أشهر 5 كتب لـ محمود شاكر أبو فهر
محتوى
أبو فهر: الشيخ محمود شاكر هو أحد أشهر الأدباء والمحققين لكتب التراث في التاريخ الحديث. فقد حقق الشيخ مجموعة من كتب التراث. كما كان له دورٌ كبير في الدفاع عن التراث والسنة بقلمه، فقد تصدر لبعض من شككوا في التراث. وفي هذا المقال نقدم مراجعة مختصرة لـ أشهر 5 كتب لـ محمود شاكر أبو فهر.
الكتاب الأول: كتاب المتنبي
وكتاب المتنبي من أشهر كتب الشيخ أبو فهر. وقد كان سبب كتابة هذا الكتاب هو طلب رئيس تحرير مجلة المقتطف السيد الأستاذ فؤاد صروف من الشيخ محمود شاكر أن يكتب له رسالة تترواح ما بين العشرين والثلاثين صفحة عن المتنبي، فعكف شاكر على هذا المشروع حتى أخرج لنا كتاب المتنبي في فترة وجيزة.
وقد اهتدى أبو فهر في هذا الكتاب إلى استنباطات لم يهتدي إليها أحدٌ قبله، فقد استنتج في كتابه هذا أن المتنبي كان علويًا، كما استنبط أنه لم يكن ابنًا لأحد السقايين، ولكنه وُلد ونشأ لأسرة علوية في مدينة الكوفة، وتعلم هناك مع أشراف المدينة.
وبعد صدور هذا الكتاب، ذاع صيط الشيخ محود شاكر لما حققه في الكتاب من تقدم وتفرد في الطرح والعرض، وكان عمره آنذاك لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره. ورأى شاكر أن كل ما وُجّه لكتابه “المتنبي” من نقدٍ أو دراسة لم يضيفوا إليه شيء إلا مقال أستاذه الرافعي ومقال الأستاذ الوديع تلحوم.
الكتاب الثاني: كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا
وكان هذا الكتاب في بادئ الأمر عبارة عن مقدمة لكتابه “المتنبي” والذي كتبه عندما طلب منه رئيس تحرير مجلة المقتطف الأستاذ فؤاد صروف أن يكتب رسالة صغيرة عن المتنبي، فعكف شاكر وأخرج في فترة وجيزة هذا الكتاب الماتع ومقدمته التي تحولت فيما بعد لـ كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا.
وما يميز الطرح الذي عرضه الشيخ محمود شاكر في هذا الكتاب هو كشفه الجلي عن جذور الصراع الحادث والذي لا يتضح للكثير من الناس؛ هذا الصراع الذي أدت هزيمتنا فيه إلى فساد في الحياة التي نعيشها في كافة جوانبها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
ويرفض الشيخ من خلال هذا الكتاب النماذج الثقافية والأدبية التي تُطرح قبل أن يكتب هذا الكتاب وحتى يومنا هذا في مجتماعتنا، والتي تؤدي إلى مزيد من التخلف والانحدار والانصياع للسلطة الغالبة. حيث يرى الشيخ أن الثقافة العربية بناء لا يمكن تبعيضه، ولا يتسع لأطروحات خارجة عنه.
الكتاب الثالث: كتاب نمط صعب ونمط مخيف
وفي كتابه نمط صعب ونمط مخيف يحاول الشيخ أبو فهر أن يحلل قصيدة جاهلية منسوبة للشاعر الشهير أبو تمام وهي جزء من ديوان الحماسة الشهير له، وهناك من شكك في نسبتها له.
وفي هذا الكتاب يدرس الشيخ محمود شاكر هذه القصيدة دراسة تفصيلية وتحليلية في سبع مقالات نُشرت في مجلة الوعي المصرية. وفي هذه المقالات حاول الشيخ تحليل موضوع القصيدة ودراستها، كما تناول البحر الذي استخدمه الشاعر في هذه القصيدة.
كما حاول الشيخ في هذا الكتاب الرد على من ادعى أن القصيدة الجاهلية لا تتسم بالوحدة الموضوعية. ويرى المتخصصون في الشعر واللغة أنه يجب على من اهتم بالشعر والتحليل الشعري أن يُطالع هذا الكتاب بشكل دوري لما فيه من فائدة عظيمة.
