فيودور دوستويفسكي هو فيلسوف روسي وروائي عالمي وكاتب قصصي شهير، فهو أحد أشهر الكتاب والمؤلفين حول العالم، حيث نالت أعماله الروائية والقصصية شهرة واسعة وترجمت إلى لغات العالم المختلفة، لتنتشر أفكار الفيلسوف الروسي في جميع أنحاء العالم، وفي هذا المقال نقدم مراجعة لـ أشهر القصص القصيرة لدوستويفسكي؟
وتعد قصة حلم رجل مضحك من أشهر أعمال دوستويفسكي والتي يتناول الكاتب قصة رجل عزم على الانتحار ولكنه أعرض عن فكرته تلك وذلك بعدما حلم بحلم وجد العالم والناس فيه يعمهم السلام والسعادة؛ فالبشر في هذا الحلم منزهين عن العيب والخطأ، فكان هذا الحلم بمثابة البرهان الواضح والدليل الذي بنى لديه فكرة تقبل عيوب الإنسان والتصالح مع ضعفه ونقصه.
في هذه القصة التي تُعرف أيضا بـ “النحس” يتناول دوستويفسكي قصة الجينرال ” إيفان إيليتش” الذي يدعو إلى الإصلاح وينادي به بين زملاءه حيث يسعى لنشر منهجه الإصلاحي داخل المجتمع الروسي، ولكن مبدأه الإصلاحي ذلك يلقى استهجان من قبل بعض أصدقاءه الذين يرون أنه مجرد شعارات وليس إصلاح حقيقي.
وبعد مناقشة طويلة حول ذلك الموضوع مع صديقين له، يغادر عائدًا إلى منزله غاضبا، ليجد زفاف أحد الذين يرأسهم ليقرر إيفان الذهاب إلى ذلك الزفاف -على الرغم من عدم دعوته- ليقوم ببث دعوته الإصلاحية بين المدعوين، لتحدث الحادثة الأليمة التي جَرَت المصائب على الجينرال، فهذه القصة عبارة عن رسالة إلى هؤلاء الذين ينادون بالمبادي والشعارات الإصلاحية رغم افتقارهم إلى الإخلاص والعزيمة والنية الصادقة.
تعد قصة قلب ضعيف من أعمق أعمال دوستويفسكي والتي يتناول فيها قصة شاب من صغار الموظفين والذي يتسم بطيبته والرضى المبالغ فيه عن وضعه الوظيفي على الرغم من صغر راتبه، كما أن رئيسه في العمل يقوم باستغلال طيبته وقلبه الضعيف وذلك عن طريق تكليفه بالكثير من الأعمال الإضافيه الشاقة، بدون إعطائه أجرًا إضافيًا كافيًا مقابل عمله الإضافي الشاق.
ثم وقع هذا الشاب في حب فتاة حبًا شديدًا وانشغل بها مما جعله يُقصر في مراعاة العمل الذي وُكِّل إليه، حيث قضى معظم الوقت عند حبيبته، فشعر أنه أخطأ في حق رئيسه وقام الشاب بتضخيم الأمور وجعل تأخره في تسلسيم العمل بمثابة جريمة في حق رئيسه الذي أحسن إليه، لتضطرب حالة هذا الشاب لتصل إلى مرحلة من الجنون.
تعد قصة الفلاح ماري من روائع دوستويفسكي والتي يمكن اعتبارها خاطرة أو حكاية يقوم فيها الكاتب بسرد بعض من سيرته الذاتية ومواقف من حياته اليومية في صوره قصة خيالية، فقد استغل الكاتب هذه القصة ليرمز بها إلى ما كان يعانيه في حياته مع النظام القيصري الروسي في القرن التاسع عشر.
