كتاب الرجال يتجهون نحو الشرق والنساء نحو اليمين

Book-Cover

 كتاب الرجال يتجهون نحو الشرق والنساء نحو اليمين (المؤلف: سابرا إي.بروك)

بفرض أن لدينا حسابًا مجهولًا على شبكات التواصل الاجتماعية- لم يكتب فيه أي بيانات- فإننا غالبًا نستطيع تخمين صاحب أو صاحبة هذا الحساب من خلال التفاعل الخاص به، أليس كذلك؟

لكن كيف يمكننا معرفة ذلك؟!

حسنًا هذا ببساطة سببه بعض الاختلافات في السلوك بين الرجل والمرأة.

أحد الأمثلة الواضحة على الاختلاف هو الانبساط. المرأة انبساطية وتميل للتواصل بصورة أكبر من الرجل؛ إذ يمكننا تقييم سلوك صاحب الحساب وملاحظة أي جهة يميل إليها أكثر.

الاختلاف


ما منشأ هذه الاختلافات؟

منشأ الاختلافات هو العمليات البيولوجية، هناك بعض العمليات البيولوجية يتم معالجتها في أماكن مختلفة في المخ بين الجنسين.

فمثًلا بالنسبة للغة النساء تعالجها في المخ في مكان واحد، بينما الرجال يعالجونها في مكانين، عكس الإدراك البصري المكاني الذي يعالجه الرجال في مكان واحد والنساء في مكانين.

ومن المعروف أنه كلما تركزت وظيفة معينة في مكان واحد في المخ، كان التداخل والتشويش الذي يمكن أن يحصل فيها أقل.

لذلك تميل المرأة أكثر لاستخدام اللغة ويكون من السهل عليها توظيفها بطريقة تساعدها، بينما الرجل يستطيع أن يؤدي أداءً مكانيًّا بصريًّا أفضل.

التغيّر


وإن تساءلت الآن ما فائدة هذا الكلام؟!

في الواقع هو مقدمة لموضوع اليوم الذي هو التغيّر. التغيّر جزء أساسي من ثوابت الحياة الذي يحصل دائمًا.

نحن معرَّضون أن يحصل لنا تغيّر في أي وقت سواء أكان تغيُّرًا في العمل عندما يأتي مدير جديد ويطلب منك العمل بطريقة مختلفة، أو تغيُّرًا في الحالات الاجتماعية، أو تغيُّرًا في علاقتنا مع الآخرين، في الأمور الصحية والمالية.

فالتغيّر هو من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجهنا في الحياة، ومن المهم أن نتكلم عنه لنلاحظ بعض الأمور المرتبطة به.

مواجهة التغيّر


نستطيع تقسم طريقة مواجهتنا لتغيرات الحياة لخانتين:

  • إستراتيجيات ذكورية.

  • إستراتيجيات أنثوية.

لكن أولًا؛ أنا لا أقول أبدًا إن كل الرجال يتصرفون بهذه الطريقة نفسها طوال الوقت، ولا أقول إن كل النساء يتصرفن بأسلوب واحد مثلًا.

حقيقة الأمر أنه كلما كبر الرجل والمرأة في السن، اكتسبا قدرًا من الحكمة واستعار كل منهما من وسائل الجنس الآخر مما يمنحهما مزيدًا من القوة في المواقف التي يمران بها.

دعونا نوضح الاختلاف بتسليط الضوء على ثلاثة مواقف حياتية.

الصحة

لو واجه هذان الاثنان مشكلة صحية؛ فسنجد الرجل يميل أكثر لإجراء حاسم سريع، كأن يذهب للنادي الرياضي أو يقوم بعكس ذلك تمامًا، كأن يرفض حتى سماع النصيحة فيسد أذنيه ويكمل حياته كما هي. أما المرأة فستستعرض الخيارات الموجودة أمامها وستطلب المشورة من الناس المحيطين بها إلى أن تجد أنسب حل وتنفذه. أيضًا الرجل يمكن أن يخفي الموضوع بحيث لا يعرف عنه أي شخص، بينما المرأة على عكسه تمامًا؛ فهي لا تخشى من مواجهة ولا إظهار إنها محتاجة إلى المساعدة فنجدها تظهر المعاناة كي تطلب الدعم.

