كتبكتب مجمعة

أشهر روايات تولستوي

تولستوي هو أهم الروائيين في تاريخ الحضارة الروسية. ويُعد أحد عمالقة الأدب الروسي والعالمي في القرن التاسع عشر، وقد اعتبره بعض الأدباء من أفضل الروائيين على الإطلاق. وكان ليو تولستوي مفكرًا أخلاقيًا، وداعية سلام، ومصلحًا اجتماعيًا. وفي هذا المقال سنقدم مراجعة لمجموعة من أشهر روايات تولستوي.

واحدة من أول شروط السعادة هي أن العلاقة بين الرجل والطبيعة يجب أن لا تُكسر.

تولستوي

الرواية الأولى: رواية آنا كارينينا

رواية آنا كارينينا من الروايات التي رسمت صورة حية وواقعية للمجتمع الروسي. ويتناول الكاتب خلال هذه الرواية التحولات الجذرية التي حدثت داخل المجتمع الروسي، وناقش العديد من القضايا الهامة كقضية الأرض.

نُشرت هذه الرواية لأول مرة عام 1877م. وتحكي قصة امرأة روسية تترك زوجها، وتقع في حب شاب أخر. وتروي الرواية الكثير من التفاصيل المأساوية التي حدثت مع هذه المرأة، وموقف المجتمع الروسي معها وما ظهر من مشاكل تتعلق بالمال لدى الطبقات الأرستقراطية هناك.

الرواية الثانية: رواية سعادة الأسرة

وتعرض رواية سعادة الأسرة أحلام تولستوي عن الحياة الزوجية، وما تشتمل عليه من خواطر وسعادة، وذلك من أجل تحقيق سعادة الأسرة. وقد ناقش الكاتب خلال روايته طبيعة الفلسفة الروسية، ومجتمعاتها القديمة، ويوضح ما كانت عليه تلك المجتمعات من رفض لبعض العلاقات التي سلطت الرواية الضوء عليها.

وتُعد هذه الرواية من أروع ما كُتب في الأدب العالمي. وتحكي قصة فتاة تسكن الريف، وتتمتع بقدر عالي من الجمال. وتقع تلك الفتاة في حب رجل، كان أكبر منها في السن، وكان من طبقة اجتماعية مختلفة عن الطبقة التي كانت تعيش فيها الفتاة. وتوضح الرواية كيف تعامل المجتمع الروسي مع هذه العلاقة.

الرواية الثالثة: رواية البعث

رواية البعث من أمتع الروايات الطويلة التي كتبها تولستوي، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وتُعد من أواخر أعمال الكاتب قبل وفاته. فالرواية تتحدث عن المجتمع الروسي وما حدث له من تغيرات نفسية، نتيجة بعض المفاهيم الماركسية التي ظهرت في حياة الأفراد والمجتمع السوفيتي أثناء الحرب العالمية.

وتتحدث الرواية عن قصة فتاة فقيرة كانت تسكن إحدى القرى الروسية، تتعرض هذه الفتاة لإغواء أحد الأمراء مما يتسبب في سوء أخلاقها وانحرافها حتى تدخل السجن. وبعدها تتغير نظرة هذا الأمير إلى الفقراء وأحوالهم، ويقرر مساعدة تلك الفتاة لتخرج من السجن ويتزوج منها.

أقوى المحاربين هما الوقت والصبر.

تولستوي

الرواية الرابعة: رواية القوزاق

تقوم رواية القوزاق على سرد قصة حياة “ديمتري أولنين”، الذي انضم إلى الجيش بعد تحرره من بعض الأوهام التي كانت تسيطر على حياته المترفة. وقد قام تولستوي بتأليف هذه الراوية من وحي خياله، لكنه استوحي بعض الأفكار فيها من وجوده وحضوره لحرب القوقاز.