تعد قصة التمساح من روائع دوستويفسكي القصصية والتي يتناول فيها قصة إيفان ماتيفيتش وزوجته الذين ذهبوا لزيارة تمساح يقوم بعروض ترفيهية والذي يملكه رجل أعمال ألماني، ليقوم التمساح بابتلاع إيفان ماتيفيتش حيًا دون أن يتعرض للأذي، ليشعر ماتيفيتش بالراحة داخل أمعاء التمساح، وتتوالى أحداث القصة المثيرة.
تعد هذه القصة من روائع دوستويفسكي والذي يتناول فيها قصة السيد بروخارتشين والذي يعيش في غرفة للإيجار حياة يسودها الفقر والضنك والتي تضطره إلى التوفير الحاد في الاستهلاك، ولكن بعد وفاته تكتشف صاحبة البيت بالإضافة إلى المستأجرين الآخرين أن السيد بروخارتشين كان في الواقع غنيًا وكنه اختار هذه الحياة رغبة منه في ذلك.
تعد قصة بوبوك أفضل قصص دوستويفسكي والتي يتناول فيها الكاتب مقتطفات من مذكرات كاتب يُسمي “إيفان إيفانوفيتش” الذي ذهب إلى المقابر ليتأمل فيها فوجد نفسه قادرًا على الاستماع إلى حديث الموتى فيما بينهم، ليكشف الكاتب من خلال حوارات الموتى في هذه القصة الخيالية سمة الخسة والوضاعة المتأصلة في بعض البشر.
تعد قصة صبي مع المسيح عند شجرة عيد الميلاد من روائع دوستويفسكي القصصية، وهي القصة الثانية في هذه المجموعة والتي تحمل اسم هذا الكتاب، حيث تناول فيها الكاتب حكاية طفل صغير مُشرد فقد أمه في ليلة عيد الميلاد، ليجد نفسه بلا مأوى يُعاني من البرد والجوع في الشوارع، ويقول الكاتب أنه كتب هذه القصة التي هي من وحي خياله لاعتقاده بأنها حدثت في الواقع.
ولد فيودور دوستويفسكي في الحادي عشر من شهر نوفمبر وذلك في عام 1821م بمدينة موسكو بروسيا، ونشأ في أسرة من الطبقة المتوسطة، وهو الابن الثاني لأبويه، فأبوه هو ميخائيل دوستويفسكي وهو من عائلة نبيلة متعددة الأعراق والمذاهب الدينية وكان أفرادها يعملون كرجال دين ولكن ميخائيل فر بعيدًا والتحق بأكاديمية موسكو الطبية الجراحية وعمل كطبيب، أما والدته فهي ماريا نيشاييفا وكانت عائلتها تعمل بالتجارة.
نشأ دوستويفسكي في أسرة محبة للعلم والأدب، حيث كان لوالديه أثر كبير في تعلقه بالأدب وذلك من خلال حكايات وقصص قبل النوم التي كانا يقصانها عليه باستمرار، ولم يقتصر والداه على ذلك بل عرفاه على مختلف أنواع الأدب، كما تعرف على أعمال أشهر المؤلفين الروسيين أمثال بوشكين وشيلر وكرامزين ووالتر سكوت وغيرهم الكثير.
وهو في سن الرابعة من عمره قامت أمه بتعليمه القراءة والكتابة وذلك من خلال تدريسه للكتاب المقدس، كما اعتادت أمه على رواية العديد من الأساطير والقصص له حتى توفيت بداء السل وذلك عام 1837م وكان دوستويفسكي يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا في ذلك الوقت.
في عام 1833م أرسل ميخائيل دوستويفسكي ابنه فيودور إلى مدرسة داخلية في فرانسا، ثم ألحقه بمدرسة شيرماك الداخلية والتي اضطرت ميخائيل إلى الاقتراض لدفع رسومها، وفي هذه المدرسة عانى فيودور ولم يستطع التأقلم والتناغم مع الأرستقراطيين هناك وقد عبر في كتاباته عن هذه الفترة من حياته والتي انعكست بدورها على بعض أعماله الأدبية وبخاصة في رواية المراهق.
