تبًا للمشاعر: نصائح عملية من طبيب نفسي لمواجهة صعوبات الحياة

Book-Cover

المقدمة

كتب التنمية البشرية (زي اللي قدمناها قبل كده هيخوهيخو) 

بتقدم لك وصفة سحرية مختلفة..

كتاب منها هيحولك من حد خجول لشخص كاريزما

وواحد تاني بيوعدك أنك هتبقى مليونير!!

 

بس ماذا.. لو قرأت كل الكتب دي وفضلت موظف عادي خجول وفقير وكحيان ومحدش يعرفك غير صحابك وسيد القهوجي اللي على أول الشارع؟

اكيد منجحتش لانك مكنتش مؤمن بقوة العقل الباطن الخارق 

أو يمكن مجربتش تقول "أنا موظف ناجح.. أنا شاطر وبحب شغلي.. أنا الناس بتسقف لي.. أنا مديري راضي عني.. أنا بخلص تاسكاتي قبل ما أمشي"

 

أصل كل قصص النجاح دي عن أشخاص  قروا كتب التنمية الذاتية ونجحوا فأكيد العيب فيك أنت

جرب تقرأ تاني 

جرب تالت 

جرب للمرة الألف 

 

مفيش فايده؟

مع كل فشل بيزيد شعورك بالاحباط واحتقارك لنفسك، وهنا بيكون فيه اختيارين

إما إنك هتلجأ للعلاج النفسي 

أو هتتحول من موظف خجول عنده علاقات بيحبها.. لشخص فقد وظيفته وعلاقاته بسبب تطلعاته الوهمية

 

في حلقة النهاردة هنعرف ازاي كتب التنمية البشرية اتحولت من مواضيع لبناء الذات لـ قنابل تدمير ذاتي

وهعرّفك حلول واقعية تتعامل بيها مع المشكلات.

وده لأن حلقتنا مبنية على كتاب (F*ck Feelings: One Shrink's Practical Advice for Managing All Life's Impossible Problems ) لـ  Michael Bennett

طيب ايه بقى موضوع تطوير الذات وF*ck Feelings؟

________________________________________

تحسين الذات 

اللي عايز أقوله لك: بغض النظر عن قد ايه شايف نفسك مستحق توصل لحاجة معينة أو هتضحي بحاجات عشان تحسّن من نفسك وتتطور أكتر.. فده مش معناه انك تقدر تحسّنها فعليًا.

أصل الموضوع معقد جدًا يعني.. ولو هنعمل Zoom in ونـ Focus على ثقافتنا الحالية والمستمدة من كتب التنمية البشرية هنلاقي الثقافة دي بتربط تحسين الذات بتلات أهداف أساسية:

أولها استعادة السيطرة على حياتك 

وهنا أنت مينفعش تحس بالعجز مهما كان حجم مشكلاتك وطاقتك النفسية، التنمية الذاتية تزعل.. دا أنت وحش، تنين مجنح يا جدع..

 

والهدف التاني هو الوصل لأصل مشكلاتك 

وده معناه أنك هتحول كل طاقتك عشان تستكشف الغامض والمثير في كل حاجة وأسبابها ودوافعها وما وراء الماوراء.. لفّه صعبة كدا..

 

والهدف التالت لكتب التنمية والأشهر على الاطلاق 

وهو  "كن إيجابي"

وهنا أنت بتطّهر نفسك من كل شعور بشري سلبي 

 

وخلينا نتكلم عن كل هدف منهم لوحده ونحوله من مجرد كلام غير واقعي، لطريقة واقعية تساعدك.

