مصطفى لطفي المنفلوطي هو الشاعر والأديب المصري المشهور وأحد أعلام الأدب العربي على مر التاريخ. انفرد المنفلوطي بأسلوبه البلاغي الساحر الذي كان يسلب العقول ويسطو على القلوب. تميز بأعماله المترجمة من اللغة الفرنسية والاستعانة ببعض الروايات الفرنسية في كتبه. وفي هذا المقال سنقدم نبذة يسيرة عن حياة الأديب والشاعر الشهير مصطفى لطفي المنفلوطي.
الاسم | مصطفى لطفي المنفلوطي |
تاريخ الميلاد | 30-12-1876 |
تاريخ الوفاة | 25-7-1924 |
الجنسية | مصري |
الديانة | مسلم |
المهنة | أديب – شاعر |
في فجر آخر أيام شهر ديسمبر لعام 1876م، وفي صعيد مصر، في بلدةٍ تُدعي منفلوط، وُلد مصطفى محمد محمد حسن محمد لطفي لعائلة من أشرف العائلات في منفلوط وأعرقها نسبًا. اُشتهر بالمنفلوطي نسبةً للبلدة التي وُلد ونشأ فيها.
فقد كان يتصل نسب والده السيد محمد محمد حسن لطفي لسيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما-، وكان بيت أبيه دائمًا ما يتوارث مناصب نقابة الأشراف ومناصب القضاء منذ مئتي عام وحتى حاضر ولادته. وكانت والدته السيدة هانم حسين الشوربجي من أصلٍ تركي.
نشأ المنفلوطي في الوقت التي كانت تقع فيه مصر تحت وطأة الاحتلال الإنجليزي الغاشم، في الفترة التي فُرضت فيها الرقابة الثنائية وتم إنشاء الوزارة المشتركة، فكان الجو الذي نشأ فيه المنفلوطي محتقنًا ومليئًا بالغضب والرغبة في التحرر من الاحتلال الغاشم.
نشأ مصطفى لطفي المنفلوطي في حضن أسرته، وكان يتعلم في ذلك الوقت في مكتب الشيخ جلال الدين السيوطي على يد الفقيه أحمد رضوان الذي كان يُدير المكتب، والذي قام بتربية أغلب علماء أسيوط أيضًا.
كما كان الصبي دائمًا ما يتررد على بيت الأستاذ عبد الله هاشم صديق والده، والذي كان له اهتمام خاص بالأدب والشعر، فكان لتردد الصبي على بيته عظيم الأثر بعد ذلك وكان سببًا رئيسًا من حبه وارتباطه بالشعر والأدب.
وفي سنً مبكر، بدأ الصبي في حفظ القرآن الكريم، ويُقال أنه حفظ القرآن من أول مرة، وقد كان ذلك غير معهود في زمانه، فقد كان الأطفال يحفظون القرآن أكثر من مره حتى يستقر وييثبت، ولكن تميز المنفلوطي جعلته يُخالف السائد في عصره.
وعندما بلغ الصبي الحادية عشرة من عمره، أرسله والده للأزهر الشريف ليستقي العلوم الشرعية منه، وقد مكث مصطفى لطفي المنفلوطي في الأزهر الشريف عشر سنين يتعلم فيها علوم اللغة والشريعة.
وكان المنفلوطي معترضًا على أسلوب التعليم في الأزهر الشريف، حيث أنه كان لا يُرضي قريحته ولا ذوقه، فكان كثيرًا ما يًطالع بعض الكتب الأدبية التي كانت تُرضي حسه وذوقه الأدبي التي لم يكن قد أخد في التشكل في وقتها.
وكان الصبي يشتغل كل ظرفٍ يسمح له بمطالعة الكتب الأدبية. وقد كان هذا السلوك لا يُرضي شيوخه الذين يتعلم على يديهم، فكانوا إذا وجدوا إحدى هذه الكتب الأدبية معه، عنفوه وعاقبوه، ولكن ذلك لم يكن يؤثر عليه ولا يُخمد من رغبته في مطالعة الأدب.
وقد ظل الصبي يذهب إلى الأزهر خوفًا من “السيد الزهري”، والذي كان من أبناء عمومته وكان يذهب معه إلى الأزهر، ولكنه كان دائمًا ما يأخذ معه ديوانًا أو قصة. كما أنه كان كثيرًا ما يخرج إلى الطبيعة لينفرد بنفسه والكتاب، أو يعتكف في بيته فارًا من مضايقات أسرته ومشايخه.
