العيش كصورة على مواقع الانفصال الاجتماعي
محتوى
لو دخلت بيت الوقتي ولقيت أصحابه بياكلوا على نفس الترابيزة، بس كل واحد فيهم ماسك موبايله وفي وادي بعيد عن الباقي،
أو لقيت اتنين صحاب قاعدين في مكان واحد، وواحد منهم يكتب للتاني على الفيس بوك (كل سنة وأنت طيب) رغم إنه قاعد جنبه، ومقلهاش له بشكل مباشر؛ فمتستغربش.
دا من تأثيرات مواقع التواصل علينا.
إدمان الهاتف
وسائل التواصل بتمتلك مميزات كتير، زي إنها قربت الناس من بعضها، وسهلت التعرف على ناس شبه بعض، ولكن ضريبة دا إنها اكتسبت هالة من المركزية في حياتنا، وأصبحنا شديدي التعلق بيها، وبنستخدمها كبديل للتفاعل الاجتماعي الحقيقي
الشبكات الاجتماعية حولتنا لمجرد أرقام وصور، على الشاشة، واستولت على انتباهنا، ووقتنا لدرجة تقترب من الإدمان،
دا … خلي .. فتح الإنترنت؛ علشان نشوف إشعار وصل؟ ولا لأ مثلا؟ من أساسيات يومنا
وخلانا مبقيناش قادرين نقرأ مقالة كاملة ف كتاب ، أو نسمع لحد؛ لأن المقال المكتوب مش في سطور صغيرة، واللي هيتكلم مش هنقدر (نسرع) كلامه.
مواقع للانفصال الاجتماعي
وبكدا مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت مواقع للانفصال الاجتماعي؛ بقت بتشجع على العزلة، وتخفيض التفاعل الاجتماعي لأكبر درجة ممكنة، علشان يحل محل التفاعل الطبيعي .. اللايك واللاف والشير، وبقي كل واحد يحسب قيمته الحقيقية بعدد اللي بيتابعوه، ويعرفوه. ودا خلي الناس تفقد صلتها بهويتها الحقيقية، ويعملوا هوية تانية مزيفة.
على مواقع التواصل الكل فيها بيظهر بهيئة الشخص الحيوي، المنجز، بس في الحقيقة هو قلل علاقاته الاجتماعية الحقيقية لأكبر حد، وبقى حضوره قليل في الحياة الحقيقية، انتباهه مشتت، وأقل إنسانية، مستعجل دايمًا، ومرهق … بيتعامل بشكل آلي، وبارد،
وممكن علاقات سنين تنتهي عنده ببلوك، لإن واحد معملوش لايك على بوست!
مواقع التواصل بتتمحور حوالين ذاتنا، مش الآخرين، وبتشجعنا على اعتقاد إننا محور التركيز والاهتمام، ودا بيخلينا نغرق في حب الذات، ومنهتمش بالآخرين.
ولما حد بيبعد عنها أصحابه بيسألوه (كنت غايب فين؟) وكأن الحضور في الحياة الحقيقية أصبح غياب!
نصائح لمواقع التواصل الاجتماعي
ولو فيه نصايح ممكن نقولها لتخفيض النتايج السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي فهي كالتالي:
افتحها مرة واحدة، أو مرتين في اليوم.
بس ميكنش الصبح. لأنه هيمتص طاقتك، … بتوقفك عن استعمالها الصبح؛ هتكون أكتر نشاط وحيوية، وتقدر تنجز أكتر.
كمان متنزلش التطبيقات على تليفونك المحمول … استخدم الكمبيوتر بس.
تفقد وسائل التواصل من التليفون؛ بتخلينا نوصلها بسهولة من أي مكان، وفي أي وقت. ودا أمر عديم الفايدة، وغير منطقي، ومشتت.
بردو دور على مصادر بديلة للمعرفة.
زي المواقع الإخبارية المتخصصة، أو المدونات، أو الكتب، والخطوة دي بترتبط بخطوة تانية وهي:
*تقليل كمية المعلومات اللي بتوصلنا عن طريق الفيس بوك.
اللي مرتبطة بعدد قليل من الأصدقاء والصفحات على حساباتك.
لو قلنا (حذف) فدا هيحرك عندك مشاعر دفاعية طبيعية، وكأننا بنطلب منك تقطع علاقتك بأصدقائك الحقيقين. بس في الحقيقة معظم الأشخاص مجرد ناس وهمية، منعرفش عنهم حاجة، ولا يعرفوا عنا حاجة، وبنتابع بعض في فضول، وخلاص.
قلل عدد غير الحقيقي عشان تدي مساحة لأصدقائك الحقيقين، والناس اللي بتقابلها وش لوش؛ وتعرف تحافظ على علاقاتك معاهم.
كمان متفتحش مواقع التواصل لما تكون بتعمل حاجة مهمة.
ودا يمكن يكون أصعب الخطوات؛ لأننا لما بنعمل حاجة مهمة بنهرب من الضغط علينا لمواقع التواصل.
اخيرا ارفض التحول لرقم إلكتروني
ارفض انك تتعامل علي ان مواقع التواصل الاجتماعي بديلة عن التواصل الحقيقي.
هقولك علي تجربة ممكن تبدأ بيها عملية الرفض دي .. أفضل طريقة تقدر تختبر بيها أثر مواقع التواصل على حياتك (الفيس بوك تحديدًا) وتشوف هل هتقدر تتخلى عنها: إنك تقفلها لمدة 30 يوم، وتشوف ازاي كانت بتأثر على حياتك؟ وكنت بتقضي وقت قد ايه عليها؟ وهل إنتاجيتك، وعلاقتك باللي حواليك اتحسنت؟ ولا لأ؟ ايه اللي خسرته، وايه اللي كسبته من قفلها؟
وبكده تكون أخدت خطوة ناحية التنفيذ، ومين عارف: ممكن تقدر تسيطر على نفسك، وتستعملها بشكل معتدل، ومتخليهاش تسيطر على حياتك؛ لما تلاحظ بنفسك أثرها السلبي؟ وأثر التغيير الإيجابي في البعد عنها؟ أو تقنن وجودك عليها؟ وتحدده.
وف الختام بوجه الرسالة دي لنفسي .. عيش شهر واحد بشكل حقيقي، مش مجرد صورة على الفيس بوك .. وشوف ايه اللي هيفرق
وبس كدا.
سلام
