كتاب فن الاختلاط بالناس

Book-Cover

كتاب فن الاختلاط بالناس (المؤلف: جين مارتينت)

"وحيد" شخص خجول وغير اجتماعي، دائمًا ما يحاول تفادي أي مواقف اجتماعية، ويتهرب من التفاعل الاجتماعي. كثيرًا ما ينجح في اختلاق الأعذار للتهرب فيقول: "أنا مريض" أو "أنا مشغول"، "لا أستطيع الحضور". ليس لأنه كذلك بل لأنه يفضل البقاء بعيدًا عن التفاعلات الاجتماعية. 

إذا كنت تشبه "وحيد" ولا تشعر بالراحة في المناسبات الاجتماعية، أو أنك شخص اجتماعي بدرجة غير كافية وترغب في تحسين قدرتك على الاختلاط بالناس؛ فكتاب اليوم مناسب لك. 

أهمية التعرف على الناس

الشخص الذي تتعرف عليه اليوم قد يصبح صديقك المقرب في المستقبل، أو ربما يساعدك في الحصول على وظيفة أو يقف بجانبك عند تعرضك لمشكلة ما… وهكذا. الأنشطة الاجتماعية مهمة جدًّا لأنها تزيد من فرصة بقائنا وتساعدنا في تحسين حياتنا.

الأنشطة الاجتماعية مهمة جدًّا لأنها تزيد من فرصة بقائنا وتساعدنا في تحسين حياتنا

التخيل

اليوم دعي "وحيد" إلى حفلة بمناسبة اجتماعية ولأنه قرر أن يغير سلوكه الاجتماعي، قبِل الدعوة وذهب لحضورها. 

عندما وصل المكان رأى الجميع، ولكنه لم يكن يعرف أحدًا من الحضور، الذين كانوا يتحدثون لبعضهم بعضًا بحيوية ونشاط، وبسبب ذلك بدأ يشعر بالتوتر ووقف في مكان منعزل متظاهرًا بالانشغال في هاتفه النقال.

بفرض أننا أردنا نصح "وحيد" الآن سنقول له:

اترك الهاتف، وتقدم للناس الموجودين، وحاول أن تتعرف عليهم.

لكن تلك النصيحة لن تساعده في تحقيق هدفه. فلو تقدم ليتعرف على الناس الآن فغالبًا سيترك انطباعًا سيئًا لديهم لأنه ستظهر عليه علامات التوتر، وعدم الثقة بالنفس.

لكي يتفادى "وحيد" ذلك، عليه التظاهر بالثقة بالنفس والتدرب على عكس الصفات التي ذكرناها قبل قليل، وبالطبع هذا ليس بالأمر السهل وسيستغرق وقتًا حتى يعتاد عليه وقد لا ينجح به.

الحل

ببساطة، أن يتخيل الناس الموجودين بجواره يرتدون ملابس ممزقة أو يتخيلهم بملابسهم الداخلية-ربما قد يكون الأمر مضحكًا لكنها طريقة فعالة-.

الملابس الداخلية الممزقة

جربها! عندما يكون لديك اختبار شفوي في الجامعة، أو مقابلة عمل أو عند الوقوف على مسرح أمام جمهور، كل ما عليك فعله هو تنفيذ الطريقة السابقة. تخيل الناس هكذا في عقلك، على أنهم يرتدون ملابسهم الداخلية الممزقة، هذا سيجعلك تتحدث معهم بثقة أكبر بدلًا من تصنع الثقة مثلًا.​

الإفراط في التحليل​

لماذا كان "وحيد" متوترًا في أول الأمر؟

بسبب الإفراط في التحليل، "وحيد" لا يختلط بالناس، لأن وجودهم حوله يسبب له التوتر، وهو يتوتر حولهم لأنه يبالغ ويفرط في تحليل تفاعلاتهم معه، حتى إن كان هذا الإفراط مستترًا وكان صديقنا لا يعترف أساسًا بوجوده، لكنه أن راقب نفسه سيجد حتمًا أنه يبالغ في تحليل تفاعلات الناس معهم ويبالغ في توقع أحداث المستقبل قبل حدوثها، ويبالغ في تحليل أحداث الماضي بعد حدوثها.

كسر الجليد​

بعض الأفكار الإضافية لمساعدة "وحيد" أكثر..

  • لا تعرِّف بنفسك أولًا بل تعامل مع الأشخاص من حولك على أنك تعرفهم مسبقًا.
  • اجعل معك دائمًا أداة كسر الجليد: التعليقات.

التعليقات الخاصة

نركز فيها على اهتمامات الشخص الذي نتحدث إليه، نحاول اكتشاف أي شيء مميز فيه مثل شيء ملفت يرتديه، شارة معينة لفريق كرة يشجعه، أو علامة تجارية مميزة؛ ونعلَّق على ذلك بتعبير فيه تقدير ومجاملة. 

هذه الأشياء تظهر اهتمامات الطرف الآخَر، ولو علَّقنا عليها بقليل من الإِيجابية سنجد من نتحدث إليه مهتمًا جدًّا بالحديث معنا.

الأرضية المشتركة ​

التعليقات العامة

هنا الأمر يتعلق بالتركيز على الأرضية المشتركة. ابحث عن أشياء مشتركة بينك وبين من تتحدث إليه، فالناس تطمئن لمن يشبهها، بمعنى من يشاركهم الوضع نفسه أو يمر بالتجارب نفسها. 

تستطيع التواصل مع الأشخاص بالحديث عن أي موضوع مشترك تمرون به.

مثال​

– تستطيع أن تتحدث مع زملائك عن الاختبارات القادمة أو عن الأجزاء من المنهج التي تعدُّ نفسك مستعدًا لها وغيرها لا وهكذا. 

– بهذة الطريقة تخلق رابطًا بينك وبين الآخرين، وتجعلهم يشعرون بالراحة عند الحديث معك.

أدوات الاختلاط "تذاكر الاختلاط"

عندما كنَّا صغارًا وبصورة تلقائية كنا نستخدم هذه التذاكر، لكي نجذب الآخرين من حولنا.

مثال: لعبة غريبة يمتلكها طفل صغير ستجذب مجموعة صغار حوله، يتفاعلون معه بطريقة (من أين حصلت عليها وكيف.. وهكذا). 

هذا المبدأ نفسه تستطيع استخدامه مع بعض التعديل، اجعل دائمًا معك عند اختلاطك بالناس؛ شيئًا ما يثير الاهتمام، مثل: نظارة غريبة، قلم غير عادي، قبعة، حذاء، هاتف محمول ،حيوان أليف، طفل صغير!

هذه الأشياء ستجعل اختلاطك بالناس أكثر انسيابية، باستخدامك لشيء يثير الفضول والعجب والدهشة ستحمي نفسك من فخ الصمت المحرج. وسيأتي الجميع للكلام معك والتعليق- حول تذاكر الاختلاط- دون أن تذهب إليهم.