السير بلا وقود: التغلب على الإهمال العاطفي في الطفولة

Book-Cover

مقدمة

 

أغمض عينيك يا صديقي وعُد بذاكرتك إلى الوراء قليلًا، يا ترى ماذا تتذكر من أيام الطفولة؟

ربما تتذكر ذكريات إيجابية كالإجازات أو المزاح مع أصحاب المدرسة، وربما ذكريات حزينة مثل وقوعك وإصابتك مثلًا. 

والحقيقة أن أي شيء تذكرته ليس مهمًّا الآن، مع احترامنا لذكرياتك يا صديقي، لكن حلقتنا اليوم لا تتناول ما تتذكره، بل تبحث عن الأشياء التي لم تحدث في طفولتك. 

 

لماذا؟

قد تكون مفاجأة لك، لكن ما لم يحدث في طفولتك له تأثير في تكوينك وأنت كبير مثل ما تتذكره وربما أكثر! 

 

كيف؟

أتعرف يا صديقي؟ كثير من الناس متفوقون وناجحون في حياتهم لكنهم دائمًا يشعرون بأنهم غير سُعدَاء، وعندما يسألون أنفسهم عن سبب حزنهم مع أن كل شيء متاح لهم، لا يجدون إجابة، وحتى من حولهم لا يعرفون سبب ما هم فيه، بل وربما يلومونهم، ولا يُستبعَد أن يقول لهم أحد المقربين منهم بابتسامة سمجة "ألم تأكل دجاجًا للتو؟ لِمَ أنت حزين هكذا؟".

 

هذا الموقف يشعرهم بأن المشكلة عندهم وأن الخطأ خطؤهم وحدهم، وعندما يتذكرون طفولتهم يظنون أنها كانت طفولة سعيدة وأن أهلهم فعلوا ما يجب عليهم وزيادة، فيزيد كرههم لأنفسهم، وهذا لأنهم غير مدركين لتأثير القوة غير المرئية التي تشكل سحابة سوداء على حياتهم!

 

عن أي قوة تتحدث؟ لقد أقلقتني! أشباح لا سمح الله؟! 

لا، إنها قوة الإهمال العاطفي الذي تعرض له هؤلاء الناس في طفولتهم من أهلهم وأثرت في حياتهم كلها بشكل قوي جدًّا ومؤلم.

سنعرف هذا التأثير وكيف نتعافى منه في حلقة اليوم المبنية على كتاب "السير بلا وقود: التغلب على الإهمال العاطفي في الطفولة"، للدكتورة جونيس ويب "Jonice Webb"، والدكتورة كريستين موسيلو "Christine Musello".

 

1- ماهية الإهمال العاطفي

 

إذًا ما معنى الإهمال العاطفي؟

 

أعرف أن كلمتي "إهمال" و"عاطفي" لا يتناسبان بدرجة كبيرة معًا لأننا نربط كلمة إهمال بالأشياء المادية فقط، وكنت أود أن أقول لك يا صديقي إن الإهمال العاطفي أيضًا له علامات مادية يمكن أن نعرفه من خلالها، لكن في الحقيقة لا، الأهل الذين يرتكبون الإهمال العاطفي يمكن أن يقدموا رعاية مادية ممتازة من مأكل ومشرب وملبس، ويقعوا في فخ الإهمال العاطفي عندما لا يلاحظون مشاعر ابنهم ويهملونه في وقت يحتاج إليهم فيه جدًّا.

 

كيف؟ 

إن تربية طفل سعيد سوي نفسيًّا يا صديقي غير مقتصرة على الأشياء المادية والالتحاق بأفضل مدارس وما إلى ذلك، الأمر أعمق من هذا، الأمر يحتاج إلى تواصل عاطفي وتعاطف واهتمام بين الأب والأم وطفلهما.

 

نعم.. لكن ماذا يفعل هؤلاء الأهل المُهمِلون عاطفيًّا؟

يفعلون شيئين.. إما أن يخذلوا ابنهم أو ابنتهم عاطفيًّا بطريقة حرجة في لحظة أزمة وهذا يتسبب في الإصابة بـ"فشل عاطفي حاد"، وإما أنهم -طوال الوقت- لا يشعرون بحاجات الابن أو الابنة، وهذا يُسمى فشل عاطفي مُزمن.

