أدب مترجمروايات متنوعةكتبكتب أدبيةكتب مجمعة

أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي

مصطفى لطفي المنفلوطي هو الشاعر والأديب المصري المشهور وأحد أعلام الأدب العربي على مر التاريخ. انفرد المنفلوطي بأسلوبه البلاغي الساحر الذي كان يسلب العقول ويسطو على القلوب. تميز بأعماله المترجمة من اللغة الفرنسية والاستعانة ببعض الروايات الفرنسية في كتبه. وفي هذا المقال سنقدم نبذة يسيرة عن أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي

الآن عرفت أن الوجوه مرايا النفوس، تضيء بضيائها وتظلم بظلامها.

مصطفى لطفي المنفلوطي

الكتاب الأول: كتاب العبرات

كتاب العبرات واحد من أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي. وقد نُشر الكتاب لأول مرة في عام 1915م. ويضم هذا الكتاب نوعين من أنواع القصص، فالنوع الأول هي القصص القصيرة، حيث ضم الكتاب أربع قصص قصيرة هم: الهاوية واليتيم والحجاب والعقاب. والنوع الثاني هو القصص الطويلة، وهي آخر قصة في الكتاب.

وتُعد القصة الأخيرة في كتاب العبرات هي قصة تجمع بين الوضع وإعادة الصياغة، حيث ترجم هذه القصة من قصة أمريكية تحمل عنوان صراع القبور. وقد تمت ترجمة هذه المجموعة القصصية إلى اللغة الفرنسية بعد صدورها واشتهارها.

الكتاب الثاني: كتاب النظرات

وقد بدأ المنفلوطي في كتابه مقالات هذا الكتاب منذ عام 1907م في بعض الصحف المحلية وقتها. ويضم الكتاب مجموعة من المقالات التي تتحدث عن الإسلام وفي السياسة والنقد والأدب الاجتماعي . ويتكون هذا الكتاب من ثلاثة أجزاء، ونُشرت أيضًا في كتاب كامل.

ويُحاول المنفلوطي من خلال مقالات كتاب النظرات مُعالجة بعض المشاكل التي طرأت على مجتمعه وقتها، وأيضًا بعض المشاكل التي كانت مترسخة في المجتمع. وقد خص المنفلوطي المرأة بمقالين في هذا الكتاب يتحدث فيهما عن مكانة المرأة ودورها في الحياة. ويُعد هذا الكتاب أحد أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي.

الكتاب الثالث: كتاب الحجاب

يُعد كتاب الحجاب أحد أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي. وفي كتاب الحجاب لا يُناقش مصطفى لطفي المنفلوطي الحجاب من المنظور الشرعي ولا من المنظور الأخلاقي ولا من ناحية أنه غطاء لرأس المرأة، وإنما يتحدث عن الحجاب من أنه حجب المرأة عن الرجال والدنيا وكل ما يُعرضها للخطر.

ويرى المنفلوطي في كتاب الحجاب أن المرأة لا يجب عليها أن تُشارك في المجتمع إلا من ناحية كونها أم وفقط، فيري أن مشاركتها في العمل المجتمعي من الخطأ. وقد عارض هذا الكتاب وانتقده مجموعة كبيرة من النساء وأغلبهم من مؤيدي حركة النسوية وغيرهم من المدافعين عن حقوق المرأة.

فلا القرآن بملحون ولا النحاة مقصرون، ولكن المبشرين جاهلون.

مصطفى لطفي المنفلوطي

الكتاب الرابع: رواية ماجدولين

تُعد رواية ماجدولين هي أحد أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي. وقد ترجم المنفلوطي هذا العمل عن رواية الكاتب الفرنسي الكبير “ألفونس كار”، وأصدرها تحت عنوان ماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون. وقد أعاد المنفلوطي صياغة الرواية حتى ينقل روح الرواية من الفرنسية إلى اللغة العربية بلا أي تحريف أو تبديل.

وتنتمي رواية ماجدولين إلى المدرسة الرومانسية، اعتمد فيها الكاتب فيها على أسلوب الرسائل بين الحبيبين. وتدعو هذه الرواية إلى القيم والأخلاق النبيلة من الجمال والحق والخير، وتؤكد على ضرورة الاستقرار والتأقلم على الواقع.

الكتاب الخامس: رواية الفضيلة

وقد ترجم المنفلوطي هذا العمل عن رواية الكاتب الفرنسي الكبير “برناردين دي سان بيار”، وأصدرها تحت عنوان الفضيلة أو بول وفرجيني. وقد أعاد المنفلوطي صياغة الرواية حتى ينقل روح الرواية من الفرنسية إلى اللغة العربية بلا أي تحريف أو تبديل. وتعد رواية الفضيلة أحد أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي.

