نظرية الفستق - الجزء الثاني

Book-Cover

 

تخيل إن فكرة بسيطة منك كفيله بتغيير حياتك كلها!

يمكن بالبداية تحس بخوف من هالكلام .. بس فعليًا أفكارك السلبية لها تأثير حقيقي عليك.

لكن لو تفكر فيها من زاوية ثانية بتلقى إن عادات بسيطة أو قرارات يومية تقدر تغيّر حياتك للأفضل.

- بس أنا متأخر! .. بالنسبه لي ضاعت فرصة التغيير.

ابد! منت متأخر .. حياتك اللي تتمناها مو مستحيله ، الله عطاك فرص لا تنتهي في كل يوم جديد وعطاك ميزه عن باقي المخلوقات .. القدرة على التغيير والتطور.

واليوم نسلمك بيدك فرصة ذهبيه تطور فيها من نفسك.
من خلال زبدة كتاب "نظرية الفستق 2: هالكتاب بيغير بشكل دايم طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء" من أخضر دوت كوم ، لمؤلفه: فهد عامر الأحمدي.

كل إنسان عنده اللي يميزه عن غيره ، متفرد بأمور ومهارات .. كسبها بالتدريج بحياته ، وبفطرته يحاول يستمر في اكتساب مهارات أكثر .. تساعده للوصول كل ما حاول يتغير للأفضل.

واللي يميزك عن شخص ثاني؟

التطوير المستمر للذات .. هو اللي يفرق ، وهو اللي يوصلك للنجاح حتى لو موهبتك أو ذكائك متساوي مع غيرك.

ندري إن التغيير ضرورة للفرد والمجتمع ، لكن ماننكر صعوبته .. يحتاج شغل موب هيّن ومجهود كبير ، لإن التغيير رحلة مليانه تحديات ومستمرة مدى الحياة ، وقرار التغيير هو الخطوة الأولى في هالرحله.

وأول صدمة بتواجهها في هالرحلة بتكتشف إن أفكارك الموروثة هي اللي تشكّل نظرتك للعالم ، عشان كذا لما تقرر تتغير هالقرار يحتاج منك شجاعة لإعادة التفكير في صحة ومصداقية هالمعتقدات الي تملكها ، وشجاعة أكبر بالإستعداد للوصول لإجابات صحيحة وتبنيها حتى وإن كانت مخالفه للمألوف.

كيف تصير أفكارك نتيجة لقناعاتك الذاتية ؟

لما تبحث عن الأفكار والآراء المختلفة تبدأ تميّز الفكر الصحيح ومع الوقت تتبناه كقناعة سليمة ، لو اكتفيت بالآراء اللي على مزاجك ، بتصير محبوس في قوقعة صغيرة ما تسمح لك تستوعب ضخامة العالم.

ولما تنضج قناعاتك الذاتية بتحاول تأثر على اللي حولك وتغيرهم للأفضل .

يمكن تحس نفسك غريب أو ما تأثر فيهم .. بس هذا طبيعي لأن الناس تفكر بنمطين مختلفين.

وش هي هالأنماط؟

النمط الأول : هو نمط تفكير الفرد المستقل ، وهذا الشخص سهل إنك تقنعه بالمنطق والبراهين .. بصحة المعتقدات أو خطأها.

أما النمط الثاني: فهو نمط التفكير المقيد بأفكار المجتمع ، هذا الشخص تحكمه العادات والتقاليد وصعب يغيرها حتى لو يدري انها غلط ، عشان كذا يوم تجرب تقنعه بأفكار مختلفة ، على طول يقابلك بالرفض والمقاومة.

ومو بس نمط التفكير هو الي يأثر في قبول الشخص للتغيير من عدمه ، لأن لو جيت تبي تأثر في شخص قريب منك فمحاولتك للتأثير فيه ممكن ماتنجح لأنه رافض للتغيير الجديد الي يشوفه فيك ، يعتقد ان بسبب قربه منك هو يعرفك زين وان هذا مب انت ولا طبيعتك.
لأن صورتك القديمة تكون ثابتة في باله ، ف يتجاهل أي تغيير تمر فيه وما يعطي محاولاتك لتطويره اي اهتمام.

تتوقع وش يميز الشخص الناجح؟

الشخص الناجح يمارس عادات مفيدة بشكل يومي ، ويحاوط نفسه دايم بأشخاص ناجحين ، يتميز بمهارات موجوده عنده ما هي عند غيره ، وأهمها هي إدارة الوقت وترتيب الأولويات .

كلنا عندنا 24 ساعة. لكن الفرق إن الشخص الناجح يعرف يدير وقته صح ، يقلل ضياعه في أشياء ما تنفع ، يحرص يبدأ يومه بدري ، وعنده خطة واضحة يوزع فيها مهامه.

