عبد الرحمن الجبرتي هو أحد أهم المؤرخين في العصر الإسلامي. ويعتبر أشهر مؤرخ في تاريخ مصر، حيث قام بكتابة وتسجيل بعض المدونات التاريخية والتي تعد من أهم المدونات حيث قام فيها بتسجيل تاريخ مصر. وتعتبر مؤلفاته من الوثائق المميزة للتاريخ المصري السياسي والاجتماعي. تميز أسلوب الجبرتي بالصدق والحيادية وكان أسلوب كتاباته بسيط ويتميز بالدقة والمتعة بين سطوره. وفي هذا المقال سوف نستعرض سيرة المؤرخ والعالم الفقيه المصري عبد الرحمن الجبرتي.
الاسم | عبد الرحمن الجبرتي |
تاريخ الميلاد | 1 / 1 / 1754م |
تاريخ الوفاة | 19 / 6 / 1822م |
الديانة | مسلم |
الجنسية | مصري |
المهنة | مؤرخ – عالم عقيدة |
ولد عبد الرحمن الجبرتي بالقاهرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر هجريًا الموافق عام 1169هـ ومنتصف القرن الثامن عشر ميلاديًا الموافق الأول من شهر يناير لعام 1754مـ. ويذكر بعض المؤرخون أن عبد الرحمن الجبرتي من أصول هاشمية النسب. هاجر أجداده من الجزيرة العربية إلى الصومال ومصر وبعض الدول العربية الأخرى.
وسُمي الجبرتي نسبة إلى بلاد جبرت بالصومال، حيث قدم أبو جده من هناك إلى القاهرة للدراسة بالجامع الأزهر ثم قرر أن يستقر بها.
والد عبد الرحمن الجبرتي هو حسن برهان الدين الجبرتي، واسمه كاملًا هو حسن بن إبراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الجبرتي العقيلي الهاشمي كما ذكره المؤرخون. كان يعمل بالتدريس في مدرسة ببولاق، وكان من أهم علماء الأزهر الشريف، وأحد الأثرياء نتيجة عمله بالتجارة أيضًا بجانب كونه متخصصًا بعلوم الفلك والرياضيات.
كان والد عبد الرحمن الجبرتي يمتلك مكتبة مليئة بالكتب العلمية والدينية، وكان الكثير من العلماء والمشايخ وطلاب الأزهر يقومون بالتعلم منه والاستفادة من علمه الشرعي الغزير، حتى توفي والده عام 1188هـ و ترك له معارف من العلماء والشيوخ بجانب الكثير من الأموال.
نشأ عبد الرحمن الجبرتي في بيت يملؤه العلم والدين، وكان تحت رعاية والده واهتمامه الكبير، حيث كان عبد الرحمن هو الابن الذكر الذي عاش لوالده من أبنائه. حفظ عبد الرحمن القرآن الكريم وهو في سن صغير، كذلك كان عبد الرحمن يحفظ الكثير من الأحاديث والكتب التي كان يُعلمها والده للعلماء والشيوخ في منزله.
درس عبد الرحمن في الأزهر الشريف وتعلم علوم الفقه واللغة فيه، ثم عكف على مكتبة والده وتعلم من الكتب التي بالمكتبة الكثير من علوم الفلك، والحساب، والهندسة وغير ذلك. وكانت لدى عبد الرحمن رغبة شديدة للمعرفة والاطلاع والترحال، فتنقل في أنحاء مصر لجمع العلم وتواصل مع العلماء في عصره للتعلم منهم.
جمع الشيخ عبد الرحمن بين العلوم الشرعية وعلوم الفقه وأصبح من علماء الأزهر، وبدأ يُدرس علمه لعلماء عصره، ومن هنا بدأت تتكون لدى الشيخ الكثير من الخبرة والفهم والإدراك للواقع من حوله وطبيعة المشكلات التي يمر بها بعض الناس.
كان الشيخ عبد الرحمن لا يشعر بالراحة والرضا من أعمال وأخلاق بعض زملائه في الأزهر، مثل عدم إخلاصهم فى العمل، واهتمامهم بجمع الأموال فقط، والمشاجرات الكثيرة، والخصام فيما بينهم. وكان هذا الشعور السبب في تعلم الجبرتي للنقد، والتحليل، وطبيعة المشكلات التي يمر الناس بها في تلك الفترة.
كما كان يتنقل بين القرى والمدن في أنحاء مصر بحثًا عن العلم والعلماء، حيث كان محبًا للتنقل والترحال. وكان عبد الرحمن يجالس عامة الشعب والفلاحين، وساعده هذا كثيرًا على فهم طبيعة الحياة في القرى المصرية، ومعرفة ما يعانيه الناس من صعوبة في العيش، وعلم بكثير من أخبار البلاد وساكنيها مما جعله هذا صادقًا في كتاباته وتحليله للأحداث في مؤلفاته.
تُعد أعمال الجبرتي ذات أهمية كبيرة ونادرة في تاريخ مصر، وذلك لأن كتاباته من واقع عاش فيه، وشهد عليه وعلى أحداثه. وتكمن قيمة الجبرتي أنه كان شديد الملاحظة لكل ما يحدث حوله من أحداث، وشارك في الكثير منها بنفسه، وكان يتابع ذلك عن طريق علاقاته. كما كان الجبرتي يمتلك صورة مفصلة عن الحياة الاجتماعية في مصر.
