حسن البنا .. مؤسس جماعة الإخوان المسلمين
محتوى
هو حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي. مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول، ورئيس تحرير أول جريدة صدرت عن الجماعة. أسس البنا جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إسلامية سياسية هدفها الأول هو تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة اليومية و كذلك إعادة الحكم الإسلامي مرة أخرى للبلاد.
حسن البنا، نشأته وحياته
ولد البنا عام 1906م، بمدينة المحمودية التابعة لمحافظة البحيرة بمصر. حيث كان الابن الأكبر لأبويه المصريين.
عائلته
فأبوه هو الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي، وسمي بهذا الاسم نظرًا لعمله في إصلاح الساعات.
وكان والده عالمًا بالسنة، حيث رتب معظم أسانيد الأئمة الأربعة علي أبواب الفقه، وله مؤلفات في السنة النبوية.
وأما أمه فهي أم سعد إبراهيم صقر. كانت سيدة ذكية ومدبرة وواعية، ورث منها ابنها حسن ملامح الوجه وبعض الصفات.
وله من الأخوة الرجال أخوه “عبد الرحمن”، الذي أسس جمعية الحضارة الإسلامية في القاهرة، والتي اندمجت مع جماعة الإخوان عند انتقال حسن البنا إلي القاهرة وأصبح من الأعضاء البارزين في الإخوان.
وله “فاطمة” و”محمد” الذي توفي توفي عام 1930م، و”عبد الباسط” الذي كان ضابطًا بالبوليس ورافق حسن حتى قبيل أيام من اغتياله، و”زينب” التي توفيت وهي لم تتجاوز سنةً واحدةً من عمرها، وله “أحمد جمال الدين” المعروف ب”جمال البنا”، وله “فوزية” أيضًا.
البنا عونًا لأسرته
قام حسن بمعاونة أبيه في عمله فور تجاوزه مرحلة الطفولة، كما أنه كان دائمًا ما يقضي بعض الأعمال نيابة عن والده، حيث كان يُكلف بتسوية بعض المشكلات ببلدتهم حتى بعد انتقاله إلي القاهرة بعامين.
وعند تعيينه بمدينة الإسماعيلية، ظل حسن على دأبه يعاون أباه، حيث كان يرسل لأبيه حوالي ربع أو ثلث مرتبه شهريًا، وكان يستضيف بعض إخوته لمدد طويلة حتى يخفف عن والديه تكلفة إعاشتهم وتعليمهم.
ولم تقتصر مساعدة الابن لوالديه علي ارسال الأموال شهريًا فقط،ولكنه ساعدهم أيضًا في تربية بقية إخوته من الناحية الأخلاقية ومن الناحية العلمية، حيث كان يُمد الأب دائمًا بالنصائح التي تساعده في تربيتهم، وتساعدهم في تنشأتهم تنشأةً صحيحة.
البنا بارًا بوالديه
كان حسن نعم المثل لما يجب أن يكون عليه الابن لوالديه، فقد كان دائمًا ما يُعبر ويُصرح في خطاباته أن أسعد أيامه هو اليوم الذي فيه يرضي عنه والداه، فيقول في أحد الخطابات:”
إن اليوم الذي استطيع فيه إرضاءكم هو أسعد أيامي حقاً، وعقيدتي أنني ما خُلقت إلا لأرضيكم، وليس لي من الحق في كل ما يقدره الله لي بعض ما لكم، ذلك ما اعتقده وأقوله بإخلاص ويقين.
حسن البنا
وما كان يقول ذلك تفضلًا علي والديه بل يري أن ذلك من حقهم. كما أنه يرى أن من حق والديه عليه أن يتابعوا كل نفقاته المادية، حتى أنه في بعث في بعض خطاباته إليهم يشرح له مصروفاته خلال ثلاثة أشهرمضوا، ويذكر لهم ما تم صرفه وما الذي استدانه من الأصدقاء، ويعتذر لهم من تصرفات توقع أنها لن ترضيهم.
زواجه
كانت والدة الأستاذ تزور أسرة الصولي باستمرار، وهي اسرة ممن استجابوا لدعوة الإخوان بالإسماعيلية أسرة، كانوا تجارمتوسطين، وكانت الأسرة من الأسر المتدينة بطبيعتها وكانوا يربون أولادهم علي الدين.
وفي إحدى زياراتها، سمعت الأم صوتًا عذبًا يتلو القرآن فسألت عن صاحبة ذلك الصوت فقيل لها إنها ابنتهم تصلي، فرجعت الأم إلى ابنها، وأشارت عليه الزواج من هذه الفتاة الصالحة، فكان ما أشارت به عليه، فقد تزوجها فظلت تشاركه حياته حتى تم اغتياله.
البنا يهتم بأولاده
كان حسن دائم الاهتمام بشئون أولاده كلهم، فقد كان لكل أبن منهم ملف خاص به يكتب فيه بخط يده كل ما يتعلق بالابن، من تاريخ الميلاد ورقم قيده وتواريخ تطعيمه وكذلك كل الشهادات الطبية صدرت له في حياته وكذلك الشهادات الدراسية ويدون عليها البنا ملاحظاته.