تتحدث الرواية عن أرستقراطي روسي، كان يحب فتاة من القوزاق. وقد وصف تولستوي خلال روايته بطريقة إبداعية شكل حياة القوزاق، والتي كانت تتمثل في البساطة والتعب في الوقت ذاته، وخاصة لشخص نشأ في حياة مترفة. واستطاع الكاتب أن يصور مظاهر الترف في روسيا، وحياة الفقراء في القوزاق، ووصف الجبال والطبيعة هناك.

الرواية الخامسة: رواية الحاج مراد

رواية الحاج مراد من الروايات التي قام تولستوي بكتابتها وهو في مرض موته، وتم نشرها أول مرة عام 1910م. وتحمل الرواية حكاية أحداث وشخصيات حقيقة، وتنقل انتقاد الكاتب لطريقة تعامل روسيا مع شعب داغستان، وهي موقف أراد الكاتب من خلاله مواجهة الظلم ومناقشة مصطلح العدل.

والرواية تحكي عن القائد الثائر الحاج مراد، والذي تحالف مع الروس ضد الإمام الشامل. وتصور الراوية أخلاق وشجاعة القائد الحاج مراد، والتي جعلت الروس يتمسكون به ويؤيدوه. ومن خلال هذه الرواية يحاول تولستوي وضع صورة عن مجمل أحداث تاريخ الروس، المليء بالحروب والمؤامرات. ولقيت هذه الراوية إقبالًا واسعًا، حتى أنها تركت تأثيرًا كبيرًا على “غاندي” في فكرة المقاومة السلمية.

الرواية السادسة: رواية نهاية حب

تتحدث رواية نهاية حب عن قصة حب نشأت بين أحد ضباط الجيش الروسي، وفتاة قروية بسيطة من إحدى قرى بلاد القوقاز. بدأت تلك القصة عندما دخلت كتيبتان من الجيش الروسي إلى قرية الفتاة في إحدى رحلات التدريب الخاصة بالجيش. ويوضح تولستوي في الرواية همجية الجيش الروسي، عندما كان يتنقل بين القرى دون اعتبار لعادات وتقاليد أهلها، كما يوضح الفرق بين عادات وتقاليد الشعب الروسي والشعب القوقازي.

وتتحدث الرواية عن الصراع النفسي الذي خاضه الضابط الروسي بسبب هذا الحب، وكيف سيقنع أهله بهذا الزواج وخاصة أن الشعب الروسي يرى باقي الشعوب الآخرى أقل منه بما فيهم الشعب القوقازي. وتنتهي القصة الحب بتحول حب الفتاة لكراهية شديدة، بسبب مقتل الكثير من أهل القوقاز على يد الجيش الروسي.

الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ستكون لديه دومًا فكرة خاطئة عن الموت.

تولستوي

نبذة عن حياة الكاتب الروائي تولستوي

ميلاد تولستوي

ولد الكونت ليو نيكولاس يافينتش تولستوي في قرية ياسنايا بوليانا، التابعة لمقاطعة تولا، التي تقع بجنوب مدينة موسكو في روسيا. وكان هذا في يوم التاسع من شهر سبتمبر لعام 1828م.

نشأة تولستوي

نشأ ليو تولستوي في أسرة من أعرق الأسر الأرستقراطية، وهي أسرة ألمانية الأصل، كانت قد هاجرت أثناء عهد بطرس الأكبر، وقد عُرف عن أفرادها براعتهم في السياسة والفن. كان والده يدعى “نيكولاس تولستوي”، ووالدته هي الأميرة “ماريا فولكونسكي”، والتي كانت تنتمي لسلالة الحاكم الأول روريك والذي ذكر اسمه في تاريخ روسيا.

عندما بلغ تولستوي عُمر العامين، توفيت والدته عام 1830م. وتولى رعايته في طفولته أكثر من شخص، وقامت إحدى قريبات والدته بمساعدة والده في رعايته. وفي عام 1837م توفى والده هو الآخر، وأصبح يتيم الأبوين وهو صغير مما جعل طفولته مأساوية، وانتقلت رعايته بوصية قانونية لعمته الكونتيسة “الكسندرا أوستن” كحاضنة شرعية له، وبعد وفاتها انتقل هو وأخوته للعيش مع عمته الثانية في مدينة كازان.

