كتاب الدوافع المحركة للجنس البشري

Book-Cover

كتاب الدوافع المحركة للجنس البشري (المؤلف: سوزان كويليام)

بلا شك ما دام هناك أناس يعيشون مع بعضهم فسيكون هناك اختلافات.

إذا سألتك كيف تكون ردّة فعلك عندما تقع في مشكلة؟ هل أنت شخص دفاعي أم هجومي؟ هل أنت أساسًا تنتبه للطريقة التي تستخدمها كردِّ فعل أم لا؟

تخيل أنك في حافلة وأنني دوست على قدمك!

المستعطف (إنها مشكلتي)

هل ستشعر أن دوسي على قدمك هذا هو مشكلتك؟! أنت؟ وتعتذر مني وتقول إنها غلطتك؟ هل أنت من نوعية الناس الذين عندما يتعرضون لصراع تشعر بعدم الارتياح؟ عدم الارتياح بصورة عامة؛ لذا فإنهم يحاولون تخفيف حدّة الموقف قبل أن يتفاقم.

اللائم (إنها مشكلتك)

أم أنك من نوعية الناس الذين يدوسون على قدم شخص ويريدونه أن يعتذر منهم؟ ذلك النوع من الناس الذين دائمًا يرون أن المشكلة موجودة بسبب الآخرين، وطريقتهم المفضلة في التعامل مع المشكلات أن يرموا المسؤولية على شخص آخر!

المشوش (أيُّ مشكلة؟)

أم أنك من الأشخاص الذين إذا داسوا على قدم شخص آخر، فستكون ردّة فعلهم هي التحدث عن الطقس أو قول نكتة ومحاولة تغيير الموضوع وكأن شيئًا لم يكن؟ وطريقتك المفضلة في التعامل مع المشكلات هي أن تراوغ فيها وتشوش عليها؟

الكمبيوتر (لا توجد مشكلة)

هل أنت من نوعية الناس "الكمبيوتر"، الذين لو أن أحدًا داس على قدمك أو أنك دست على قدم أحدهم فلن تقوم بأي ردّ فعل؛ فأنت بطبعك لا تستجيب عاطفيًّا، ولا تُظهر أي تأثر في مثل هذه المواقف؟ ودائمًا في داخل رأسك تستخف بالمشاعر سواء مشاعرك أنت أو مشاعر الآخرين. فمثلًا: إذا رأيت شخصًا حزينًا فستذهب إليه وتخبره عشرة أسباب منطقية لماذا يجب ألا يضايق نفسه.

المسوّي (دعنا نحل المشكلة)

هل أنت من نوعية الأشخاص الذين إذا دست على قدمي فستبعد قدمك، وتسألني إن كان هناك شيء ممكن أن تفعله لي كتعويض عما حدث، بدون أن تتذلل مثل المستعطف ولا تلوم مثل الشخصية اللوّامة، ولا تحاول أن تحرّف مثل المشوش أو تتجاهل كالكمبيوتر؟ باختصار أنت تواجه المشكلة بطاقة انفعالية متزنة.

تعلم التسوية

إذا لم تكن كذلك فأنت تحتاج أن تتعلم التسوية ولن تستطيع تعلمها إلا بمواجهة النفس. أن تأخذ ردّ فعل انفعالي متطرّف لأنك تعتقد أن ذلك أفضل وأسلم طريقة تخرجك من الموقف مع أن هذا غير صحيح.

فلو كنت مشوشًا؛ فهروبك من الموقف الصعب لن يحلّه، ولو كنت مستعطفًا فهذا لا يعني أنك عندما تكون لطيفًا مع الناس؛ فإن الناس سيكونون لطفاء معك بالمقابل- في الحقيقة الذي يعتذر كثيرًا يخسر احترام الطرف الآخر. عندها سيعاملونك بطريقة أنه لا يوجد خوف منك، يمكنهم فعل ما يشاؤون بك وأنت من سيعتذر لهم في النهاية-. 

لو كنت لوّامًا فكن متأكدًا بأنك عندما تحمّل الناس المسؤولية وتصرخ في وجههم أولًا قبل أن يفعلوا هم ذلك؛ فذلك ربما يكون حلًّا للمشكلة على المدى القصير، لكن على المدى البعيد سيكرهك الجميع ويهربون من أي شيء له علاقة بك.

أما لو كنت "كمبيوتر" فكونك بدون انفعالات أو مشاعر، فهذا يضيع على نفسك فرصة كبيرة في التواصل الإنساني.

الأولى لك أن توجه سلوكك نحو التسوية.

