لماذا لا تذهب الخراف إلى الطبيب

Book-Cover

المُقدِّمَة:

صديقي العزيز 

هل لاحظت قبل كده إن في أشخاص حواليك مش بيمرضوا غير نادرًا ؟

أو حتى سنهم كبير جدًّا لكن صحتهم كويسة ووشهم منوّر؟ ما شاء الله  ما شاء الله يعني يا صديقي !

لو بالفعل لاحظت ده فأنت على الجانب الآخر بتستغرب ليه أنت ممكن تتعب من أقل حاجة رغم إنك بتحاول دايمًا إنك تحافظ على صحتك أصلًا؟

 ودور البرد بينيمك في السرير واحتمال يوصل بيك الحال إنك تكتب وصيتك من كتر الألم والتعب والحزن اللي بتبقى حاسه!

تفتكر بقى إيه الفرق بينك وبينهم؟ وهل في سر أنت مش عارفه عن قوة الجسد؟ أو هل في ناس أصلًا ممكن تستغنى أحيانًا عن زيارة الطبيب؟ 

ويلا بينا نشوف إيه حوار الصحة والتعب دا؟ 

جهاز المناعة 

  ومبدئيًا علشان تكون الثقة متبادلة بيننا يا صديقي مش عايزك تقلق من الإرشادات الصحيّة اللي هقولهالك 

لإن المعلومات الطبية بتختلف عن الإرشادات الصحية، إزاي يعني يا أخضر؟ 

يعني المعلومات الطبّية  محتاجة لطبيب متخصص وفاهم ودارس وعنده مسؤولية كافية لتشخيصك وعلاجك،

 أما الإرشادات الصحيّة  فممكن تسمعها من صديق.. من شخص كبير.. من والدك.. من جارك أو  حتى من أخضررررررر ! 

وطبعًا تقدر تميّز هل هي مناسبة معاك ولا لا علشان تطبّقها وتمشي عليها. 

وأول وأهم نصيحة صحيّة أخضر هيقولهالك النهرده هيا: 

حافظ على قوّة مناعتك! 

أصل عارف ليه يا صديقي الخراف مش بتروح للطبيب زي ما ورد في عنوان الكتاب؟ 

لأنها يا إما بتموت من شدة الضعف والعجز عن مقاومة الأمراض أو بتتعافى لوحدها بسبب الجهاز المناعي القوي اللي اللي بيحارب الميكروبات والجراثيم المسببة للأمراض..

والجهاز المناعي دا هو اللي هو عندي وعندك وعندنا كلنا 

وهو أهم جهاز في حياتك  لأنه بيدمر الميكروبات من غير تدخل الطبيب كل شويه، وكمان بيحارب الجراثيم وبيخلي جسمك متحصن كويس..

 ومش معنى كلامي إنك تكبر دماغك من الأطباء نهائيًا يا صديقي!  

أو تهمل الدواء والعلاجات ! 

أنا بس عايزك تبقى عارف إن جسمك عنده رد 

فعل ذاتي ويقدر يعالج نفسه لكنه محتاج لجهاز مناعي قوي

لكن الدكتور المتخصص هو أكيد اللي هيحدد هل جسمك محتاج للتحاليل والعمليات والعلاجات 

ولّا ينفع نسيب المهمّة دي لجهاز المناعة في الجسم؟  

وما تنساش الحكمة اللي بتقول: "ما لا يقتلك يقويك!"

يعني الميكروبات اللي مش بتقتلك يا صديقي بتديك مناعة ضدّها بحيث لما ترجعلك - بعد الشر- تكون أنت أقوى! 

وعلى فكرة  ده بينطبق برضو على الأحزان والكوارث اللي بتعدي وتنتهي وبتخليك إنسان أقوى في مواجهة الصعوبات والألم. 

وده يخليني أرجع وأقولك إن المناعة القوية اللي بتحارب الميكروبات داخل جسمك نعمة من ربّنا سبحانه وتعالى، 

فلما تشوف شخص فعلا مش بيتعب غير نادرًا

اعرف إن ربنا كرمه بمناعة قوية، أو تاريخ عيلته من ناحية الأمراض كويس وسليم.. يعني العامل الوراثي برضو مهم، وبيبقى هبه من ربنا وبيساهم في قوة الجسم.. 

