كتبكتب أدبيةكتب فكرية

كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا – محمود شاكر

كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا هو كتاب لـ الشيخ محمود شاكر. وهو أحد أشهر الأدباء والمحققين لكتب التراث في التاريخ الحديث. فقد حقق الشيخ مجموعة من كتب التراث. كما كان له دورٌ كبير في الدفاع عن التراث والسنة بقلمه، فقد تصدر لبعض من شككوا في التراث. وفي هذا المقال نقدم مراجعة مختصرة وسريعة لـ كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ونبذة سريعة عن حياة الشيخ.

إلف القبيح متلفةٌ للإحساس والعقل جميعًا.

محمود شاكر
الاسممحمود شاكر
لغة الكتاباللغة العربية
جهة نشر الكتابمكتبة دار الخانجي
عدد صفحات الكتاب182 صفحة
تصنيف الكتابثقافي – فكري

نظرة في كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا للشيخ محمود شاكر

كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا هو واحد من أشهر كتب الشيخ والعلامة المحقق الشيخ محمود شاكر. وتُعد إصدارات الشيخ من الكتب محدودة، لكن الكتب التي حققها كثيرة وعديدة، والكتب التي نُشرت بتحقيقه حازت على قبول وشهرة كبيرة.

وكان هذا الكتاب في بادئ الأمر عبارة عن مقدمة لكتابه “المتنبي” والذي كتبه عندما طلب منه رئيس تحرير مجلة المقتطف الأستاذ فؤاد صروف أن يكتب رسالة صغيرة عن المتنبي، فعكف شاكر وأخرج في فترة وجيزة هذا الكتاب الماتع ومقدمته التي تحولت فيما بعد لـ كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا.

وما يميز الطرح الذي عرضه الشيخ محمود شاكر في هذا الكتاب هو كشفه الجلي عن جذور الصراع الحادث والذي لا يتضح للكثير من الناس؛ هذا الصراع الذي أدت هزيمتنا فيه إلى فساد في الحياة التي نعيشها في كافة جوانبها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.

ويرفض الشيخ من خلال هذا الكتاب النماذج الثقافية والأدبية التي تُطرح قبل أن يكتب هذا الكتاب وحتى يومنا هذا في مجتماعتنا، والتي تؤدي إلى مزيد من التخلف والانحدار والانصياع للسلطة الغالبة. حيث يرى الشيخ أن الثقافة العربية بناء لا يمكن تبعيضه، ولا يتسع لأطروحات خارجة عنه.

“رأس الثقافة هو الدين أو ما كان في معنى الدين.

محمود شاكر

نبذة عن حياة العلامة الشيخ محمود شاكر

مولده

ولد  محمود محمد شاكرأحمد عبد القادر في مدينة الأسكندرية في الأول من شهر فبراير عام 1909م لأسرة من أشراف مدينة جرجا في صعيد مصر. وامتد نسبه إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه، ولد بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.

نشأته

نشأ شاكر في عائلة ملتزمة بالتعاليم الإسلامية، فكان والده شيخًا لعلماء الأسكندرية، وانتقل إلى القاهرة ليشغل منصب وكيل الجامع الأزهر، فكان لهذه البيئة أثرًا في نفسه وفي تكوينه وشخصيته. فقد نشأ أبو فهر نشأةً شرعية منضبطة وأدبية على أعلى مستوى.

تعليمه

وكان الطفل محمود هو أول من التحق بالتعليم المدني من إخوته، فلم يكن أحدًا منهم تعلم في المدارس. فالتحق بمدرسة “الوالدة أم عباس” بمحافظة القاهرة. ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة “القربية” وكان ذلك بعد قيام ثورة 19 حيث اضطر لتغيير مدرسته.

وفي مدرسته الجديدة، كانوا يهتمون فيها باللغة الإنجليزية بشكل كبير، فنشأ شاكر محبًا للغة الإنجليزية ومتقنًا لها. وكان في هذه المرحلة أيضًا كثير المُكث في الجامع الأزهر، فكان هناك كثيرًا ما يسمع الشعر هناك، فنشأ أيضًا محبًا للشعر حتى لأنه حفظ ديوان المتنبي كاملًا في هذه الفترة.