 

استعادة السيطرة على حياتك من الآخر دا هدف مثالي، بعيد اوي.. بيتجاهل مشاعرك وضعفك البشري ويحط عليك عبء إضافي

فخلينا نتفق أن فيه حاجات ملناش سيطرة عليها  وبتقع خارج حدود قدراتنا، زي:

  • شعور اللي حوالينا تجاهنا 
  • ودخلنا المادي أكيد مش في يوم وليلة هيبقى أضعاف الأضعاف
  • كمان تصرفات اللي بنحبهم

 

بس على الجانب التاني فيه حاجات نقدر نحاول نسيطر عليها:

  • تقديرك لذاتك مثلًا بعد ما تمر بمشكلة.. لأن ممكن المشكلة تكون أثرت على تقديرك لذاتك أو هزت ثقتك بنفسك..
  • وبردو أنك تحط معايير واقعية تخليك فخور بنفسك دا تقدر عليه.. وطّي السقف شوية وهتتبسط!
  • زائد كمان لما تتجاوز ألمك وحزنك من غير ما تأذي شخص تاني.. دي حاجة تقدر تسيطر عليها وتبقى سعيد لما تحصل. 

وتقدر تعمل كدا من خلال إنك تلاحظ أنت بتعمل ايه في حياتك وتقدّر صفاتك الكويسة زي: صدقك مع نفسك والآخرين، وأمانتك.. 

وكمان لو أنت مقتنع أن شعور العجز  شعور طبيعي بيحصل مش فشل ولا انهيار كامل ليك فدا هيريحك كتير..

 

نيجي للهدف الوهمي التاني

 وهو :

الوصول

 لأصل المشكلة

وهنا كتب التنمية البشرية بتحفزك تحلل المشكلة بدل ما تحلها 

فلو بتنجذب لأشخاص توكسيك؛ التنمية الذاتية بتقولك كمل معاهم واعرف ناس زيهم كتير  لحد ما تفهم نفسك وتقدر تبعد عنهم 

بس الحقيقة أن الناس التوكسيك متقدرش تحط ايدك على سبب واضح خلاهم كدا..

 غير إن  معرفة السبب مش كفاية لوحدها عشان تجيب حل 

وكمان مفيش حل سهل وسريع للتعامل مع السلوك المتكرر، مهو التوكسيك بيتوكسيك علينا ليل نهار لاموغظة فحل ايه دا اللي نلاقيه.. 

فالحل بدل ما تدور على السبب تقبل أن مفيش سبب واضح وتتجاوز الأسئلة الوجودية دي وسيبها لحال سبيلها الله يكرمك..

 

 

أما الهدف الأخير اللي كتب التنمية الذاتية دايمًا بتقولهولنا: كن إيجابي 

وده أكتر هدف مؤذي وغير واقعي وبعيد عن الطبيعة البشرية

وبسببه هتلاقي نفسك بتلوم نفسك وبتجلد في ذاتك مشاعر طبيعية زي

الغضب

والكره

والحقد 

وطبعًا نصيحة كتب التنمية الذاتية هنا هي انك تستأصل الجانب ده من انسانيتك وتتحول لملاك  

وتحترم اللي حواليك وتعاملهم بطيبة مهما كان شعورك.. تعالى على نفسك اوي يعني

وده بيتحقق من خلال الصبر والتعلم من التجارب والتعاملات اللي حوالينا.

________________________________________

لعنة الخاسر

وزي ما التنمية الذاتية صدّرت لنا أوهام السيطرة على كل شيء وأي شيء وروّجت لفكرة البحث عن الكمال وكمان صدّرت لنا إيجابية زائفة مشوهة؛ فهي كمان ضربت لنا مفوهم "تقدير الذات"، تقولي ليه؟ 

 

أقولك إن معظم الناس فاكرين تقدير الذات سمة مميزة بتدل على الصحة العقلية الجيدة للفرد، مهو خلاص بقى التنمية الذاتية قالت لنا أي حد بيقدر ذاته دا شخص محترم وابن ناس ونموذج ناجح..