وتدور أحداث رواية الفضيلة أو بول وفرجيني في جزيرة ساحلية تقع بالقرب من جزر مدغشقر، وتناقش الرواية الحب العذري الطاهر وكيف أن التضحية تضمن بقاء العلاقات. كذلك تتطرق الرواية إلى أن المال لا يجلب السعادة دائمًا كما هو معهود.

الكتاب السادس: رواية الشاعر

وقد ترجم المنفلوطي هذا العمل عن رواية الكاتب الفرنسي الكبير “أدمون روستان”، وأصدرها تحت عنوان الشاعر أو سيرانو دي برجراك. وقد أعاد المنفلوطي صياغة الرواية حتى ينقل روح الرواية من الفرنسية إلى اللغة العربية بلا أي تحريف أو تبديل. وتُعد رواية الشاعر أحد أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي.

وفي رواية الشاعر أو سيرانو دي برجراك يتحدث المؤلف عن بعض القصص التي تحمل في طياتها معاني الوفاء والتضحية، ويستعرض سير أبطال هذه القصص. تنقل هذه القصص معاني حب الوطن وحب الحبيب.

الكتاب السابع: رواية في سبيل التاج

وقد ترجم المنفلوطي هذا العمل من اللغة الفرنسية عن الكاتب الكبير “فرانسوا كوبيه”، وأصدرها تحت عنوان في سبيل التاج. وقد أعاد المنفلوطي صياغة الرواية حتى ينقل روح الرواية من الفرنسية إلى اللغة العربية بلا أي تحريف أو تبديل. وتُعد هذه الرواية أحد أشهر كتب وروايات مصطفى لطفي المنفلوطي.

وفي رواية في سبيل التاج يحكي المنفلوطي عن قصة القائد القسطنطيني البلقاني والأمير، والتي تدور أحداثها في زمن الحروب التركية. وتدور قصة هذه الرواية حول التضحية في سبيل الوطن والتضحية من أجل الأب. وفي هذه الرواية نزعة فلسفية مختلطة بحبكة درامية مميزة.

أن الصدر المملوء بالشرف والفضيلة لا يحتاج إلى وسام يتلألأ فوقه.

مصطفى لطفي المنفلوطي

نظرة في حياة الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي

مولده ونشأته

في فجر آخر أيام شهر ديسمبر لعام 1876م، وفي صعيد مصر، في بلدةٍ تُدعي منفلوط، وُلد مصطفى محمد محمد حسن محمد لطفي لعائلة من أشرف العائلات في منفلوط وأعرقها نسبًا. اُشتهر بالمنفلوطي نسبةً للبلدة التي وُلد ونشأ فيها.

فقد كان يتصل نسب والده السيد محمد محمد حسن لطفي لسيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما-، وكان بيت أبيه دائمًا ما يتوارث مناصب نقابة الأشراف ومناصب القضاء منذ مئتي عام وحتى حاضر ولادته. وكانت والدته السيدة هانم حسين الشوربجي من أصلٍ تركي.

نشأ المنفلوطي في الوقت التي كانت تقع فيه مصر تحت وطأة الاحتلال الإنجليزي الغاشم، في الفترة التي فُرضت فيها الرقابة الثنائية وتم إنشاء الوزارة المشتركة، فكان الجو الذي نشأ فيه المنفلوطي محتقنًا ومليئًا بالغضب والرغبة في التحرر من الاحتلال الغاشم.

تعليمه

نشأ مصطفى لطفي المنفلوطي في حضن أسرته، وكان يتعلم في ذلك الوقت في مكتب الشيخ جلال الدين السيوطي على يد الفقيه أحمد رضوان الذي كان يُدير المكتب، والذي قام بتربية أغلب علماء أسيوط أيضًا.

كما كان الصبي دائمًا ما يتررد على بيت الأستاذ عبد الله هاشم صديق والده، والذي كان له اهتمام خاص بالأدب والشعر، فكان لتردد الصبي على بيته عظيم الأثر بعد ذلك وكان سببًا رئيسًا من حبه وارتباطه بالشعر والأدب.

وفي سنً مبكر، بدأ الصبي في حفظ القرآن الكريم، ويُقال أنه حفظ القرآن من أول مرة، وقد كان ذلك غير معهود في زمانه، فقد كان الأطفال يحفظون القرآن أكثر من مره حتى يستقر وييثبت، ولكن تميز المنفلوطي جعلته يُخالف السائد في عصره.

لا أعرف أحدًا بين الناس يستطيع أن يرسم لي خطة سعادتي كما أرسمها لنفسي.

مصطفى لطفي المنفلوطي

المنفلوطي والأزهر الشريف

وعندما بلغ الصبي الحادية عشرة من عمره، أرسله والده للأزهر الشريف ليستقي العلوم الشرعية منه، وقد مكث مصطفى لطفي المنفلوطي في الأزهر الشريف عشر سنين يتعلم فيها علوم اللغة والشريعة.

