التعامل مع الفراغ الداخلي
محتوى
تقريبًا كل شخص اتولد فينا بحفرة جواه … من الصعب وصف الحفرة دي بدقة …. ومحدش علمنا ازاي نتعامل معاها؟
عشان كدا بنلاقي نفسنا علي طول بنحاول نملاها؛ دا المنطقي اللي بيحصل غالبًا مع الحفر … طعام، جنس، مخدرات، كحول، تدخين، وظيفة أفضل، تليفون أحدث،
بس الحفرة دي مختلفة عن بقية الحفر؛ لأن مهما مليتها بتصحى تاني يوم تلاقيها فاضية زي ما كانت!
أيًا يكن الحاجة اللي حاولت تملاها بيها فالأمر بينتهي مع شعور بالفراغ جوانا. زي الشعور اللي بتحس بيه كدا بعد 6 ساعات من التقليب على السوشيال ميديا من غير هدف، شعور إن فيه حاجة ناقصة!
الحفرة هتفضل دايمًا موجودة؛ ودا لأنها جزء من تكوينا البشري، هي اللي بتميزنا عن الحيوانات، والجمادات.
طيب احنا المفروض نعمل ايه؟ – ممكن نغير حجم الشعور بالفراغ المصاحب للحفرة، لو عملنا كام حاجة.
1- إننا نركز على تطوير نفسنا، وتحسين قدراتنا.
مشكلة الحفرة إنها بتخلينا ندفع وقت وفلوس واهتمام؛ علشان نسدها، وبنركز على الشعور بالفراغ المصاحب ليها دونًا عن باقي المشاعر. عشان كدا، الحل إننا نهتم بجسمنا، وعقلنا، واهتماماتنا التانية.
الحفرة هتفضل موجودة، وصرف وقت واهتمام عليها بيأثر سلبًا على باقي النواحي. مارس رياضة، اتعلم عادة جديدة، طور من مهاراتك. المهم تبص لحاجة مختلفة عن الحفرة
2- أبدع في حاجة.
لو أنت بتحب الكتابة مثلًا، أو الرسم قضي وقت زيادة في تعلم الأساسيات، وتطوير مهاراتك في الحاجة دي، وتحسين مستواك فيها
لما تعيد توجيه انتباهك لحاجة بعيد عن الحفرة أنت مش هتبص بعيد عنها وبس، دا أنت هتنسى الأحساس المصاحب ليها، وهتبدأ تنتبه لأحاسيس تانية، متعلقة بمواهب وإنجازات بمشاعر تانية مختلفة خالص.
الإبداع فيه حاجة مختلفة عن الأكل، أو المخدرات، أو الجنس … الابداع .. هتصحى تاني يوم تلاقي الإحساس موجود زي ما هو، مستنيك علشان تكمل فوقه … عكس الاكل مثلا اللي هتصحي كل يوم تبدا من الاول فيه
بدل ما أنت قاعد على النت بتشتكي من الإحساس بالفراغ، وإن محدش فاهمك، أو قادر يساعدك وإن كل الحلول مؤقتة، أبدأ دور على نفسك في حاجة بتحبها
3- التأمل.
السبب في إننا بناخد وقت كبير علشان نتعلم مهارة التأمل، وإننا نبدأ نفكر في أحوالنا، ومستقبلنا، إن دا بيخلينا في مواجهة مباشرة مع حاجات أحنا بنهرب منها أصلًا.
مش عاوزين نفكر في ماضينا، ولا مستقبلنا، ولا أفعالنا الحالية. كل محاولة للانفراد بالنفس بتسبب شعور بالألم، وبنكون عاوزين نبعد عن الشعور دا بمسكن، أو بحاجة بتلهينا.
بس الحقيقة التأمل، والتفكر الداخلي شيء مهم جدًا،
4- قايمة الإنجازات
الشعور بالفراغ بيسبب إحساس بعدم القيمة، أو الاستحقاق. والواحد بيبدأ يقارن نفسه بناس تانية؛ عمالة تعمل إنجازات، وتقديره لنفسه بيقل أكتر وأكتر وأكتر.
ابدأ كتابة إنجازاتك مهما كانت صغيرة، وكل ما الأفكار السلبية تهاجمك، أو تحتاج تزود إنجازاتك اقرأ القايمة دي.
وعلي فكرة إنجازاتنا مش شرط تكون مادية، أو ملموسة بشكل كبير. دعمك لصديق، إدخال سرور على حد، قراءة كتاب، خروجة تغير فيها جو، كلها حاجات تعتبر إنجازات تستحق الاحتفاء بها، وتسجيلها، وتكرارها.
ممكن كمان تضيف خانة كمان بجوار قايمة الإنجازات وهي (قايمة الحاجات اللي بتخليني أشعر بالسعادة).
ودي الحاجات اللي بتخليني أشعر بقيمتي كإنسان. مثلًا تعلم هواية جديدة، تنزه، اتصال بشخص، قراءة. ونضيف معاهم مميزاتنا.
مميزاتنا كبشر، مميزاتنا كأصدقاء، مميزاتنا كأزواج، مميزاتنا كآباء، مميزاتنا كأمهات..