أدباءرسامونشعراء

جبران خليل جبران

جبران خليل جبران كاتب مقالات وشاعر ورسام وفيلسوف لبناني. كان عضوا في رابطة “شعراء المهجر” الذي شاركه في تأسيسها مؤلفيين لبنانيين مثل: “ميخائيل نعيمة” و”إيليا أبو ماضي” و” “الأمين الريحاني”. أقام العديد من المعارض للوحات التي كان يرسمها، وقدم العديد من المؤلفات من روايات وأشعار باللغتين العربية والإنجليزية.

اشتهر جبران بأسلوبه الرومانسي الفريد، ويعد رمزًا من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخصوصًا في الشعر النثري. اشتهر بكتابه “النبي”، كما عُرف بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد “شكسبير” و”لاوزي”. وقد تمت ترجمة كتابه “النبي” إلى حوالي 110 لغة.



جبران، حياته ونشأته

مولده وطفولته

ولد جبران في قرية قديمة تابعة لمدينة “بشري” في الثاني من يناير سنة 1883م لعائلة مسيحية مارونية، حيث كانت لبنان حينئذٍ مستقرة تحت حكم البلاط العثماني.

والده يُدعى “سعد يوسف جبران”، وكان يعمل في بادئ الأمر كبائع في صيدلية عمّه، لكننه ترك عمله في الصيدلية نظرًا لتراكم الديون عليه بسبب غرقه في لعب القمار، ثم عُين بعدها رئيسًا من قبل مدير البلدية “راجي بك”، فكان يسيء معاملة الناس ويقسو عليهم.

أما أمه في “كاميلا جبران”، تزوجت مرتين قبل أن تستقر مع سعد وتنجب جبران، فكان لديها ولد يُدعى “بيتر” من زوجها الأول، وكان بيتر أكبر منجبران بست سنين، وكان بيتر يبذل وسعه من أجل الأسرة.

لم تسمح الظروف لجبران بأن يذهب للمدرسة ليتعلم فيها، لكنه كان يتعلم العربية في بيته، وكان يدرس الكتاب المقدس من القس الذي كان يزور منزلهم.


أب طائش وقرار بالرحيل

وفي سنة 1891م أصبحت عائلة جبران مشردة في الشارع، حيث أُلقي القبض على “سعد” والد جبران واتهم بجريمة الفساد المالي وتمت مصادرة جميع ممتلكاته وحُكِمَ عليه بالسجن، فعاشت العائلة في منزل أحد الأقارب فترة، قبل أن تقرر الأم أن تلحق بأخيها وتشد الرحال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وحتى بعد خروج الأب سنة 1894م، أبت العائلة كلها أن تبقى في لبنان معه، وعزموا على الرحيل من لبنان إلى الولايات المتحدة، وتركوا جميعًا الأب وحيدًا في لبنان، وهاجروا إلى أمريكا في الخامس والعشرين من يونيو سنة 1895م.

تحسن الأوضاع واستقرار الأمور

وفور وصلهم، انضمت العائلة إلى بعض الأقرباء في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس، وحينها عزم بيتر – الأخ الأكبر لجبران- على أن يتحمل أعباء الأسرة، كما بدأت الأم أن تبيع أربطة الأحذية وبعض الملابس المصنوعة من الكتان في محاولة لزيادة دخل الأسرة،وأخيرًا تمكنت الأم من فتح مرحل لبيع الأغذية المجففة.

وعندما بلغ من العمر اثني عشر عامًا، التحق جبران بمدرسة كوينزي، وكان ذلك في الثلاثين من شهر سبتمبر عام 1895م، وإلى ذلك الحين كان يعرف باسم “بجبران خليل جبران”، لكن عند تسجيله في المدرسة اُختصر الاسم فأصبح “خليل جبران”.


جبران يكتشف موهبته

بدأ جبران – في نفس وقت التحاقه بالمدرسة – بأن يلتحق أيضًا بمدرسة للفنون تقع بالقرب من منزله تُدعى ” Denison House Social Center”،وهناك انتبه معلموه إلى مهاراته الفنية وقُدم جبران إلى الناشر والمصور الفوتوغرافي “فريد هولاند داي”، والذي تمكن من اكتشاف قابليته لتلقي الفن والأدب.