وبعد وفاة أمه في السابع والعشرين من شهر سبتمبر لعام 1837م، أرسله والده في مايو من العام نفسه مع أخيه الأكبر ميخائيل للدراسة بمعهد نيكولايف للهندسة العسكرية، ليتم قبول فيودور في المعهد وذلك في يناير عام 1938م، بينما لم يتم قبول أخيه لأسباب صحية.
وفي السادس عشر من شهر يونيو عام 1839م، توفى والده ميخائيل ليؤثر ذلك على ابنه بصورة كبيرة، حيث ظهرت علامات الصرع على فيودور منذ وفاة والده ميخائيل، ليستكمل فيودور دوستويفسكي دراسته في معهد نيكولايف للهندسة العسكرية وكان لا يحب الدراسة به لعدم اهتمامه بالرياضيات والهندسة العسكرية، ليتخرج بعد ذلك بلقب مهندس عسكري، ليقرر الاستقرار بعيدًا عن هذه الأكاديمية، ليذهب لزيارة أخيه ويستقر بالقرب منه.
وفي الثاني عشر من شهر أغسطس لعام 1843م، عمل دوستويفسكي كمهندس برتبة ملازم، وفي نفس العام أنهى أول أعماله الأدبية والتي كانت ترجمة لرواية فرنسية شهيرة، ليقوم بعدها بنشر عدد من الترجمات التي لم تحقق أي نجاح، ليمر بعد ذلك بصعوبات وأزمات مالية جعلته يجعل من كتابة الروايات مهنة له.
وفي مايو عام 1846م نشر دوستويفسكي روايته الشهيرة الأولى والتي تسمى المساكين أو الفقراء، وقد حققت هذه الرواية نجاح كبير جدًا وانتشارًا تجاريًا واسعًا، حيث وصف الناقد الروسي الشهير فيساريون بيلنسكي تلك الرواية بأنها الرواية الاجتماعية الروسية الأولى.
أدرك دوستويفسكي مدى حبه للكتابة والأدب، فلم يرد أن تمنعه وظيفته كمهندس من الانتاج الأدبي فقرر ترك وظيفته العسكرية، حتى يستطع التفرغ التام للأدب، ليقوم بإصدار روايته الثانية وهي رواية الشبيه ولكنها لم تحقق النجاح المأمول ولاقت نقدًا سلبيًا كبيرًا فأثر ذلك على حالته الصحية وازدادت نوبات الصرع لديه.
واستمر دوستويفسكي في مسيرته الكتابية فخلال الفترة من عام 1846م إلى عام 1848م أصدر عدد كبير من القصص القصيرة وذلك عن طريق مجلة تاريخ الوطن، ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب، مما أثر على أحوال دوستويفسكي المالية.
وفي عام 1846م قام دوستويفسكي بالانضمام إلى رابطة بيتراشيفسكي ومؤسسها هو ميخائيل بيتراشيفسكي وهو من الشخصيات العامة الروسية والتي كانت تدعم الاشتراكية الخيالية، وتهدف هذه الرابطة إلى المطالبة بالإصلاحات في المجتمع، ومقاومة الاستبداد القيصري ونظام العبودية الذي كان سائدًا في روسيا.
وفي عام 1849م أمر الامبراطور نيكولاس الأول بالقبض على أعضاء الرابطة، وتم اتهام دوستويفسكي بقراءة الكتب الممنوعة والقيام بالأعمال المحظورة ومعاداة السياسة الروسية وحث الشعب على ذلك، وقد تم إجراء التحقيقات لمدة أربعة أشهر، ليصدر الحكم في حق دوستويفسكي والمجموعة التي معه بالإعدام.
