رواية ليالي تركستان هي إحدى روايات الطبيب المصري والأديب الروائي والمسرحي الشهير نجيب الكيلاني. اشتهر عن الكيلاني إحساسه العميق، والمليء بالجمال الفني الممتزج بالغموض في بعض الأحيان، فقد كانت لديه القدرة الإبداعية والفكرية والنقدية في الكتابة والتأليف في الكثير من المجالات الأدبية المختلفة، كالنثر والشعر والروايات والقصص والمسرحيات، فقد كانت حياته مليئة بالنشاط في ميادين الفكر والأدب العربي. وفي هذا المقال سوف نقدم مراجعة لهذه الرواية.
المؤلف | نجيب الكيلاني |
لغة الكتاب | اللغة العربية |
جهة إصدار الكتاب | دار البشير |
عدد صفحات الكتاب | 199 صفحة |
التصنيف | أدب تاريخي |
رواية ليالي تركستان هي أحد أهم مؤلفات الأديب نجيب الكيلاني. وقد عُرف عن الكيلاني تنوعه في موضوعات كتاباته. فقد اشتملت على الكثير من الأحداث التاريخية، والرسائل القرآنية، والمقاطع الشعرية، وبعض المواقف الاجتماعية، وغيرها.
ويتميز أسلوبه بالتحليل الدقيق وشعوره الدائم بالمسؤلية تجاه القارئ، والذي جعل كل أعماله ترقى لغرس القيم وتربية السلوك وتهذيب النفوس، وتتسم بالوضوح وتهدف لزيادة الوعي والتحليل الدقيق والبعد عن الفهم الخاطئ.
وكان نجيب الكيلاني يمتلك ثقافة كبيرة في مجالات متعددة، وقد ساعد ذلك في تنوع كتاباته فكان أديبًا وشاعرًا وناقدًا. وكان يمتلك جانبًا من الإبداع ظهر في مؤلفاته، ولاقت هذه المؤلفات قبولًا كبيرًا لدى القراء في العالم العربي والإسلامي.
رواية ليالي تركستان تحكي الرواية عن الثورة الإسلامية، ومأساة تاريخية تعرض لها المسلمون في دولة تركستان الشرقية المسلمة أثناء فترة احتلالها من الصين، حتى تقاسمتها دولة الصين مع روسيا، وكيف قضوا على الثورة الإسلامية فيها عام 1950م، وتعديهم المباشر على مبادئ الإسلام وعلى أرواح المسلمين هناك.
ويروي الكيلاني في هذه الرواية قصة على لسان شاب مجاهد من تركستان، شارك في الثورة وشهد على أحداثها وأبطالها، وبعد انتهاء الثورة هاجر إلى مكة، وهناك التقى بالمؤلف وحكى له تفاصيل هذه الرواية. والذي سلط المؤلف فيها الضوء على ما تعرض له المسلمون من تعذيب وتنكيل، والاعتداء على المساجد وانتهاك حرمات المسلمين. كما يروي عن تسابق المجاهدين إلى القتال وبراعتهم في حرب الاغتيالات هناك. ويصور في رواية ليالي تركستان المرأة المسلمة ومدى تمسكها بعقيدتها على الرغم من كل التنكيل والتهديد الذي يحدث حولها.
ولد الأديب نجيب عبد اللطيف إبراهيم الكيلاني والذي كان أول مولود يولد لأبيه وأمه، في قرية تدعى “شرشابة”، وهي قرية مصرية صغيرة تابعة لمركز زفتى بمحافظة الغريبة، وكان هذا في اليوم الأول من شهر يونيو لعام 1931م.
نشأ الكيلاني مع أفراد عائلته الريفية البسيطة، والتي كانت تعمل بالزراعة والحقول كعادة الريف المصري. وفي الرابعة من عمره التحق الكيلاني بدار للكُتاب بقريته، وهناك تعلم القراءة والكتابة وكان يحفظ القرآن الكريم، ويستمع للأحاديث الشريفة وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقصص الأنبياء.
