كتاب هتاف المجد أحد أشهر أعمال الشيخ علي الطنطاوي، وهو علم من أعلام الدعوة الإسلامية، وعالمٌ متعدد المواهب، له حظ وفير في مختلف العلوم والفنون. فهو كوكبة في الفقه وأديب عبقري كما أنه قاضٍ عظيم وإعلامي من الرعيل الأول. حيث اشتغل في الصحافة والإذاعة والتلفاز؛ لينتشر منهجه الإصلاحي بكافة الطرق الممكنة عبر الأجيال المختلفة. وفي هذا المقال سنقدم مراجعة مختصرة وسريعة لهذا العمل المميز.
المؤلف | الشيخ علي الطنطاوي |
لغة الكتاب | اللغة العربية |
جهة النشر | دار المنارة |
عدد صفحات الكتاب | 284 صفحة |
تصنيف الكتاب | مجموعة مقالات |
كتاب هتاف المجد أحد أشهر كتب الشيخ العلامة والأديب العظيم علي الطنطاوي، صاحب القلم السيال والفكر العذب، وقد انتشر هذا الكتاب وذاع صيته، لتنتشر كلمات كاتبه التي تنم بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة في البلدان المختلفة، فمن خلال كتاباته ظهرت سمات منهجه الإصلاحي.
وكان لهذا الكتاب أثر كبير في انتشار أفكار الطنطاوي من حكمة وعلم وأدب، والذي يعد ضمن عدد كبير من الأعمال الرائعة التي كتبها الشيخ بلغة سهلة جميلة وأسلوب ممتع جذاب، فكتابات الشيخ مما يطلق عليه السهل الممتنع الممتع، حيث البراعة في الأدب، والسمو في الفكر. ولهذا كان لابد أن يُلقب بأديب الفقهاء وفقيه الأدباء.
ويعد كتاب هتاف المجد من أفضل أعمال الشيخ الطنطاوي، وهو مجموعة من مقالات أديب الفقهاء الشيخ الطنطاوي، والتي كتبها في أوقات متفرقة وتم جمعها في هذا الكتاب، كما يحتوي الكتاب على مجموعة من خطبه والتي تم سياقتها بلغة سهلة جميلة.
ويحتوي الكتاب على عدد كبير من المقالات والخطب التي تناقش موضوعات اجتماعية مختلفة، تشغل بال كل فرد من أفراد هذه الأمة حيث ناقش الطنطاوي مفاهيم كثيرة مثل مفهوم التمكين والنصر والاستخلاف والدفاع عن الوطن وغير ذلك الكثير من المفاهيم المهمة، واعتمد الطنطاوي في الكتاب على إشعال حماس القراء وشحن طاقاتهم وتوحيد جهودهم للعمل على إصلاح هذه الأمة.
ولد الشيخ علي الطنطاوي في دمشق بسوريا بالشام، وذلك في الثاني عشر من شهر يوليو عام 1909م. حيث نشأ في بيئة صالحة من العلماء الكبار والأدباء العباقرة، الذين جمعوا بين فنون العلوم المختلفة، فقد كان لهذه البيئة الطيبة كل الأثر على حياة الشيخ الطنطاوي ونشأته.
فجده هو أحمد بن علي بن مصطفى الذي لُقب بالطنطاوي نسبة إلى مدينة طنطا، حيث كان يعيش بمصر ثم هاجر برفقة عمه الشيخ محمد بن مصطفى إلى الشام عام 1839م. وكان الشيخ محمد من علماء الأزهر الكبار، والذي حمل علمه معه إلي الشام، ولهذا فالشيخ علي الطنطاوي يعتبر طنطاوي الأصل دمشقي المولد والنشأة.
ووالده هو الشيخ مصطفى الطنطاوي، أحد أكبر علماء الشام المتميزين والمعدودين، وكان من المعلمين والمربين الأوائل، والذي تولى أمانة الفتوى في دمشق. وقد كان مجلسه التعليمي يضم كبار العلماء وكان الشيخ علي يجلس معه وهو طفل في المجالس ليساعده في إتمام مهمة ما أو إحضار كتاب.
وأمه هي رئيفة بنت الشيخ أبي الفتح الخطيب، وكانت عائلة الخطيب من كبار عائلات الشام وأصلهم من بغداد. وهم من الأسر العلمية الكبيرة ولهم كتب كثيرة في تراجم الرجال، ولذلك فإن بيئة الشيخ علي بيئة طيبة، بيئة علم وقد أكسبت هذه البيئة الشيخ الطنطاوي القلب الحي والهمة العالية والإخلاص وحب العلم والعلماء.
نشأ علي الطنطاوي في بيئة علم وكان ممن تعلموا في المدارس، وجلسوا إلى المشايخ ليتلقوا العلم على أيديهم. ولهذا يعد من أوائل الذين تلقوا العلم من طريقين مختلفين، حيث تعلم من عدد كبير من الشيوخ يجاوز الأربعين وانتسب إلى عدد كبير من المدارس المختلفة.
