موضوعات من الكتب

المصادقة على المشاعر

الطفل الصغير وهو ماشي .. ممكن يقع علي وشه .. ساعتها بيعيط .. عشان يعرف يتجاوز الالم الجسدي اللي حصل .. بيبقي محتاج ايد تطبط عليه

الاحتياج للطبطة دا .. البشر اما يكبروا بيفضل مكمل معاهم .. بس بيتحول من طبطة حقيقية بالايد لطبطة نفسية بالمشاعر

لما حد بيحصله موقف صعب، أو يحس بألم، بيكون محتاج حد يعمل مصادقة او طبطة على مشاعره.

المصادقة دي قايمة باختصار علي اننا بناكد علي حق الشخص ف الشعور بالطريقة اللي هو شايفها مناسبة – 

اغلب الناس مش فاهمة الجزئية دي .. بتشوف حق الطفل ف الطبطة بس بتنكرها ع الناس الكبيرة وبتنكرها كمان علي نفسها

ممكن مثلا البنت دي بتشتكيلك من مشكلة هي بتمر بيها وهي حاسة بالحزن … فتلاقيك بتنكر عليها حقها ف الاحساس دا .. طبعا الانكار بيكون مغلف ومستخبي … بتقولها متزعليش الموقف بسيط مش مستاهل او تقولها نصيحة تحل الموضوع .. 

المساعدة الحقيقة انك قبل ما تقدم النصايح او الحلول تطبطب الاول

أنواع المصادقة

خلينا نتكلم شوية عن المصادقة وانواعها – في عندنا نوعين من المصادقة النفسية – مصادقة لمشاعرنا وف كمان مصادقة لمشاعر شخص اخر

مصادقة ذاتية لمشاعرنا

يعني التعرف على أفكارنا، ومشاعرنا، وأحاسيسنا، وقبولها، وتفهمها. ودا مش معناه الموافقة على الحدث، وقبوله، أو الإقرار بيه. لكن الاعتراف بالحقائق اللي في الموقف.

حد اعتدى عليا مثلًا، وأنا حاسس بحزن، الإحساس دا حقي، بس أنا مش موافق على الاعتداء، ولا قابله.

أنا بمصادقتي علي مشاعري وقبولها ببني اتصال كامل مع الخبرة، وبتواصل معاها بشكل كلي، بغض النظر عن قبولي من عدمه.

المصادقة لمشاعر شخص آخر

ف المصادقة دي بنتعرف على أفكار ومشاعر وأحاسيس شخص تاني، وبنقبلها، وبنتفهمها.

ودا بردوا بغض النظر عن موافقتنا على الحدث، أو إقرارنا بيه.

ودي اللي هنكلم عنها بتفصيل اكتر في حلقة النهاردة

كيفية المصادقة لمشاعر الآخرين

احنا عشان نقدم مصادقة بشكل سليم لمشاعر الاخرين في عندنا نموذج من اربع خطوات محتاجين نمشي عليه

اول خطوة: منح الاهتمام

جرب كدا تراجع اخر عشر مرات سمعت فيهم حد حكالك حاجة مؤثرة وخصوصا لو مشكلة .. وقولي ايه المشترك بين العشر مواقف دول من طرفك .. انا هقولك … ف كل مرة من دول انت كنت مجرد ما تبدا تفهم … بتلاقي الاحكام اشتغلت ف دماغك .. تقول ف سرك مثلا المفروض كان يعمل كدا .. دا اتصرف بحماقة اوي التاني اتصرف بشر اوي … وبعد ما تخلص احكام بتدي علي طول حلول ونصايح .. المفروض تعمل كدا .. المفروض كنت تعمل كدا .. 

شوفت كل اللي انت بتعمله دا … انا بقي عايزك معدتش تعمله … لانه غلط

المفروض قبل ما تدي اي حلول تحاول تفهم الاول الشخص مر بايه .. تنتبه للي بيقوله وتقبله بدون حكم او نقد او لوم .. كل اما تحس ان عقلك بدا يخلق احكام وقفه وارجع تاني لمنح الاهتمام بالكامل بدون احكام … 

احترم حق الشخص التاني انه يمر بالخبرة اللي هو بيمر بيها … 

لو قلتله (أنت غلطان)، أو (أنت مكنش ينفع تعمل كدا) فأنت كدا بتتهمه، وبتحسسه بالذنب. والصح أنك تتكلم من وجهة نظر يقظه تقوله مثلا (أنا حاسس بيك، وفاهم اللي أنت قلته) 

الطرف التاني ممكن عاوز يحكيلي، وبس. عاوزني أسمعه، وأدعمه. وممكن يكون عاوز حل. فأنا أتواصل معاه بحسب احتياجه، ومبادرش بطرح الحل، أو تعليمه درس زي ما بنعمل

تاني خطوة: عكس ما يُقال

الهدف من دا توصيل رسالة مفادها إني فهمت كل اللي قلته.

بس دا مش معناه إني أكون ببغان، أكرر الكلام اللي الشخص بيقوله، بل أفهم اللي بيتقال، ومحكمش عليه، وأمارس نوع من التلخيص ليه، والتفاعل معاه. من غير ما أضيف افتراضاتي، أو أزود حاجة من عندي.

الشخص بيقول مثلًا (انا حسيت بالحزن والغضب لأنه مشي)، فأقول مثلا (إنت حسيت بعدم الارتياح؛ علشان متصلتش بيك تاني، صح؟). 

فيقولك (آه)، أو (لأ).

تالت خطوة: أضع نفسي مكان الشخص، أو أخمن حالته عاملة ازاي

انا مش هقدر أقرا مشاعره، وأفكاره بشكل دقيق، من غير ما أتخيل الأمر عامل ازاي من زاويته هو؟ وهو حاسس بإيه دلوقتي؟

لو طفل صغير بيحيكيلي مشكلة، فأنا لازم أسمع له بانتباه، وتركيز على أنه طفل، وأحط نفسي مكانه، متعاملش معاه؛ على أنه شخص كبير.

جايز مش عارف يوصف اللي حصل ازاي، فألاحظ نغمة صوته، ولغة جسده، وأساعده يتكلم.

ولو أنا مش عارف أعمل دا، فأصيغ الأمر في صورة تخمين.

(أنا أظن إن دا خلاك تشعر ب ….ألم، …. ب …. خوف).

وربما يكون التخمين دا غلط، فلو الشخص صححلك؛ تقبل تصحيحه.

آخر خطوة: ممارسة القبول المطلق للخبرة بدون وصف أو حكم

تعامل مع الخبرة كأن دا أول تعامل ليك معاها.

أنت مُحَمّل بافتراضات ومشاعر وأحداث سابقة. دا كله أنت محتاج تنفصل عنه.

لو ابني بيحكيلي حاجة، هسمعه كأن دي أول مرة يحكيلي فيها حاجة.

هنبهر كأول مرة، هزعل كأول مرة؛ علشان أقبل الخبرة دي أو الموقف بشكل كامل. من غير حكم عليه، ولا على نفسي .. المفروض أسمعه كأني طفل زيه، وأبص للأمور من زاويته.

القبول الجذري هنا مش معناه إن أنا مساعدوش، أو أوجهه، أو أحل المشكلة (لو كان فيه مشكلة)، 

أنت ممكن تعمل دا بس بعد ما تقبل اللي بيحصل في اللحظة الحالية.

مش هتقدر تغير حاجة إلا لما تقبل حصولها.

وبس كدا

سلام

Sending
User Review
0 (0 votes)
زر الذهاب إلى الأعلى