حمل تطبيق أخضر: مئات ملخصات الكتب على هاتفك بدون إنترنت

وفي عام 1921م، التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية. وهناك التحق بالقسم العلمي لرغبته في دراسة مادة الرياضيات. وعندما تخرج من الثانوية، وعلى الرغم من حبه للرياضيات والإنجليزية، إلا أنه التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية لعلمه بأن للقلم سحرًا، وأن أهيمة القلم تكمن في رسم مستقبل الأمة.

التحاقه بالجامعة

وقد واجه شاكر مشكلة في بداية الأمر عندما قرر الالتحاق بكلية الآداب لأنه كان في القسم العلمي في الثانوية، لكنه بفضل وساطة من الدكتور طه حسين – والذي كان محاضرًا في كلية آداب – لرئيس الجامعة الدكتور أحمد لطفي السيد، تمكن محمود شاكر من الالتحاق بكلية الآداب.

حاجة القراء إلى المقالة أشد أحيانا من حاجتهم إلى الكتاب.

محمود شاكر

بداية المعركة بين محمود شاكر و طه حسين

وعندما بدأ شاكر بالانتظام في كلية الآداب والاستماع للمحاضرات، صُدم شاكر بما سمعه من أستاذه طه حسين الذي يُلقي محاضرات عن كتابه “في الشعر الجاهلي”، والذي يحاول فيه طه حسين أن يؤصل لأن الشعر الجاهلي هو من تأليف المسلمين ليفسروا به القرآن.

فكان لهذه المحاضرات أثر كبير في نفس الطالب المُطلع محمود شاكر، حيث أنه قد قرأ هذه الشبهة في مقال لمستشرق يُدعى “مركليوث” كان منشورًا في مجلة استشراقية. فعلم عندما سمع ما قاله أستاذه أن أستاذة قد سرق هذه الشبهة!

ظل شاكر يتألم لما يسمعه من أستاذه في المحاضرات، ولكنه لا يقدر على المواجهة لما لأستاذه من هيبة أدبية، حتى طفح الكيل، فقرر شاكر أن يواجه أستاذه، فقام وأخذ يجادله ويرد ما يقوله. وهنا قرر شاكر أنه سيوقف تعليمه الجامعي لما شعر به من الخزي.

معركة محمود شاكر الأدبية مع لويس عوض

وفي عام 1964م، نشر المستشار الثقافي لمؤسسة الأهرام الدكتور لويس مجموعة مقالات في جريدة الأهرام عنونها بـ “على هامش الغفران”. وفي هذه المقالات ذهب لويس في كلامه إلى تأثر أبو العلاء المعري باليونانيات. كذلك قام بالتلميح إلى أن الحديث النبوي قد تأثر بالأساطير النبوية.

وقد دفع هذا الكلام الضال أبي فهر إلي العودة إلى الكتابة بعد عزلة كان قد فرضها على نفسه، وذلك لأنه قد أخذ على عاتقه عبء بيان خطأ وتهافت لويس عوض ومنهجه. فانتقل عن الكلام عن الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وما طرأ عليها من غزو فكري غربي. وقد جُمعت هذه المقالات التي رد فيها على لويس عوض ونشرت في كتابه المشهور أباطيل وأسمار.

وقد انتهت هذه المعركة الأدبية باعتقال الشيخ محمود شاكر وذلك لربط أحد مسئولي الجهاز الأمني في مصر في ذلك الوقت بين ما يكتب وبين جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت محظورة وقتها. ولم يكن لأبي فهرأي انتماء سياسي، لكنه كان ضحية الظلم وقتها.

محمود شاكر يرحل عن العالم

وفي السابع من شهر أغسطس عام 1997م والموافق للثالث من شهر ربيع الآخر عام 1418هـ رحل الشيخ محمود شاكر عن العالم. وترك لنا إرثًا من أعماله ومقالاته وكتب من تحقيقه. رحل وترك مكانًا أدبيًا رفيعًا لم يقدر أحد على شغله حتى الآن.

أهم كتب الشيخ محمود شاكر

طُول الكتمانِ وترك تحريك اللسان بالرأي، مُضرٌّ بالْمَرْء كضرر الثرثرةِ بلا عقل.‬

محمود شاكر
هل أعجبتك مراجعة هذا الكتاب؟
Sending
User Review
0 (0 votes)
زر الذهاب إلى الأعلى