كان نجيب الكيلاني متفوقًا في دراسته وقد بدأ تعليمه بالمدرسة الأولية، ثم بمدرسة الإرسالية الابتدائية بقرية سنباط، وأنهى المرحلة الثانوية في مدينة طنطا. وفي عام 1951م انتقل الكيلاني إلى القاهرة وبدأ الدراسة بالمرحلة الجامعية واستطاع أن يلتحق بكلية الطب هناك. وبعد تخرجه مباشرة مارس وظيفة الطب، فعمل كطبيب امتياز في عدة مستشفيات.
عمل الكيلاني في القسم الطبي بهيئة السكك الحديدية، وبعدها سافر إلى عدة دول عربية وعمل طبيبًا فيها، كدولة الكويت ودولة الإمارات العربية وظل بها لعدة سنوات. وبعد ذلك تنقل الكيلاني في عدة مناصب طبية هامة، وكان أهمها أنه أصبح مستشارًا أول لوزير الصحة بالإمارات لمدة عشر سنوات، وكان لهذا المنصب دور كبير في التطوير الصحي هناك. ثم تولى منصب مدير التثقيف الصحي بوزارة الصحة وأثرت تلك الفترة على كتاباته الطبية الهامة. وبعدها تمت إحالته على المعاش وعاد إلى مصر بعد غربة لأكثر من ثلاثة وعشرون سنة.
في عام 1960م تزوج الدكتور والأديب نجيب الكيلاني من السيدة كريمة شاهين، والتي كانت هي أيضًا أديبة مشهورة وتنتمي لأسرة أدبية ومثقفة في مصر. وبعد الزواج رزقهم الله بثلاثة أبناء وبنت واحدة، وهم جلال وحسام ومحمود وعزة.
كان الدكتور نجيب الكيلاني بشوشًا ومرحًا، ومحبًا للقراءة ولا ينفصل عن الكتاب، حيث أطلق عليه أصحابه والمقربين منه لقب “الخطيب المفوه صاحب الفكر المتفتح”. وقد كان الكيلاني يسعى لإسعاد غيره وخاصة أهل بيته، فقد كان يلاطف أبناءه، ويجلس معهم ويسمع مشاكلهم ويحاول حلها بكل هدوء.
عُرف عن الكيلاني حرصه على ابتاع أحكام القرآن الكريم في جميع تصرفاته، حتى في الدقيق منها ككثرة التطيب واستخدام السواك اتباعًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو أديب مسلم استجاب لفطرته السوية وتشرب القيم الإسلامية.
مع بداية الحرب على فلسطين عام 1947م تأثر نجيب الكيلاني كثيرًا بما رآه من كثرة أفواج المتطوعين المتجهين للجهاد ضد العدو الصهيوني في فلسطين.
وفي مرحلة من مراحل حياته، تعرف الكيلاني على جماعة الإخوان المسلمين وانضم إليهم، وكان كثير الإعجاب بأسلوبهم في الخطابة ومع مرور الوقت أصبح يتبع نفس الأسلوب، وكان أول لقاء له مع جماعة الإخوان المسلمين في عام 1948م بمدينة زفتى أثناء الإحتفال الذي أُقيم بمركز ميت غمر احتفالًا بمناسبة الهجرة النبوية.
اعتقل الكيلاني وهو في السنة الرابعة بكلية الطب، وقد تمت محاكمته بتهمة الإشتراك في نظام سري مسلح لقلب نظام الحكم، وحُبس بالسجن الحربي، وهناك قرر أن يشغل وقته ويفرغ طاقته في الكتابة وبالفعل تمكن من كتابة أول عمل نثري له، ثم حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، إلا أنه حصل على عفو صحي في أواخر عام 1958م وخرج من السجن بعد أن قضى ثلاث سنوات.
وفي شهر سبتمر لعام 1965م أُعيد اعتقاله مرة ثانية، ولم يتم توجيه أي تهم له هذه المرة، ولكنه ظل معتقلًا بدون تحقيق، وذهب إلى مركز شرطة الخانكة بالقليوبية، ثم تم ترحيله إلى سجن أبو زعبل وبعدها تم ترحيله إلى سجن مزرعة طره. وفي شهر نوفمبر لعام 1966م تم الإفراج عنه بعد أن قضى عامًا وبضعة أشهر داخل السجن.