الانتقال

لنفترض أن الاثنين اتنقلا لمكان جديد أو أن حياتهما تغيرت بطريقة ما سنجد أن المرأة أكثر ميلًا للتخيل من الرجل، وهذا يجعلها أكثر انفتاحًا على الاحتمالات المبتكرة عندما تواجه تغيرًا حياتيًّا. الرجل على النقيض من ذلك، إذ نجده يفكر بطريقة أكثر واقعية لذلك يرغب في أن يتحرك، أن يبقى منظمًا بدون كلام كثير عن تفاصيل إضافية ممكن أن تدخله في احتمالات جديدة.

فلو انتقل الاثنان لبيت جديد سنلاحظ أن المرأة تتنقل من غرفة لأخرى وعندما ترتب الأثاث في مكانه سيخطر في بالها احتمالات كثيرة لتحسين الترتيب وسترغب في أن تتشاور معه في تنسيق الغرف وشكل البيت وهكذا. أما الرجل فربما نجده قد أخذ صندوق الصور وبدأ في تعليقها بالطريقة نفسها التي كانت معلقة بها في بيتهما القديم، حتى لو كان التعليق فيه بالطريقة تلك غريبًا، فذلك ليس مهمًّا بالنسبة للرجل.

في هذه الحالة

لو كان هذان الشريكان لا يعرفان طبيعة بعضهما، فموقف مثل هذا سيجعلهما متضايقين؛ هي ستفسره إهمالًا وأما هو فسيفسره إزعاجًا، مثلًا لو كان يفهم طبيعة الأسلوب الأنثوي سنجده يراعي أنها تحتاج إلى وقت للتخيل ويمنحها ذلك الوقت. أو لو كانت هي تعرف طبيعة الأسلوب الذكوري، لكانت تفهمت طبيعته أنه يفضل الاختصار ويأخذ قرارت فورية، كأن ينجز العمل في خمس دقائق مثلًا.

التغيرات الخارجية

نفس الزوجين عندما يواجهان تغيرات خارجية، سنجد الرجل يتصرف بعاطفة أقل، لكن المرأة ستميل إلى ربط المواقف بدلالات عاطفية وقد تبدأ بتقييم حياتها- المستقبل الماضي والحاضر- في الوقت نفسه وهذا طبعًا سيسبب توترًا وشللًا، بحيث يمنعها من أخذ قرار بسرعة.

مثال آخر

يتغير ميعاد الحافلة التي تقلهما للعمل وطلب منهما اختيار موعد جديد. سنجد أن المرأة مختلفة عن الرجل في استجابتها لهذا التغير كأن تبدأ بالتساؤل حول مواضيع أكثر عمقًا. هل عملها يستحق كل تلك المعاناة التي تعانيها! هل في الأصل كان الاختيار الصحيح أن تعمل في مجال آخر! وهل لو غيرت مجالها ستستطيع أن تثبت نفسها في المجال الجديد! وهي كبرت في السن هل وهل وهل... موقف بسيط ولَّدَ أسئلة كثيرة وارتبط بدلالات عاطفية أكثر، وهذا سيؤدي إلى الغرق في التفاصيل وعدم أخذ قرار بسرعة، وسيؤدي أيضًا للحكم عليها بأنها مترددة وليست مباشرة أو بأنها ضعيفة الشخصية، فهي لا تستطيع أخذ قرار بسيط كهذا.

تعلم التغيير


نستطيع اختصار كيفية تعامل المرأة مع التغيير بالآتي:

  • هي أكثر ميلًا للبحث عن خيارات.

  • لديها مرونة عاطفية أكبر وهي أكثر قدرة على التعبير عن انفعالاتها ومشاعرها تجاه الآخرين.

  • هي أكثر طلبًا للعون ولا تخجل من الحديث عن خسائرها.