تعلّم كيف تواجه المشكلات

التفاؤل والتشاؤم

لننتقل لثاني فكرة: هل ترى نصف الكأس المليء أم الفارغ؟

  • هل أنت في الحياة تميل أن ترى الجانب الإيجابي أم السلبي؟

أكثر تفاؤلًا

ممكن أن تكون شخصًا أكثر تفاؤلًا، تنظر للمستقبل وتتوقع أن كل شيء سيكون على ما يرام.

أكثر تشاؤمًا

أو أن تكون متشائمًا، تركز أكثر على الجانب السلبي والمشكلات المحيطة بك.

لماذا التفاؤل هو الأفضل؟

طبعًا التفاؤل هو الأحسن؛ إذ إن التفاؤل ليس مجرد شعور أفضل لكنْ له تأثير أفضل أيضًا. 

المتشائم يكون مصابًا بمرض اسمه العجز المكتسب. في أول الأمر يبدأ بأن يرى شيئًا معينًا سيئًا، ثم يشخصن ما حدث ومن ثم يعممه. وهذا يجعله يحس بمشاعر سيئة ليس فقط تجاه ما حدث بل تجاه نفسه، ثم يعمم مرّة أخرى ويشعر بأنه لا يوجد أي شيء صحيح، وللأسف تعميمه لا يتوقف على الحاضر بل يصل إلى المستقبل أيضًا، إذا لا يوجد شيء صحيح الآن ولا في المستقبل. 

هو قرر ذلك سابقًا فييأس ويصاب بالعجز باختياره -لماذا أبحث عن عمل جديد وقد رُفضّت مرتين؟ إذا لم يوجد الآن في الحاضر أمل فلن يكون في المستقبل أيضًا!

احترام الذات

ثالث فكرة هي احترام الذات – هل لديك احترام لذاتك أم لا؟ 

هناك عبارتان متشابهتان يخلط الناس بينهما، وهما احترام الذات والرضا عن الذات.

أنا لا أتكلم عن الشعور بالرضا بسبب نجاح أنت حققته مثلًا. احترام الذات هو شيء يتعلق بكينونتك وليس بأفعالك.

الأشخاص الذين لديهم قدر كبير من الاحترام للذات هؤلاء يكونون راضين عن أنفسهم حتى لو تعثروا في فترة من حياتهم؛ فهم لا يرون أنفسهم فاشلين ولا يفقدون احترامهم لذاتهم لمجرد أنهم خسروا شيئًا في حياتهم.

أما الذين لا يملكون احترام الذات فمهما حققوا من إنجازات هم لا يشعرون بقيمة ذواتهم.

عوامل تعزيز احترام الذات

هناك عوامل كثيرة لتعزيز احترام الذات- هذه تحتاج إلى حلقة منفصلة- لكن اليوم سأخبرك ثلاثة منها:

  • قم بتغيير مظهرك 

أول نقطة اهتم بهندامك، عدّل هيئتك لأفضل هيئة ممكنة؛ لأنك عندما تشعر بالرضا عن شكلك الخارجي سيتحسن شعورك الداخلي.

  • كافئ نفسك بشيء ترغب فيه

النقطة الثانية اذهب خارج دائرة العمل. خصص لنفسك مكافآت من فترة لأخرى حتى لو كانت بسيطة.

  • ربِّ حيوانًا أليفًا

ثالث شيء اشترِ حيوانًا أليفًا، هو سيشعر بالامتنان تجاهك ويتفاعل معك عاطفيًّا لأنك من يرعاه ويهتم به، وهذا سيساعدك بأن تحس أنك مهم وذو شأن.

المبادرة والتمهل

لو أن لديك مهمة يجب أن تنجزها سواء أكانت مشروعًا كبيرًا في العمل أم صغيرة؛ كفتح صندوق الرسائل وإرسال رسالة. كيف تتعامل مع المهام؟ هل أنت من الذين يقفزون من الطائرة أم من الذين يحتاجون أن يدفعهم أحد ما؟

أكثر مبادرة

لو كنت بطبعك مبادرًا فستكون أنت أول من يقوم بالمهمة، ستكون أول من يصفق وسط الجمهور، ولو أن هناك شيئًا لم يعجبك في الفندق؛ فستتصل بالخدمة حتى لو الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

أنت تحمّل نفسك مسؤولية التصرف في كل شيء، تبادر في أداء المهام وتقبل التحديات.