 

الخلاصة أن الإهمال العاطفي هذا يحدث في اللحظات المهمة التي لا يرى فيها الأهل الاحتياجات العاطفية لابنهم ولا يعملون على تلبيتها، وهكذا يفسد الارتباط الأول الذي هو أساس صورة الشخص الإيجابية لنفسه وإحساسه بالتقبل.

 

حسنًا.. ماذا يفعل الأهل ليضمنوا هذا الارتباط؟

ليربي الآباء والأمهات أطفالًا أصحاء عاطفيًّا، يجب أن يلبوا ثلاثة معايير:

  • الأول: أن يشعروا بارتباط عاطفي بينهم وبين أبنائهم.
  • الثاني: يجب أن يهتموا بهم، وفي الوقت نفسه يعاملونهم بوصفهم أفرادًا مستقلين عنهم، وليس بوصفهم امتدادًا لهم ولا عبئًا عليهم.
  • وبناءً على هذا الارتباط والاهتمام يجب أن يستجيبوا بشكل صحيح لاحتياجات أطفالهم العاطفية.

 

وهل الأهالي الذين يرتكبون الإهمال العاطفي أشرار؟ هل يقصدون مثلًا أن يفسدوا حياة أبنائهم؟

إطلاقًا! فأغلب الأهالي الذين يرتكبون الإهمال العاطفي طيبون ويحبون أبناءهم فعلًا، لكنهم لا يفهمون أنهم يخطئون في حق أبنائهم، وأنواع هؤلاء كثيرة.

 

2- أنواع الوالدين المُهمِلين عاطفيًّا

 

كل نوع له أهدافه وأسلوبه في التعامل، فدعنا نركز على بعض الأنواع لنعرف ماذا يفعلون بالضبط وسبب ما يفعلونه.

 

النوع الأول هو الوالد النرجسي، تخيل معي يا صديقي أن الأم أو الأب يرى أبناءه امتدادًا له، وكل نفس يتنفسه يؤثر في مظهره ومكانته العالية جدًّا، هل سيهتم بمشاعر أبنائه؟ بالتأكيد لا، هذا النوع يطلب الكمال فقط ولا يهمه تأثير هذا في أطفاله، وليس في قاموسه شيء عن رغبات واهتمامات الأبناء.

 

الآن أريد منك أن تتخيل الوالد المستبد، هذا الشخص يربي أولاده كما تربى، يربيهم بالقواعد ويعاقبهم إن لم يلتزموها ويثيبهم إن التزموا، وبالنسبة إلى هذا النوع من الآباء والأمهات فإن كل الأبناء لهم احتياجات واحدة.

 

وعلى النقيض تمامًا لدينا الوالد المتساهل، هذا النوع أمله ومُنى عينه أن يصبح أولاده سعداء لا شيء يضايقهم، وهذا يجعلهم غير قادرين على تربيتهم أو منعهم من أي شيء، كما لا يحملونهم أية مسؤولية، وكلاهما يعاني في ما بعد.

 

أما الوالد المدمن للعمل فأنا أشفق عليه! يفعل كل ما يقدر عليه وأكثر ليوفر لأولاده معيشة كريمة، لكنه في المقابل لا يجلس مع أولاده أصلًا ولا يعرف شيئًا عنهم.

 

النوع الأخير والأهم هو الوالد الحسن النية، وهو يمثل الأم أو الأب الذي تعرض للإهمال العاطفي وهو صغير وكرر الأخطاء التي حدثت معه من دون قصد ولا يفهم أن عنده مشكلة أصلًا، وهذا له حلول سنقولها في ما بعد.

 

الآن سننتقل إلى آثار الإهمال العاطفي..