بس الكلام دا بيتجاهل واقع أن أشخاص كتير بيبنوا احترامهم وتقديرهم لنفسهم على حاجات زي: 

الشكل الجميل

الفلوس

الحظ والمنصب

والأشخاص اللي بيحسوا بالرضا عن نفسهم بسبب حاجات ملهمش سيطرة عليها

 هما أول حد هيحس بالفشل لما يخسروا وظيفتهم أو حظهم أو شكلهم يتغير

 

وللأسف كتب التنمية البشرية دايمًا بتصنف الناس لنوعين 

  • الفائزين اللي معاهم كل حاجة بتحلم بيها 
  • والخاسرين 

وده لأنه ما دام فيه فائز فلازم يكون فيه حد خاسر

والحالة دي اسمها لعنة الخاسر

 

وبسببها شباب كتير بيحسوا بالإحباط 

مجرد بصة لحد أعلى منك هتحسسك أن إنجازاتك ولا حاجة

فازاي نكسر اللعنة دي؟ 

 

في البداية لازم تتخلص من المنطق المغلوط 

فلازم تعرف أن الجهد مش لازم يجيب نتيجة بالضرورة يعني

ووارد ميكونش فيه أي احتمالات قريبة للتحسن

ومش كل الأحلام بتتحقق، عادي.

 

وبعد الخطوة دي بتبدأ تحط أهداف واقعية

 زي: 

  • أنك تبذل أقصى جهدك عشان  تتمسك بمبادئك
  • وكمان تحاول تحسن من مهاراتك بس في حدود إمكانياتك ووقتك
  • وتتقبل نفسك وتتقبل أن الدنيا أرزاق فمفيش داعي للمقارنة
  • والأهم؛ تقدّر جهدك في تحسين الجانب ده.

________________________________________

مغالطات التنمية البشرية

بس كتب التنمية الذاتية تسكت؟؟
أبدًا..
حالفين يبوظوا لنا حياتنا.. 

فهتلاقي الكتب دي بتروج لأفكار مغلوطة كتير جدًا.. تعالى ناخد لفة كدا أما نشوف آخرتها مع بتوع التنمية.. 

 

من أشهر المغالطات اللي كتب التنمية البشرية سممت بيها الواقع هي فكرة قوة الإقناع، أو يعني باعت لنا موضوع التأثير على الأشخاص كصفة ممكن أي حد يتعلمها.. 

فبتصور أن التدريب الكتير والمحاولات المستميتة والتأمل والثقة كل ده هيديلك مفتاح يحوّلك لشخص دبلوماسي وكاريزما و واد مز، واد جن، واد حلو موت واد طلقة واد قمر و واد كيوت 

والمحاولات الفاشلة اللي بتعملها عشان توصل لشخص بيقنع أي حد بأي حاجة هتحبطك وبالتالي هتدخل في حلقة من النقد الذاتي والشعور بالرفض من اللي حواليك.

 

فخليني أقولك ده بشكل صريح:

مش هتعرف تجذب انتباه الناس علطول

مش هتعرف تخليهم يحبوا يسمعوك أو يهتموا بكلامك

مش هتغير العالم لو اتحولت لشخص كاريزما 

 

وبعيدًا عن مغالطات التنمية البشرية ولاواقعية أهدافها 

فخلي هدفك أنك تتعلم طريقة التحاور مع اللي حواليك وازاي تصيغ كلامك بشكل مرتب في النقاشات 

اتعلم تكون مستمع جيد قبل ما تحاول تخلي الكل يسمعوك

اقرأ كتب في مجال اهتمامك وخلي عندك معلومات تشاركها

واحتفظ بمشاعرك لنفسك لأن الاعتراف ومشاركتهم بشكل مستمر مش ضرورة!

 

نيجي  لتاني مغالطة شائعة في كتب التنمية البشرية 

وهي:

أن مواجهتك لـ  المتنمرين بنجاحك أفضل وسيلة لمقاومة التنمر وهتخليه ينتهي!

 

الحقيقة هي أن كلنا عندنا علاقات فيها شخص مؤذي وبيحبطنا

 وممكن يكون الشخص ده :

صحبك

أو مديرك في الشغل 

أو يمكن واحد من عيلتك 

والأشخاص دول بيتنمروا عليك بسبب صفاتهم الشخصية مش بسببك أنت، يعني هما كدا متنمرين بطبعهم، منهم لله..

