ماذا حدث لك؟ محادثات حول الصدمة، الصمود، والشفاء

Book-Cover

مقدمة:

ده كريم صاحب سليم، سليم بقاله فترة بيقول أنه بيتصرف تصرفات غريبة، بقى منعزل وسريع الغضب على عكس عادته، وبقى يتوتر جامد بمجرد ما حد ينادي عليه، أو فجأة كدا في وسط أي خروجة يقلب مود "كله رايح" ويبقى عايز يروح علطول.. فسليم سهر طول الليل على النت يدور على السبب لحد ما قالك "اااه! الواد ده عنده ترومبا!"

أخضر: ترومبا ايه بس يا صديقي، قصدك تروما
سليم: أيوة هو الدور اللي ماشي فالبلد ده، شكل الواد كريم اتعدى

أخضر: اتعدى ايه بس متقلقناش عليه، أنا هقولك التروما دي بتيجي ازاي..

سليم (مقاطعًا): ايوة يعني برضو ماله؟ واتعدى ازاي؟ وده يروح لدكتور ايه ولا نعالجه ازاي؟

أخضر: اديني فرصة أجاوبك، كريم عنده مشكلة يا سيدي، بس أنت بالشكل ده مش هتوصل لإجابة سليمة يا سليم.. لأنك بتسأل السؤال الغلط، سؤال "هو ليه كدا؟" مش هيوصلك لحاجة، الأصح اننا ندور "هو حصله ايه؟" عشان نقدر نفسر التصرفات دي ونساعده. وعلفكرة أنت لو بتسمع ملخصات علم النفس والاجتماع وحلقات أخضر كاست على تطبيق أخضر كنت عرفت الكلام ده من غير ما أقولك

سليم (بنفاذ صبر):  وبعدين؟

أخضر: حمله دلوقتي.. 

سليم: حاضر هحمله.. كريم بقى..

أخضر(مقاطعًا): واشترك في الباقة المميزة

سليم: حاضر هشترك.. هنعمل ايه لكريم.. هنسيبه كدا ولا

أخضر (مقاطعًا): ..واسمع آلاف الملخصات وحلقات أخضر كاست في 15 دقيقة بلا حدود

سليم(بزهق): يا عم خلينا في كريم

أخضر: يابني ما أنت هتساعده أكتر لو بتسمع كل يوم ملخص في علم النفس وأنت في الجيم أو وأنت سايق عربيتك.. واهدى بقى ها اهدى

بس بعيدًا بقى عن كريم وسليم، خلينا احنا في حلقة النهارده اللي مبنية على كتاب "ماذا حدث لك؟ محادثات حول الصدمة، والصمود، والشفاء || What Happened to You? Conversations on Trauma, Resilience, and Healing" للطبيب النفسي وعالم الأعصاب بروس بيري || Bruce Perry والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري || Oprah Winfrey

١- إيه اللي بيحصل جوا عقلنا؟

فتعالى بقى قبل أي حاجة نبص جوه عقلنا عن قرب فعليًا يعني.. احنا هنخش جوا العقل، مفيش أقرب من كدا.

بيقولك يا سيدي، العقل ده عامل زي الهرم المقلوب

 ومتقسم 4 اجزاء، احنا هنركز على أول جزء، وهو جذع الدماغ، والجزء ده مسئوليته بتقتصر بس على مهام الجسم البدائية، زي تنظيم عملية التنفس وضربات القلب، مالهوش بقى دعوة بالتفكير ولا اللغة ولا غيره، كل الكلام ده بتاع الأجزاء الأعلى منه. 