تحت رعاية “هولاند”، بدأ جبران برسم البورتريه وتزيين الكتب، وفي عام 1898م، شرع “هولاند” بتقديم جبران إلى أًصدقائه، وتم استخدام إحدى رسماته كغلاف لأحدى الكتب.

جبران يعود إلى لبنان

ولما لاحظت الأم أن ابنها بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية، قررت الأسرة إرساله إلى لبنان، فهناك سيتمكن من أن يتعلم عن تراثه الشرقي أولًا. وهناك حصل جبران على قبول مدرسة تُدعى “الحكمة”، وهي مدرسة إبتدائية مسيحية مارونية.

وبعد إتمام تعليمه في لبنان، عاد جبران إلى بوسطن مرة أخرى حيث عائلته وذلك في العاشر من مايو سنة 1902م. وبعد رجوعه، ضرب المرض جذوره في العائلة، حيث ماتت أخته الأصغر “سلطانة” بمرض السل، كما توفي أخوه بيتر بنفس المرض أيضًا، وتوفيت أمه بسبب السرطان، وتابع جبران أعماله الفنية بمساعدة أخته “ماريا” التي كانت تعمل في الخياطة.

محطات في حياة جبران

  • في الثالث من مايو عام 1904، أقام جبران معرضه الأول في استوديو معلمه “هولاند” في بوسطن، وهنا التقى جبران ب “ماري إليزابيث هاسكيل” وكانت معروفة بمساعدتها لعدد من الناس الموهوبين، فساعدته ماليًا واستخدمت نفوذها ليطور مهنته، وبقيا صديقين حتى وفاته.
  • وفي سنة 1905، نشر أول أعماله “نفثة في فن الموسيقا” وقد كانت تميل إلى العاطفية والانفعالية، فكانت عملاً غير ناضج عن الموسيقى، وفي نفس الوقت، بدأ يدرس الإنجليزية مع صديقته “هاسكيل”.
  • وفي سنة 1906، نشر ثاني أعماله “عرائس المروج”، حيث احتوى على ثلاثة قصص قصيرة تُرجمت فيما بعد إلى الإنكليزية، وبدأ عمودًا خاصًّا به في الصحيفة التي كان يكتب لها تحت عنوان “دمعة وابتسامة” في نفس العام.
  • وفي عام 1908، نشر كتابه الثالث “الأرواح المتمردة” والذي تناول فيه جبران عددًا من القضايا الاجتماعية مثل: تحرر المرأة و التحرر من النظام الإقطاعي الذي كان سائداً في لبنان، وسبب هذا الكتاب استياء رجال الدين والحكومة أيضًا.
  • في عام 1911، أسس جبران الرابطة القلمية والتي عُرفت فيها بعد ب”المهجر”، وهي جمعية تعنى بتشجيع الكُتاب العرب، ساعدت هذه الجمعية الكتاب العرب وكذلك ساعدت جبران نفسه بشكل كبير من خلال صلاتها وجماهيريتها.




أهم أعمال جبران

  • كتاب أرواح متمردة
  • كتاب الأجنحة المتكسرة
  • كتاب عرائس المروج
  • كتاب الشعلة الزرقاء



أشهر مقولات جبران

إننا محدودون ليس من خلال قدراتنا، وإنما من خلال وجهات نظرنا.

إن قلقنا ليس بسبب تفكيرنا بالمستقبل، وإنما كيف نسيطر عليه.





جبران يرحل عن العالم

وفي العاشر من أبريل عام1931، رحل جبران خليل جبران عن العالم وهو في الثامنة والأربعين بسبب إصابته بالتليف الكبدي المزمن ومرضه بداء السل، تاركًا أعماله تحكي عنه وعن مسيرته.

Sending
User Review
0 (0 votes)
زر الذهاب إلى الأعلى