لكن كتب التنمية البشرية بتوجهك تبقى تنجح علشان تاخد من الأشخاص دول اعتراف بنجاحك وتثبت ليهم أن كلامهم السيئ عنك مش حقيقي

 

بس في الواقع حتى لو نجحت 

الأشخاص دول هيفضلوا يتنمروا عليك 

وهتدخل في حلقة مفرغة من محاولات إثبات إنك شخص كويس لأشخاص مش مهم عندهم محاولاتك

 

والحل مع العلاقات دي هي تجنبها أو انهائها لو ده ممكن 

لكن لو مش هتقدر تسيب شغلك الحالي أو مش هتعرف تنقل من البيت بعيد عن قريبك المتنمر 

فالحل ببساطة هو أنك تبني درع من معتقداتك وأفكارك عن نفسك  يحميك من تأثير الكلام..

أصل بصراحة.. مفيش حل درامي ينهي المعاناة معظم الوقت 

فخليك فخور بثباتك في المواقف المشابهة.

________________________________________

الحب

عظيم.. خلينا بقى نسيب جانب تقدير الذات وتحسينها ومشاعرنا الفردية ونروح لمساحة تانية أكبر شوية.. هنشوف التنمية الذاتية عملت فيها ايه هي كمان.. والمساحة دي.. تبقى ...

حتى الجانب ده مسلمش من التأثير المدمر لكتب التنمية البشرية، لنا الله.. بجد أنا تعبت..

 

بس خلينا نناقش التأثير ده في أهم شعور بشري بنختبره كلنا 

وبنعتبر أنه واحد من أهم اهداف الحياة

وهو :

 الحب 

والحب أنواع يعني ممكن يكون موجه للشريك زي الزوج أو الزوجة 

أو للعيلة والصحاب 

أو بردو لـ الأبناء.

 

وعلى الرغم أن الشعور بشكل عام اسمه الحب

إلا إن مسؤولياته ومتطلباته مختلفة حسب هو موجه لمين

 

وخلينا نبص الأول على جانب الحب للشريك 

والحب من النوع ده بيتم تصويره في كتب التنمية البشرية على أنه نقيض الكره 

وهو الحل لكل المشكلات 

وسبب السعادة المطلقة 

وبيتجاهلوا أن الحب مصحوب -أوقات- بغضب وإحباط ويأس وحتى كره.

 

وصدق أو متصدقش بس المشاعر دي ضرورية في العلاقات، الموضوع مش كله عصافير وصو صو صو!!

 

لأ، العلاقة مع الشريك بتتطلب حاجات كتير ولكن أهمهم 

هما: 

الالتزام 

والتغيير 

 

وكتب التنمية البشرية بتصور الالتزام على أنه معتمد على الحب بشكل كامل 

وبتفترض أن الحب هو شعور  قوي وثابت من أول ما بيتكوّن وطول وقت وجوده 

لكن الحقيقة هي في أوقات كتير هتحس أن حبك لشريكك اختفى 

وهتشك في مشاعرك أوقات تانية 

 

فمينفعش الالتزام في العلاقة يرتبط بشعور بيتغير ودرجته مش ثابته طول الوقت..

فلو عندك مشاكل في الالتزام متعتمدش على شريكك يحلها ولا تعتمد على الحب أنه ينقذ العلاقة زي ما الكتب والأفلام بتصورلنا..أرجوك متقعش الوقعة دي.. 

 

افِهم كويس.. الالتزام فعل واعي محتاج جهد مستمر منك ومن شريكك 

محتاج قاعدة مرجعية مشتركة بينكم علشان تحددوا الصح والغلط

ومحتاج جهد مشترك في العلاقة 

وجهد فردي من كل شخص في أنه يشتغل على نفسه 

 

فلو عندك مشاكل كبيرة في الالتزام 

فالحل إنك متدخلش أي علاقة إلا لما تحل ده

لانه مسؤوليتك لوحدك

 

نيجي للمتطلب التاني 

وهو:

 التغيير 

التغيير من أجل الحب حاجة طبيعية ومطلوبة في العلاقات 

ولكن على عكس ما كتب التنمية البشرية بتصور

فالتغيير مرتبط بمساحات معينة مش مجرد التغيير وخلاص

 

وعلى قد ما هو مُغري أننا عايزين علاقة فيها نشوة على طول ومشاعر مختلفة ومميزة 

فالتغيير الكامل لشخصيتك أو شخصية شريكك علشان إسعاد الآخر هينتهي بنتائج كارثية لما الحب ينتهي 

لأنك هتستنى من شريكك يقدّر أنك اتغيرت

بس في الواقع دي مش مسؤولية شريكك 

وإنما ده كان قرارك لوحدك 

وأنت وحدك هتتحمل تبعاته

________________________________________

أما النوع التاني من الحب 

وهو : 

الحب الموجّه للعيلة والصحاب

 

وكتب التنمية البشرية بتربط النوع ده من الحب بمسؤوليات غير واقعية

منها: 

تخفيف حزن الآخرين 

 

ومتفهمنيش غلط، أكيد طبيعي نحاول نخفف من معاناة اللي بنحبهم 

لكن كتب التنمية البشرية بتتعدى مرحلة التخفيف وبتشجعك تاخد رد فعل..

ورد الفعل ده بيكون عبارة

 عن 3 حاجات:

شعور بالمسؤولية عن مشاعر اللي بنحبهم

والشعور بالذنب لو فشلنا في التخفيف عنهم

والسماح لنفسنا بالانهماك تمامًا في حياتهم

 

وحلقة المشاعر دي مش بس بتأذيك أنت لكن كمان بتأذي الشخص اللي بتحاول تساعده 

لأنها بتحسسه بالذنب أنه مش عارف يرقى لتطلعاتك

 

بس شوية بديهيات غايبة عن ثقافتنا الحالية لو فهمتها هتجيب معاك من الآخر، ومخبيش عليك.. مهم تعرفها اوي:

 

شوف.. مستحيل تنجح في التخفيف كل مرة 

ومفيش مهارات متعلقة بالتخفيف عن الآخرين عشان تتعلمها

وعلى فكرة؛ قوة الإرادة بتاعتك مش هتفرق في حل مشكلة غيرك.. مستحيل اللي بتحبهم يعيشوا حياة هادية وسعيدة لمجرد أنك عايز كدا

 

وعلشان تتجنب متاهة التخفيف والشعور بالذنب

حاول تعرف حدود المساعدة اللي ممكن تقدمها 

كمان شجع الشخص على العلاج لو حسيت أن مشكلته كبيرة

وشجع الأشخاص لكن خلي بالك متحاولش تتدخل في قراراتهم

واحترم تقدمهم حتى لو كان بطيء في نظرك

 

أقولك على الكبيرة بقى؟

الشعور بالحب اللاعقلاني ممكن يوجهك لسلوك أخطر من محاولة التخفيف 

وهو: 

إنقاذ المدمن 

ونقصد بالمدمن هنا المدمن الفعلي 

الشخص اللي بيمارس سلوكيات مضرة لنفسه واللي حواليه 

زي: 

المخدرات والكحوليات 

أو بيؤذي نفسه جسديًا

أو حتى مدمن مشاعر سلبية.

 

لو حاولت تستخدم الحب مع المدمنين علشان تشجعهم على طلب مساعدة متخصصة 

فغالبًا هتاخد وعود كاذبة كتير

 

وعلشان تتعامل مع المشكلة دي فأنت محتاج تعدل قايمة أهدافك الوهمية 

واللي منها: 

ايمانك التام أنك لوحدك هتقدر تعالح المدمن!!

ومحاولاتك تخلي المدمن يتعالج من نفسه كدا بدون مساعدة مهنية!!

وحتى أملك في أن المدمن ميحصلوش انتكاس.. محتاج تغيره.. 

 

بدل الأهداف دي حاول توجّه بوصلتك لأهداف واقعية، وهقولك تعملها ازاي:

اقبل وافهم أن سلوك الإدمان دا ملكش سيطرة عليه مادام أنت مش متخصص..