كان المنفلوطي كثير الحب للكتب الأدبية والدواوين الشعرية. وكان يُفضل من الكتب كتاب العقد الفريد وكتاب الأغاني للأصفهاني وكتاب زهر الآداب، ومن الشعر ديوان البحتري وديوان البحتري وديوان الشريف الرضي وديوان أبي تمام.
وقد كان يُفضل القراءة لبعض الكتاب بعينهم، فقد كان مُغرمًا بـ ابن خلدون وابنة المفقع وابن الأثير، كما كان يقرأ للنقاد مثل الباقلاني والآمري وعياض وغيرهم من الأدباء المميزين.
وعندما بلغ كره الصبي لأسلوب التعليم في الأزهر الشريف مداه، التحق المنفلوطي بالحقلة الخاصة بالشيخ محمد عبده، والذي كان له عظيم الأثر في نفس الصبي وفي تميزه الأدبي فيما بعد.
ولصق الصبي بالشيخ محمد عبده لصوق الولد بأبيه على حد تعبير الأستاذ أحمد حافظ، فصاحبه عشر سنوات كاملة، فنهل من العلم ما كان ينقصه، وتشكل ما بقي من ذوقه الأدبي الفريد. وقد كان الشيخ محمد عبده كثير الثناء على ذكائه وفطنته، ومتنبئًا بأنه سيكون من أكثر المنتفعين بعلمه.
وفي أثناء تعليمه في الأزهر الشريف، بدأ المنفلوطي في نظم الشعر، وقد كان ينظم أشعارًا مميزة، حتى انتهى به الأمر في السجن بعدما نظم قصيدة يهجو فيها الخديوي عباس الثاني والتي كان مطلعها:
قدوم ولكن لا أقول سعيد ... وملك وإن طال المدى سيبيد
وبعدما استقر الفتى وأصبح يومه يتقلب بين مجالس العلم ومُطالعاته وتأملاته ونشاطاته السياسيىة والتي لا تخلو من معارضة للخديوي، وفي عام 1905م، رحل الشيخ محمد عبده عن العالم تاركًا خلفه الفتى مستوحشًا لا يقدر على العيش في القاهرة بدونه.
قرر المنفلوطي العودة إلى بلدته التي وُلد وتربى فيها تاركًا خلفه الأزهر، وذكرياته التي تكونت كلها في القاهرة مع شيخه الراحل، وكان ذلك بعدما لزم شيخه لعشر سنين وبعدما بلغ التاسعة والعشرين من عمره.
وعندما استقر المنفلوطي في بلدته بعد عودته من القاهرة، بدأ في الجلوس إلى الناس، فعقد مجلسين: المجلس الأول كان يبدأ في الثامنة والنصف صباحًا وينتهي في الثانية عشرة ظهرًا، وكان يقرأ فيه للناس الأخبار التي ترد في الصحف قراءةً واعية، وكان يُلخص في نهاية المجلس ما ورد في الصحف من أخبار.
وكان مجلسه الثاني يبدأ من الخامسة مساءًا وحتى وقت متأخر من الليل، وكان في هذا المجلس يقرأ عليهم بعض الكتب الفقهية وبعض الكتب التي يختارها بنفسه. وكان لهذه المجالس أثر في تخفيف حدة فقد الفتي لشيخه محمد عبده.
وبعد ما يزيد على العام من استقراره في منفلوط، بدأ مصطفى لطفي المنفلوطي أن يُراسل جريدة المؤيد، والتي بدأ بنشر فيها مقالًا أسبوعيًا تحت عنوان “أسبوعيات”. وقد تم نشر أول مقال له في هذه الجريدة عام 1907م.
ومنذ ذلك الوقت، ظل المنفلوطي منارةً في عالم الأدب والشعر، فأخذ يكتب وينشر مقالاته في أكثر من جريدة، حتى اشتهر عند كل من يقرأ أو يهتم بالأدب.
وفي الثامن عشر من يوليو عام 1924م، أصاب المنفلوطي احتباس في البول أدى إلى تسمم في الدم، وأعقبه ذلك تدهور في صحته وإصابته بذبحة صدرية، حتى رحلت شمس مصفطى لطفي المنفلوطي عن العالم في يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر يوليو عام 1924م، تاركًا خلفه تراثًا أدبيًا وشعريًا يُضيء الدرب لكل من أتى بعده.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…