كتاب لكل مزاج علاج

Book-Cover

كتاب لكل مزاج علاج (المؤلف: جاين ألدرشو)

هناك تصرفات أقوم بها ولا تعجبني حاولت تعديلها ولكن بلا جدوى؛ لأنني كنت أحاول التعديل في المكان الخاطئ، ولا أقوم بحل السبب الحقيقي خلفها.. كيف ذلك؟! لنرى.

الحسد

يشارك أحدهم في سباق للجري، طوال السباق ينظر خلفه يهتم فقط بمتابعة الناس ليرى من وصل؟ وماذا يفعل الآخرون؟

إن هذا السلوك سوف يجعله يجري بسرعة أقل أو يتعثر على وجهه، وفي جميع الأحوال يجلب الخسارة بنفسه لنفسه.

المشكلة الحقيقية

مشكلة الحسود أنه يهتم بمتابعة الآخرين، بينما يجب عليه أن يركز على السباق نفسه.

الحل

لعلك لاحظت قبل ذلك أنك تستخف بشخص ما أو تقلل من قيمة إنجاز قام به على الرغم من شهادة كل من حوله بعكس ذلك. أنت هنا على الأغلب تكن له الحسد. هذا الشعور ليس سيئًّا جدًّا فلا يجب أن تكبته، لكن الأهم هو أن تكون على وعي به وتقوم بتوجيهه .

الأشياء التي نحسد عليها الآخرين هي الأشياء التي نريدها لأنفسنا بشكل كبير، وهذا الاحتياج يولد لدينا قوة ما، وتكون هذه القوة مفيدة وصحية بشرط أن تكون موجهة للسباق وليس للأشخاص، فبدلًا من توجه الطاقة لأحدهم على وظيفته الخاصة به وجهها للوظيفة نفسها، واستخدم هذا الشعور كدافع للعمل والتخطيط للوصول على ما تحسده عليه.

تخيل أنك تسير في شارع خالٍ من المارة؛ فقام حيوان بالهجوم عليك وليس هناك مفر من الهرب. ماذا تفعل؟ أنسب شيء أخذ رد فعل حاد كنوع من المقاومة.

المشكلة الحقيقية

إن هذا ببساطة ما يدور بذهن من يعاني الغضب؛ فهو مقتنع أنه تعرض لهجوم وأنه يقوم برد فعل طبيعي لما تعرض له.

إنه في الحقيقة لا يستطيع تقييم المواقف بشكل سليم؛ فقد يرى موقفًا ليس به أي خطر على أنه مؤذٍ جدًّا فيقوم برد فعل حاد، إذ يفعل ذلك لأن مشكلته مع الاندفاع وليس مع الغضب.

الحل

لو قام هذا الشخص بحل مشكلة الاندفاع؛ فسوف يسيطر على غضبه بالتبعية.

مثال: تلقى أخت زوجك التعليقات الخبيثة، وهذا يدفعك للغضب؛ فما رأيك أن تحاولي وقف الاندفاع؟! تجربة الرجوع للخلف قليلًا -ذهنيًّا فقط- وأخذ وضع المتفرج وكأنكِ تشاهدين هذا الموقف كله من فوق، سوف ترين الموقف كله عبارة عن نكتة؛ فكل هذا لا يؤذيك إلا إذا سمحت له بذلك.

هناك جمل أصبحت شبه محفوظة: العيد ممل والإجازة مملة والحياة مملة.

المشكلة الحقيقية

الملل مزاج مخادع لأننا نلقي تهمة الانفعال الذي نشعر به على حدث خارجي؛ فالإجازة مملة لذلك أشعر بالملل، العيد ممل لذلك أشعر بالملل.. هل هذا صحيح؟ بالطبع لا هذه الحالة المزاجية سببها الحقيقي هو الرغبة.

الحل

إذا أردت حل مشكلة الملل فلا بدَّ أن تبدأ من داخلك؛ فأنت لست بريئًا وكذلك الأحداث الخارجية ليست هي سبب الملل، المشكلة تكمن في أنه ليس لديك الرغبة؛ فالحل هو دفع النفس لفعل شيء جديد أو مغامرة بسيطة مثل ركوب مركبة لا تدري وجهتها أو حتى صبغ شعرك بلون جديد. المهم هو فعل شيء ما.

الخوف من الانتقاد

رجل مسالم- يمشي بجانب الحيط- يخاف من رد فعل الآخرين وتحديدًا يخاف من أن ينتقده الناس لو قام بشيء يخالف هواهم.

