كتاب التغلب على الخجل

Book-Cover

كتاب التغلب على الخجل (المؤلف: جون ووكر)

هل تعدُّ نفسك شخصًا خجولًا؟

إن كنت كذلك! حاول أن تتذكر متى كان آخر موقف شعرت فيه بالخجل. على الأرجح كنت في مكان غريب محاط بأناس غرباء! أليس كذلك؟ لنوضَّح الأمر أكثر. هناك مقارنة بين موقفين:

الموقف الأول: أنت في المحاضرة ومعلمك الجامعي يوضَّح لك معلومة ما…

الموقف الثاني: صديقك هو من يوضَّح المعلومة نفسها.

وأنت في كلا الموقفين لم تستوعب بعدُ المعلومة، على الأرجح أنك ستخجل من معلمك ولن تطلب منه توضيحًا أكثر على عكس تصرفك مع صديقك. 

الفكرة

أنك مهما كنت ترى نفسك شخصًا خجولًا؛ فأنت لست كذلك طوال الوقت! بل تشعر بالخجل في مواقف معينة ومع أشخاص معينين.

أنت لست خجولًا دائمًا؛ فالخجل ليس صفة بل شعور يأتي في مواقف معينة

هل من يشعرون بالقلق في بعض المواقف الاجتماعية هم الأشخاص الخجولون فقط؟ بالطبع لا.

يتعرض الجميع للقلق في مواقف اجتماعية معينة وهذا أمر طبيعي، لكن ما ليس طبيعيًّا هو سيطرة الخجل عليك، حيث يجعلك مقيدًا.

وتتهرب من المواقف الاجتماعية أو تؤدي خلالها بصورة سيئة جدًّا.

الجميع يشعر بالقلق المصاحب للخجل

ما الفرق بين الشخص العادي والشخص الخجول؟

الشخص العادي يستطيع الخروج من دائرة عدم الراحة والقلق الخاصة به، أما الشخص الخجول فيبقى سجينًا لعدم الراحة والقلق، وذلك لأن لديه صفتين تمنعانه من الخروج، وتجعله يشعر بالقلق بصورة مضاعفة.

  • لديه صورة ضعيفة عن نفسه.
  • يقيم نفسه بطريقة سلبية.

الخجل الناتج عن التركيز على النفس

يكون الشخص مركزًا جدًّا على نفسه؛ فعندما يذهب لمكان ما، يعتقد أنه مَحَّط تركيز الجميع طوال الوقت، وأنه بطل الحكاية.

في اعتقاده أن الآخرين يرونه بالطريقة نفسها التي يرى بها نفسه، وأنه بطل مؤثر، والجميع يفكرون به أو يتكلمون عنه. هنا يتحد الخيال مع القلق الطبيعي. والخيال عندما يتدخل يضخم الشعور بالقلق والخوف.

مثال:

الآن! أنا في مطعم والأشخاص الموجودون ينظرون إليَّ، وأنا ممن يركزون جدًّا على أنفسهم، وأصغر عيب بي أراه كبيرًا، أعتقد أن الناس الآخرين مهتمون بي ويلاحظون عيوبي. ولدي تصور ضعيف عن نفسي.

أنا معتقد أن من ينظر لي يحكم علي، وحكمه مهم أو رأيه أهم من رؤيتي تجاه نفسي، هذا سيجعلني متوترًا جدًّا.

هكذا أنا ضخَّمت الحدث ليس لأنه يستحق بل بسبب التصور الكامل هذا- المبني على الخيال- لا أكثر ولا أقل؛ هذا الشعور ليس موجودًا في الواقع، بل هو داخل عقلي فقط.

العلاج

إذا أردت التعامل مع خجلك! ماذا تفعل؟

أنت لست خجولًا دائمًا – الخجل شعور

عندما تشعر بالخجل، يجب عليك أن تذكَّر نفسك أن الخجل شعور وسيزول، الخجل شعور ليس حقيقة، أي شخص مهما كان خجولًا؛ فهو ليس خجولًا دائمًا.. 

عندما تشعر بالخجل وكأن ضوءًا سُلط عليك وأنت أصبحت واضحًا للآخرين، وخاصة عيوبك.

قل لنفسك: "هذا الشعور يوجد فقط بداخلك أنت، مجرد شعور داخلي!".

الخجل نوع من المشاعر، أنت تشعر به هو ليس صفة شخصية دائمة؛ فالخجل لدى أغلب الناس يوجد في مرحلة الصغر وكلما كبرت يختفي بمفرده دون أي تَدَخَّل. كل ما عليك فعله هو التصالح معه فقط.

الجميع يمرون بالقلق المصاحب للخجل

جميعنا خجولون تقريبًا بطريقة ما، ونشعر بالأعراض السابقة نفسها، الفرق فقط في اختلاف درجة الخجل من شخص لآخَر.