وبطّل تلوم نفسك وتحس بالذنب، هو أنت اللي خليت المدمن يدمن؟! أكيد لأ، ومش معنى كدا متهتمش بمعاناته، لأ اهتم بس في قدر المستطاع وبردو سيب الناس المتخصصه تشوف شغلها..

واعرف كويس أن طالما قررت تساعد يبقى عليك مسؤولية الإنقاذ، يعني الموضوع هياخد من وقتك وتركيزك شوية فلازم لازم تحدد امتى هتنسحب من الدور دا علشان نفسك كمان محتاج تنقذها.

________________________________________

النوع الأخير من الحب معانا

وهو:

الحب الموجّه للأبناء 

 

أنك تربي طفل فدي مهمة قيّمة جدًا وعظيمة 

لكن ده ميمنعش أنك هتكرها أوقات 

وهتندم عليها في أوقات تانية

وعلى عكس ما كتب التنمية البشرية بتصور

فالتربية مش عملية ممتعة على طول الخط 

 

طبيعي نحس بالمسؤولية تجاه الأطفال وبنتمنى لو العمل الشاق في التربية جاب ثماره 

 

ولكن خليني أصدمك وأقولك أن النتيجة 

مجهولة 

مش تحت سيطرتنا 

 

وخلينا نذكر الأهداف الوهمية اللي زرعتها كتب التربية والتنمية البشرية فينا

وهي: 

طفل مثالي وسعيد حياته خالية من المشاكل

وفترة حمل وولادة سهلة

وجينات وراثية كويسة

وموارد كفاية: فلوس واللذي منه

وعلاقة مستقرة مع طفلك علطول 

 

وعلشان تعرف تعيش فترة التربية مع أطفالك بشكل غير مؤذي ليك قبلهم 

فأنت لازم تعدّل قايمة أهدافك اللي اكتسبتها من التنمية الذاتية وتحولها لأهداف 

معقولة.. 

تقولي ازاي؟

أقولك تفهم أنك تبذل جهد في حدود الممكن والمتاح، يعني إمكانياتك تسمح بايه؟ متتصورش أعلى من كدا عشان صخرة الواقع هتحطمك

ومهم نكون وعي أن الأطفال هيمروا بتجاربهم التعيسة الخاصة

ومستحيل تحمي طفلك من كل المشاعر السلبية، مستحيل..

لازم تتعلم أن طفلك لما يمر بمشكلة فده مش معناه فشلك أو فشله

والأهم تقبل أن من حقك كأب أو أم فترات من الراحة من غير الأطفال.. خد Break كدا يومين وخلي الأولاد مع تيته وجدو وافصل شوية

وأخيرًا.. من فضلك استوعب إن كل التنازلات اللي هتقدمها وجهودك في التربية مش بالضرورة هتحقق لطفلك الحياة المثالية كشخص بالغ

 وده لأنه هو كمان هياخد قراراته الخاصة.

________________________________________

الخاتمة

في النهاية خليني أقولك يا صديقي مش غلط تستفيد من نصيحة شوفتها في كتاب تنمية بشرية أو سمعت مراجعة لأخضر عن كتاب تنمية ذاتية..

لكن الغلط هو أنك تاخد الكتاب وتحاول تغير حياتك بناء عليه بشكل كامل متكامل وتخليه مرجع أساسي لكل حاجة..

 

متنساش يا صديقي أننا مميزين من ناحية: 

مشاعرنا

وتجاربنا الخاصة

وظروفنا 

وأفكارنا 

فمستحيل تجربة شخص واحد في كتاب تتشابه معاك في كل ده 

 

ولو حاسس أن كلامنا عن الأهداف كان بديهي، فصدقني ده كلام محتاجين نكرره علطول 

لأن وعينا بيه هو جزء من الحل

لكن الجزء التاني 

هو: 

أنك تبدأ تتصرف على أساسه

اتفقنا؟
أشوفك في حلقة تانية.. سلام