التركيز الفائق: كيف تكون أكثر إنتاجية في عالم من التشتت
المقدمة
ضحكوا علينا وقالوا لنا عشان نبقى منتجين أكتر محتاجين نتعلم إدارة الوقت كويس.. بس الحقيقة إننا محتاجين نتعلم إدارة الانتباه ونعرف ازاي نركز 100%.. وأول حاجة علشان تركز.. تؤ!!
صديقي.. صديقــــــي
ركز معايا.. ألاااااه.. مش كل فيديو تسرح مني كد دا أنا بكلمك عن التركيز حتى.. سيبك من الكومنتات دلوقتي..
أنا عارف يا صديقي بتتشتت بسهولة والتركيز عندك مش ولا بد اليومين دول وعشان كده حلقة النهاردة مبنية على كتاب "التركيز الفائق: كيف تكون أكثر إنتاجية في عالم من التشتت" لـ كريس بيلي (Chris Bailey)
تعالى بقى نشوف بقى يا صديقي قصة تركيزك اللي ضايع ده ..
الوضع الآلي
لا لا متقفلش الفيديو يا صديقي .. النوتفكيشن ده من عندي انا
حصلك ايه لما سمعت الصوت؟ تلقائي رحت تشوف مين اللي بعت ليك صح؟
هل كنت واعي بقى للعملية دي؟
اكيد لا يا صديقي.. انت تلقـــــــــائي اتحركت وده لإن اللي اتحرك هو الوضع الآلي اللي موجود فيك وفي كل الناس
والوضع ده موجود عشان يوفر علينا الوقت والمجهود..زي ما قولنا يعني تلقائي.. تسمع نوتفكيشن تروح تشوف في ايه
تحس انك عايز تشرب شاي تتحرك تلقائي للمطبخ وتعمل الكوباية
تفتح اللاب تلقائي تفتح الميل تشوف لو في ايميل رفض جديد جالك
وهكذا.. أيوة فين المشكلة يا أخضر؟
المشكلة ببساطة يا صديقي انه الوضع الآلي بيتحرك لما يحصل الحافز بتاعه وانت بسبب حياتك اللي مليانه مشتتات بقيت تسمع النوتفكيشن تمسك التلفون بسرعة
تشوف منشن تجري تشوف مين
حد نزل حاجة جديدة تفتحها بسرعة
هوبا بقينا آخر اليوم.. مفيش إنجازات مفيش حاجة مفيدة عملناها.. مفيش غير إحساس بالذنب اننا ضيعنا اليوم ومعرفناش نركز في حاجة مفيدة
طيب ايه هي الحاجة المفيدة؟
بيجاوب الكاتب عن السؤال ده وييصنف المهام لأربع أنواع حسب جاذبية المهمة ودرجة فايدتها
1- أول نوع هو المهام المفيدة غير الجذابة ودي الأعمال الضرورية اللي لازم نعملها بس مش حابينها زي الشغل اللي ورانا وواجب الفيزياء اللي هربانين منه..
2- وتاني نوع هو المهام غير الجذابة وغير المفيدة.. زي مثلا اننا نرتب الملفات الموجودة على مكتبنا.. والمهام دي مش مضرة عادي ممكن نعملها .. بس تبقى مضرة لو عملناها عشان نهرب من الحاجات الأهم.. زي واجب الفيزياء.. ها..
3- أما تالت نوع فهو المهام الجذابة التافهة ودول احنا بنتفوق فيهم.. عندك مثلا الفيس اليوتيوب الانستا السناب وغيرهم كتيييير.. والنوع ده من المهام مسلي ولو سبت نفسك للوضع الآلي فغالبًا مش هتعمل غيره وده طبعًا هيضعف من انتباهك ..
4- آخر نوع بقى من المهام هو المهام الجذابة المهمة ودي هي المهام اللي بنبقى شاطرين فيها أكتر من أي مهام تانية وبنحقق فيها أكبر قدر من الإنتاجية ..
هي دي بقى الأنواع الأربعة من المهام اللي هتقابلك طول اليوم وبتتنافس على انتباهك..
أنواع المشتتات
وللأسف مش لوحدها ... فيه كمان أربع أنواع من المشتتات هتموت وتجذبك ليها ..
أول نوع من المشتتات هي المشتتات الممتعة اللي منقدرش نسيطر عليها زي تليفون من حد بتحبه مثلا في وسط معمعة الشغل أو زميلك في المكتب اللي عمل حسابك في أكل وقالك يلا بينا الغذاء أولًا وبعدين الشغل ..
