كيف يعمل الخوف؟ ثقافة الخوف في القرن الواحد والعشرين

Book-Cover

مقدمة

تخيل معايا، لو طلبنا من شخصين يكتبوا قائمة بمخاوفهم، واحد عاش في القرن العشرين، والتاني عايش معانا دلوقتي، إيه اللي تتوقعه؟ كل واحد فيهم هيكتب ايه؟ 

شخص القرن العشرين، هتلاقي مخاوفه تقيلة وكبيرة، بتتكلم عن حروب ودمار شامل، عن اكتساح الشيوعية للعالم، وعن الكساد الاقتصادي، حاجات تهز العالم وتقلبه ١٨٠ درجة! إنما الشخص اللي عايش دلوقتي، هتلاقي القائمة اللي كتبها صغيرة، لكنها مركزة في تفاصيل حياته اليومية، علاقات سامة، السمنة، الفشل في الكارير، حاجات قريبة من كل واحد فينا. 

شايف الفرق بين الخوف زمان والخوف دلوقتي؟ الخوف زمان كان وحش كبير واقف على بوابة العالم، أما دلوقتي، بقى خوف جوانا، قلق بيطاردنا في كل لحظة وكل يوم، لكن ازاي وصلنا للمرحلة دي؟ إزاي الخوف اتغير بالشكل ده؟ وليه؟ الأسئلة دي مش هتلاقي إجاباتها إلا في كتاب "كيف يعمل الخوف؟ ثقافة الخوف في القرن الواحد والعشرين"، اللي هيكشف لك كل حاجة عن مطبخ الخوف وأسراره.

الشجاعة

فكر معايا، لما بتشوف حد خايف، إيه أول حاجة بتقولها له؟ "خليك شجاع"، الكلمة دي بقت زي العلاج السحري لأي خوف، لكن يا ترى، هل الشجاعة النهارده هي نفس الشجاعة اللي كانت زمان؟ زي ما الخوف اتغير مع الزمن، الشجاعة كمان اتحولت، زمان، الشجاعة كانت حاجة عظيمة، كانت بتظهر في اللحظات الفارقة، لما الواحد يواجه خطر كبير، ويضحي بحياته من أجل قيمة أهم، زي اللي بيشترك في حرب للدفاع عن بلده، أو اللي يساهم في مشروع قومي علشان يبني مستقبل شعبه.

لكن دلوقتي، الشجاعة بقت بتظهر في تفاصيل أصغر، بقت إنك تقطع علاقة سامة، أو تتخلص من عادة يومية سيئة، أو إنك تعيد بناء نفسك من جديد بعد ما تكون اتكسرت في بيئة عمل غير صحية، الشجاعة دلوقتي بقت حاجة فردية، بطولتها بقت إنك تنقذ نفسك، مش إنك تضحي عشان الآخرين، وعلشان كده، الشخص الشجاع دلوقتي مش بيتوصف إنه بطل، لكن بيُطلق عليه "ناجي".

الفرق ده بين شجاعة زمان وشجاعة دلوقتي، وازاي بقى عندنا مفهوم جديد للشجاعة، هتلاقيه بالتفصيل في الكتاب ده، "كيف يعمل الخوف؟ ثقافة الخوف في القرن الواحد والعشرين"، الكتاب اللي هيغير نظرتك للشجاعة والخوف تمامًا.

الخوف من المستقبل

بس تعرف إن الفلاسفة من زمان وهم بيفكروا في الخوف؟ 

قالوا إن الإنسان بيخاف من المجهول، من الحاجة اللي مش قادر يفهمها أو يتحكم فيها، ولما العلم والتكنولوجيا بدأوا يتقدموا، الفلاسفة قالوا إن البشر أخيرًا هيقدروا يهزموا الخوف، هيقدروا يسيطروا على المجهول، ويتخلصوا من اللايقين.

لكن الواقع كان مختلف، برغم كل التقدم اللي وصلنا له، وبرغم كل المعرفة اللي اكتسبناها، الخوف من المستقبل لسه مسيطر علينا، يمكن أكتر من زمان كمان، والمستقبل بقى بالنسبالنا زي صندوق مقفول، مش عارفين إيه اللي جواه، وده بيخلينا نسأل نفسنا، هل المستقبل شبه الحاضر؟ هل ممكن نفهمه؟ وهل عندنا القدرة إننا نأثر عليه؟

الأسئلة دي، والإجابات اللي هتغير تفكيرك بخصوص المستقبل والخوف منه، هتلاقيها في كتاب "كيف يعمل الخوف؟ ثقافة الخوف في القرن الواحد والعشرين"، الكتاب اللي مش هتقدر تقفله قبل ما تخلصه، 

لأنه ببساطة، بيديك المفتاح لفهم الخوف والمستقبل في وقت واحد.

عالم متشائم

عارف ليه بقولك المستقبل؟ 

أصل لما نبص للمستقبل من خلال عدسة الخوف، بنشوف صورة سودا وتشاؤمية، كأننا بنبص على قنبلة موقوتة، مستنيين اللحظة اللي تنفجر فيها، كل التوقعات بتصور لنا المستقبل كأنه فخ، لازم نسرع ونهرب منه قبل ما يقفل علينا، و السياسيين أذكياء، عارفين يستغلوا الخوف ده ويوجهوا الناس في الاتجاه اللي عايزينه، كأنهم بيبيعوا لنا الأمل على إنه الحل الوحيد.