 

 3- الآثار النفسية للإهمال العاطفي

 

تظهر هذه الآثار بطرائق مختلفة، لكن عمومًا توجد عشرة تأثيرات يتصارع معها الأشخاص الذين عانوا الإهمال العاطفي:

 

  • الإحساس بالفراغ، فمن تعرضوا للإهمال العاطفي يصبح عندهم شعور بالفراغ وعدم الارتياح والانفصال عمن حولهم، ومع الأسف هذا الشعور يكون مزمنًا ويمنع الشخص من أن يعيش فعلًا ويستمتع بحياته، وفي حالاته المتطرفة يمكن أن يؤدي إلى التفكير في الانتحار.
  • الخوف من الاعتماد على الآخرين، وهنا يبذل الشخص جهودًا كبيرة لكيلا يلجأ إلى أحد أو يطلب مساعدة من أحد لأنه منذ الصغر يفتقر إلى الارتباط العاطفي من تعامله مع أهله، فيتخيل أن هذا هو الطبيعي والصحيح.
  • التقييم الذاتي غير الواقعي الذي يظهر على هيئة تقدير متدنٍّ للذات، أي إن الذين تعرضوا للإهمال العاطفي يحتقرون أنفسهم ويبالغون في نقاط ضعفهم، وهذا لأن أهلهم تركوهم من دون تعليق أو ملاحظات على أدائهم ومهاراتهم، واعتمدت نظرتهم إلى أنفسهم فقط على ملاحظاتهم الشخصية التي -مع الأسف- تكون سلبية. 

 

  • عدم الرأفة مع الذات والرأفة كثيرًا بالآخرين، أي إن الذين تعرضوا للإهمال يرأفون بالناس ويتعاطفون معهم كثيرًا، لكن ليس مع أنفسهم!
  • الشعور العالي بالذنب والخجل من مشاعرهم وإخفاؤها، وهذا طبعًا لأنهم فهموا من تعاملات أهلهم معهم أن مشاعرهم عبء وغير ضرورية. 
  • ونتيجة الذنب والخجل تأتي مرحلة الغضب الموجه إلى الذات، ويظهر في نوبات أو ميول إلى تدمير الذات والغضب من النفس لأتفه الأسباب.
  • الشعور الخفي بأنهم مختلفون وأن فيهم عيبًا خطيرًا لو عرفه الناس لابتعدوا عنهم، لذا يتعمدون إخفاء شخصياتهم الحقيقية، مع أن هذا العيب المميت لا وجود له أصلًا!
  • صعوبة تقديم الرعاية للذات والآخرين، وتكون هذه الرعاية مزيجًا من الحب والعناية والمساعدة، ولأنهم لم يحصلوا عليها من أهلهم وهم صغار يصعب عليهم أن يقدموها.
  • ضعف الانضباط الذاتي، ويعني أنهم يكافحون بقوة ليتحملوا مسؤولياتهم كالتزامات العمل، أو الإقلاع عن السلوكيات التي يعرفون أنها خطأ كإدمان السجائر، وهذا لأن أهلهم تركوهم يفعلون ما يشاؤون.
  • الألكسيثيميا/Alexithymia، ومعناها نقص معرفة الشخص بالعاطفة وإدراكها، فالشخص الذي يعانيها يصعب عليه فهم مشاعره ومشاعر المحيطين به، وتكون مشاعره دائمًا في حالة تقلب، وتظهر على هيئة غضب فقط، لأن هذا هو النمط العاطفي الوحيد الذي يعرفه.

 

كل هذا بسبب الإهمال العاطفي؟ هل العاطفة مهمة لهذه الدرجة؟ طبعًا.. وأول خطوة في طريق التعافي أن نفهم المشاعر وأهميتها وأهدافها. 

 

4- أهمية المشاعر

 

هل تعرف أن علماء الأعصاب اكتشفوا أن قدرتنا على الشعور بالعاطفة تطورت قبل قدرتنا على التفكير؟ أي إن مشاعرنا التي نستهزئ بها تمثل جزءًا أساسيًّا منا أكثر من الأفكار بكثير ، لكن -مع الأسف- يرى المُهمَلون عاطفيًّا هذه العواطف عبئًا كبيرًا، وأحيانًا نحن أيضًا نراها كذلك، ونتخيل أن حياتنا ستصبح أسهل من دونها، والحقيقة أن هذه المشاعر هي السبب في صمود البشرية حتى الآن، لأنها طريقة أجسامنا في التواصل معنا وكل شعور له هدف، فالحب مثلًا يدفعنا إلى الزواج والاهتمام بأولادنا، والفضول يجعلنا نتعلم ونكتشف، وهكذا.

