلومات أنه كان كثير الذهاب للمنشآت الفرنسية في مصر، وكان يتقابل مع الكثير من رجالهم ونتيجة لذلك أصبح عضوًا في الديوان الوطني الذي أسسه جنرال فرنسي يدعى مينو.
النقد الذي تعرض له عبد الرحمن الجبرتي
تعرض الجبرتي للكثير من الانتقادات والتهم، وذلك بسبب تحركاته مع الفرنسيين والود الذي يجمعه معهم، فقد اتهمه المصريين بالتعاون مع فرنسا، بينما اتهمه الفرنسيون بتعصبه ضد المظاهر الحضارية التي كانت تدعي فرنسا أنها تقدمها لمصر والعالم العربي والإسلامي.
تكريم عبد الرحمن الجبرتي
تم تكريم الجبرتي عام 1973م من الدولة، فأصدرت طوابع للبريد تحمل اسمه وصورة له أثناء الإحتفال بثورة 23 يوليو. وفي فرنسا عام 1980م نُشر عنه كتاب باسم “يوميات الجبرتي في مصر أثناء الحملة الفرنسية”.
حادثة مقتل ابن عبد الرحمن الجبرتي
في ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 1238هـ، تفاجأ الجبرتي بوفاة ابنه خليل مقتولًا، والذي كان يعمل بوظيفة التوقيت بقصر محمد علي في ذلك الوقت، وكثرت الأقاويل حول سبب مقتله ولكن أغلبها يشير إلى أن السبب هو رفض الجبرتي كتابة كتاب لمدح محمد علي، و قد تعرض الجبرتي للتهديد من محمد علي ولكنه أصر على الرفض.
وفاة عبد الرحمن الجبرتي
تأثر الجبرتي كثيرًا بمقتل ولده، وتوقف عن مسيرته الطويلة للكتابة والتدوين، فكان شديد الحزن والألم لفراقه وظل يبكيه حتى فقد بصره، ومكث في بيته لا يقرأ ولا يكتب ولا يتابع الأخبار كعادته. حتى توفي الجبرتي ولحق بابنه بعد ثلاث أعوام من وفاته. وبعد وفاته أمر محمد علي بحرق مكتبة الجبرتي وكتبه ومؤلفاته.
مؤلفات عبد الرحمن الجبرتي
كتب الجبرتي كتابين في غاية الأهمية للتاريخ المصري، المؤلف الأول هو كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار، وهو مكون من أربعة مجلدات يتحدث فيه عن الفترة بداية من 1688م وحتى 1821م، وسجل فيه تاريخ مصر بشكل عام وخاص. أما المؤلف الثاني فهو كتاب مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس، وسجل فيه فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من 1798م وحتى 1800م.
هل أعجبتك مراجعة هذا الكتاب؟
User Review
( votes)المصادر:
- عبد الرحمن الجبرتي : https://a5dr.com/wiki/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%aa%d9%8a/
- علماء مصريين شرفوا مصر والعرب : https://salehya.yoo7.com/t1874-topic
- أُصيب بالعمى بعد أن تم قتل ابنه وعندما مات تم دفنه في غرفته.. ما لا تعرفه عن أشهر مؤرخ مصري : https://eg.opera.news/eg/ar/sex-relationship/bc9d3b49f1bad4dddee9d37080665935