كسر البرمجة

يجب أن تتصالح مع خجلك دون أن تهرب، وذلك بالتعامل معه.

أي عندما تكون بين الناس مثلًا! وبدأت تشعر بالخجل، لا تترك المكان مثلما اِعتَدَّت أن تفعل، بل عليك أن تضغط على نفسك وتحاول أن تتواصل مع الشخص الذي بجانبك مثلًا. واجه الأمر بكونك غير معتاد على الأمر واجه قلقك، وسترى أن المشكلة قد قلَّ حجمها شيئًا فشيئًا إلى أن تختفي.

السيطرة على الموقف

الخوف والإثارة يتشابهان معًا تقريبًا؛ فالاثنان يستجيب الجسم لهما بالأدرينالين، عندما تشعر بالخوف ركَّز على الجانب الإيجابي.

وترجم توترك هذا على أنه إثارة من الموقف الجديد فقط، تعامل دائمًا مع خوفك على أنه إثارة. 

هذه الطريقة يستخدمها متحدثون ناجحون، عندما يصعدون للمسرح ويبدؤون بالشعور بالقلق أو الخوف والأدرينالين يملأ أجسادهم فيصلحون الأمر بأن يفسروا لأنفسهم أن ما يشعرون به هو إثارة ليس توترًا.

الشيء الغريب أن مرحلة الخوف قد تختفي بسهولة! إذا فكرت قليلًا وأصبحت تردد في عقلك أن هذا الشعور ما هو إلا إثارة، ليس الأمر كما يبدو خوفًا أو قلقًا، واستمر بالتظاهر بأنك واثق بنفسك؛ وستجد أنك حقًّا أصبحت كذلك.

الخجل الناتج عن التصور الضعيف للنفس

الكثير من التوتر الذي نشعر به يأتي من اعتقادنا الضعيف تجاه أنفسنا، هذا ما يجعل الأفكار السلبية تسيطر علينا، وتجعلنا نعطي أهمية لردود أفعال الآخرين والخوف من حكمهم علينا.

قلل من أهمية ردود أفعال الآخرين

بعض الناس سيكونون على توافق دائم معك، والبعض الآخَر لن يستجيب أو يتفاعل معك. 

وهذا بالتأكيد يجب ألا يؤثر في الطريقة التي تشعر بها تجاه نفسك أو قدراتك. أنت في كل الأحوال لن تستطيع التحكَّم بمشاعر الآخرين من حولك، لذا فمن الأفضل لك تجاهلهم وألا تعتمد عليهم كي تثق بنفسك. 

التعرف على الأفكار السلبية

هنا كل ما عليك فعله هو أن تذَكَّرَ نفسك دائمًا بأن صوتك الداخلي الذي يخبرك بالأفكار السلبية ليس مصدر ثقة، فهو ليس منطقيًّا بالدرجة التي نعتقدها.

عندما تشعر بالقلق حاور نفسك كأنك تتحدث مع أحد ما، اسأله!

لماذا تشعر بالقلق؟

على الأرجح سيجيب: قد يستهزئ الجميع بي، أو قد يروني غبيًّا.

هنا قد عرفنا الفكرة السلبية ولمواجهتها عليك أن تتحداها.

التكهَّن

أنا هنا وقعت في التكهَّن، حاولت التنبؤ بالمستقبل، وتوقعت أسوأ ما قد يحدث من دون أي دليل يدعم ذلك، استنتجت أن الناس سوف يستهزؤون بي بدون دليل.

الشخصنة

الترجمة السلبية لكل تصرفات الناس وكأنها تقصدك من دون الجميع. 

مثال: عندما ترى أشخاصًا يتحدثون معًا وينظرون تجاهك تعتقد بأنهم حتمًا يتحدثون عنك. ربما عن شكلك مثلًا! هذا ليس بالضرورة ما يتحدثون عنه في الحقيقة.

قراءة الأفكار

مثل الاعتقاد بأنك تعرف ما يفكر به الآخرون من حولك؛ فمثلًا أن تعتقد أن هذا الشخص يراك غبيًّا بدون أن تعرف ما يعتقده حولك حقًّا.

التهويل

تضخيم الأمور العادية وجعلها أمورًا تستحق اهتمامك عن طريق المبالغة.

الخلاصة

– الخجل يحدث بسبب التركيز على النفس. فقط وجهه اهتمامك على الآخرين. 

– من الأفضل لو علمت أنك لست مهمًّا لدى الناس بالطريقة التي تتخيلها؛ فالجميع مشغولون بأنفسهم.

– لو كنت تشعر بعدم الثقة اتجاه شيء ما في شكلك، وتعتقد أن الجميع يدققون النظر ويلاحظون؛ فتأكد بأنك مخطئ على الأرجح قد يلاحظ شخص ما، لكن ليس الجميع.