 

لذا عندما تشعر بأي شعور لا تهمله، بل فتش حوله واسأل نفسك لماذا تشعر بهذا الشعور، وما الذي يحاول جسمك أن يوصله إليك.

 

سيساعدك أيضًا أن تحدد شعورك بدقة وتقوله بصوت عالٍ، قل أنا حزين أو أنا محبط، وساعتها فقط ستشعر أنك متحكم في حياتك، وبعدما تسمي مشاعرك تقبلْها، وافهم أنه لا يوجد شعور سيئ، المشاعر ليس فيها صحيح وخطأ، المهم ما تفعله بها، فلا تحكم على نفسك من خلال مشاعرك، احكم عليها من خلال أفعالك.

 

هكذا انتهينا من أول خطوة في سبيل التعافي، وسننتقل إلى الخطوة الثانية وهي العناية الذاتية..

 

العناية الذاتية 

 

المُهمَلون عاطفيًّا يفشلون في رعاية أنفسهم واحتياجاتهم، وهذا لأنهم لا يعرفون احتياجاتهم أصلًا أو يعدونها غير موجودة، وليغيروا هذا يحتاجون إلى ضبط أربعة مجالات رئيسة:

 

أول مجال هو تعلُّم رعاية نفسك، ويحتاج إلى أربع خطوات:

  • تقول الخطوة الأولى: "ضع نفسك في المرتبة الأولى".. أسمعك يا من تقول "بدأت الأنانية"، هذه ليست أنانية، لأنك عندما تكون بصحة جيدة وتهتم بنفسك ستستطيع إعطاء الناس من حولك ما يستحقونه من حب واهتمام ورعاية. 
  • الخطوة الثانية خاصة بالأكل، فكثير من الأهالي يعودون أولادهم أن حل أي إحساس بالضيق هو الأكل، وهم بذلك يجعلونهم يطورون علاقة غير صحية معه، فلاحظ علاقتك بالأكل، ولو كنت تعتقد أن الأكل هو حل أي مشكلة عاطفية فعلًا، يجب أن تضبط هذا الأمر وبسرعة.
  • الخطوة الثالثة هي ممارسة الرياضة، لأن لها دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية والجسدية، فلا تهملها.
  • الخطوة الرابعة أن تمنح نفسك وقتًا للراحة، بشرط ألا يكون طويلًا جدًّا فتهمل مسؤولياتك، ولا قصيرًا جدًّا فتتعب نفسيًّا وعصبيًّا وجسديًّا.

 

انتهينا من أول مهارة من مهارات العناية الذاتية.

 

تتناول المهارة الثانية الانضباط الذاتي، وهذا ما يفتقده المُهمَلون عاطفيًّا كما قلنا، ويجب أن تحاول تنميته، وسيساعدك على ذلك تدريبٌ اسمه برنامج الأشياء الثلاثة، والمقصود به أن تنجز كل يوم ثلاثة أشياء يجب أن تنجزها لكنك لا تريد، أو أن تمنع نفسك من عمل أشياء تعرف أنها مضرة، وتسجل هذا في ورقة لتتابع تقدمك.

 

المهارة الثالثة من مهارات العناية الذاتية هي التهدئة الذاتية، مهما فهمت مشاعرك يا صديقي فستمر بك لحظات تشعر فيها أنك غير مرتاح، فما الحل؟

الحل في التهدئة الذاتية، أن تعرف كيف تهدّئ نفسك، فجّرب مثلًا إن تضايقت أن تتمشى، أو تسمع موسيقى، أو تطبخ، أي شيء، المهم أن تجد الطريقة التي تناسبك.

 

المهارة الرابعة هي الرأفة بالنفس، عامل نفسك بطريقة جيدة ولا تغضب منها، واسمح لنفسك أن تكون إنسانًا يخطئ وينجح ويشعر بكل المشاعر الممكنة ويتقبلها. 

