كتاب نفحة من الإيمان من أشهر أعمال الأديب والروائي والقصصي والمسرحي الرائع يوسف السباعي. ويُعد يوسف السباعي من أشهر كُتاب عصره وأكثرهم تأثيرًا، فقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من القصص الأدبية القصيرة والروايات. ولذلك فقد تحولت كتاباته إلى أعمال سينمائية، وظل معظمها مقروءًا ليحتفظ برونقه الأدبي الممتع. وفي هذا المقال سنقدم مراجعة مختصرة لهذا العمل المميز.
المؤلف | يوسف السباعي |
لغة الكتاب | اللغة العربية |
جهة النشر | دار الفكر العربي |
عدد صفحات الكتاب | 233 صفحة |
تصنيف الكتاب | مجموعة قصصية |
كتاب نفحة من الإيمان من أشهر أعمال الروائي والكاتب القصصي والمسرحي الكبير يوسف السباعي، وقد انتشر هذه الكتاب وذاع صيته، وتُرجم للعديد من لغات العالم، لتنتشر أفكار كاتبه في جميع الأوساط الثقافية المختلفة.
وكان هذا الكتاب ضمن أسباب شهرة الأديب والروائي يوسف السباعي، والذي يعتبر ضمن عدد ضخم من الأعمال الرائعة التي كتبها بلغة أدبية سهلة جميلة صادقة قريبة من واقع القارئ، لغة تملؤها الحياة وتتفاعل معها، ونتيجة لذلك كان لا بد أن يُلقب يوسف السباعي بجبرتي العصر، كما لُقب بفارس الرومانسية.
ويتميز أسلوب السباعي بأنه أسلوب بسيط خالي من التعقيد، كما أنه يجيد ويُكثر من استخدام الرمز بصورة مميزة في أعماله، كما أنه يضيف إلى أعماله لمحة فنية من الكوميديا والسخرية الجميلة، علاوة على أن أعماله لم تكن منعزلة عن الواقع بل أخذت تعبر عن الحياة بصوة جميلة.
ويعد كتاب نفحة من الإيمان من أعمال السباعي المميزة وهوعبارة عن مجموعة قصصية تحتوي على عدد من القصص القصيرة الرائعة التي يتناول فيها الكاتب فكرة الإيمان واليقين بالخالق حيث يلقي يوسف السباعي مجموعة من المشاعر الإيمانية المؤثرة بين يدي القارئ والتي تخاطب روحه وفكره وتجعله يعيد التفكير في ما له وما عليه.
وُلد يوسف السباعي في منطقة الدرب الأحمر في القاهرة، حيث نشأ في بيت أدبي من الطراز الأول، فكان والده محمد السباعي شغوفًا بكل ما يتعلق بالآداب العربية سواء كان الشعر منها أو النثر، وقد كان واسع الاضطلاع علي الفلسفات الأوروبية والإنجليزية الحديثة وقد ساعده في ذلك إجادته للغة الإنجليزية إجادة تامة، وقد انعكس ذلك بالطبع علي حياة ابنه يوسف السباعي وعمل على ثقل حسه الأدبي.
كان والده محمد السباعي كاتبًا ومترجمًا كبيرًا ومن أعماله أنه قام بترجمة كتاب (الأبطال وعبادة البطولة) لتوماس كارلايل وقد شارك يوسف السباعي والده في إتمام هذا العمل حيث كلفه والده بنقل تلك المقالات إلي المطابع ليتم تجهيزها ثم يعود بها ليقوم والده بتصحيحها ليتم طباعتها ونشرها لاحقًا.
وفي عام 1931م لم تكن الحياة في جعبتها الكثير من الاستقرار للصبي الصغير الذي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره حيث توفي والده محمد الذي كان يعمل على كتابة كتاب قصة الفيلسوف ولم يستطع الانتهاء منها وكان يوسف يحبه حبًا شديدًا مما جعل يوسف يدخل في حالة نفسية مضطربة لأكثر من عام كامل بسبب عدم تصديقه لوفاه والده، حيث ظل يظن أن أبيه في وقت ما سوف يعود إليه، ونتيجة لهذه البيئة الأدبية الفذة تكون لدى يوسف السباعي تلك الملكة الكتابية التي تميز بها.
حصل يوسف السباعي على شهادته الابتدائية ثم حصل على الشهادة الإعدادية ليلتحق السباعي بالمرحلة الثانوية بمدرسة شبرا الثانوية والتي تميز فيها من كافه النواحي العلمية والأدبية حتي تخرج منها بجدارة في عام 1935م.
وفي شهر نوفمبر في نفس العام الذي تخرج فيه من المدرسة الثانوية التحق السباعي بالكلية الحربية رغم حبه وشغفه الكبير بالأدب حيث أثبت كفاءته في الكلية الحربية وتخرج منها عام 1937م وذلك بعد ترقيته حتى أصبح بدرجة جاويش في السنة الثالثة له في الكلية الحربية.