طب إزاي نتحكم في حاجة شبه دي؟ أصل يا أخضر الحاجتين دول نعمة من

ربّنا زي ما قُلت، ومالناش تحكّم فيه يعني! 

 صح يا صديقي! متفق معاك 

ولكن في المقابل في  جوانب في حياتك ممكن تتحكم فيها وفي نصايح مهمّة لو مشيت عليها كويس هتقدر تحافظ على صحتك وترفع من كفاءة مناعتك.. أنت أكيد عارفها.. بس لو ناسي أفكرك!

 - نظافتك البدنية أولًًا وثانيًا وثالثًا وآخرًا وكل حاجة! 

- وعلى فكرة نصيحة "استحمى بميه باردة" طلعت صح مش كلام ف الهوا لأن دا أحيانًا بيبقى عامل من عوامل رفع كفاءة جهاز المناعة .

- واشرب شاي أخضر.. آه شاي أخضر يا صديقي مش علشان الدايت بس هو مضاد للأكسدة.. 

- وخلي بالك من غضبك، وقلقك، وتوترك، وحزنك وألمك.. راقب المشاعر دي كويس علشان متزيدش وتوصل بيك لأمراض جسدية أو تظهر أعراض عليك بسببها. 

- وحاول تتحرك كتير يا صديقي.. وأنت على مكتبك ف الشغل أو قاعد مأنتخ في البيت هز رجلك كدا وحرك جسمك حتى وأنت قاعد متبقاش في حالة سكون كتير.. وقوم من مكانك كدا بلاش كل حاجة في البيت تبقى بالريموت كنترول علشان دا هيخليك كسلان.

الوقاية المبكرة

إيه  يا أخضر  النصايح دي.. أنت كدا جبت التايهه يعني؟ 

طب عيني في عينك كدا يا صديقي وقولي: بتطبّق الكلام ده فعلًا ؟ 

أنا عارف إنك أيوه بتسمع نفس الكلام ده كتيييير.. لكن للأسف مشكلتنا إننا مش بننفذ! 

والعبرة مش بالسماع وإنما بالتطبيق.. يعني عايزك تخلص الحلقة دي وأنت ناوي فعلًا تهتم بصحتك! 

ولو عايز تعرف سر يختصر لك كل اللي فات ده 

هقولك! 

"خلي عندك إرادة قويّة" 

لإنك بمجرد ما يكون عندك إرادة هتعرف تعمل كل ده بدون تذمّر ولا تأجيل. 

ولما تبدأ روتين الحياة الصحية 

حابب أفكرك بأهمّية الفحوصات والتحاليل، أيوه أيوه عارف بقالك سنة بتقول هحلل فيتامين د 

مستني إيه طيب يا صديقي؟ مستني الألم في جسمك يزيد أكتر من كده؟ 

التحاليل والفحوصات المستمرة حاجة مهمة جدًّا يا صديقي.. واللي هي بتكون عبارة عن تحاليل الدم وتحاليل الفيتامينات والكالسيوم والغدد 

والفحوصات.. زي فحوصات القلب والضغط والكولسترول والسكر 

وفحص البقع على الجلد 

وفحص الأسنان والعظام والقولون

والاهتمام بالتاريخ المرضي لعيلتك 

والكشف المبكر عن الأمراض الصعبة في حال أي شك -لا قدّر الله-

لأن الوقاية زي ما بيقولوا خير من العلاج! 

وخصوصًا الوقاية المبكرة من أمراض القلب والرئة والسرطانات ومضاعفات الأنفلونزا.

وأنت أكيد سمعت عن الطب الوقائي  أو Preventive medicine 

وده مش تخصص معين، والهدف منه مش علاج الأمراض نفسها، لكن بيساعدنا إننا نتجنبها من البداية أصلًا. 

وعندي ليك كام معلومة كده للوقاية من بعض الأمراض -كلنا عارفينها لكن مش بننفذها-: 

- زي إن أكلة السمك مرة في الأسبوع -أيوه بتاعت يوم الجمعة دي اللي أنت مش بتحبها- بيقلل من احتمالية إصابتك بالزهايمر .

- و إن آلام الظهر بتقل عند اللي بيمشوا وبيمارسوا الرياضة باعتدال.

-  ونسبة انخفاض إصابتك بسرطان الرئتين هتقل لو بطلت تدخين.

- ونسبة  إصابتك بحصوة الكلى هتقل لما تتعود إنك تشرب مياه كتير.