تاني نوع هي المشتتات المزعجة اللي منقدرش نسيطر عليها زي الزيارات العائلية المفاجئة أو خناقة في الشارع عاملة دوشة ..
النوع اللي بعده هي المشتتات الممتعة اللي نقدر نسيطر عليها زي السوشيال ميديا وألعاب الموبايل ..
وآخر نوع هي المشتتات المزعجة اللي نقدر نسيطر عليها زي نوتفيكيشنز الموبايل والإيميل وغيرهم.
نتصرف معاهم ازاي بقى؟
بالنسبة للمشتتات اللي منقدرش نسيطر عليها فدي باينة احنا منقدرش نمنعها خالص ولكن نقدر نتحكم في ازاي نستجيب لها…
وأفضل طريقة للتعامل معها اننا منسمحلهاش تخطف انتباهنا ونفضل مركزين وفاكرين الهدف من الشيء اللي بنعمله ونرجع على طول نكمله ..
طب والمشتتات اللي نقدر نتحكم فيها؟ دي بقى محتاجين نتعامل معها بدري .. بمعنى انك تمنع النوتيفيكشنر من التطبيقات اللي بتشتت انتباهك وتسيب بس بتوع الشغل وكذلك في المكالمات..
وكمان تجهز نفسك بكل اللي محتاجه قبل ما تبدأ زي الشاي أو القهوة عشان متقومش كل شوية بحجة مختلفة، وممكن تستخدم سماعات عازلة للصوت لو قاعد في مكان فيه دوشة .. يعني السر في الوقاية من الأول!
طيب أنا عملت كل ده وطول مانا شغال برضو بحس اني تايه ومش عارف أركز ومش عارف أنتبه .. أعمل ايه؟
الحل بقى هنا أنك تتعلم تتحكم في انتباهك..
التحكم في الانتباه
قولتلي ازاي ..
عشان تتحكم في الانتباه بتاعك لازم تعرف حقيقتين مهمين جدًا..
الأولى انك متقدرش تركز إلا على حاجة واحدة أو حاجتين بس في نفس الوقت
والتانية انك بعد ما تركز على حاجة مش هتقدر تحتفظ منها غير بجزء قليل من المعلومات في ذاكرتك قصيرة المدى
ومن الحقيقتين دول بيعرفنا الكاتب على مفهوم اسمه نطاق الانتباه
وده معناه ببساطة وعينا بكل حاجة بتحيط بينا في اللحظة الحالية، أو الدفتر اللي عقلنا بيسجل فيها المعلومات اللي بتحصل حواليه بشكل مؤقت عشان يقدر يسترجعها بعد كده ويستخدمها.
وكل مهمة ليها المساحة اللي بتشغلها من نطاق انتباهنا.. فالمهام البسيطة مثلا بنعملها واحنا مش واخدين بالنا.. تلقائي كده فمش بتشغل مساحة كبيرة من انتباهنا
والمهام المعقدة بتحتاج مننا تركيز وانتباه شديدين
وبناء عليه.. ممكن نعمل عدد من المهام البسيطة في نفس الوقت زي انك مثلا سيدتي العزيزة ترتبي الهدوم وتحطيها في الدولاب وانت بتتكلمي في التلفون مع اختك
أو ممكن يا صديقي تكون بتتمشى بالكلب بتاعك بينما انت بتشرب عصير وبتسمع محاضرة على الموبايل
فده بنقدر نعمله ببساطة لإن كل مهمة من دول شغالة بحاسة مختلفة ومشغلين منطقة مختلفة من المخ عن التانية فمبيحصلش تعارض ما بينهم
لكن على عكس المهام البسيطة بقى.. المهام المعقدة مينفعش نجمع ما بين اتنين منهم في نفس الوقت جوا نطاق انتباهنا.. وده لإن المهمة المعقدة بتشغل أغلب نطاق انتباهنا فعلا والمساحة الباقية من نطاق انتباهنا بتكون وظيفتها انها تخلينا واعيين بالطريقة اللي شغالين بيها على المهمة المعقدة والطريقة اللي عايزين نخلص بيها الشغل
بس ممكن مع بعض المهام المعقدة أننا نعمل مهمة بسيطة ع الهامش.. زي مثلا انك تقعد تصلح المروحة يوم الجمعة وأنت قاعد تسمع حلقة أخضر.. مفيش تعارض بين المهام هنا ..