وعند أخذ القرار ممكن أن تكون أقل تنظيمًا وتأخذ وقتًا أكبر بعد أي تغير للتشاور والتخيل والتفكير في الاحتمالات.

فلذلك على الرجل أن يكون مدركًا لطبيعتها عندما يتعامل معها، وأن يتوقع أنها ممكن أن ترتبك من تصرفاته السريعة وخصوصا لو لم يبرر تلك التصرفات للناس المحيطة بها و لا لها.

وبالنسبة للرجل فنستطيع أن نختصر طبيعته بالآتي:

  • هو أكثر ذاتية وتركيزًا ويعتمد أكثر على أنماط تقليدية متكررة وبسيطة.

  • يميل أكثر لأن يلجأ ويعتمد على الوسائل نفسها التي سبق وجربها من قبل بدون أن يفكر في التجديد.

  • يصعب عليه التعبير عن انفعالاته ولا يملك المرونة الكافية لذلك.

عند التغير ممكن أن يكون شديد التهور وأن يتصرف بسرعة وممكن أن ينسى أن يتشاور معك أو مع أي أحد،

لذا على المرأة أن تراعي طبيعته هذه، وأن تتوقع أن الرجل عند التغير يأخذ خطوات تنفيذية سريعة. ويكون متوقعًا أن الجميع سيتبع خطواته بمجرد أن يتحرك.

لذا اتبعيه في البداية ولاحقًا اسأليه عن الأسباب والتفسير.

نصائح التغيير


معرفتنا للاختلافات هذه سيساعدنا أن نفهم بعضنا بشكل أفضل، وسيساعدنا أن نستعير من كل إستراتيجية المميزات الجيدة بحسب الموقف الذي نمر به.

الإستراتيجية الأنثوية

ماذا تحتاج الإستراتيجية الأنثوية من تعديل؟ تحتاج إلى حسم أكثر. التأخير لا يكون مفيدًا دائمًا.

حسم أكثر

ولكي تتحقق الخطوة هذه؛ فإنها تتطلب السيطرة وعبور فترة التردد والشك بسرعة. الرجال لا يقعون بهذه المشكلة لأنهم لا يهتمون اهتمامًا مفرطًا بالجزء الوجداني من التغير ويوصلون لنهاية الطريق بسرعة. عكس النساء فلكي يصلن للنتيجة ونهاية الطريق بسرعة يهتممن أولًا بالموضوع عاطفيًّا، إذ إن المرأة تستحضر الماضي والمستقبل وأراء الآخرين وتعلمهم أنها تتحرك بالاتجاه هذا.

وسبب آخر هو الإحساس بالذات.

أنتِ تحتاجين أن تزودي إحساسك بذاتك اعملي على زيادة ثقتك بنفسك؛ لأنه في معظم الأحيان لو تمكنت المرأة من تقوية ثقتها وإحساسها بذاتها فذلك يترجم لحسم أقوى وأسرع في المواقف.

الإستراتيجية الذكورية

ذلك كان بالنسبة للمرأة أما بالنسبة للرجل؛ فماذا تحتاج الإستراتيجية الذكورية أن تستعير؟

سرعة أقل ومرونة أكبر

تستعير التروي، ليس دائمًا يكون التصرف السريع مناسبًا؛ لأنه في بعض الأحيان ينبع من الإحساس بالتوتر الذي لا تفهمه وتخاف منه ولا تجد له متنفسًا غير التصرف بسرعة. تستطيع تدريب نفسك على التعامل مع التوتر بأن تتعامل مع مشاعرك بطريقة معقولة وتنمي مرونة عاطفية.

اعترف بمشاعرك

من الضروري أن تظهر خسائرك أن تتكلم عنها وتقر بها وتبين اهتمامًا بالذين تأثروا معك؛ فعندما تتكلم عن ضعفك أو تناقش المشكلات، فإنك لن تثير المزيد منها كما تتصور، بل ستشعر بالراحة أكثر، وستقلل من الاندفاع والتوتر.