مسيرة تولستوي التعليمية والمهنية

مسيرته التعليمية

بدأ تولستوي تعليمه الابتدائي في المنزل تحت إشراف معلمين فرنسيين وألمان. وفي عام 1843م التحق بكلية اللغات الشرقية بجامعة كازان. واختار دراسة اللغتين التركية والعربية، لكونه مهتمًا بدراسة آداب الشعوب الشرقية، وكانت لديه الرغبة ليصبح دبلوماسيًا في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من كل هذا لم يستطع النجاح في تلك الدراسة، وفشل في امتحانات الصف الأول الجامعي بسبب انشغاله في الحياة الاجتماعية. وانتقل بعد ذلك لدراسة القانون، ولكن لم تعجبه طريقة التدريس بها ولم يمكث بها فترة طويلة حتى ترك الدراسة في جامعة كازان في عام 1847م، دون أن يحصل على المؤهل الجامعي.

مسيرته المهنية

عاد تولستوي إلى قريته ومنزل والديه، وهناك قرر الإشراف على زراعة الأراضي ولكنه لم يتمكن من المواظبة على تلك المهمة بسبب كثرة زياراته الاجتماعية إلى مدينتي تولا وموسكو، وسرعان ما اتضح له أنه غير مؤهل للإشراف على الأراضي الزراعية، فبدأ بتثقيف نفسه ودراسة ما كتبه بعض عظماء الفكر في ذلك الوقت كروسو وهيجو وبوشكين وغيرهم، وشرع في الكتابة، وشغلته في هذه الفترة أسئلة الفلسفة وقضاياها.

ما أجمل الصفح ساعة يستحقه الإنسان.

تولستوي

التحاق تولستوي بالجيش

قرر تولستوي ترك قريته، والتحق بالجيش الروسي وهو في سن الثالثة والعشرين. وشارك في حرب القرم بالقوقاز عام 1851م، وشارك في بعض الحروب ضد جيش المريدين بقيادة الإمام شامل. وانضم إلى حرب البرنس غورتشاكوف، ثم عُين قائدًا لفرقة مدفعية بعد أن انتقل إلى سباستبول. وقد كتب عن بعض تجاربه في تلك الفترة والتي نُشرت في بعض الصحف فيما بعد.

وكان لتلك الفترة تأثيرًا كبيرًا في حياة تولستوي وكتاباته، فقد كتب روايتين عن تلك الفترة، وهما رواية الحرب والسلام و رواية الكوزاك. واستغل بعض فترات السلام أثناء وجوده في الجيش، فقام بتأليف رواية تحكي عن سيرته الذاتية وأطلق عليها رواية الطفولة. وتمكن من مواصلة تأليف كتبه أثناء حرب القرم وكتب رواية الصبا تكملة لرواية الطفولة. وعبر عن آرائه حول التناقضات التي حصلت خلال الحرب في سلسلة كتب أسماها حكايات سيباستوبوب.

أسرة تولستوي

بعد انتهاء تولستوي من الخدمة العسكرية، تزوج بابنة طبيب ألماني تُدعى “صوفيا أندرييفنا بيرز” والتي كانت تصغره بستة عشر عامًا، وأنجبا ثلاثة عشر طفلًا توفي منهم خمسة في الصغر. وأقام مع زوجته وأولاده في قريته، وكانت حياته تتسم بالبساطة، فكان الزواج يعيده من دوامة الأفكار الذهنية إلى واقع الحياة. وكانت زوجته صوفيا خير عون له في كتاباته حيث قامت بنسخ روايته سبع مرات والذي أمضي جزءًا كبيرًا من عقد الستينات في تأليفها وكانت تلك الرواية هي رواية الحرب والسلام، كما كان يعمل في فلاحة الأرض صيفًا ثم ينقطع للتأليف والكتابة في فصل الشتاء.