المشكلة الحقيقية

في الظاهر المشكلة هي الخوف من الانتقاد، لكن في الحقيقة هي الخوف من الهجر والنبذ وليس الانتقاد.

الحل

عندما يوجه لك الانتقاد فليس معناه أنك أنت شخصيًّا لا تعجبه، لكن لا بدَّ من تقييم الموقف، هل فيه إساءة مع النقد أم لا؟

فإذا كان الانتقاد يحمل إساءة والغرض منه جرح المشاعر؛ فالناس يفعلون ذلك لأسباب كثيرة منها الشعور بالتفوق أو فرض السيطرة، وهذا هو أسلوبهم فيجب تجاهلهم وعدم الاهتمام بكلامهم؛ لأن تصرفهم يرجع إلى مشكلة خاصة بهم سواء الشعور بالسيطرة أو التفوق أو غيره.

الشعور بعدم القيمة

هل صادفت تلك الفتاة التي تعاني عدم الثقة بنفسها، هي تشعر بعدم القيمة.

المشكلة الحقيقية

لدينا جميعا احتياج لأن نتلقى الإعجاب والتقبل من الآخرين، هذا الاحتياج يتحكم في توجيه سلوكنا. المشكلة تكمن في أنه يجعلنا نشعر بقيمة أكبر لجوانب معينة بشخصيتنا، وتحديدًا الجانب الذي يلقى إعجابًا وقبولًا لدى الآخرين أكثر من الجوانب التي تعجبنا في أنفسنا- وهذا سبب مشكلة الفتاة- فهي تصدق آراء الآخرين أكبر من آرائها.

الحل

هناك أسس معينة يقوم عليها تقدير الذات تنشأ مع الطفل منذ الطفولة، لا بدَّ أن يشعر بأنه محبوب وأنه موضع اهتمام وثقة، ولا بدَّ أن يشعر بالتقدير وأنه مرغوب ومستحق للاستحسان، لو لم يتلق الإنسان هذه المشاعر في الصغر فيجب أن تتعلمها بنفسك.

ولا بدَّ أن تعرف أنه لا شيء في الحياة له قيمة إلا ما تختاره أنت لتعطى له القيمة- معايير الآخرين المهمة- أنت من اخترت أن تعطي لها قيمة.

يسهل الكلام النظري ولكن عند التطبيق نحن نميل إلى تقيم أنفسنا عبر آراء الآخرين، وتحديدًا الإنجازات، وهناك طريقة للهرب من سلطة الإنجازات، وهي ربط الإحساس بالقيمة من خلال الإنجازات الداخلية وليست الخارجية؛ فبدلًا من أنك تستحق قيمة أكبر عند حصولك على الترقية الجديدة فتظل تشعر بالتهديد إلى أنك تشعر بالقيمة عند تغلبك على خوفك المرضي غير المبرر.

التكرار

هناك رجل يرى حياته كفيلم مُعاد، كل يوم يشبه اليوم الذي قبله، لا شيء جديد يحدث.

المشكلة الحقيقية

يرتبط التكرار دائمًا بعدم الأمان- إذا كنت تشعر بالتكرار في حياتك فهذا يعود في الأغلب إلى عدم شعورك بالأمان- الإحساس يجعلك تضع العوائق من حولك لتمنع نفسك من الخروج خارج حلقة روتينك الخاص.

الحل

هو ملاحظة وتقييم أحداث الشهر الماضي؛ كمثال سوف تجد الكثير من الفرص التي كانت من الممكن أن تكسر التكرار لكنك تهربت منها. أنت فقط تعاني التكرار أما لأنك لا تحاول أو أن محاولاتك غير جادة.

لو أردت الحل حقًّا فلا تهرب ولا تحمي نفسك وراء روتينك الخاص؛ أعط لنفسك الفرصة وخذ قرارًا أنك ستقبل كل الدعوات، وتشارك في الأنشطة من حولك بل حتى لا تنتظر الدعوات بل اخرج بنفسك للبحث عن كل جديد، فلن يفترسك أحد بالخارج!

الوَحدة

الوحدة كالتكرار تظهر بمظهر الشيء الذي يفرض علينا لا كشيء نختاره.

المشكلة الحقيقية

أغلب من يعاني الوَحدة قد اختارها بإرادته- إذا كنت واحدًا من هؤلاء فسوف تجد نفسك تستخف بأهمية العلاقات مع الآخرين؛ فأنت غير مكترث تمامًا- أخترت الوَحدة بكامل إرادتك لأنك لا تنسجم مع الآخرين هنا يجب الإجابة عن سؤال مهم، هل أنت وحيد لأنك لا تحب الناس؟ أم لأنك تشعر بالتهديد؟ فرق كبير بينهما.