وتروى ابنته ثناء عن حُسن معاملته لهم وطيب رعايته فتقول:
وكان عند عودته ليلاًن إذا وجدنا نائمين يطوف علينا ويطمئن علي غطائنا ويقبلنا ، بل يصل الأمر أنه كان يوقظ أحدنا ويصطحبه إلي الحمام .
ثناء حسن البنا
وكان كريماً معهم جميعًا، فقد كان يعطي كلًا منهم ثلاثة قروش يوميًا، وكان يضيف لابنه سيف الإسلام مصروفًا شهريًا نصف جنيه لشراء الكتب وتكوين مكتبه الخاصة، وكان يتابع دائمًا وباهتمام كل ما يقرأه أبناؤه ويطلعون عليه رغم مشاغله في جماعة الإخوان والدعوة.
ولتأسي حسن بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم وبالحديث الذي يقول: “إن الله يحب المؤمن المحترف” فقد أرسل ابنه الوحيد سيف الإسلام إلي مطبعة الإخوان ليتعلم فيها مهارة الطباعة.
حسن البنا، دراسته وتعليمه
افتتح حسن دراسته بالقرآن الكريم والثقافة الإسلامية، فقد أراد له أبوه – رحمه الله – أن تكون نشأته نشأة إسلامية حقيقية، فأصر علي أن يحفظ القرآن، كما استكمل له أبوه بعض جوانب الثقافة الإسلامية في سن مبكرة، وبعد ذلك أرسله إلى شيخه الأول الذي كان كفيفًا.
التحق بعدها بمدرسة الرشاد الدينية، وكانت تقوم على الإعانات الأهلية، ولكنها كانت تختلف عن باقي الكتاتيب المنتشرة وقتها، فقد كان على الأطفال أن يدرسوا في نهاية يوم الخميس حديثاً جديداً يشرح لهم حتى يفهموه،قم يحفظونه ويكررون ما سبق من الأحاديث التي سبق دراستها.
كما كان يُدرّس بها الإنشاء والقواعد والتطبيق، وشيء من الأدب في المطالعة أو الإملاء، واختيارات مميزة وممتازة من جيد النظم أو النثر.
ثم التحق بالمدرسة الإعدادية، وقد شارك في جمعية منع المحرمات في المدرسة، ترأس مجلس إدارة جمعية الأخلاق الأدبية في المدرسة أيضًا. استمرالبنا في هذه المدرسة سنتين فقط. كما أنه التحق بمدرسة المعلمين الأولية الواقعة بمدينة دمنهور.
البنا وحيرته ودار العلوم
ولما رآه بعض زملائه من غزارة علمه وسعة اطلاعه، عرضوا عليه المذاكرة معًا لكي يتقدموا إلي كلية دار العلوم العليا. كان للبنا رأي في العلم والتعلم، استقاه من رأي الإمام الغزالي – رحمه الله – وهو أن العلم الواجب هو العلم الذي يحتاج إليه الإنسان في أداء الفرائض وكسب العيش ثم ينصرف بعد ذلك إلي العمل.
ظلت هذه الفكرة تدور في عقله، حتى تغلبت هذه الفكرة علي نفسه إلى أن استطاع أحد أساتذته وكان يُدعي الشيخ “فرحات سليم” أن يُغير رأيه وأقنعه بالالتحاق بالكلية.
البنا وجماعة الإخوان المسلمون
في 1924م، وبعد إلغاء الخلافة الإسلامية أصبح البعض ينظرون للدين كأنه علامة على الجهل والتأخر والتخلف عن الحضارات، وخلع الكثير من النساء الحجاب، فحمل البنا هذا على عاتقه، وعمل على تكوين مجموعة من الدعاة المتحمسين للدعوة من طلبة دار العلوم والأزهر، وخرجوا إلى الناس يعظونهم وينصحونهم ويرشدونهم إلى التمسك بالدين واتباع السنة النبوية.
وفي عام 1927م، عُين مدرسًا بمدارس الإسماعيلية للبنين. لم يتوقف عن دعوته رغم عمله، واختار أن يتوجه بالدعوة للناس في المقاهي التي تزدحم بالناس.
ثم أسس البنا جماعة الإخوان المسلمون في الإسماعيلية. وعندما إلى القاهرة ليعمل هناك كمدرس،وأخذ يدعو المسلمين إلى العودة إلى كتاب الله والسنة النبوية، حتى انتشر أمر الإخوان المسلمين وبلغ عددهم في ذلك الوقت أكثر من نصف مليون فرد.
اغتيال حسن البنا
وفي الثاني عشر من شهر فبراير عام 1949م، دُبّر الأمر لاغتيال حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فأُطلق عليه سبع رصاصات استقرت جميعها في جسده أمام مقر جمعية الشبان المسلمين توفي بعدها بعدة ساعات في مستشفي القصر العيني.
كتابات حسن البنا
- كتاب مذكرات الدعوة والداعية.
- كتاب المرأة المسلمة.
- كتاب تحديد النسل.
- كتاب مباحث فى علوم الحديث.
- كتاب السلام فى الاسلام.
- كتاب قضيتنا.
- مجموعة رسائل حسن البنا.
- رسالة الانتخابات
- كتاب مقاصد القرآن الكريم