بس طبعًا لو حد متشائم سمع مني النصايح دي هيقولي بس بس يا أخضر، ما أنا ممكن بكرة أتخبط بعربية وأموت 

كله رايح.. 

الحفاظ على الجانب النفسي

الله يبشرك بالخير يا صديقي، طب إيه رأيك بقى إن التفاؤل والاهتمام بالجانب النفسي 

عامل مهم في جانب الصحة 

أيوه صحيح  الموت حقّ ولكن ربنا سبحانه وتعالى قال: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} مش كدا ولا ايه؟

يعني مهم جدًّا نحافظ على نفسنا، وسلامة أرواحنا وأجسادنا حق علينا.. 

ونفسيتك كمان مهمة ها؟ فماتبقاش متشائم بزيادة

لأن مشاعرك وأفكارك بتأثر  على صحتك الجسدية -اه زي ما بقولك كده-

العوامل النفسية والمواقف الشخصية ليها دور في تعزيز صحتنا وقدرتنا على مقاومة الأمراض!

 علشان كده بننصح دايمًا بالرضا والقناعة والمعنويات العالية وإنك تكون بين صحبة إيجابية وشلة مُقبِلة على الحياة مش صحاب يسدوا النفس..

لأن في دور خفي لأفكارنا ومعتقداتنا ونسبة الأمل اللي في قلوبنا.

السعادة والتفاؤل بيساهموا في تحسين مناعتك وصحتك، والدراسات أثبتت إن 40% من الأمراض مرتبطة بحالتنا النفسية ومزاجنا الخاص! 

وإن المتفائلين بيعيشوا بصحة أفضل..

وبترتفع عندهم كفاءة المناعة، وبيعرفوا يستفيدوا من العلاج اللي بياخدوه 

ده غير علاقتهم الطيّبة بالآخرين. 

عرفت بقى يا صديقي ليه أخضر دايمًا بيحاول يحفزك نفسيًّا وبيخاف عليك من السلبية والاكتئاب؟ 

لإن النصايح النفسية مهما كانت بديهية ومعروفة احنا برضو محتاجين اللي يفكرنا بيها . 

علشان كده كتير من الدكاترة المتخصصين في الأمراض الصعبة بيحالوا يدعموا المريض نفسيًّا ويزيدوا من نسبة الأمل عنده 

وبيعلموه التأمل والتفكير بهدوء بالإضافة طبعًا لأخد العلاجات المعروفة. 

 علاقة الطبيب بالمريض

وده يخلينا نتكلم شويه في نقطة الدكاترة، كلنا أكيد لينا تجارب سلبية وإيجابية مع الدكاترة

ولو فكرنا في التجارب الكويسة هنلاقي  إنها مش بس كان فيها علاج مناسب وبيجيب نتيجة.. لأ! ده كمان الدكتور كان مستمع كويس وكلامه فيه إنسانية وبيديك وقتك وبيحاول يدعمك..

علشان كده لو  أنت أو حد من أسرتك مضطرين تروحوا لمستشفى، خليك حريص على اختيار مستشفى كويسة

وأطباء سمعتهم كويسة لزيادة الراحة النفسية. 

ولو أنت طبيب حاليًا أو طبيب المستقبل 

مهم جدا تتعامل مع المرضى بهدوء وأمانة واديله ودنك.. اسمعه..

لإن الدكتور اللي بيتعامل بفتور ومش بيدي وقت للشخص، ممكن يخلي الشخص ده يخرج من عنده بنفسية أسوأ من اللي دخل بيها 

أصل المريض محتاج اللي يطمنه قبل كلّ حاجه ويحس بيه فعلًا ! 

ومش معنى كلامي إن المريض يبقى هجومي أو فوضوي، لازم هو برضو يراعي المسؤوليات اللي عند الدكتور، ويحاول يحضّر أسئلته المهمّة وما يعملش قلق ودوشة في المكان ولا يتعارك ويصرخ  بدون داعي علشان دوره اتأخر مثلًا! 

الدنيا مش فوضى يعني! 

الدكتور ده إنسان وله طاقة زينا، بل وكمان بيتحمل مسؤوليات كتيرة جدًّا.. وكلنا شوفنا وقت كورونا قد إيه الدكتور كان معرض للخطر ، وكتير من الدكاترة والممرضين والعاملين في المجال الطبّي ماتوا من غير ما حد يعرف أساميهم أو معاناتهم. 