الكتاب الرابع: كتاب أباطيل وأسمار
وكان سبب كتابه كتاب أباطيل وأسمار هو أنه في عام 1964م، نشر المستشار الثقافي لمؤسسة الأهرام الدكتور لويس مجموعة مقالات في جريدة الأهرام عنونها بـ “على هامش الغفران”. وفي هذه المقالات ذهب لويس في كلامه إلى تأثر أبو العلاء المعري باليونانيات. كذلك قام بالتلميح إلى أن الحديث النبوي قد تأثر بالأساطير النبوية.
وقد دفع هذا الكلام الضال أبي فهر إلي العودة إلى الكتابة بعد عزلة كان قد فرضها على نفسه، وذلك لأنه قد أخذ على عاتقه عبء بيان خطأ وتهافت لويس عوض ومنهجه. فانتقل عن الكلام عن الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وما طرأ عليها من غزو فكري غربي. وقد جُمعت هذه المقالات التي رد فيها على لويس عوض ونشرت في كتابه المشهور أباطيل وأسمار.
وقد انتهت هذه المعركة الأدبية باعتقال الشيخ محمود شاكر وذلك لربط أحد مسئولي الجهاز الأمني في مصر في ذلك الوقت بين ما يكتب وبين جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت محظورة وقتها. ولم يكن لأبي فهرأي انتماء سياسي، لكنه كان ضحية الظلم وقتها.
الكتاب الخامس: ديوان القوس العذراء
وديوان القوس العذراء هو عبارة عن قصيدة متنها يتخطى المائتين والتسعين بيتًا، كتبها الشيخ أبو فهر وتعد أحد أفضل أعماله الشعرية على الإطلاق. وقد استوحى أبيات هذه القصيدة من قصيدة للشاعر والصحابي الشماخ بن ضرار الغطفاني.
وقد اشتهر الشماخ ببراعته في الوصف، حيث كان في قصيدته – والتي تتكون من ثلاثة وعشرين بيتًا – يصف قوسًا قطعها وقوّمها وسواها، وأحب هذه القوس وظلت رفيقته في عمره. ثم اضطر الشماخ إلى بيعها عندما وافى موسم الحج.
وقد حاول الشيخ محمود شاكر أن يصف في قصيدته العلاقة ما بين الصياد والقوس، فقد مثّل مشاعره أثناء صناعتها، واللحظات التي رافقته فيها، وكيف أنه أنِس لها وأنست به. وقد وصف مشاعر الألم والفراق حينما اضطر صاحبها إلى بيعها للحاجة. وقد أبدع أبو فهر في هذه القصيدة أيما إبداع.
نبذة عن حياة العلامة الشيخ محمود شاكر
مولده
ولد محمود محمد شاكرأحمد عبد القادر في مدينة الأسكندرية في الأول من شهر فبراير عام 1909م لأسرة من أشراف مدينة جرجا في صعيد مصر. وامتد نسبه إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه، ولد بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.
نشأته
نشأ شاكر في عائلة ملتزمة بالتعاليم الإسلامية، فكان والده شيخًا لعلماء الأسكندرية، وانتقل إلى القاهرة ليشغل منصب وكيل الجامع الأزهر، فكان لهذه البيئة أثرًا في نفسه وفي تكوينه وشخصيته. فقد نشأ أبو فهر نشأةً شرعية منضبطة وأدبية على أعلى مستوى.
تعليمه
وكان الطفل محمود هو أول من التحق بالتعليم المدني من إخوته، فلم يكن أحدًا منهم تعلم في المدارس. فالتحق بمدرسة “الوالدة أم عباس” بمحافظة القاهرة. ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة “القربية” وكان ذلك بعد قيام ثورة 19 حيث اضطر لتغيير مدرسته.
وفي مدرسته الجديدة، كانوا يهتمون فيها باللغة الإنجليزية بشكل كبير، فنشأ شاكر محبًا للغة الإنجليزية ومتقنًا لها. وكان في هذه المرحلة أيضًا كثير المُكث في الجامع الأزهر، فكان هناك كثيرًا ما يسمع الشعر هناك، فنشأ أيضًا محبًا للشعر حتى لأنه حفظ ديوان المتنبي كاملًا في هذه الفترة.