      

هكذا عرفنا كيف نتعافى، ماذا يتبقى لنا؟ أحسنت يا صديقي.. يبقى سؤال كيف لا أنقل إلى أولادي ما حدث معي؟ أو كيف أحميهم من تأثير الإهمال العاطفي الذي تعرضت له؟ 

 

كسر دائرة الإهمال العاطفي

 

سيعيدنا هذا السؤال إلى الصفات العشر التي ذكرناها، لكننا سنذكرها الآن في سياق التربية:

 

  • أتذكر الإحساس بالفراغ الذي ذكرناه؟

لكيلا تنقله إلى أولادك يجب أن تقتنع أن هذا ليس خطأك، لكن دورك الآن أن تزود طفلك بالدعم العاطفي الذي لم تحصل عليه. كيف؟

التزم بكل ما قلناه، لأن كلما زاد اهتمامك بنفسك وحُبك وفهمك لها، زادت عنايتك بأطفالك وزاد حبك وفهمك وتقديرك لهم ولمشاعرهم، وتدريجيًّا سيقل شعورك بالفراغ وتقل احتمالية أن يشعر أطفالك به.

 

  • ولو تعلمت من أهلك أنك يجب ألا تحتاج إلى أحد أو تعتمد على أحد فعلى الأغلب لقد نقلت هذا الأمر إلى أولادك، لكن بما أنك أدركت الأمر فدورك الآن أن تعلمهم أن العلاقات الصحية فيها توازن بين الاستقلال والاعتماد على النفس والاعتماد على الطرف الآخر.

 

  • وحتى لا تنقل إليهم فكرة «لو عرفني الناس فعلًا لما أحبوني»، يجب أن تظهر لابنك مقدار حبك له، وليس بالكلام، بل بالأفعال وإظهار الحب كلما أمكن.

 

  • بعد ذلك يجب أن تركز على أولادك وتقدم إليهم ملاحظات مفيدة عن مهاراتهم، والأشياء التي يتقنونها والتي لا يجيدونها، حتى لا تتأثر نظرتهم إلى أنفسهم.

 

  • أخبرني.. هل ستحب أن يعامل طفلك نفسه بقسوة عندما يكبر؟ بالتأكيد لا، لذا يجب أن تعلمه أن يتعامل مع نفسه بهدوء ويرأف بها.

 

  • سينقلنا هذا إلى فكرة لوم الذات، ويجب أن تعلمه أيضًا أن يتسامح مع أخطائه ويتعلم منها دون أن يقل تقديره لنفسه.

 

  • وطبعًا لتمنعه من أن يستحي من مشاعره يجب أن تتعلم أنت أولًا كيف ترتاح مع كل المشاعر وتتقبل كل ما يشعر به ابنك، اتركه يصرح بمشاعره ولا تمنعه، وساعده يتعامل معها ويتقبلها.

 

  • يجب أيضًا أن ترعاه في كل الجوانب وخصوصًا الجانب العاطفي، حتى يكون طفلك في ما بعد قادرًا على أن يحب ويقدم الرعاية إلى نفسه ومن حوله.

 

  • ولتنمي عنده مهارة الانضباط الذاتي، يجب أن تحدد له بنية وقواعد يسير وفقها، مثل وقت النوم ووقت المذاكرة، وهكذا تعلمه كيف يضع قاعدة لحياته ويلتزم بها.

 

  • آخر صفة يجب أن تتجنب أن تغرسها في طفلك هي الألكسيثيميا، أتذكرها؟ علمه كيف يفهم مشاعره ويعبر عنها ويعرف سببها، وعمومًا اجعل العواطف جزءًا مهمًّا في حياتك لتنقل لابنك قيمة المشاعر وأهميتها ودورها في الحياة.

 

وأخيرًا، لا يوجد أب وأم لا يخطئان، ومهما كان تأثرنا بما فعله أهلنا معنا، نحن الآن من يتحمل مسؤولية التعافي، من أجل أنفسنا وأولادنا.

والآن أخبرني.. هل كنت تعاني الإهمال العاطفي أم كنت من الناجيين؟ احكِ لنا تجربتك في تعليق.