وكان المنفلوطي معترضًا على أسلوب التعليم في الأزهر الشريف، حيث أنه كان لا يُرضي قريحته ولا ذوقه، فكان كثيرًا ما يًطالع بعض الكتب الأدبية التي كانت تُرضي حسه وذوقه الأدبي التي لم يكن قد أخد في التشكل في وقتها.

وكان الصبي يشتغل كل ظرفٍ يسمح له بمطالعة الكتب الأدبية. وقد كان هذا السلوك لا يُرضي شيوخه الذين يتعلم على يديهم، فكانوا إذا وجدوا إحدى هذه الكتب الأدبية معه، عنفوه وعاقبوه، ولكن ذلك لم يكن يؤثر عليه ولا يُخمد من رغبته في مطالعة الأدب.

وقد ظل الصبي يذهب إلى الأزهر خوفًا من “السيد الزهري”، والذي كان من أبناء عمومته وكان يذهب معه إلى الأزهر، ولكنه كان دائمًا ما يأخذ معه ديوانًا أو قصة. كما أنه كان كثيرًا ما يخرج إلى الطبيعة لينفرد بنفسه والكتاب، أو يعتكف في بيته فارًا من مضايقات أسرته ومشايخه.

مصطفى لطفي المنفلوطي وحبه للكتب

كان المنفلوطي كثير الحب للكتب الأدبية والدواوين الشعرية. وكان يُفضل من الكتب كتاب العقد الفريد وكتاب الأغاني للأصفهاني وكتاب زهر الآداب، ومن الشعر ديوان البحتري وديوان البحتري وديوان الشريف الرضي وديوان أبي تمام.

وقد كان يُفضل القراءة لبعض الكتاب بعينهم، فقد كان مُغرمًا بـ ابن خلدون وابنة المفقع وابن الأثير، كما كان يقرأ للنقاد مثل الباقلاني والآمري وعياض وغيرهم من الأدباء المميزين.

بداية نظمه للشعر

وفي أثناء تعليمه في الأزهر الشريف، بدأ المنفلوطي في نظم الشعر، وقد كان ينظم أشعارًا مميزة، حتى انتهى به الأمر في السجن بعدما نظم قصيدة يهجو فيها الخديوي عباس الثاني والتي كان مطلعها:

قدوم ولكن لا أقول سعيد ... وملك وإن طال المدى سيبيد

لا أرى لذة العيش إلا بجوارها، و لا أرى نور السعادة إلا في فجر ابتسامتها.

مصطفى لطفي المنفلوطي

عودته إلى منفلوط

وبعدما استقر الفتى وأصبح يومه يتقلب بين مجالس العلم ومُطالعاته وتأملاته ونشاطاته السياسيىة والتي لا تخلو من معارضة للخديوي، وفي عام 1905م، رحل الشيخ محمد عبده عن العالم تاركًا خلفه الفتى مستوحشًا لا يقدر على العيش في القاهرة بدونه.

قرر المنفلوطي العودة إلى بلدته التي وُلد وتربى فيها تاركًا خلفه الأزهر، وذكرياته التي تكونت كلها في القاهرة مع شيخه الراحل، وكان ذلك بعدما لزم شيخه لعشر سنين وبعدما بلغ التاسعة والعشرين من عمره.

الوظائف التي تقلدها المنفلوطي

  • عمل كمحرر عربي في نظارة المعارف عام 1906م.
  • عمل كمحرر عربي في وزارة الحقانية عام 1910م.
  • عُين كـ سكرتير لوكيل للجمعية التشريعية عام 1913م.
  • عُين رئيسًا لُغرفة في سكرتارية مجلس الشيوخ وبقي في هذه الوظيفة إلى أن مات.

مصطفى لطفي المنفلوطي يرحل عن العالم

وفي الثامن عشر من يوليو عام 1924م، أصاب المنفلوطي احتباس في البول أدى إلى تسمم في الدم، وأعقبه ذلك تدهور في صحته وإصابته بذبحة صدرية، حتى رحلت شمس مصفطى لطفي المنفلوطي عن العالم في يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر يوليو عام 1924م، تاركًا خلفه تراثًا أدبيًا وشعريًا يُضيء الدرب لكل من أتى بعده.

هل أعجبتك مراجعة هذه الكتب والروايات؟
Sending
User Review
3 (2 votes)

المصادر:

  1. كتاب الأدب العربي المعاصر في مصر لـ الدكتور شوقي ضيف : https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-pdf
  2. مكتبة الأديب الشاعر مصطفى لطفي المنفلوطي : https://www.islamspirit.com/islamspirit_ency_308.php
زر الذهاب إلى الأعلى