كتاب علم نفسك كيف تذاكر

Book-Cover

كتاب علم نفسك كيف تذاكر (المؤلف: بول أوليفر)

الاستمتاع بالدراسة

المشكلة الأولى: الملل

لِمَ يعاني الكثير مشكلات مع المذاكرة؟ لأن المذاكرة نشاط ممل، إن كنت تستمع بالمنهج فحينها لن تكون لك أية مشكلات مع المذاكرة.

انظر للأطفال، إنهم يتعلمون الإنجليزية عبر ألعاب الفيديو بصورة سريعة وسلسلة على عكس تعلمهم من المناهج والكتب الدراسية.

كيف يتعامل الناس مع الملل؟ إما بالهرب منه وعدم المذاكرة، أو محاولة تحمله، أو تغيير سياق المذاكرة حتى لا يبقى مملًّا. حسنًا، كيف تغير سياق المذاكرة وتجعل منه أكثر متعة؟

أضف له لمسة إنسانية؛ فمثلًا: مذاكرتك لتاريخ معركة ضمن الخلافة العباسية، قد ترى أن تلك المعلومات مملة، بل هي مجرد فقرة غير مفيدة لك.

حسنًا، ماذا لو جربت أن تتخيل حياة الجنود وقت ذهابهم للمعركة؟ شكل الأسلحة؟ مشاعر الناس حينها بين خوفٍ وغيره؟ 

كلما تفاعلت مع المعلومة وأضفت لها بعدًا إنسانيًّا زاد استمتاعك بالمذاكرة. تستطيع تطبيق هذه الطريقة على أي مجال علمي، فتستطيع أن ترى معلومةً مملةً عن القانون الجنائي على أنها تحدد مصير عدة أشخاصٍ.

المشكلة الثانية: فقدان التركيز

إن السبب الأساسي لمشكلة فقدان التركيز هو الاعتماد على نشاط واحد، إما القراءة في المنزل أو الاستماع وقت المحاضرة. 

تستطيع حل هذه المشكلة بدمج الأنشطة، فمثلًا تستطيع- بالإضافة إلى الاستماع- في وقت المحاضرة أن تدون الملاحظات.

الملاحظات

يساعدك تدوين الملاحظات على التركيز بشكل أكبر، والمقصود بذلك هو تدوين الخطوط العريضة للدرس لا التفاصيل، إن انشغلت في كتابة التفاصيل قد يلهيك ذلك عن التركيز في محتوى المحاضرة. 

تدوين الملاحظات في أثناء المحاضرة ثم إعادة كتابتها يساعدك على الاحتفاظ بـ50% من محتواها حتى قبل مذاكرته.

التفاعل

التفاعل مفيد في الحفاظ على التركيز واستيعاب المعلومة بشكل أفضل؛ فهو يجعل تجربة التعليم تجربة متعددة الحواس لا تعتمد على الاستماع فحسب. 

جرِّب التفاعل والمشاركة في الفصل، ستجد فرقًا شاسعًا في أثناء مذاكرتك بين معلومة كنت مشاركًا فيها ومعلومة اقتصرت على سماعها أو قراءتها.

كلمات استعادة التركيز

تستطيع استخدام كلمات استعادة التركيز، وهي كلمات تختارها لتقطع حبل الأفكار الذي يشتتك في أثناء المذاكرة. 

مثلًا: عند مذاكرة الخلافة العباسية، سأختار لفظ "تاريخ"، وحينما أشعر بفقدان التركيز وتداخل الأفكار سأرددها "تاريخ تاريخ تاريخ" بصوتٍ عالٍ أو عقليًّا؛ وذلك كي تقطع حبل الأفكار المُشتِّتة.

المشكلة الثالثة: النسيان

هنالك أربع أفكار لحل مشكلة النسيان:

التخمين

تخيل أنك في اختبار، وأخطأت في سؤالٍ ثم عرفت الإجابة الصحيحة بعد ذلك الخطأ. 

هُنا، قدرتك على تذكر المعلومة الصحيحة ستكون أكبر. 

يمكنك استخدام التخمين في أثناء المذاكرة لتتغلب على النسيان؛ فمثلًا: في أثناء مذاكرتك، وجدت عنوانًا اسمه "الهرم الأكبر"، حاول تخمين المعلومات لتلك الفقرة. 

درِّب نفسك على آلية التخمين وإضافة علامات الاستفهام دون إجهاد وتعقيد، بل عبر تخمينٍ لحظي لتنشيط عقلك.

العلامات

قم بتحديد النقاط والعناوين المهمة في الصفحة؛ مما سيؤدي لزيادة قدرتك على استدعاء المعلومات حينما تحتاج إليها.

الخرائط الذهنية

يعدُّ عدم الحفظ بكفاءة من أسباب النسيان، حينما تخزن المعلومات عشوائيًّا يصعب استدعاؤها. 

إن تنظيم المعلومات قبل الحفظ يسهل عملية الاسترجاع كثيرًا. لا تحفظ الفقرة مثلما هي، بل قسمها وحولها لخريطة ذهنية. 

إن الخريطة الذهنية طريقة لترتيب المعلومات في شكل عنكبوت أو شجرة مثلًا، قارن بين المحتوى النصي في الكتاب وبين عرضه هُنا على طريقة الخريطة الذهنية. 

أليس هناك فرق شاسع؟ إن المعلومات في الخريطة الذهنية مترابطة وواضحة العلاقة بين أجزائها. ابدأ بالموضوع الأساسي في النص، ثم قسم المواضيع الفرعية بحسب التشابه والعلاقة بين النقاط.

التعليقات التي تثير الأفكار في ذهنك

قم بالتعليق- بصوت عالٍ أو عقليًّا- على كل فقرة بعد أن تنتهي من مذاكرتها. مثلًا: "أنا أتفق/أختلف مع الكاتب" أو "إن هذا الكلام مجرد كلام نظري". 

عبر التعليقات، نحاول تقليل الفجوة بين النص وبين أحداث حياتنا- حتى لو لم يكن للتعليقات قيمة أو كانت خاطئة-. 

لِمَ قد تتذكر خبرًا قرأته عبر الإنترنت بينما قد لا تتذكر بعض معلومات المنهج؟ 

لأن تلك المعلومات قد لا تكون جزءًا من حياتك، عبر التعليقات أنت تحاول إدخالها في حياتك وربطها مع نفسك.