بس طبعا لازم نحذر من التحميل الزايد على نطاق انتباهنا لأننا لو شغلناه أكتر من اللازم هنلاقي نفسنا بيحصل لينا مواقف زي اننا ندخل الأوضة وننسى احنا دخلناها ليه.. او تروح عشان تجيب معلقة من المطبخ تروح فاتح التلاجة .. بتحصل كتير بصراحة..
والسبب هنا صديقي أنك حملت على نطاق انتباهك أكتر من اللازم وبتدفع فاتورة التحميل ده بأنك مش قادر تركز على أي حاجة خالص!
وعشان تركز على الحاجات المهمة ومتشغلش انتباهك أكتر من اللازم لازم تتعلم التركيز الفائق..
التركيز الفائق
ايه التركيز الفائق ده؟ ده اللي هيساعدك تكون أكثر إنتاجية وتنجز في الساعة الواحدة أكتر من اللي كنت بتنجزه في يومك كله اللي مليان مشتتات ومهام مش ضرورية..
لأننا ببساطة هنشغل نطاق انتباهنا بمهمة واحدة فقط مفيدة وليها معنى بالنسبة لينا.. والمعنى ضروري لإنه هيخلينا نكمل كل ما ذهننا يسرح مننا واحنا شغالين
ايوة أدخل في التركيز الفائق ده ازاي؟ عندك أربع خطوات..
- أول خطوة أنك تحدد مهمة هادفة وليها معنى بالنسبة ليك ووجه انتباهك ليها..
- بعدين.. اتخلص من كل المشتتات الموجودة حواليك ومن قبل ما تظهر أصلا زي ما قولنا.. لان مجرد ما تسمع صوت النوتفكيشن هتكون سرحت.. فسيب موبايلك والمشتتات بعيدة عنك أفضل.. وممكن برضو تستعين بملخصات أخضر عن ازاي تصنع بيئة خالية من المشتتات وهتدعيلي.. على ضمانتي متقلقش
- تالت خطوة.. ركز على الشيء اللي حددته
- ورابع وأهم خطوة .. إنك كل ما ذهنك يسرح وتركيزك يتشتت ترجع تاني تركز على المهمة اللي قدامك
منين بقى يا أخضر؟ منين تركيز ومنين بسرح؟
يا صديقي شرود الانتباه أو السرحان ده شيء طبيعي تمامًا.. مين قالك اننا بنحاول نخلص منه؟ ده مستحيل أصلًا .. احنا بس بنحاول نقلله في المدة اللي قررنا نركز فيها ..
التركيز المتناثر
وأقولك على حاجة كمان؟ .. السرحان دي شيء إيجابي ولو عرفنا ازاي نستخدمه صح، هنعرف نخطط لمستقبلنا بشكل أفضل وناخد قراراتنا الصعبة بشكل أكثر فعالية ونحسن كمان من حالتنا النفسية والذهنية
وده عن طريق نوع تانى من التركيز .. اسمه التركيز المتناثر
والدخول فيه شيء في منتهى السهولة.. ما عليك إنك تقعد كده..
في سلام.. وتسيب مخك يسراااااح.. براحته تماما..
السرحان ده بيساعد مخك على ربط الأفكار القديمة ببعض وتكوين أفكار جديدة والتسريع من عملية ربط الأفكار اللي كانت بتتكون بالفعل وبسرحاننا ده بنديها الفرصة انها تِتكَوِّن وتظهر على السطح
والسرحان اللي هنا يفرق عن اللي احنا نعرفه في إنه سرحان مقصود.. بندخله بإرادتنا.. ومش بس بإرادتنا لكن ممكن نطبقه بتلت أنماط:
- أولهم نمط الاقتناص وده الأفضل لتحديد ايه اللي بيدور في ذهنك..
ومطلوب منك بس أنك تجيب ورقة وقلم وكوباية شايك الجميلة وتقعد في مكان هادي لعشر دقايق كده.. وتِفَعَّل التركيز المتناثر وتسراااااح
ووانت سرحان كده هتقدر تصطاد كل الأفكار القيِّمة والمهمة اللي جت على وتسجلها على طول .. ناس بقى عايز تسأل عليهم .. فكرة جديدة للشغل.. حاجة كنت المفروض تعملها ونسيت .. وكل ده لأنك إديت لعقلك استراحة كان محتاجها فعلًا وهتفيدك ..
- تاني نمط هو تحطيم المشكلات..