بعد التخرج تم تعيينه قائدًا عسكريًا في سلاح الصواريخ، وكان أحد الركائز الأساسية فيه، كما كان له الفضل في تأسيس سلاح المدرعات، وفي عام 1940م تولى السباعي مسؤلية تدريس سلاح الفرسان بالكلية الحربية وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من تخرجه كما انتقل بعد ذلك إلى تدريس مادة التاريخ كما اُختير السباعي ليصبح مديرًا للمتحف العسكري في سن الثانية والثلاثين.
قد بدأ السباعي طريقه الأدبي مبكرًا حيث تولى تأسيس مجلة تابعة لمدرسة شبرا الثانوية التي كان يرتادها السباعي، وقد لفتت تلك المجلة هيئة أعضاء التدريس بالمدرسة وأصبحت تصدر منذ ذلك الوقت تحت مسمى (مجلة مدرسة شبرا الثانوية) وكانت تلك المجلة شاهدة على أول قصصه والتي جاءت بعنوان “فوق الأنواء” وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا.
كما كان قد انتهى من كتابة قصته الثانية والتي صدرت بعنوان “تبت يدا أبي لهب وتب” والتي تولى مسؤلية نشرها الصحفي المصري أحمد الصاوي محمد في مجلة “مجلتي” وكان رئيس تحريرها فكانت تلك الخطوة بمثابة نقلة كبيرة في مشوار السباعي الأدبي حيث جعلت اسمه بجوار كبار الأدباء مثل طه حسين ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وغيره من الأدباء أصحاب المكانة المرموقة.
وقد عشق يوسف السباعي الكتابة والأدب فعندما ذهب السباعي إلى الجيش وقد كان ضابطًا صغيرًا لم يكف عن الكتابة وبل استمر في مشواره الأدبي فقد كان يكتب قصة قصيرة كل أسبوع وأعمال ولوح فنية أخرى والتي كانت تنشر في مجلة “مسامرات الجيب” لصاحبها عمر عبد العزيز ورئيس تحريرها أبو الخير نجيب.
تدرج السباعي في الوظائف، فقد عُين سكرتير عام المحكمة العليا للفنون وبعد ذلك تولى منصب السكرتير العامة لمؤتمر الوحدة الأفرو أسيوية في عام 1959م، وفي عام 1965م شغل منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة وبعدها بعام رئيسًا لتحرير مجلة الرسالة الجديدة كما أنه أصبح رئيس مجلس إدارة دار الهلال عام 1971م
وفي شهر مارس عام 1973م في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية أصبح السباعي وزيرًا للثقافة وظل في منصبه حتى توفاه الله، وفي نفس عام توليه الوزارة حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما أصبح رئيس تحرير مجلة الأهرام عام 1976م.
آمن السباعي أن الأديب يجب أن يكون صاحب رسالة سامية وأنه يجب عليه أن يتحمل مسؤولية ترسيخ مفاهيم كثيرة كمفهوم السلام والتعايش، كما أنه يجب أن يكون معاصرًا للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأن الأديب لا يعيش منعزلًا عن باقي البشر، بل هو فرد منهم يعيش حياتهم ويعاني مما يعنون منه لذلك يجب عليه أن ينقل ما يشعرون به من خلال أعماله.
فضَّل يوسف السباعي البعد عن الخصومات والصراعات السياسية والحزبية ولكن بحكم مكانته وعمله نقيبًا للصحفيين بالإضافة إلى الوظائف الأخرى الهامة التي تقلدها فقد حشد عدد من الخصومات ومع ذلك كان يعامل خصومه بكل حيادية وهذا ما كان يؤكده في حديثه حيث كان يقابل خصومه بكل ترحيب وحب دون أي ضغينة أو كره وكان يقول أنه لو خُير بين كل هذه المناصب التي تولاها وبين الكتابة لاختار الكتابة دون تفكير.
في يوم السابع عشر من شهر فبراير عام 1978م هبطت طائرة السباعي علي مطار قبرص الدولي بصحبة الوفد الخاص به لحضور مؤتمر التضامن الأفرو آسيوي في نسخته السادسة كأمين عام لمنظمة التضامن الأفريقي الآسيوي ولكونه وزير الثقافه المصري.
وفي صباح اليوم التالي الثامن عشر من شهر فبراير عام 1978م وبعد حضوره المؤتمر في أحد الفنادق وأثناء قراءته لإحدى المجلات قتله رجلان متطرفان أحدهما فلسطيني والآخر عراقي وقاموا بأخذ باقي الحاضرين في ساحة الفندق بمثابة رهائن إلي أن تم الإفراج عنهم في ما بعد بعد تحقيق مطالب القاتلان وهي خروجهم في طائرة خاصة.
وفي يوم التاسع عشر من فبراير عام 1978م، أُقيمت جنازة السباعي التي شهدت حضور عدد غفير من محبيه التي جاءت للتشيع كما حضر وزير الدفاع المصري محمد عبد الغني الجمسي ونائب رئيس الجمهورية -في ذلك الوقت- محمد حسني مبارك. وهكذا رحلت شمس الكاتب الكبير يوسف السباعي، حيث توفي عن عمر يناهز الستين عامًا كانت حافلة بالكثير من الانجازات وعدد كبير من الأعمال الأدبية والروائية.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…