وفي عام 1921م، التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية. وهناك التحق بالقسم العلمي لرغبته في دراسة مادة الرياضيات. وعندما تخرج من الثانوية، وعلى الرغم من حبه للرياضيات والإنجليزية، إلا أنه التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية لعلمه بأن للقلم سحرًا، وأن أهيمة القلم تكمن في رسم مستقبل الأمة.
التحاقه بالجامعة
وقد واجه شاكر مشكلة في بداية الأمر عندما قرر الالتحاق بكلية الآداب لأنه كان في القسم العلمي في الثانوية، لكنه بفضل وساطة من الدكتور طه حسين – والذي كان محاضرًا في كلية آداب – لرئيس الجامعة الدكتور أحمد لطفي السيد، تمكن محمود شاكر من الالتحاق بكلية الآداب.
بداية المعركة بين محمود شاكر و طه حسين
وعندما بدأ شاكر بالانتظام في كلية الآداب والاستماع للمحاضرات، صُدم شاكر بما سمعه من أستاذه طه حسين الذي يُلقي محاضرات عن كتابه “في الشعر الجاهلي”، والذي يحاول فيه طه حسين أن يؤصل لأن الشعر الجاهلي هو من تأليف المسلمين ليفسروا به القرآن.
فكان لهذه المحاضرات أثر كبير في نفس الطالب المُطلع محمود شاكر، حيث أنه قد قرأ هذه الشبهة في مقال لمستشرق يُدعى “مركليوث” كان منشورًا في مجلة استشراقية. فعلم عندما سمع ما قاله أستاذه أن أستاذة قد سرق هذه الشبهة!
ظل شاكر يتألم لما يسمعه من أستاذه في المحاضرات، ولكنه لا يقدر على المواجهة لما لأستاذه من هيبة أدبية، حتى طفح الكيل، فقرر شاكر أن يواجه أستاذه، فقام وأخذ يجادله ويرد ما يقوله. وهنا قرر شاكر أنه سيوقف تعليمه الجامعي لما شعر به من الخزي.
معركة محمود شاكر الأدبية مع لويس عوض
وفي عام 1964م، نشر المستشار الثقافي لمؤسسة الأهرام الدكتور لويس مجموعة مقالات في جريدة الأهرام عنونها بـ “على هامش الغفران”. وفي هذه المقالات ذهب لويس في كلامه إلى تأثر أبو العلاء المعري باليونانيات. كذلك قام بالتلميح إلى أن الحديث النبوي قد تأثر بالأساطير النبوية.
وقد دفع هذا الكلام الضال أبي فهر إلي العودة إلى الكتابة بعد عزلة كان قد فرضها على نفسه، وذلك لأنه قد أخذ على عاتقه عبء بيان خطأ وتهافت لويس عوض ومنهجه. فانتقل عن الكلام عن الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وما طرأ عليها من غزو فكري غربي. وقد جُمعت هذه المقالات التي رد فيها على لويس عوض ونشرت في كتابه المشهور أباطيل وأسمار.
وقد انتهت هذه المعركة الأدبية باعتقال الشيخ محمود شاكر وذلك لربط أحد مسئولي الجهاز الأمني في مصر في ذلك الوقت بين ما يكتب وبين جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت محظورة وقتها. ولم يكن لأبي فهرأي انتماء سياسي، لكنه كان ضحية الظلم وقتها.
محمود شاكر يرحل عن العالم
وفي السابع من شهر أغسطس عام 1997م والموافق للثالث من شهر ربيع الآخر عام 1418هـ رحل الشيخ محمود شاكر عن العالم. وترك لنا إرثًا من أعماله ومقالاته وكتب من تحقيقه. رحل وترك مكانًا أدبيًا رفيعًا لم يقدر أحد على شغله حتى الآن.
أهم كتب الشيخ محمود شاكر
- كتاب مداخل إعجاز القرآن.
- كتاب قضية الشعر الجاهلي.
- مقدمة في نشأة اللغة والنحو.