أشهر روايات طه حسين

محتوى

طه حسين هو أديب ومفكر وناقد مصري ويعد أحد أشهر كتاب عصرنا الحديث. وقد تمكن بأسلوبه وفكره المختلف من تطوير وتغيير الرواية العربية رغم الكثير من المعوقات والعقبات التي واجهته حتى لُقب بعميد الأدب العربي، وقد كان تاريخه حافل بالعديد من المؤلفات المشهورة حتى يومنا هذا. وفي هذا المقال سنقدم مراجعة لمجموعة من أشهر روايات طه حسين.

أليس من العجب أن يكون هذا الضوء الذي أخذ يغمُرنا شرًّا من الظلمة التي خرجنا منها!
طه حسين

الرواية الأولى: رواية دعاء الكروان

رواية دعاء الكروان هي أحد أشهر روايات طه حسين عميد الأدب العربي. حتى أن البعض عدها أحد افضل كتاباته وأجملها لغويًا، وقد لاقت الرواية ترحابًا عظيما بين جموع المثقفين حتى يومنا هذا.

في هذه الرواية يحاول طه حسين تسليط الضوء على جزء من الواقع المرير التي عاشته مصر في تلك الايام وخصوصًا في المناطق الريفية، حيث يعرض لنا قصة الفتاتان آمنة و هنادي وما تعرضا له من ظلم و إجحاف فقط لكونهما فتاتين في مجتمع جاهل.

ومما يؤثر في المرء وهو يتعمق في صفحات هذه الرواية هو رؤيته كيف أن الإنسان يمكنه يخسر ذاته تدريجيا ويرى الخير في نفسه يصبح شرًا في سبيل سعيه للإنتقام وهو ما تجلى واضحًا في شخصية آمنة التي ابدع الكاتب في وصفها.

الرواية الثانية: رواية أحلام شهرزاد

رواية أحلام شهرزاد هي أحد أشهر روايات طه حسين عميد الأدب العربي وأحد أشهر أدباء العصر الحديث، حتى أن البعض عدها أحد افضل كتاباته وأجملها لغويًا. وقد لاقت الرواية ترحابًا عظيمًا بين جموع المثقفين حتى يومنا هذا.

في هذه الرواية أبدع طه حسين في تناول أسطورة شهرزاد بصورة غير مسبوقة، حيث يأخذنا من عالم اليقظة إلى عالم أحلام شهريار مع قصة ملك الجن وابنته والتي استغلها الكاتب كعادته في اسقاطها على الواقع وتبيان العديد من المشكلات ومظاهر الظلم في عصره.

ولكن الأكثر تأثيرًا في هذه الرواية والذي بلا ريب سيأخذ بلب القارئ وكيانه هي فلسفة الكاتب التي تتجلى بوضوح في الحوارات بين الشخصيات العاطفية منها وحتى السياسية، تأسرك بعمقها وإعمال عقلك فيها.

الرواية الثالثة: رواية شجرة البؤس

رواية شجرة البؤس هي أحد أشهر روايات طه حسين عميد الأدب العربي وأحد أشهر أدباء العصر الحديث، حتى أن البعض عدها أحد افضل كتاباته وأجملها لغويًا، وقد لاقت الرواية ترحابًا عظيما بين جموع المثقفين حتى يومنا هذا.

في هذه الرواية يقوم طه حسين بتسليط الضوء على جزء من القضايا والمشاكل الإجتماعية التي واجهت المجتمع في ذلك الوقت. ويبدع في وصف المعاناة والظلم والألم والإجحاف التي تعاني منها الأسرة البسيطة العادية في ذلك الزمان.

ومما يُمتع القارئ وهو يمضي في صفحات هذه الرواية هو عبقرية الحوارات ودقة الوصف والتفاصيل، والاختيار الرائع للشخصيات فكأنما كل شخصية تمثل فكرة معينة أراد الكاتب التعبير عنها أو دحضها بشكل أو بآخر و هو ما أضاف للرواية بُعدًأ أعمق وأجمل.

إن الحب لا يسأم ولا يمل ولا يعرف الفتور.
طه حسين

الرواية الرابعة: رواية أديب

رواية أديب هي أشهر روايات طه حسين عميد الأدب العربي وأحد أشهر أدباء العصر الحديث، حتى أن البعض عده أحد افضل كتاباته وأجملها لغويًا. وقد لاقت هذه الرواية ترحابًا عظيمًا بين جموع المثقفين حتى يومنا هذا.

وفي رواية الأديب يتحدث طه حسين عن “إبراهيم”، هذا الشاب العبقري الذي يعشق الأدب ويحبه حبًّا شديدًا، والذي يُعاني أيضًا من فقدان بصره. يُحب امرأة ولكنها كرهته ورفضت الزواج به، فانتهى به الأمر أن تزوج بـ “حميدة”، المرأة التي رضيت به وأحبته.