الحل

الشخص السليم هو من يدرك أنه شخص متفرد، ولكنه كذلك يدرك أنه بحاجة إلى إقامة علاقات الآخرين- لا تخدع نفسك بمبررات فارغة- فبدون التواصل الطبيعي مع الناس فسوف تصبح غريب الأطوار وستصاب بالاكتئاب.

لا تحاول أن تحمي نفسك من الحياة هذا ليس حلًّا، الحل أن تقوي نفسك لتستوعب المزيد منها.

التعالي

لعلك تعاملت مع أحد المتعالين- إذا لم توافقه على وجهة نظره فسيهاجمك بقسوة. هذه طريقة تفكيره طالما أن هناك صدامًا بينهما؛ فإما أنني غبي أو الآخر هو الغبي وليس لديه احتمالية أن يكون التصرف متصفًا بالغباء، هو دائمًا ما يرى أن كل ما يحدث نتيجة خطأ ارتكبه شخص ما؛ لذلك تراه يلوم الآخرين على كل ما يحدث حتى تعاسته الشخصية.

المشكلة الحقيقية

المتعالون على الأغلب يقومون بذلك كطريقة منهم لرفض الاعتراف بخصائص لا يوافقون عليها في أنفسهم فيأخذون هذه الصفة التي يشمئزون منها في ذواتهم ويحاولون تدميرها من خلال كرهها في الآخرين؛ فالذين ينتقدونهم على الأغلب يذكرونهم بأنفسهم كما يقول كارل يونج "نستطيع فهم أنفسنا بطريقة أفضل عن طريق مراقبة ما يثير غضبنا في الآخرين".

الحل

لا تحكم على الناس وعندما تشكو أو تلوم فما رأيك أن تستمع لنبرة صوتك فقد تكون موجهًا لنفسك عن صفة لديك تحتاج أن تتعامل معها.

الذي يشعر بالتجاهل

هذا الشخص يشعر أن الناس لا يهتمون به يتجاهلونه، ولا يتعاملون معه بالطريقة التي يستحقها.

المشكلة الحقيقية

مشكلة الرجل ليست مع التجاهل مشكلته مع الاعتمادية. في الطفولة نعتمد على أهلنا فنرى أنفسنا من خلال الأسلوب الذي تتم معاملتنا به، فمن يشعر أنه آمن ومحبوب سيكبر، ويكون أقل اعتمادية، لكن من حرموا منها ففرصتهم أكبر للوقوع في تلك المشكلة، فموقف عادي جدًّا يرى أنه تعرض للتجاهل بل حتى للظلم.

المشكلة تكمن في بحث هؤلاء الدائم عن القبول فإذا تم قبولهم فهم على ما يرام وإذا تم رفضهم تكون لديهم مشكلة مع أنفسهم؛ فأحيانًا يلجأون إلى التصرفات الغريبة والمتطرفة.

 مثال: من يحاول جذب انتباه متزوج وهو غير مهتم به في الأصل ويعرف أنه تصرف غير منطقي، لكن السعي وراء القبول دافع قوي يسيطر عليه.

الحل

المعرفة تساعد كثيرًا في الحل بأن تعي أن التجاهل الذي يقع عليك ينبع من إحساسك بالاعتمادية وتبدأ من هنا التصالح مع ماضيك إذا شعرت فيه بالمعاناة، ولتكن متأكدًا أنه ليس هناك من أحد يوفر لك الإحساس بأنك آمن ومحبوب، لا بد أن تتعلم كيف توفره لنفسك.

الانتقامي

آخر هؤلاء الأشخاص: الانتقامي.

هو انتقامي في المواقف الحياتية الصغيرة، والغريب أنه لا يثأر لنفسه لكنه يحلم طوال الوقت بالانتقام، مثلًا موظف عامل بشكل لا يعجبه فيحلم أنه يتعذب ونادم على فعلته.

المشكلة الحقيقية

هي مشكلة عدم النضج.

الحل

تجاهل، انسَ، اصفح، الصفح هو خدمة تقدمها لنفسك أكثر من الشخص الذي ظلمك. السخط طريقة سيئة للتعامل مع الأمر.

أَخرج من يضايقك من رأسك؛ فليس من العقل أن يضايقك وتُسكنه عقلك!