أبو فهر: الشيخ محمود شاكر هو أحد أشهر الأدباء والمحققين لكتب التراث في التاريخ الحديث. فقد حقق الشيخ مجموعة من كتب التراث. كما كان له دورٌ كبير في الدفاع عن التراث والسنة بقلمه، فقد تصدر لبعض من شككوا في التراث. وفي هذا المقال نقدم نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ محمود شاكر وأهم محطات حياته.
الاسم | محمود محمد شاكر |
تاريخ المولد | 1/2/1909 |
تاريخ الوفاة | 7/8/1997 |
الديانة | مسلم |
الجنسية | مصري |
المهنة | أديب – محقق |
ولد محمود محمد شاكرأحمد عبد القادر في مدينة الأسكندرية في الأول من شهر فبراير عام 1909م لأسرة من أشراف مدينة جرجا في صعيد مصر. وامتد نسبه إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه، ولد بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.
نشأ شاكر في عائلة ملتزمة بالتعاليم الإسلامية، فكان والده شيخًا لعلماء الأسكندرية، وانتقل إلى القاهرة ليشغل منصب وكيل الجامع الأزهر، فكان لهذه البيئة أثرًا في نفسه وفي تكوينه وشخصيته. فقد نشأ أبو فهر نشأةً شرعية منضبطة وأدبية على أعلى مستوى.
وكان الطفل محمود هو أول من التحق بالتعليم المدني من إخوته، فلم يكن أحدًا منهم تعلم في المدارس. فالتحق بمدرسة “الوالدة أم عباس” بمحافظة القاهرة. ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة “القربية” وكان ذلك بعد قيام ثورة 19 حيث اضطر لتغيير مدرسته.
وفي مدرسته الجديدة، كانوا يهتمون فيها باللغة الإنجليزية بشكل كبير، فنشأ شاكر محبًا للغة الإنجليزية ومتقنًا لها. وكان في هذه المرحلة أيضًا كثير المُكث في الجامع الأزهر، فكان هناك كثيرًا ما يسمع الشعر هناك، فنشأ أيضًا محبًا للشعر حتى لأنه حفظ ديوان المتنبي كاملًا في هذه الفترة.
وفي عام 1921م، التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية. وهناك التحق بالقسم العلمي لرغبته في دراسة مادة الرياضيات. وعندما تخرج من الثانوية، وعلى الرغم من حبه للرياضيات والإنجليزية، إلا أنه التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية لعلمه بأن للقلم سحرًا، وأن أهيمة القلم تكمن في رسم مستقبل الأمة.
وقد واجه شاكر مشكلة في بداية الأمر عندما قرر الالتحاق بكلية الآداب لأنه كان في القسم العلمي في الثانوية، لكنه بفضل وساطة من الدكتور طه حسين – والذي كان محاضرًا في كلية آداب – لرئيس الجامعة الدكتور أحمد لطفي السيد، تمكن محمود شاكر من الالتحاق بكلية الآداب.
وعندما بدأ شاكر بالانتظام في كلية الآداب والاستماع للمحاضرات، صُدم شاكر بما سمعه من أستاذه طه حسين الذي يُلقي محاضرات عن كتابه “في الشعر الجاهلي”، والذي يحاول فيه طه حسين أن يؤصل لأن الشعر الجاهلي هو من تأليف المسلمين ليفسروا به القرآن.
فكان لهذه المحاضرات أثر كبير في نفس الطالب المُطلع محمود شاكر، حيث أنه قد قرأ هذه الشبهة في مقال لمستشرق يُدعى “مركليوث” كان منشورًا في مجلة استشراقية. فعلم عندما سمع ما قاله أستاذه أن أستاذة قد سرق هذه الشبهة!
ظل شاكر يتألم لما يسمعه من أستاذه في المحاضرات، ولكنه لا يقدر على المواجهة لما لأستاذه من هيبة أدبية، حتى طفح الكيل، فقرر شاكر أن يواجه أستاذه، فقام وأخذ يجادله ويرد ما يقوله. وهنا قرر شاكر أنه سيوقف تعليمه الجامعي لما شعر به من الخزي.