وبعد زواجه، تأتيه فرصة للسفر في منحة إلى فرنسا ولكن تشترط تلك المنحة أن يكون المتقدم غير متزوج، فيُطلق زوجته حميدة حتى يحصل على المنحة. يعيش حياته في باريس بين ذنب تركه لزوجته، المرأة الوحيدة التي رضيت به مع فقدان بصره، وبين إحساسه بالضجر لحصوله على المنحة بالغش. أتت هذه الرواية بمثابة سيرة ذاتية لـ “إبراهيم” بطل القصة.

نبذة عن حياة طه حسين

ولادته وطفولته

ولد طه حسين في الخامس عشر من شهر نوفمبر من عام 1889م في عزبة الكيلو بمحافظة المنيا. ترعرع في عائلة كبيرة تكونت من ثلاثة عشر أخًا من أبيه كان هو سابعهم وأحد عشر شقيقًا كان هو خامسهم.

وبسبب الجهل الذي عم البلدان في ذلك الوقت فقد حسين بصره وهو في عمر الرابعة وأظلمت الدنيا أمام عينه للأبد. كانت نشأته في بيئة متواضعة حيث كان والده موظفًا بسيطًا في مصنع السكر.

محطاته العلمية

حرص والده على إلحاقه بكُتَّاب القرية منذ الصغر ليتعلم اللغة العربية والحساب وليحفظ القرآن الكريم وهو ما فعله وأتم حفظه بسرعة دلت على نبوغه منذ الصغر ورافق ذلك تعلمه لبعض القصص والأشعار.

وفي عام 1902م، التحق طه حسين بالجامع الأزهر ليدرس الفقه والأدب العربي ويتعمق في دراسة اللغة العربية. وفي عام 1908م اٌفتتحت الجامعة المصرية فأسرع بالالتحاق بها ليتعلم بعضًا من العلوم الحديثة واللغات الشرقية. وفي عام 1914م حصل على شهادة الدكتوراه وفي نفس العام ابتعثته الجامعة ليدرس في مونيليه بفرنسا.

وفي عام 1915م، عاد إلى مصر لكنه سرعان ما رجع إلى باريس في فرنسا ليدرس مختلف الاتجاهات العلمية من التاريخ الحديث وعلم الاجتماع ويحصل على دبلوم الدراسات العليا في عام 1918م.

كل عمل صالح عبادة.
طه حسين.

محطات في حياته

تزوج طه حسين أثناء دراسته في فرنسا من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية، وقد ساهمت في تغيير تصوره عن الثقافة الغربية وساعدته على تعلم الفرنسية ورُزق منها بطفليه أمينة ومؤنس.

ذهب حسين في عام 1955م لأداء فريضة الحج في المملكة العربية السعودية. وقد كانت تجربة ذات أثر عظيم عليه، عبرت عن مدى تغير تفكيره وتصوراته الدينية وتركت الكثير من المعاني العظيمة في قلبه.

المناصب التي تقلدها

عُين طه حسين أستاذًا للتاريخ في الجامعة المصرية عام 1919م، وفي عام 1926م عينته وزارة المعارف أستاذًا للأدب العربي في نفس الجامعة عندما تم ضمها للدولة، وفي عام 1928م تم تعينه عميدًا للجامعة لكنه استقال فورًا بسبب الضغط السياسي والأدبي الذي كان عليه.

وقد تم إعادة تعينه كعميد للأداب في 1930م ولكن تم إحالته للتقاعد في عام 1932م وفي عام 1934م عاد إلى الجامعة المصرية كأستاذ للأدب ثم عين عميدًا مرة أخرى في عام 1936م. ولكن ببسب بعض الخلافات السياسة استقال من منصبه.

وفي عام 1942 تم تعيينه عميدًا لجامعة الإسكندرية بجانب بعض المناصب الشرفية الأخرى التي شغلها. وفي عام 1950 صدر أمر بتعينه وزيرًا للمعارف حتى عام 1952م، ولكن في نهاية عام 1959م عاد حسين كأستاذ متفرغ للجامعة المصرية.

أسلوبه وفكره

كان أسلوب طه حسين سهلًا بسيطًا مع الحفاظ على قواعد اللغة ومفرادتها، بالإضافة إلى الدعوة إلى التغيير والتجديد والتعرض للثقافات المختلفة، ولكن ساهمت بعض أرائه شديدة الجرأة في خلافات كثيرة مع العديد من أدباء عصره.

وفاته

رحل طه حسين عن عالمنا في الثامن والعشرين من أكتوبر في عام 1973م بعد أن ترك باعًا طويلًا من المؤلفات والإنجازات التي أثرت في الكثيرين من مختلف التوجهات.