موضوعات من الكتب

فقه النفس

تخيل معايا طفل صغير من وقت ما اتولد واللي حواليه بيعلموه ينشغل بنظرة الناس وآراؤهم فيه.

المفروض هو يطلع دكتور أو مهندس؛ علشان دي كليات قمة، والناس بتحترم اللي بيدخلوها …. مش علشان هو بيحب الطب أو الهندسة. أو عشان يدرس حاجة هو بيحبها.

هو علي طول ف حالة منافسة دايمة … لازم يطلع الاول ع الفصل او ع المدرسة والا ميكونش كويس ويكون ابن خالته احسن منه

محدش اهتم بروحه، وقرر ينميها ** أو يشاورله عليها ويقوله *دي نفسك الحقيقية، رغباتك وأحلامك وطموحاتك. … دي حقيقتك.. اتعرف عليها .… وصاحبها.

الطفل دا أنا وأنت والأخ اللي قاعد هناك دا …. الطفل دا كلنا.

احنا اتعلمنا نهتم بالناس أكتر ما نهتم بنفسنا، ولو عايزين نعمل حاجة والحاجة دي هتزعلهم؛ منعملهاش

بقينا نعمل حساب للناس علي حسابنا حتي لو الناس مش موجودين

الذات المسجونة

رمينا (ذاتنا الحقيقية) جوا سجن، وعملنا ذات (مزيفة) بره السجن دا بتتعايش مع الناس.

ذاتي الحقيقية … نفسي … كينونتي، وشخصيتي، وهويتي. … المخلوق الوحيد اللي بيصاحبني. … نسيناها، وتقريبًا مبقيناش نعرف عنها حاجة.

وبالشكل دا بقينا عايشين.

مع الناس جوا البيت وبرا البيت.

واحنا بناكل

واحنا بنذاكر

مش حاسيين بالطمأنينة ولا السعادة ولا الرضا

دايما بنفكر الناس بتقول علينا ايه؟

الناس هتاكل وشنا

الناس مش هتسيبنا في حالنا

طب والناس؟

كل حاجة علشان الناس، وللناس.

أعراض المشكلة

ومش عارفين اتخلقنا ليه؟ ولا نعيش حياتنا ازاي؟

وبكدا يمر عمرنا وأحنا مع الناس …. بعيدين عن نفسنا الحقيقية المحبوسة جوا زنزانة

لما يبدأ يظهر عرض ما علينا ونحس بمشكلة.. وبنفكر: مثلا … ليه؟ … ليه أنا عايش؟ أو ليه بذاكر؟ أو ليه بشتغل؟ أو ليه بتجوز؟

ومفيش إجابة!

حالة عارمة من الجهل، …. وحيل دفاعية بنستخبي وراها …

تحرير الذات

ف الحقيقة انا وانت وكلنا عارفين كويس السبب ورا الوضع السلبي اللي احنا فيه دا وعارفين كمان الحل اننا نخرج ذاتنا الحقيقة من الزنزانة ونفك حبسها

لكننا مش قادرين نطبقه … كل ما تقرب من الزنزانة بتحس بريحة كريهه .. بتخليك تتراجع وتفكر متفتحش الباب … آلام وذكريات وصعوبات كتير ورا الباب … 

انك تكون لوحدك مع نفسك اللي قافل عليها بقالك سنين دا صعب جدا … صعب جدا ان حد يهدم بنفسه الحصون اللي بناها والكذبات اللي اخترعها وصدقها ويواجه المسؤوليات اللي قرر ميتحملهاش

صعب ان حد يقوم بدا … أغلب الناس بترمي اللوم علي اي حاجة مقابل انها تهرب منه .. أي حاجة، الأهل، الناس، الظروف، الكلية، المجتمع، الشغل، الزوج، الزوج، الأولاد..

المهم اللوم دا يكون بعيد عننا، ومنفكرش في مسؤوليتنا ولا دورنا.

قراءة النفس

بس عارف … انت لو قررت تفتح باب الزنزانة ليها وتحررها … هنا هتبدأ ولادتك الحقيقة … اما تبدا ف مرحلة (قراءة النفس) فانت كدا بدات حياتك

هتلاقيك بتستكتشف نفسك الحقيقية، اللي أنت مخبيها. … وهتكتشف إنك متعرفش نفسك اصلا! … و هيبدا يظهرلك السبب الحقيقي ورا كل اللي كنت فيه وبتعاني منه … هتكتشف ان جهلك بنفسك هو اساس كل مشاكلك

لو اخترنا نعمل كدا …. قررنا نقعد مع نفسنا، نأنس بيها، نسمعها وننصت ليها، ونقرأها.

هنبدأ نقبلها. … نقبلها زي ما هي. …. بعيوبها ومساوئها وعلاتها …. (القبول مش معناه الموافقة على الحالة اللي هي فيها أو بقت عليها.

لكن قبول بيسبق التعارف والتصالح والتوافق.

قبول يدفعنا للتغيير، مش يدفعنا للخزي والهروب).

لو قدرنا نتقبل نفسنا وقتها هنقدر نقدرها. … نصلح الحالة اللي هي فيها. …. ونُزَكيِّها.

التزكية

*التزكية دي بتحصل بحاجتين:

– التخلية. (أو التفريغ).

– التحلية. (أو التزويد والشحن).

التخلية

*التخلية: يعني إزالة كل ما في النفس من شوائب، وعيوب، ومساوئ …. المتعلقة بالماضي، أو بالحاضر، أو حتى بالمستقبل. زي أمراض القلوب مثلًا.

بالتخلية النفس هتكون مؤهلة بما فيه الكفاية لتحليتها، وتزويدها بما يصلحها ويزكيها.

التحلية

اما بقي التحلية فهي: تزويد النفس بما يصلحها جسدًا وروحًا.

ودا بأمرين: العلم والعمل

– العلم: بمعرفة (من أنا؟ ولم أنا؟).

– العمل: بالانشغال فورًا بتحقيق ما أعلمه في حياتي اليومية.

كل اللي سمعته ف حلقة النهاردة ممكن نقول عليه (فقه النفس).

وهو بيعني: العلم بأبجديات النفس، وباللي يساعدنا على فهمهما، والتعرف على وظيفتها وهدفها؛ علشان نقدر نعيش الحياة اليومية بحكمة تخلينا نقدر نعالج المعوقات اللي بتقابلنا، ونعيش في سعادة وطمأنينة ورضا في أي وقت وفي أي مكان.

وبس كدا.

سلام.

Sending
User Review
3.67 (6 votes)
زر الذهاب إلى الأعلى