أساتذة جامعيون علماء مسلمون كتاب ومؤلفون مؤرخون محققون مفكرون

المفكر الإسلامي محمد عمارة

محتوى

الدكتور محمد عمارة هو المفكر الإسلامي والفيلسوف والمُحقق المصري الأصل. شغل عمارة مناصب في هيئات إسلامية عديدة، فهو عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء الأزهرية، وكذلك كان رئيس تحرير مجلة الأزهر. وفي هذا المقال نتعرض بشكل موجز لسيرة الدكتور محمد عمارة.

في التاريخ الإسلامي كانت “الأمة” وليس “الدولة” هي التي صنعت الحضارة، فحضارتنا صناعة أهلية وليست إنجازًا حكوميًا.
محمد عمارة

الاسم	محمد عمارة مصطفى عمارة
تاريخ الميلاد	8-12-1931
تاريخ الوفاة	28-2-2020
الديانة	مسلم
الجنسية	مصري
المهنة	عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر

نشأته ودراسته

وُلد محمد عمارة مصطفى عمارة في الثامن من شهر ديسمبر عام 1931م الموافق السابع والعشرين من شهر رجب عام 1350هـ في قرية صروة، وهي إحدى القرى التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ لأبوين مصريين مسلمين.

حفظ عمارة القرآن الكريم في الكُتّاب الموجود في قريته، ثم التحق بالمعهد الأحمدي الأزهري بمدينة طنطا المصرية. أكمل دراسته الجامعية بكلية دار العلوم، وحصل على الماجستير من كلية دار العلوم سنة 1970م، كما حصل على الدكتوراة في تخصص الفلسفة الإسلامية عام 1975م، كما حصل أيضًا على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 1965م.

إنتاج الدكتور محمد عمارة العلمي

حقق عمارة مجموعة من أبرز أعلام رواد ما يُمسى “اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة” أمثال: جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي.

كما ألّف مجموعة من المؤلفات تتحدث عن أعلام ما يُسمى “تيارالتجديد الإسلامي” أمثال: الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا، والشيخ محمد الغزالي، ورشيد رضا، وخير الدين التونسي، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا.

كما ألف كتبًا عن بعضًا من أعلام الصحابة الكرام مثل: سيدنا عمر بن الخطاب، وأبي ذر الغفاري، وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعًا. كما كتب الدكتور محمد عمارة عن تيارات الفكر الإسلامي القديمة والحديثة وعن أعلام التراث أمثال: غيلان الدمشقي، والحسن البصري.

وكان من أواخر مؤلفاته في الفكر الحديث: كتاب الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني، وكتاب والغرب والإسلام _أين الخطأ وأين الصواب؟ وكذلك بعض المقالات في الغلو الديني واللاديني، والشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية.وكتاب مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية ، أزمة الفكر الإسلامي الحديث ،والإبداع الفكري والخصوصية الحضارية ،وغيرها كثير .

وقد أسهم عمارة في العديد من الدوريات الفكرية المتخصصة، فقد شارك في الكثير من المؤتمرات العلمية والندوات، حتى حصل على عضوية عدد من المؤسسات الفكرية والبحثية منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمعهد العالي للفكر الإسلامي .

وقد اتسمت كتابات الدكتور عمارة وأبحاثه والتي تخطت ال200 مؤلف والتي أثرى بها المكتبة العربية بنظرات تجديدية وإحيائية، وإسهام مُلاحظ في المشكلات الفكرية، ومحاولة تقديم مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية والإسلامية كحل للخروج من المرحلة التي تعيش فيها.

أحببت الخير للخير، وكرهت الشر للشر، وهذا وحده يكفيني في التقدم به إلى الله.
محمد عمارة

محمد عمارة .. فكره وقضاياه التي دافع عنها

إن أهم ما يميز فكر عمارة هو تبنيه ودفاعه عن فكرة الأمة وضرورة وحدتها وتدعيم شرعية الأمة في مواجهة نفي البعض لها، حتى أدى تمسكه بهذه الفكرة إلى أن نعَته العلمانيون بأنه المنظّر للحركة الإسلامية. وينتمي عمارة إلى ما يُطلق عليها “المدرسة الوسطية”، وكان دائمًا يدعو إليها.

التحولات الفكرية التي مر بها محمد عمارة

عمارة من الأزهر إلى الماركسية

مر عمارة في حياته بالكثير من التغيرات والتحولات الفكرية الكبرى، فعلى الرغم من كونه نشأ نشأةً أزهرية سليمة، إلا أنه قد بدأ في أول حياته بداية يسارية ماركسية. حيث انضم لحزب مصر الفتاة في بداية حياته دفاعًا عن العروبة ولمقاومة الاستعمار، ثم انضوى تحت مظلة الحزب الااشتراكي بعدها.

وقد كان محمد عمارة يتنبى مجموعة من الأفكار اليسارية ويُدافع عنها كثيرًا، حتى انتهى به الأمر إلى الفصل من الجامعة وإلى السجن وكان ذلك في عام 1959م، واستمر في السجن ما يُقارب الست سنوات.

عمارة من الماركسية إلى الإسلام

وقد كانت سنوات اعتقاله هذه بمثابة تحولًا فكريًا له، فقد ألّف أربعة كتب تُعد بمثابة إرهاصات لفكره الجديد الذي قرر تبنيه والدفاع عنه. فمنذ نشر هذه الكتب واقترن اسم محمد عمارة بوصف المفكر الإسلامي .

ولكن عندما تبنى عمارة الفكر الإسلامي، كان هناك تشابهًا بين فكره وفكر المعتزلة، فقد كان عمارة يقوم تقديم العقل وتعظيم شأنه دائمًا. كما أنه قد تنبى مشروع الأعمال الكاملة وأشرف عليه بنفسه، حيث أعاد إنتاج الأعمال الكاملة لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم.

وقد رأى أنه عندما كان ماركسيًا يساريًا كان يُنادي بالحرية والعدالة الإجتماعية، ولكنه رأى الإسلام هو الذي يحل المشكلة الإجتماعية ويحقق العدل وليست الطبقية الماركسية اليسارية التي تُنادي بتلك الحقوق وفقط دون أي تنفيذ.

المناصب التي شغلها

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر.
عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
عضو هيئة كبار علماء الأزهر.
رئيس تحرير مجلة الأزهر.
عضو المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن.
عضو مركز الدراسات الحضارية بمصر.
عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية مؤسسة “آل البيت” بالأردن.
عضو باللجنة التأسيسية لدستور 2012 في مصر.

الإنسان هو عبد لله وحده، وسيد أي شئ بعده.
محمد عمارة

محمد عمارة يرحل عن العالم

وفي يوم الجمعة الموافق 28 فبراير عام 2020م، أعلن ابن الدكتورمحمد عمارة خالد عن وفاة والده بعد فترة من المرض دامت لمدة ثلاثة أسابيع. وصلُي عليه اليوم التالي لوفاته في التجمع الخامس بالقاهرة، ودُفن في بلدته التي وُلد فيها في محافظة كفر الشيخ.

وقد نعى الأزهر وفاة هذا العالم الجليل، حيث قال الأزهر في بيان له: «أن رحيل الدكتور محمد عمارة ترك فراغًا يصعب ملؤه في صفوف كبار العلماء الذين يحملون على عاتقهم أمانة العلم، وصدق الكلمة.»، كما نعته جامعة الأزهر ممثلة في رئيسها وعمداء الكليات.