وبتحتاج برضو نفس الورقة والقلم وجلستنا اللطيفة وسرحانااااا اللطيف.. لكن هنخلي سرحاننا متمحور حوالين مشكلة واحدة شاغلة بالنا.. بحيث اننا نعمل عصف ذهني ونسيب عقلنا يربط خيوط المشكلة دي ببعضها ويستكشفها من زوايا مختلفة.. وهتلاقي نفسك خرجت بحلول مختلفة ومبدعة لأن النمط ده بيمنح ذهنك المساحة والحرية اللي محتاجهم عشان يبدع ..
- تالت نمط والأخير هو النمط المعتاد.. وده النمط الأبسط والأقوى لتجديد النشاط وربط الأفكار ببعض وبينصح الكاتب أننا نمارسه كتير
وتطبيقه كالآتي.. تعمل حاجة أنت متعود تمارسها ومش بتستهلك كتير من انتباهك.. زي انك تتمشى أو ترسم أو تعمل أوريغامي.. المهم أنها هواية بتحبها وركز على انك تسيب لمخك الفرصة انه يسرح ويربط الأفكار مع نفسه.. وبرضو زي اللي فاتوا يكون جمبك ورقة وقلم تسجل فيهم الأفكار اللي بتخطر على بالك في لحظتها.
التركيز الفائق واستعادة طاقتنا
طيب هل دي بس فوايد التركيز المتناثر؟
لا يا صديقي.. لسه ليه فايدة كمان وهي إعادة شحن طاقتنا.. أيوة طاقتنا بتخلص!
يا إما بقلة النوم أو بتجاهل فترات الراحة ساعة الشغل عشان ننجز أكتر وبنبقى وقتها مش عارفين نركز لفترة طويلة وأغلب اليوم مُشتتين..
يا بننام نوم مريح عادي لكن خلال اليوم بتخلص مننا طاقتنا وبيقل نطاق انتباهنا وخصوصا كل ما نمارس التركيز الفائق ..
فهنا بتظهر فايدة التركيز المتناثر.. لأن ممارسته لمدة خمس أو عشر دقايق بس خلال فترات استراحتنا بيساعد ذهننا أنه يرتاح وبنستعيد طاقتنا الذهنية، وعشان نمارسه بفاعلية خلال فترة الاستراحة محتاجين نمارس نمط التركيز المتناثر الاعتيادي.. يعني نشوف هواية او فعل بسيط نعمله خلال فترة الراحة بحيث عقلنا يسرح وينطلق براحته عشان يستريح زي اننا نخرج نتمشى في مكان فيه مناظر طبيعية او نقرا حاجة مسلية أو نمارس هواية زي الرسم أو التصوير ..
ونراعي إن توقيت فترة الاستراحة يكون وقت ما نحس ان تركيزنا بدأ يقل، أو لما نكون لسه مخلصين مهمة كبيرة، يعني بلاش نستنى لغاية لما نحس اننا خلاص مش قادرين نكمل..
ومهم كمان إننا نغير من نظرتنا تجاه فترات الاستراحة، ونبطل نحس بالذنب لما ناخد راحة ونتخيل ان الوقت اللي هنستريح فيه ده وقت ضايع كان ممكن نستغله ونعمل فيه شغل أكتر..
لأن الحقيقة هي أن امتناعنا عن الراحة بيخلينا أقل إنتاجية عكس ما احنا فاكرين..
وعقلنا ده عنده طاقة ذهنية محدودة بنصحى بيها كل يوم.. والطاقة دي بتقل كل ما بنشتغل على حاجة وعشان كده محتاجين فترات الاستراحة عشان نعوض الطاقة دي ونرجع نشتغل بنشاط ..
لكن تجاهلنا لفترات الراحة بيخلينا نشتغل لغاية ما ننهار! فعلي ايه بقى كل ده؟
وقت الراحة هو أفضل استثمار ممكن تعمله عشان تنجز وتخلص شغلك، ولو عايز تحس بالذنب فحس بالذنب لما تشتغل كتير ومترتاحش.. ده اللي يستاهل فعلًا أنك تحس بالذنب بسببه
خاتمة
وأخيرًا.. لو عايز تنجز أي حاجة مهمة في حياتك خلي ليها هدف واضح في ذهنك، ولازم تكون عارف أن أداتك الأساسية لإنجازها هي التركيز .. أنهي تركيز فيهم بقى؟ الاتنين يا صديقي..
استخدم التركيز الفائق على الأقل مرة واحدة في اليوم، واستخدم التركيز المتناثر كل ما الفرصة تجيلك .. أيوة سيب عقلك يسرح هو عارف هو بيعمل ايه وهتلاقي عندك نشاط وقدرة أفضل على ربط الأفكار وكمان الإبداع والإنجاز ..
وبس كده.. سلام