وهو في عمر ست عشرة سنة توفي والده الشيخ مصطفى الطنطاوي، فكان هذا أول منعطف له في حياته حيث واجه الحياة وهو غير مستعد لها، فاتجه للعمل في التجارة ليعول أسرته، لكنه لم يلبث أن أدرك أنه لا يريد أن يكمل حياته بها، فترك التجارة ورجع إلى طلب العلم والتعلم.
ولما أتم الرابعة والعشرين من عمره، ماتت أمه وكان ذلك أحد أكبر صدمات حياته بعد وفاة أبيه، فظل الشيخ الطنطاوي طول حياته يذكر أمه ويكتب عنها في كتبه ويتحدث عنها في مجالسه، التي ما ذكرها فيها قط إلا وفاضت عيناه.
التحق بعدد كبير من المدارس الإبتدائية، حيث تنقل بين المدارس المختلفة، فبدأ من المدرسة التجارية التي كان أبوه مديرا لها ثم التحق بالمدرسة السلطانية الثانية ثم المدرسة الجقمقية ثم مدرسة أنموذج المهاجرين.
وفي المرحلة الثانوية التحق بمكتب عنبر وكانت الثانوية الوحيدة في دمشق، وقضى فيها أفضل أيام حياته وأغناها، ومنه حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1928م.
بعد إتمام الثانوية العامة التحق علي الطنطاوي بكلية دار العلوم بمصر، وكان أول طالب من الشام يوفد للتعليم العالي في مصر. ولكنه لم يكد أن يتم سنته الأولى بها حتى عاد إلى الشام والتحق بجامعة دمشق لدراسة الحقوق حتى تخرج منها عام 1933م.
لما عاد إلى الشام من مصر دعا إلى تكوين لجان طلابية كالتي رآها في مصر لتشارك في العمل النضالي والشعبي. فأنشأ اللجنة العليا لطلاب سوريا وانتخب رئيسا لها، وكان لها أثر كبير في العمل الوطني والنضالي ضد الاستعمار الفرنسي، كما عملت على إبطال الإنتخابات المزورة عام 1931م.
اهتم الشيخ علي الطنطاوي بالعمل الصحافي حيث نشر أول مقالة له وهو ابن السابعة عشر من عمره، وذلك في جريدة المقتبس عام 1926م. وفي نفس العام عندما زار مصر عمل في تحرير مجلة الزهراء، وهي مجلة تابعة لخاله محب الدين الخطيب، وفي هذه المجلة تطور أسلوب الطنطاوي كثيرا حيث انتقل من العمل الحماسي إلى الرصانة في الأسلوب.
ولما عاد إلى الشام عمل في أكبر الجرائد والمجلات في دمشق مثل جريدة فتى العرب وذلك مع الأديب الكبير معروف الأرناؤوط، ثم عمل في جريدة ألف باء، ثم عين مديرًا تحريريًا لجريدة الأيام التي نشر فيها الكثير من الكتابات الوطنية.وظل يكتب في صحف أخرى كثيرة مثل صحيفتي الناقد والشعب.
ولما جاء عام 1933م، وتم إنشاء مجلة الرسالة لصاحبها أحمد حسن الذيات، كان علي الطنطاوي أحد أكبر كتابها واستمر بالعمل فيها طوال فترة عمل المجلة إلا أن حُجبت عام 1953م ، ليكمل عمله الصحافي في جريدتي النصر والأيام، لينتقل بعد ذلك للعمل في جريدة الحج في مكة عندما انتقل إلى المملكة ليستقر فيها، ثم نشر ذكرياته في جريدة الشرق الأوسط لتنتشر كلماته في البلدان العربية المختلفة.
وكما كان للشيخ علي الطنطاوي طريق صحفي حافل أحب الشيخ المشي فيه، كان للتعليم أيضا مشوار طويل مع الطنطاوي حيث ملأ التعليم حياته كلها، فهو من أقدم معلمي الدنيا، فقد بدأ التدريس في مدارس الشام الأهلية وهو ابن السابعة عشر من عمره، كما طُبع له كتاب في الأدب عام 1930م، حيث يحتوي على مجموعة محاضرات في دروس الأدب والتي قد القاها على طلاب الكلية العلمية الوطنية.
وفي عام 1931م أغلقت السلطات جريدة الأيام التي كان مديرًا تحريريًا لها، فعمل كمدرس ابتدائي في المدارس الحكومية لما يقارب الخمسة أعوام، وكانت حياته في هذه الفترة مليئة بالمشكلات، وذلك لمواقفه الوطنية في مقاومة الاستعمار الفرنسي، فهو علم من أعلام النضال، ومن أول الكبار في النضال السوري، ونتيجة لذلك فقد تم نقله من مدرسة إلى أخرى عدة مرات.
وفي عام 1936م سافر الطنطاوي إلى العراق ليعمل مدرسًا للأدب في بغداد، فدرس في الثانوية المركزية ثم في الثانوية الغربية ثم دار العلوم، ولكن مواقفه المشرفة ونصرته للحق سببت له مشكلات كذلك في العراق وأخذ يُنقل من مكان لآخر.