وثاني مهارة يتميز فيها الشخص الناجح هي مهارة اتخاذ القرار .. يحرص يكون قراره صحيح وواضح عشان مايضيع وقته بحل مشاكل ما تسوى ، مايأثر عليه خوفه من القرار ابد تلقاه يحاول يوجه مجهوده و وقته في اشياء أهم.

بس هو كيف يقدر يوصل للقرار الصح؟ 

ببساطة .. في كل قرار ياخذه
يوازن بين النفع والخساير اللي ممكن يسببها هالقرار.
في وش بيفيده ، واشلون ممكن يضره.

الشخص الناجح له صفات شخصية تميزه ، تلقاه يعرف هدفه بوضوح ، ويمتلك رؤية لطريقة تحقيق هالهدف ، ثم يبدأ يشتغل عليه مباشرة ويستعد له بحيث يكون جاهز لأي فرصة مستقبلية.

الشخص الناجح ينافس غيره بينه وبين نفسه ، وهاذي ميزة مب عيب ، لأن عدم وجود منافس يخلي الشخص متطمن لإنجازاته و ماعاد يحاول يتطور او ينجز اكثر.

الشخص الناجح عنده إصرار على موقفه وأهدافه وما يتنازل عنها ابد ، ويظهر إصراره في ثقته بنفسه .. اللي تعوضه عن أي نقص في قدراته او إمكانياته ، وتزيد ثقة الناس فيه.

طيب هل معرفتك بصفات الناجحين بتخليك ناجح؟

شوف.. كل صفة تخليك أفضل تراها صفة من صفات الشخص الناجح ، لكن انتبه! الصفات لحالها ما بتخليك ناجح ، النجاح يحتاجك تكون متجاوز للصعوبات اللي تواجهك وقادر تتحمل صعوبة الفشل والخسارة. 

وإذا كان عندك فن التواصل فهو يفتحلك أبواب كثيرة ويحسن علاقتك بالآخرين.

طيب كيف اصير فنان في مهارة التواصل؟

لما تتواصل مع الأشخاص .. تراك توصل لهم منك رسايل كثيرة ، مو بس الكلام اللفظي اللي تقوله ، من هالرسايل إن جسمك يرسل لهم إشارات غير لفظية لازم تكون واعي عليها ، فمثلًا لما تكذب على شخص حتى لو اخترت كلامك بعناية ورتبت الكذبه ، تظهر منك إشارات جسديه تنبهه إن فيه شيء مب طبيعي يشككه في صحة كلامك.

ونفس الشيء بالنسبة لنبرة الصوت ، فالناس يحكمون عليك بشكل لاواعي من خلال نبرة صوتك وطريقة كلامك ، العقل يستقبل هالإشارت ويلقطها .. فمثلًا لو تكلمت بصوت هادي ومسموع ، هذا دليل على صدقك وثقتك في نفسك.

فعشان تتواصل مع الناس بشكل فعال وتحسن علاقتك فيهم .
أول شيء تحتاج تتعلم الإصغاء إسمع وركزّ ، لأن الناس يقدّرون ويحترمون اللي يسمعهم ويعطيهم فرصة يعبرون عن انفسهم ، ويبتعدون عن اللي يفرض نفسه عليهم بكلامه المتواصل.

تحتاج تعرف بعد متى تسكت!

لأن أوقات يكون الصمت هو أفضل خيار ، فمثلًا لما تسمع معلومة غلط من الوالد أو شخص له مكانه عندك ، موب لازم تصحح كلامه قدام الناس.
او لما شخص يقل أدبه عليك وماتبي تنحدر لمستواه الأفضل تختار الصمت ، و لما شخص يقاطع سوالفك أكثر من مرة ، تجنب الحوار كله معه لأن بهالحالات الرد ممكن يصعد الأمور.

وتأكد .. صمتك في هالمواقف موب ضعف بالعكس احيانًا الصمت أقوى من ألف كلمه .. وتقدر تضيف على الصمت الابتسامة والتعامل بأدب واحترام هنا بقولك انك كسبت إحترام الكل بدون ماتنطق حرف واحد.

واذا تبي تصير فنان في التواصل؟

تحتاج بعد تعترف بغلطك بصدق وبدون اي سلوك منفر يقلل من قيمة هالاعتراف.

يعني اثناء اعترافك لا تبرر أو تلوم أحد ثاني ولا حتى تنصح خلال الإعتراف.
خلك صادق و مُنصِف وقت الخصام ولا تنسى فضل الناس ولا تجحد إحسانهم لك ، والأكيد لا تسيء الظن بأحد فتشكِّل انطباعات خاطئة بداخلك عن حقيقة هالأشخاص.


