كتاب الصهيونية والحضارة الغربية هو أحد أشهر كتب المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري، والمسيري هو أحد أبرز المفكرين العرب والمسلمين في العصر الحديث، فقد تميز بإعادة التفكير في النماذج السائدة وطرق التفكير المنتشرة والعمل على تطويرها، وتميز المسيري بأنه مفكر منهجي، يعتمد على النماذج التفسيرية والتحليلية التي طورها في أبحاثه المختلفة في الصهيونية والعلمانية وغيرهما، وقد تُرجم عدد من أعماله إلى لغات عديدة، وفي هذا المقال سنقدم مراجعة لهذا الكتاب المهم.
اسم الكاتب | عبد الوهاب المسيري |
لغة الكتاب | اللغة العربية |
جهة نشر الكتاب | دار الهلال |
عدد صفحات الكتاب | 418 صفحة |
تصنيف الكتاب | سياسي |
كتاب الصهيونية والحضارة الغربية هو أحد أهم كتب المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري، ونال الكتاب استحسانًا كبيرًا في الأوساط الثقافية وأوساط الشباب، إذ تتميز كتابات الدكتور المسيري بأنها تخاطب العقل وتتعامل مع الإنسان باعتباره جزءًا من الطبيعة وليس شيئًا منفصلًا عنها.
وتتميز كتابات المسيري في أنها تحاول فهم الآخر فهمًا واعيًا يعتمد على التحليل والغوص في الأعماق، وآمن المسيري بقدرة العقل على إنشاء المعرفة وأن للعقل البشري قدرات على الإبداع وليس جامدًا تصب فيه القوالب المعدة مسبقًا كما جرت العادة في التعليم الأكاديمي السائد.
وقد اهتم الدكتور عبد الوهاب المسيري بالتعمق في دراسة الفكر الغربي دراسة نقدية، واستوعب ما فيها من إيجابيات وسلبيات وأعمل حسه النقدي في التعامل معها، وتميز بربطه المنهجي بين المجالات التي تناولها بالبحث، فبدأ بالصهيونية بعد دراساته الأدبية، ثم انتقل منها إلى العلمانية ثم التحيز.
يتناول الكتاب نشأة الحركة الصهيونية، وكيف أنها وليدة الحضارة الغربية أكثر من كونها وليدة الديانة اليهودية، وكيف أن كثيرًا من الغرب من غير اليهود ومن المعادين في الأساس لليهود يتبنون الفكر الصهيوني ويدعون له.
وأفرد المسيري في كتاب الصهيونية والحضارة الغربية صفحات لحياة ديفيد بن جريون ولهرتزل كذلك، ليبين أنهما من أعمدة الفكر الصهيوني مع ذكر إنجازاتهما بالنسبة إلى الكيان الصهيوني، ثم تناول بعد ذلك الحركة الاستعمارية في فلسطين وما حدث بالتزامن معها من هجرات لليهود في جنوب إفريقيا.
وُلد المسيري في 8 أكتوبر عام 1938م بمدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة شمال مصر، وهناك نشأ وأتم تعليمه الابتدائي والثانوي، وفي عام 1955م انتقل إلى الإسكندرية للالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1959م، ثم عيِّن معيدًا بعد تخرجه في الكلية ذاتها.
ذهب عبد الوهاب المسيري إلى الولايات المتحدة في عام 1963م لدراسة الماجستير والدكتوراه، فحصل من جامعة كولومبيا بنيويورك على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن عام 1964م، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة رتجرز بولاية نيو جيرسي عام 1969م.
بعد أن أنهى الدكتور عبد الوهاب المسيري مسيرته التعليمية الطويلة، عاد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بلده مصر ليكمل مسيرته العملية، فكانت أولى خطواته في هذه المرحلة أن عمل بالتدريس في كلية البنات بجامعة عين شمس، ثم تنقل بعد ذلك بين عدد من الجامعات في مختلف الدول العربية مثل جامعة الكويت، وجامعة الملك سعود، التي عمل فيها مدة تزيد على خمس سنوات في الفترة من 1983م إلى 1988م.
و قد عمل المسيري أستاذًا زائرًا في أكثر من جامعة، مثل الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وأكاديمية ناصر العسكريَّة، وتولى منصب عضو في مجلس الخبراء بمركز الأهرام للدراسات السياسيَّة و الاستراتيجيَّة في الفترة من 1970م إلى 1975م.
وترقى الدكتور عبد الوهاب المسيري في المناصب بعد ذلك، ففي الفترة من 1975م إلى 1979م عمل مستشارًا ثقافيًّا لوفد جامعة الدول العربية الدائم لدى هيئَة الأمم المتَّحدة، وبعد هذه الفترة عمل عضوًا في مجلس الأمناء الخاص بجامعة العلوم الإسلامية بمدينة بليسبرج في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما استعين به بعد ذلك لكي يكون مستشارًا للتحرير في العديد من الحوليات التي كانت تصدر في دول مختلفة عربية وأجنبية منها: دولة إيران ودولة ماليزيا ودولة فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
عرض الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر ، إذ أعطى صورة مفصلة عن مراحل تكون أفكاره وكيف تشكلت، وعرضًا لمنهجه التفسيري، كذلك ذكر المسيري بداية اهتمامه بموضوع الصهيونية، ومؤلفاته الكثيرة التي تتناولها وتتحدث عنها، وفي نهاية الكتاب عرضٌ لأبرز أفكاره.
اهتم عبد الوهاب المسيري بالدراسات الفكرية حول إسرائيل والصهيونية، وتناول ذلك في عدد كبير من مؤلفاته التي من أبرزها كتاب من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية ، والذي يعد من أكبر الأعمال الموسوعية، إذ استغرق 25 عامًا لكتابته.
وقد تجاوز اهتمام الدكتور المسيري فكرة الصهيونية، فقد تناول موضوعات عدة بالبحث والكتابة، مثل: التحيز، والحداثة، والعلمانية، وكتب في هذه الموضوعات مؤلفات عدة، وكان الأدب والشعر من ضمن اهتماماته الأساسية التي لم يهملها، فقد كانت له دراسات لغوية وأدبية عديدة بالإضافة إلى دراسات في الشعر وفي الأدب والفكر، وصدر له ديوان شعري وعددٌ من قصص الأطفال.
في فجر يوم الخميس الموافق 3 يوليو عام 2008م في مستشفى فلسطين بالقاهرة، توفي المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري، عن عمر يناهز السبعين سنة بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وخرجت جنازته بعد صلاة الظهر من مسجد رابعة العدوية بالقاهرة، ودفن في مسقط رأسه بمدينة دمنهور. وقد شارك في تشييع جنازته آلاف من المصريين من كافة طوائف الشعب.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…