أكثر تمهلًا

أما لو كنت تميل إلى التهمل بطبعك؛ فأنت لا ترتاح عندما تبادر، وهذا ليس خوفًا من قيامك بالمهمة، ولكن الفكرة الأساسية عندك هي أنك تريد أن تكون متأكدًا مئة بالمئة أن ما تفعله هو الشيء الملائم.

تعلم القفز

كل جانب من تلك الجوانب له مزاياه وعيوبه، لكن طبعًا التمهل أكثر ضررًا بكثير من المبادرة؛ لأنه يجعلك تفقد السيطرة على الأمور. لو انتظرت الناس لكي يدعوك لتتحرك فربما سوف تبقى منتظرًا للأبد.

إن هناك ثلاث أفكار تبقى في ذهن الناس الذين يميلون إلى التمهل وتقنعهم بالانتظار- الثلاث خطأ في معظم الأوقات-:

الشخص المسؤول

الفكرة الأولى التي تمنع الناس من المبادرة هو اعتقادهم بأنهم ليسوا الأشخاص المسؤولين الذين يجب أن يأخذوا الإجراء اللازم.

عندما تجد نفسك تفكر بهذه الطريقة، اسأل نفسك هل سيبادر أحدٌ ما في عمل هذه المهمة لو أنك لم تبادر؟ على الأرجح ستجد أن المسؤولية تقع على عاتقك أنت.

التوقيت غير مناسب

الفكرة الثانية التي تمنع الناس من المبادرة هي إحساسهم بأن التوقيت غير مناسب؛ فإذا وجدت نفسك تفكر بهذه الطريقة اسأل نفسك إن لم يكن الآن، فمتى؟

الأمر خطير

ثالث فكرة هي التفاصيل الكثيرة والتعقيدات. ربما ترى أن الأمر خطير ومعقد وأنك يجب أن تعالج وتفهم كل الأمور والتفاصيل. عندما تجد نفسك لا تبادر بسبب ذلك ابدأ بخطوات قليلة، بسّط الخطوات على نفسك بقدر ما تستطيع، عندها سيبدو الموضوع أسهل كثيرًا في التنفيذ.

التفاعل الاجتماعي

لو أنك تريد أن تنجز مهماتك في العمل أو حتى في ترتيب المنزل، ما مقدار اعتمادك على الإحساس بالمشاركة وروح الفريق كي تكون مرتاحًا، وتنجز المهمات بطريقة سلسة وممتازة؟

أكثر استقلالية

هل نمط شخصيتك هو أن أنك ترتاح أكثر؟!

عندما تعمل بمفردك وتتعامل مع الأمور بمفردك، وتكره أن يكون هناك شخص مثلًا يجب عليك استشارته وأخذ التعليمات منه؟

أكثر مشاركة

أم أنك من النوع المعاكس الذي يحب المشاركة والدعم؟ فأي عمل فيه اجتماع أو مشاركة تجد نفسك متحمسًا جدًّا وأنت ذاهب إليه؟

عندما ترغب في إنجاز أعمالك

عندما تتعامل مع أي شخص؛ فإنه من الحكمة أن تحترم أسلوبه في التفاعل الاجتماعي. تصرف وفقًا لميولك وميوله معًا وليس ضدها.

كيف تنجح في التعامل مع الشخص المستقل؟

حتى يتعاون الشخص المستقل معك بأفضل طريقة ينبغي عليك أن تعطيه الثقة بأن يفعل ما يريد وأن تدعه يتصرف بالطريقة التي يراها مناسبة.

ولو كانت تلك هي شخصيتك فيجب أن تبحث عن الوظائف التي تسمح لك بأخذ القرارات بنفسك، واختر شريك حياة لن يتضايق أو يثور عندما تخبره بأنك ستنطلق بمشاريعك التي تريدها تلك.

كيف تنجح في التعامل مع المشارك؟

أما لو كان الشخص الذي تتعامل معه من النوع المشارك؛ فما عليك سوى أن تعطيه التعليمات والمعلومات اللازمة قبل المهمة وبعدها وبشكل رسمي. 

أكثر له من الدعم والتشجيع على ما يقوم به، وأخبره من وقت لآخر بمدى أهميته.

بالنسبة للعمل والأسرة فلا تتوقع منه أن يعمل بطريقة مستقلة. فلو كانت هذه طبيعتك الشخصية فابحث عن الوظائف التي يوجد فيها عمل تعاوني واضح، واختر شريك حياتك بحيث يكون متفهمًا لحاجتك إلى الدعم والمشاركة الاجتماعية؛ فيساندك في ذلك ويشجعك لو تعثرت.