وقبل تنفيذ الحكم بلحظات تم إيقاف الإعدام وذلك من خلال مرسوم بإيقاف تنفيد الحكم من قِبَل الامبراطور نيكولاس الأول، ليتم الحكم على دوستويفسكي بالنفي إلى مقاطعة أومسك بسيبيريا لمدة أربعة أعوام، قضاها في الأعمال الشاقة في معسكر سجن كاتورغا هناك.
وبعد المعاناة التي قضاها دوستويفسكي في السجن والتي صورها في روايته بيت الموتى، أُجبر على الخدمة العسكرية والعمل لدى الجيش السيبيري، وقام بآداء الخدمة العسكرية في مدينة سيميبالاتينسك، التي قام فيها بإعطاء دروسًا خصوصية للعديد من الأطفال هناك، وتواصل مع أخيه من سيميبالاتينسك وطلب منه مساعدات مالية وإرسال كتب ومؤلفات الكثير من كبار الأدباء له.
وفي عام 1859م خرج دوستويفسكي من الخدمة العسكرية بسبب سوء أحواله الصحية، وسُمح له بالعودة إلى روسيا، ليلتقي بأخيه ميخائيل لأول مرة بعد عشر سنوات، ليقوم بعد ذلك في عام 1862م برحلة إلى أوروبا الغربية وزار فيها مجموعة من المدن الكبيرة والشهيرة وقابل فيها الكثير من الأدباء المشهورين، ليتبع هذه الرحلة برحلة ثانية إلى أوروبا الغربية مرةً أخرى وذلك في العام التالى من رحلته الأولى.
وأثناء وجوده في أوروبا خسر دوستويفسكي أمواله في المراهنة، ليمر بأزمة مالية ويقرر العودة إلى روسيا ليتزوج من سكرتيره له تسمى آنا غريغوري سنيتكينا، وذلك بعد وفاة زوجته الأولى ماريا وكانت آنا تساعده على إنهاء رواية المقامر في أسرع وقت ليبيعها ويسدد بثمنها ديونه.
وبعد ذلك أسس مع زوجته دار نشر تسمى شركة دوستويفسكي للنشر وقام بكتابة وإنتاج عدد كبير من أعماله الشهيرة مثل رواية الجريمة والعقاب والأخوة كارامازوف والكثير الكثير من الأعمال العالمية الخالدة وعلى الرغم من شهرة الأديب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي إلا أنه ظل يعاني من الأزمات المالية والديون حتى وفاته.
وخلال تواجد دوستويفسكي في سيميبالاتينسك التقى فيودور دوستويفسكي بـ ماريا دميتريفنا إيساييفا وكانت أرملة ولديها ابن ووقع دوستويفسكي في حبها وتزوج منها ولكن حياتهما معا لم تكن سعيدة؛ بسبب سوء أحواله المادية ونوبات الصرع الكثيرة التي كانت تأتيه، وبعد وفاتها تزوج من آنا سنيتكينا وهي كاتبة روسية وقامت بكتابة كتابين عن السيرة الذاتية له، وكان دوستويفسكي يكبرها بخمسة وعشرين عامًا.
وفي سنوات دوستويفسكي الأخيرة تفاقم مرضه شيئا فشيئا، وتدهورت حالته الصحية، وكثرت نوبات الصرع عليه، ليمر بعد ذلك بنزيف رئوي حاد عدة مرات حتى توفي في التاسع من شهر فبراير لعام 1881م، لتغرب شمس هذا الأديب والفيلسوف العالمي الكبير فيودور دوستويفسكي عن العالم.
شوقي ضيف هو لغوي وأديب مصري ورئيس سابق لمجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية،…
كتاب القسم في القرآن هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب محمد خاتم المرسلين هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف هو…
كتاب الوجيز في تفسير القرآن الكريم هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب في الشعر والفكاهة في مصر هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي…
كتاب البطولة في الشعر العربي هو أحد أهم وأشهر كتب الدكتور شوقي ضيف. وشوقي ضيف…