تمام كده يا صديقي؟ تمام إن شاء الله..

علاقتنا بالأكل

ونيجي بقى لنقطة جديدة أهميتها مش بتقل عن أهمية الجانب النفسي والعلاقة بالدكتور

وهي العلاقة بالأكل 

للأسف بقى في خلل واضح و رفاهية زايدة في العصر الحالي ساهمت في انتشار واسع للسمنة حتى عند الطبقات الفقيرة !

احنا أجدادنا  زمان كانوا بياكلوا علشان يبقى عندهم طاقة وقدرة على الحركة والعمل 

في حين إننا حاليًا بقى عندنا إدمان للطعام لدرجة الوصول للتخمة وصعوبة الحركة! 

وعلشان كده موضوع الأكل ده خصوصًا محتاج للتوازن.. يعني لا إفراط ولا تفريط

ما ينفعش الأكل يبقى مصدر متعتنا الأولى ولا ينفع نبقى مهووسين بالريجيم والنحافة! 

لإن الأكل يا صديقي بيأثر على جسمك إما بالسلب أو الإيجاب، علشان كده قبل أي أكلة حاول تسأل نفسك تأثيرها على جسمك هيكون عامل إزاي؟

عندك مثلًا الذاكرة القوية وحدة الذكاء مرتبطة بأكل السمك..

أما الدهون والأكلات السريعة بتسبب الغباء والخمول! 

و"السكر" مثلًا يعتبر من أخطر المواد اللي بتدخل لجسمنا، وفي وقتنا الحالي هو المسبب الأول للبدانة بسبب إن الفائض منه بيتحول بسهولة إلى شحوم 

دا غير بقى الإصابة الملحوظة بمرض السكري  غير تسوس الأسنان واختلالات الكبد والإصابة بالسل والأكزيما .

والمشكلة في السكر إن الناس مش متخيلة إنها ممكن تستغنى عنه! 

مع إنهم ممكن يستبدلوه بالفواكه الحلوة والعسل ..

يعني الكورة في ملعبك  يا صديقي

ولازم تخلي بالك حاليًا من مرض السكّر خصوصًا لو بتعاني من البدانة لإن مرض السكر اتحول لوباء حرفيا وانتشار جدًّا وبقى واحد من الأسباب الأربعة الرئيسية للوفاة حول العالم .

وأنا هنا مش بقولك احرم نفسك واقفل معدتك تمامًا، لا يا صديقي بلاش فكرة الريجيم تسيطر عليك وتخليك كاره نفسك.. أنا بقولك غيّر نظام حياتك وخليه صحي 

يعني اتعامل مع الأكل الصحي كأسلوب حياة مش كشيء أنت بتعمله لفترة مؤقتة وهترجع تنتكس بعده! 

تغيير البيئة

ولو ناوي تسافر قريب أو تغيّر جو يا صديقي

ما تستغربش من التغيير المفاجئ اللي ممكن يحصلك والتعب اللي ممكن يطب عليك! 

أصل التغيرات المفاجئة ممكن تخليك عُرضه للمرض

وافتكر كده كم مرة سافرت وبدل ما تستمتع بالرحلة فجأة تلاقي ده معدته وجعاه وده جاله دور برد، وده  عنده أرق وصداع ومش عارف ينام! والجو  العام فعلًا بيتعكنن.. 

والسبب في كده هو السفر  والظروف الطارئة اللي بتزيد من ظهور الأمراض بسبب إن جسمك اتنقل لبيئة مختلفة ومناخ مختلف وبالتالي جهاز المناعة ضِعف..

فخد معاك  شوية علاجات احتياط وهيئ نفسك لأي طوارئ.

وأخيرًا 

وبعد ما تقفل الحلقة دي بقى عايزك تقوم كده تشرب مياه كتييير 

وتحافظ على حبوب الفيتامينات بتاعتك أو تبدأ تاخدها بعد استشارة الدكتور 

وتعملك حالًا كوباية شاي أخضر كده وحاول تروق وتقلل توتر وقلق، وفوّض أمرك لله ^^ 

معلش يا صديقي هي شوية حاجات تشوفها بسيطة بس كل الهدف منها صحتك وأنك تبقى عال العال! بتمنالك صحة بومب وحديد.. وبس كده، مع السلامة!