وعشان تحسن علاقتك بالآخرين تحتاج تكون جدّي وتترك المزح والميانه على جنب شوي .. لان مايصير نعامل كل الأشخاص معاملة الأصدقاء ، و هذا التصرف فيه تجاوز لمقامات الناس ، ومن ضمن التصرفات الغير مناسبه محاولة إنك تاكل الجو بالمجلس وتتباهى بالجدالات وإنت تتكلم مع كبار السن ، على أساس إنك بتفرض رأيك على الموجودين ، هذا التصرف يصغرك بعيونهم و يقلل من مكانتك.

 وانتبه يشتد النقاش على أمور سطحية وتتكوّن عداوات من ورا هالجدال لأن بينعكس عنك إنطباع انك شخص سطحي وهذا عكس صفات الشخص الناجح اللي نطمح لها.

والصدق الناس تفضّل التعامل مع الشخص اللي ما يشخصنها ولا يتعصب ويشدّها من أبسط الأمور .

وترى كل شخص فينا يمتلك مسببات الجذب والنفور بدرجات متفاوتة ، فأنت تختار تصير حبّيب أو غير مرحب فيك حسب اللي تعاملهم فيه ، وإذا وِدّك تفوز بمحبة الناس خلك منحاز للجانب الجميل فيك ، وتعامل معهم بأخلاقك الطيبه وتربيتك الزينه ، حتى بتعاملك معهم خلك مايل للخير والأخلاق الحسنه ، دور على الجانب الإيجابي فيهم ودوِّر على صفاتهم الطيبه واثني عليها ، ولا تركز على عيوبهم ابد.

لكن انتبه هذي المبادئ ما تنطبق على كل الناس!

فيه ناس يمتلكون صفات شينه جداً ، والأفضل تقطع علاقتك فيهم ، منهم الشكّاي محب الحلطمه اللي يدور على التعاطف ، هذي العلاقة بتحسسك بالإحباط والقلق وتنرفزك.

ومابتفيدك مجاورتهم بشي ابد ، اقولك؟ حتى صاحبك اذا لمست فيه صداقة السوء تجنبه حتى لو كان فلّه ويونس .. لأن تأثيره وانتقال صفاته السلبيه لك هي مسألة وقت وبتصير مثله .

وقف لحظة .. تأمل حياتك .. شايف كم نعمه حولك؟

تأملت؟ فكرت؟
قل معي .. الحمد لله على كل نعمه بحياتنا.

مع كل هالنعم .. الا انّا يمكن ما حنا حاسين بالسعادة
نحس ان النعم تحولت لمسلمات وأشياء تعودنا عليها ، وما صرنا نستشعر قيمتها .. صرنا ندور أسباب خارجية للسعادة ونصدّق إن المال والسلطة بيحققون لنا كل شيء في الدنيا.

صحيح .. هذي الأسباب تعطينا شعور بالسعادة ، لكن هذا الشعور مؤقت ، وفترة وينتكس الشخص لنفس حالته القديمه ، ويدور شيء ثاني يحسسه بالسعادة ويدخل بنفس الدوامه.

يمكن تسأل نفسك: طيب وش الحل؟
ليش السعادة صعبة؟؟

المشكلة إنك تشوف السعادة كأنها (هدف بعيد) ، نركض وراها وندور شي يحسسنا فيها ، وغالبًا تكون أشياء جانبية ما لها قيمة كبيرة

أجل وش سر اني اكون سعيد؟
السر في إنك تدور على اللي يحسسك بالرضا على المدى الطويل والسعادة الدايمة.

وسامحني بقولك حقيقة مؤلمة لكنك تحتاج تعرفها.

نادراً ما تجتمع كل اسباب السعادة مع بعض بوقت واحد . السعادة تجربة طويلة تتكوّن من مواقف وأحداث تكمل بعضها ونعيشها طول حياتنا.

ولازم يكون عندك هدف ومعنى يحسسك بالرضا خلال هالرحلة عشان يمنحك سعادة السعي .. و سعادة الإستمتاع بالرحله تكمّل سعادة الوصول للطموح.

ومن أكثر الأمور اللي بتحسسك بالسعادة في حياتك التفاؤل لا تبالغ بالقلق وخلك دايم ايجابي و وسيع صدر.

لأن نفسيتك تتأثر بأفكارك ، وإذا بدأت في تحقيق احلامك بالفعل بتزيد رغبتك في الحياة ، وبيزيد تفاؤلك وشعورك بالاستمتاع لأن سعادة الطموح ماتكفي لحالها .. تحليها سعادة الإنجازات وسعادة وصولك للهدف وحتى .. المنغصات اللي تصير للإنسان بالطريق تحسسه باللذه الحقيقيه لرحلة نجاحه.

القرار عندك وانت الوحيد الي يقدر يختار ..
مستعد تخلي أفكارك تغير لك حياتك وشخصيتك للأفضل؟؟