كذلك كان الجبرتي يدون كل ما يحدث حوله بأدق تفاصيلها، وكان يستغرق الكثير من الوقت في هذا الأمر، ويبحث عن مصادر ومراجع لما يكتبه ويدونه، حتى إنه كان يدون الأسماء أيضًا، فدون أسماء الشيوخ وشيوخ الجامع الأزهر وعلمائه، كما دون أسماء من اشتهروا بالعلوم الدينية، والفقهية، والشعر، والأدب، والخطابة، وكل أنواع العلوم، ولم يكتفي بذلك بل دون أسماء الأمراء والحكام.
قام الجبرتي بعمل سجلات لمعرفة الوقت، والصلوات، ورؤية هلال شهري رمضان وشوال بحكم خبرته الفلكية التي اكتسبها من والده. ويعود الفضل للجبرتي في تدوين تاريخ مصر في تلك الفترة، فسجل حوادث وأخبار. فهو يقوم بجمع الأخبار ويستطلع ويجمع عنها ثم يدونها .
واعتمدَ أسلوب الجبرتي على التجرُّد، والحيادية، والصدق في كل ما كتب، فكان يكتب بلا عاطفة ودون شعور أو إحساس خاص به. وكان يتميز الجبرتي بعدم تفاخره بأعماله وبنفسه، واستحق بذلك أن يلقب بمؤرخ الشعب.
شهد الجبرتي على محاولات المماليك التمرد على الدولة العثمانية أثناء فترة ضعفها، كما شهد مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798م والتي كانت بقيادة نابليون، وشهد أيضًا تولي محمد علي الحكم في مصر، والذي مع بداية حُكمه شهدت مصر مرحلة جديدة في تاريخها نتيجة التغيرات التي حدثت في نظامها الإقتصادي والسياسي والاجتماعي.
كان محمد علي مهتمًا بتأسيس دولة قوية وإقامة مشروعات ضخمة عليها، فاستخدم مبدأ الأشغال والأعمال الجبرية على المصريين، وذلك للإجبارهم على تنفيذ تلك المشروعات ولم يهتم بالمصريين كاهتمامه بالمشروعات التي كان يفكر بها.
كان الجبرتي شاهدًا على الظلم الذي تعرض له المصريين من المماليك، والعثمانيين، والفرنسيين، والأشغال التي فرضها عليهم محمد علي، فكان مدافعًا عن المصريين، وحقوق الإنسان. حيث كان يؤمن أن الدولة فقدت صوابها بغياب العدالة عنها، وأنه لا قيمة لتلك المشروعات لو ضاعت الإنسانية. وأخذ الجبرتي على عاتقه تدوين كل ما يحدث في تلك العصور المهمة والتي تعتبر من أهم نقاط التحول في تاريخ مصر الحديث.
كان الجبرتي يبلغ من العمر 44 عام عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر، وكان مشغولًا بجمع الأخبار وتدوينها، فاستمر في ذلك وسجل تحركات الجنود الفرنسيين وأعمالهم وأقوالهم ونظام حياتهم داخل مصر، فقام بتدوين الحياة السياسية لهم وتكلم فيها عن نظام الحكم بين الجنود والقادة الفرنسيين ومنشوراتهم وتقاريرهم، كما دون الحياة الاجتماعية كعادته وسجل الأحداث التي عاشها بنفسه وشاهدها، والمواقف الشخصية، وتكلم عن حياة الفرنسيين وطبيعتهم.
والذي ساعد الجبرتي على جمع كل تلك المعلومات أنه كان كثير الذهاب للمنشآت الفرنسية في مصر، وكان يتقابل مع الكثير من رجالهم ونتيجة لذلك أصبح عضوًا في الديوان الوطني الذي أسسه جنرال فرنسي يدعى مينو.
تعرض الجبرتي للكثير من الانتقادات والتهم، وذلك بسبب تحركاته مع الفرنسيين والود الذي يجمعه معهم، فقد اتهمه المصريين بالتعاون مع فرنسا، بينما اتهمه الفرنسيون بتعصبه ضد المظاهر الحضارية التي كانت تدعي فرنسا أنها تقدمها لمصر والعالم العربي والإسلامي.
تم تكريم الجبرتي عام 1973م من الدولة، فأصدرت طوابع للبريد تحمل اسمه وصورة له أثناء الإحتفال بثورة 23 يوليو. وفي فرنسا عام 1980م نُشر عنه كتاب باسم “يوميات الجبرتي في مصر أثناء الحملة الفرنسية”.
في ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 1238هـ، تفاجأ الجبرتي بوفاة ابنه خليل مقتولًا، والذي كان يعمل بوظيفة التوقيت بقصر محمد علي في ذلك الوقت، وكثرت الأقاويل حول سبب مقتله ولكن أغلبها يشير إلى أن السبب هو رفض الجبرتي كتابة كتاب لمدح محمد علي، و قد تعرض الجبرتي للتهديد من محمد علي ولكنه أصر على الرفض.
تأثر الجبرتي كثيرًا بمقتل ولده، وتوقف عن مسيرته الطويلة للكتابة والتدوين، فكان شديد الحزن والألم لفراقه وظل يبكيه حتى فقد بصره، ومكث في بيته لا يقرأ ولا يكتب ولا يتابع الأخبار كعادته. حتى توفي الجبرتي ولحق بابنه بعد ثلاث أعوام من وفاته. وبعد وفاته أمر محمد علي بحرق مكتبة الجبرتي وكتبه ومؤلفاته.
كتب الجبرتي كتابين في غاية الأهمية للتاريخ المصري، المؤلف الأول هو كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار، وهو مكون من أربعة مجلدات يتحدث فيه عن الفترة بداية من 1688م وحتى 1821م، وسجل فيه تاريخ مصر بشكل عام وخاص. أما المؤلف الثاني فهو كتاب مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس، وسجل فيه فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من 1798م وحتى 1800م.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…