لكن الحقيقة إن الخوف بقى عُملة الناس بتتعامل بيها وورقة رابحة في إيد اللي يعرف يلعب بيها، والموضوع بقى أخطر من كونه مجرد إحساس، الخوف بقى القوة اللي بتحرك الناس، بتخليهم يا يجروا في اتجاه معين، يا يبعدوا عن حاجة تانية، يعني عشان حد ياخد خطوة، لازم يكون فيه خوف بيجرّه.

الفهم العميق للخوف وتأثيره على حياتنا ومستقبلنا، هتلاقيه جوه صفحات كتابنا اللي بقولك عليه: (كيف يعمل الخوف)، ومش بس الكتاب هيعلمك عن الخوف، لكن هيغير طريقة تفكيرك في المستقبل كمان.

ثقافة الخوف

بس صحيح ليه مخاوف إنسان تختلف عن مخاوف إنسان تاني؟ 

السؤال ده محير، لكن إجابته موجودة في ثقافة كل مجتمع، كل مجتمع بيزرع في أفراده قواعد للخوف، بيحدد لهم إيه اللي يخافوا منه، وازاي يتعاملوا معاه، الحاجات دي اسمها "الاحترازات الثقافية"، زي ما يقولك خلي بالك من المديح المستمر، أو اهرب من شريك الحياة المتحكم الغيور، كل دي حاجات بيعلمها المجتمع لأفراده، وبيكون نتيجتها إن الخوف بيتحول لجزء من الحياة اليومية.

ثقافة الخوف بتتزرع فينا من خلال طريقتين، التنشئة الاجتماعية، اللي بتعلمنا القيم والمبادئ اللي لازم نؤمن بيها، وإيه الحاجات اللي لازم نخاف منها، وكل مجتمع بيبني نموذج شخصية مثالي، بيمثل كل الصفات اللي عايز يشوفها في أفراده.

ده السبب إنك تلاقي شخص شجاع، وشخص تاني خواف جدا، الفروق دي بين الناس وليه كل واحد بيتعامل مع الخوف بشكل مختلف، الكتاب ده، "كيف يعمل الخوف؟ ثقافة الخوف في القرن الواحد والعشرين"، هيجاوبك عليها، هيفتح لك عينيك على أسرار كتير جوه ثقافتنا.

الأمان

والكتاب بيقولنا إن لما الواحد بيخاف، أول حاجة بيدور عليها هي الأمان، ومستعد يضحي بحريته وخصوصيته علشان يحس بالأمان، وكمان يدفع فلوس علشان يوصل له، الزمن اللي إحنا فيه والثقافة الحديثة حولت الأمان لسلعة، بتبيع لنا يوتوبيا الأمان، بتقول لنا نشتري سكن في مكان معين، نستهلك منتجات معينة، نشتغل في شركات عندها ثقافة حديثة، وكل ده علشان نحس بالأمان.

لكن المدهش في الموضوع إن رغم إن الأمان دلوقتي أكتر من زمان، بس في المقابل الخوف كمان زاد، بقت أي حاجة صغيرة بنعتبرها تهديد خطير، زي إنك تعمل حفل شواء في بريطانيا، ممكن تتهم إنك بتهدد المناخ، الحاجة الملحة للأمان خلت الناس تدور على "مساحات آمنة"، محدش عايز يسمع انتقادات، أو أخبار سيئة، أو حتى أحكام على تصرفاته، لأن ده كله بقى تهديد مباشر.

للأسف، بقى كل واحد فينا بيدور على أمانه بنفسه، النجاة بقت فردية مش جماعية، لو عايز تعرف إزاي الحاجة للأمان غيرت فينا وفي علاقاتنا، اقرأ الكتاب، "كيف يعمل الخوف؟ ثقافة الخوف في القرن الواحد والعشرين"، هتندهش من حجم التأثير اللي الأمان والثقافة الحديثة عملوه في حياتنا!!

خاتمة

وأخيرًا عايز أقولك إن الخوف مش حاجة نقدر نشيلها أو نلغيها، لأنه جزء من طبيعتنا كبشر، اللي نقدر نعمله هو اننا نحاول نفهمه كويس، نعرف إزاي بيشتغل، علشان نتحرر من تأثيره ونتعلم إزاي ننظمه ونديره، لازم نعيد التفكير في تربيتنا الاجتماعية، نسأل نفسنا عن القيم اللي بنمشي عليها، ونتحدى نموذج الشخصية اللي المجتمع عايز يفرضه علينا، كده نقدر نربي جيل جديد ما يخافش من المستقبل، ما يبقاش عاجز أو متشائم، ويبقى عنده قدرة إنه يغير اللي حواليه.

لازم كمان نهتم بتعديل مفهوم الشجاعة في ثقافتنا، نوسع دايرتها، ونوضح إن الشجاعة الحقيقية ليها ثمن، وإنها بتعدي حدود الذات، في النهاية، إحنا مش هننجو لوحدنا، يا نهلك بالخوف سوا، يا ننجو مع بعض.

 وعلشان كدا هيساعدك كتابنا (كيف يعمل الخوف؟)؛ احصل على نسختك من الكتاب من دار مزيج للنشر والتوزيع..

اضغط على أيقونة شراء الكتاب دلوقتي واستمتع بأفكار الكتاب كاملة ^_^