كانت بداية ظهور بوادر موهبة الكيلاني الشعرية وهو فى أواخر المرحلة الابتدائية، كما أصدر أول ديوان له وهو طالب في الصف الأول الثانوي. وقد كان يرى أن الأدب وسيلة لا غاية، ويجب أن يؤدي رسالة إنسانية وتربوية وليس لمجرد التسلية والإمتاع، بل ترقى لغرس القيم وتربية السلوك وتهذيب النفوس.
وكان نجيب الكيلاني يمتلك ثقافة كبيرة في مجالات متعددة، مثل الطب والأدب والسياسة والنظم الإسلامية والاجتماعية والتاريخ وغيرها. وقد ساعد ذلك في تنوع كتاباته فكان أديبًا وشاعرًا وناقدًا. وكان يمتلك جانبًا من الإبداع ظهر في دواوينه وشعره والذي لا يقل عن منزلة قصصه ورواياته.
وبرزت موهبته في فن الرواية أيضًا، فطبعها بالفهم الوسطي للإسلام، فكان سفيرًا للإسلام بقلمه في أكثر بلدان العالم، وكانت أولى قصائده التي نشرها سنة 1948م عن فلسطين. كما استغل الكيلاني وجوده في السجن فترة اعتقاله، ونظم عددًا من القصائد حتى أصدر ديوانه الأول “أغاني الغرباء”.
وفي عام 1962م زار فلسطين وصلى في بيت المقدس، كما تحدث مع الفلسطينيين وجلس معهم، وعلم بمعاناتهم وأحزانهم وقرر أن يجند قلمه للكتابة عن القضية الفلسطينية. وقد كتب عدة مؤلفات عن هذه الفترة، مثل رواية عمر يظهر في القدس، و رواية أرض الأنبياء، وكتاب دم لفطير صهيون.
وقد بلغت مؤلفاته أكثر من سبعين كتابًا، ولاقت هذه المؤلفات قبولًا كبيرًا لدى القراء في العالم العربي والإسلامي. وقد ترجمت الكثير من أعماله إلى لغات مختلفة، منها الإنجليزية والفرنسية والتركية والصينية والإيطالية وغيرها. كما قدم العديد من البرامج الدينية والصحية والثقافية على شاشة التليفزيون، منها برنامج الصحة للجميع وبرنامج آداب وفنون وبرنامج دعوة الحق.
حصل الكيلاني على العديد من الجوائز في مختلف مجالاته الأدبية، وعن بعض مؤلفاته من الكتب، ففي عام 1957م حصل على جائزة وزارة التراجم والسير عن كتاب إقبال الشاعر الثائر. كما حصل على جائزة وزارة التربية والتعليم في مجال الدراسات النفسية والاجتماعية عن كتاب المجتمع المريض، وأيضًا في مجال التراجم والسير عن كتاب شوقي في ركاب الخالدين.
كما حصل على عدة جوائز عن بعض مؤلفاته من الروايات، كجائزة وزارة التربية التعليم في مجال الرواية عن رواية في الظلام، وجائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عن رواية اليوم الموعود. وفي أوائل السبعينيات حصل على جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية قاتل حمزة.
وفي عام 1959م فاز الكيلاني بجائزة مجلة الشبان المسلمين في مسابقة القصة القصيرة. كما أهداه الدكتور طه حسين جائزة الميدلية الذهبية.
أُصيب الكيلاني بمرض سرطان الكبد لفترة طويلة من حياته، وكان صابرًا على مرضه ولا يُشعر من حوله بمعاناته وأوجاعه. وفي نهاية حياته اشتد عليه المرض وعاد من الإمارات إلى مصر، وقد توفي ودُفن بالقاهرة في يوم السابع من شهر مارس لعام 1995م، عن عمر يناهز ثلاثة وستون عامًا.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…