وقد واجه تولستوي بعض المشاكل العائلية مع زوجته، لأنه كان يرغب في التخلي عن ثروته كاملة. واستمرت الخلافات بينهما حتى وافق على منح زوجته حق الحصول على عائدات النشر الخاصة بمؤلفاته وذلك قبل عام 1881م.

إن الحياة تبدو أحيانًا باغية في تقسيم السعادة.

تولستوي

حياة تولستوي الأدبية والفكرية

حياته الأدبية

يعد تولستوي من أهم الروائيين في تاريخ الحضارة الإنسانية في روسيا. فقد قام بإتقان الكثير من اللغات المختلفة، واشتملت مكتبته على أكثر من ثلاثة وعشرين ألف كتابٍ مختلف بتسع وثلاثين لغة مختلفة. وقد عبرت مؤلفاته عن الكثير من القضايا العديدة التي تحدث في أوروبا وخاصة وضعها السياسي، وذلك لكونه كان مُشاركًا في الحرب في ذلك الوقت مما أثر على تفكيره ونفسه.

وقد تناول تولستوي في كتاباته الأدبية موضوعات أخلاقية وأدبية واجتماعية، فكان عميق التفكير. وكان يحترم الأدب العربي، والثقافة العربية، فقد عرف الحكايات العربية منذ صغره كحكاية علاء الدين والمصباح السحري. وكتب مجموعة من القصص والروايات التي لاقت انتشارًا واسعًا إلى يومنا هذا في المكتبات العربية والأجنبية.

حياته الفكرية

توقف الكاتب الروسي تولستوي عن الإنتاج الأدبي واهتم بالفسلفة المسيحية اهتمامًا شديدًا. فقام بمعارضة الكنيسة الأرثوذكسية بروسيا، ودعا إلى السلام وحذر من الاستغلال. وانتشرت أراؤه وأفكاره سريعًا في المجتمع الروسي، ولكن الكنيسة لم تتقبل تلك الأفكار والأراء فقامت بتكفيره وحرمته من رعايتها.

وكأديب أخلاقي، اعتنق تولستوي أفكار المقاومة السلمية، وظهرت تلك الأفكار في روايته التي كتبها تحت عنوان رواية ملكوت الله في داخلكم، وهي العمل الذي أثر على بعض مشاهير القرن العشرين في جهادهم بالمقاومة السلمية النابذة للعنف. وقد سافر إلى أوروبا الغربية وهناك أُعجب بطرق التدريس، ولما عاد إلى قريته بدأ بتطبيق ما تعلمه في دول أوروبا من نظريات تربوية وتقدمية. وقام بفتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين، وأنشأ مجلة تربوية أوضح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.

وفاة تولستوي

عاد تولستوي إلى التأليف والإنتاج الأدبي في أواخر حياته قبل إصابته بإلتهاب رئوي حاد، مما أدى لوفاته في يوم العشرين من شهر نوفمبر لعام 1910م، عن عمر يناهز اثنين وثمانين عامًا، ودفن في قريته في مقاطعة تولا بروسيا.

متى تعلق إنسان بإنسان آخر فهو لا يرى فيه إلا حسناته وخيره.

تولستوي

أشهر كتب و روايات تولستوي

كتبه

رواياته

الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ستكون لديه دومًا فكرة خاطئة عن الموت.

تولستوي
هل أعجبتك مراجعة هذه الروايات؟
Sending
User Review
0 (0 votes)

المصادر:

  1. أفضل كتاب الادب الروسي : https://www.almrsal.com/post/142904
  2. الأدب الروسي .. عمالقة ومؤسسو الأدب الروسي .. كيف أثرت مؤلفاتهم على الأدب العالمي؟! : https://www.arageek.com/2015/07/22/russian-literature-giants.html
  3. تولستوي : https://a5dr.com/wiki/%d8%aa%d9%88%d9%84%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%8a/
زر الذهاب إلى الأعلى