وفي عام 1937م ذهب إلى بيروت ليُدَرس في الكلية الشرعية فيها لمدة عام واحد ليعود إلى العراق ليكمل مشوار التدريس بها حتى عام 1939م، وكانت بغداد من أحب البلاد إليه بعد دمشق، وكتب عنها كتاب “بغداد: ذكريات ومشاهدات”
ثم بعد ذلك عاد إلى دمشق ليدرس في مكتب عنبر كأستاذ مساعد، ولكنه لم يكف عن مواقفه التي تسبب له المتاعب، فنقل إلى دير الزور عام 1940م، وألقى فيه خطبة جمعة الهبت حماس الناس وأهانت فرنسا والاستعمار الفرنسي، فأراد الجنود الفرنسين اعتقاله ولكن لم يستطيعوا، وتم إيقافه ومنعه من التدريس في أواخر عام 1940م.
كانت الحادثة التي أنهت مشوار الشيخ علي الطنطاوي في التعليم بداية جديدة له في الدخول في السلك القضائي، والذي أخذ ربع قرن من حياة الشيخ، فكانت هذه السنوات من أجود وأفضل سنوات حياته، حيث عمل قاضيا في بلدة النبك بين دمشق وحمص ثم في قرية دوما، ولما كان قاضٍ بها اقترح وضع قانون كامل للأحوال الشخصية.
وفي عام 1943م صار القاضي الممتاز في دمشق وشغل هذا المنصب لمدة عشر سنوات حتى عام 1953م، وفي هذه الفترة كُلف بوضع القانون الذي كان من اقتراحه وهو قانون كامل للأحوال الشخصية وذلك عام 1947م، ونتيجة لامتيازات هذا القانون أصبح الطنطاوي رئيسًا لمجلس الأوقاف وعمدة للثانويات الشرعية، فكان له دور كبير في وضع القوانين وتعديل المناهج الدراسية.
وفي عام 1963م عاد الشيخ علي الطنطاوي إلى التعليم مرة أخري حيث سافر إلى الرياض بعدما صعبت عليه الحياة في سوريا بعد انقلاب 1963م، ليعمل كمدرس في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية. ومع انتهاء العام عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية، وقد كان عازمًا على عدم العودة إلى المملكة، ثم حُمل إليه عرض بالتدريس في مكة فتراجع عن هذا القرار وعاد إلى المملكة عام 1964م.
ثم أكمل مشواره الحافل بالتدريس في كلية التربية بمكة، ليترك الكلية بعد ذلك ليشتغل على برنامج للتوعية الإسلامية، حيث أخذ يجول في أطراف المملكة يعطي الدروس والمحاضرات هنا وهناك في الجامعات والمدارس والمعاهد المختلفة، كما خصص مجالس للفتوى حيث يجيب الناس في مسائل الحلال والحرام.
وعاش في المملكة منذ عام 1964 حتى وفاته عام 1999م، قضى هذه السنوات في حالة من العطاء الفكري الواسع، حيث عمل بالإذاعة وقدم من خلالها برنامجه “مسائل ومشكلات” فأصبح من أوائل الإذاعين العرب.
كما عمل في الرائي (التلفزيون) وقدم برنامجه “نور وهداية” ثم برنامجة الأكثر شهرة “على مائدة الإفطار” فأصبح من إعلامي الرعيل الأول. وهكذا انتقل الطنطاوي من الصحافة والكتابة إلي الخطابة إلى الإذاعة ثم أنتهى بالشاشة الصغيرة.
وفي عام 1979م انقطع الشيخ علي عن زيارة دمشق فقد كان يتردد عليها بين الحين والآخر، حيث تم منعه من دخول البلاد، فبقي يملؤه الشوق والحنين، وأخذ يذكرها دائما حتى وفاته، وكتب فيها الكثير والكثير من الدرر، حتى خصص كتاب لها باسم “دمشق: صور من جمالها وعبر من نضالها”.
عاش الشيخ الطنطاوي حياة زوجية سعيدة ومريحة فقد أحب زوجته وكتب عنها في ذكرياته، وقد رزق منها خمس بنات وهم عنان الطنطاوي والشهيدة بنان الطنطاوي (زوجة الداعية الأسلامي عصام العطار والتي اغتيلت في ألمانيا على يد المخابرات السورية) وبيان الطنطاوي وأمان الطنطاوي ويمان الطنطاوي.
ولما بلغ الشيخ علي الطنطاوي الثمانين من عمره ترك الإذاعة والتلفاز، وعزم على اعتزال الناس إلا قليلا من المقربين. وقد أكرمه الله فحفظ عليه ذهنه ولم يذهب عنه ذاكرته فلم يكف عن البحث في العلوم والفنون إلى أن توفاه الله بعدما ضعف قلبه، ودخل المستشفى عدة مرات في آواخر عمره، حتى مات في الثاني عشر من شهر يونيو عام 1999م، بعد أن قضي حياة حافلة بالعلم والأدب.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…