عندما قرر محمود شاكر أن يترك الجامعة وعلى الرغم من محاولات عديدة من أهله وأساتذته باقناعة بالبقاء، إلا أنه لم يكترث لما قالوه وقرر أن يسافر إلى مدينة الحجاز بالمملكة السعودية بنية الهجرة وكان ذلك في عام 1928م.
وهناك طلب منه الملك عبد العزيز آل سعود أن يشرف على إنشاء مدرسة مدرسة جدة السعودية الإبتدائية، وعمل مديرًا لها مع بداية عملها. وفي عام 1929م أي بعد هجرته بعام واحد، استدعاه والده، فأنهي شاكر هجرته وعاد إلى مصر مرةً أخرى.
عند عودته لمصر، أكثر أبو فهر المُطالعات وكثر إطلاعه على الكتب، كما أنه انصرف للكتابة والعكوف على دواوين الشعر. وفي هذه المرحلة بدأ شاكر بنشر بعضًا من شعره والذي كان يتسم بطابع الرومانسية، وقد نُشر شعره في مجلة “الفتح” ومجلة “الزهراء”.
كما كثر إتصاله في هذه الفترة بأقرانه الأدباء وأساتذته في ذلك العصر. فقد اتصل بـ أحمد تيمور وأحمد زكي باشا والخضر حسن، وكذلك أستاذه مصطفى صادق الرافعي. وقد كوّن مع الرافعي علاقة صداقة بجانب علاقة الأستاذ وطالبه.
وقد كان شاكر مغمور الذكر في ذلك الوقت حتى طلب منه رئيس تحرير مجلة المقتطف الأستاذ فؤاد صروف حينها كتابة ورقة عن المتنبي لا تتجاوز عدة ورقات، فعكف شاكر على هذا المشروع حتى أخرج كتابًا كاملًا يتحدث عن المتنبي في وقت قياسي.
وقد اهتدى أبو فهر في هذا الكتاب إلى استنباطات لم يهتدي إليها أحدٌ قبله، فقد استنتج في كتابه هذا أن المتنبي كان علويًا، كما استنبط أنه لم يكن ابنًا لأحد السقايين، ولكنه وُلد ونشأ لأسرة علوية في مدينة الكوفة، وتعلم هناك مع أشراف المدينة.
وبعد صدور هذا الكتاب، زاع سيط الشيخ محود شاكر لما حققه في الكتاب من تقدم وتفرد في الطرح والعرض، وكان عمره آنذاك لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره. ورأى أن كل ما وُجّه لكتابه من نقدٍ أو دراسة لم يضيفوا إليه شيء إلا مقال أستاذه الرافعي ومقال الأستاذ الوديع تلحوم.
وفي عام 1964م، نشر المستشار الثقافي لمؤسسة الأهرام الدكتور لويس مجموعة مقالات في جريدة الأهرام عنونها بـ “على هامش الغفران”. وفي هذه المقالات ذهب لويس في كلامه إلى تأثر أبو العلاء المعري باليونانيات. كذلك قام بالتلميح إلى أن الحديث النبوي قد تأثر بالأساطير النبوية.
وقد دفع هذا الكلام الضال أبي فهر إلي العودة إلى الكتابة بعد عزلة كان قد فرضها على نفسه، وذلك لأنه قد أخذ على عاتقه عبء بيان خطأ وتهافت لويس عوض ومنهجه. فانتقل عن الكلام عن الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وما طرأ عليها من غزو فكري غربي. وقد جُمعت هذه المقالات التي رد فيها على لويس عوض ونشرت في كتابه المشهور أباطيل وأسمار.
وقد انتهت هذه المعركة الأدبية باعتقال الشيخ محمود شاكر وذلك لربط أحد مسئولي الجهاز الأمني في مصر في ذلك الوقت بين ما يكتب وبين جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت محظورة وقتها. ولم يكن لأبي فهرأي انتماء سياسي، لكنه كان ضحية الظلم وقتها.
وفي السابع من شهر أغسطس عام 1997م والموافق للثالث من شهر ربيع الآخر عام 1418هـ رحل الشيخ محمود شاكر عن العالم. وترك لنا إرثًا من أعماله ومقالاته وكتب من تحقيقه. رحل وترك مكانًا أدبيًا رفيعًا لم يقدر أحد على شغله حتى الآن.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…