طيب إزاي عقلنا اللي عامل زي الهرم المقلوب ده بيتعامل مع العالم الخارجي؟ والله العقل بيستلم معطيات العالم الخارجي من خلال حواسنا الخمسة اللي احنا عارفينها كويس، بيستلمها في انهي منطقة بقى؟ ايوة.. جذع الدماغ، وهناك العقل بيبدأ يعالجها عن طريق انه يربطها بقاعدة معلومات قديمة متخزنة عنده، اللي هي الذاكرة، ودي بتبدأ تتكون في فترة الطفولة المبكرة أو ال9 شهور الأولى تحديدًا، لأن وقتها الطفل بيبدأ يستكشف العالم على مهله، كل حاجة بتبقى جديدة عليه، فالعقل ساعتها بيستقبل مدخلات حسية كتيرة جدًا هو مش فاهمها، فالمدخلات دي زيها زي اي معلومات تانية، بتبدأ تمر على هرم العقل وبتتبعت لاجزاء مختلفة من الدماغ اللي بتربطها ببعض مع التكرار، يعني مثلا.. البيبي كل ما يشوف مامته بيسمع صوتها، فهنا معانا معلومتين؛ معلومة الصوت ومعلومة الشكل، ولأن المعلومتين دول دايمًا بيتكرروا سوا.. فعقل الطفل هيربطهم ببعض، فكل ما يسمع صوت امه هيتوقع يشوفها، وكل ما يشوفها هيتوقع يسمع صوتها.. وهكذا كل التجارب اللي بيمر بيها البيبي بتخلق روابط جديدة وبتعزز من الروابط الموجودة بالفعل، لحد ما العقل يبقى عنده شبكة كبيرة ومعقدة من الروابط العصبية اللي هتشكل قاعدة معلوماته اللي اتكلمنا عنها، ودي اللي بتبقى بعد كدا العدسة اللي الإنسان بيشوف ويفهم من خلالها العالم. 

الكلام ده بيبين لنا مدى صدق جملة "الطفولة هي الأساس"، احنا حرفيًا عقلنا بيتشكل وقتها، أنت لو دورت ورا كل تصرف مهما كان بسيط بتعمله هتلاقي أصله في الفترة دي، ده لأننا بشكل غير واعي بنتعلم كل حاجة وقتها.. حتى الحب.. أنت بتحب بالطريقة اللي أهلك حبوك بيها وأنت طفل، ده لأن عقلنا غبي ومش فاهم حاجة، هو بس بيعالج المعطيات اللي بتتحط قدامه وبيربطها ببعض، فأيًا كانت الطريقة اللي أهلك هيقدمولك بيها الحب وانت صغير، عقلك هيعلم على الطريقة دي ويشاور عليها ويقول باااس هو ده الحب.

 وطبعًا للأسف لو كان الطفل بيتعرض لعنف أو اهمال من أي نوع، فهو هيكبر فاكر إن ده الحب وهينجذب لعلاقات مؤذية، أو هيبقى مبيعرفش يحب، زي ما بنشوف دلوقتي كدا.

٢- في اللحظات الحرجة: عقلك بيعمل إيه؟

طيب أنا دلوقتي فهمت إزاي عقلي بيتعامل مع العالم، بس لسه مش فاهم برضو أنا ليه ممكن اتصرف بشكل غريب وغير مفهوم أحيانًا! هقولك.. احنا لما بنتعرض لأي موقف بنحس فيه بالتهديد بنمر بأربع مراحل، الموقف ده مش شرط يكون فيه خطر واضح على حياتنا، ممكن يكون موقف بسيط في يومنا بس حسينا فيه بتهديد، زي إنك تجاوب على سؤال المدرس قدام الفصل كله مثلًا.

رجوعًا للأربع مراحل.. خلينا نفترض إنك ماشي في شارع عادي جنب بيتك، فجأة سمعت صوت حد بيصرخ من بعيد بيقول "اجروا"، وقتها عقلك هيبدأ يقيم الموقف بشكل فوري، أول مرحلة هتمر بيها هي:

1-  الاحتشاد: وفيها هتبص للناس حواليك، هتراقب ردود أفعالهم عشان تتأكد اللي سمعته صح ولا لا، لو حد أكدلك انه سمع نفس الحاجة فهتنتقل للمرحلة التانية، ولو كنت لوحدك في الشارع فانت هتبدأ من المرحلة دي مباشرة..
2- وهي مرحلة التجمد، وفيها هتلاقي نفسك اتجمدت تمامًا، ودي محاولة من عقلك عشان يقيم الموقف ويشوف هل فيه خطر فعلًا ولا لا، ولو سمعت الصوت بيتكرر تاني فانت هتنتقل للمرحلة الثالثة:
3-  وهي الهرب، وهي باينة من اسمها، هتجري فورًا، بس لو كان الموقف أشد خطورة زي إنك تلاقي واحد بيجري ناحيتك زي المجنون وماسك سكينة فعقلك بينتقل لمرحلة:
4-  المهاجمة، وهنا هتبدأ تدافع عن نفسك بأي طريقة ممكنة.
وكل ما الإنسان اتقدم في المراحل دي كل ما توتره زاد، ومبقاش قادر يفكر كويس، وده لأن المعطيات دي بتفضل متعلقة في منطقة جذع الدماغ ومبتطلعش للمناطق الأذكى في العقل، وبسبب كدا بنسمع ناس كتير بتقول انها معرفتش تتصرف بشكل سليم لما حصلهم موقف مفاجئ أو خطير، ده عشان عقلهم كان مشغول انه يعالج الموقف المهدد ده ومش قادر ياخد قرارات مدروسة.

٣- التروما

وبعدين؟ بعد ما المواقف دي بتمر، هل العقل بيرجع زي الأول كأن مفيش حاجة حصلت، ولا ممكن المواقف دي تسببلنا تروما؟ والله.. ممكن.. وممكن، خلينا نقف الأول عند كلمة تروما شوية!!

 أنا عارف إنك زهقت من الكلمة دي، بس أخضر جايلك بالخلاصة.. التروما أو الصدمة النفسية مش بتحصل لأي حد في أي موقف والسلام كدا، لا ده في 3 عناصر لازم نرجعلهم قبل ما نقول أن الموقف الفلاني كان سبب بصدمة نفسية للشخص، والـ 3 عناصر دول هما

- الحدث.

- والتجربة.

- والأثر.

يعني ايه بردو؟! 

بص خلينا نرجع لمثال الشارع وهنعرف، كل اللي كانوا في الشارع وقت اللي حصل مروا بنفس الحدث، كلهم سمعوا شخص بيصرخ وبعدين اتفاجئوا بشخص بيجري وراهم بسكينة، بس مش كلهم مروا بنفس التجربة.. في اللي كان بعيد اصلا، وفي اللي اتهاجم بشكل مباشر، وفي اللي اتصاب بالفعل، كل دول مع أنهم مروا بنفس الحدث إلا ان تجاربهم كانت مختلفة، وبالتأكيد أثر التجربة دي هيكون مختلف، وده برضو بيرجع لعدة عوامل، أولهم العمر، ما هو أكيد مش هتقولي أن الطفل هيتأثر نفس تأثر شحط طول بعرض زينا كدا من تجربة زي دي، أكيد الطفل هيخاف أكتر والتجربة هتأثر فيه بعمق، تاني حاجة لو الشخص اتعرض لصدمات قديمة قبل كدا فهيتأثر جامد بالحدث ده، خصوصًا لو الصدمات القديمة دي بتتعلق بهجوم سابق، وتالت حاجة هي رؤية الفرد للعالم اللي الفرد على أساسها بيفسر كل حاجة بتحصله من خلالها، وكل ما كانت الرؤية دي سلبية زاد تأثر الفرد، وآخر حاجة هي العلاقات الاجتماعية، يعني الإنسان لو عنده علاقات صحية في حياته قادرة تدعمه فهيتجاوز تأثير الحدث الصعب ده بسرعة والعكس أكيد.

نرجع بقى لسؤالك، هل العقل بيرجع زي الأول كأن مفيش حاجة حصلت؟ لو هنتكلم حرفيًا فمفيش حاجة اسمها يرجع زي الأول، العقل مبيرجعش، مينفعش اللي عدى يتغير، ولكن اللي جاي ينفع يتغير.. وهقولك ده هيحصل إزاي بعد ما اجاوبك على نص السؤال التاني: "هو ممكن المواقف دي تسببلنا تروما؟" اديني قلتلك العوامل اللي بتخلي حدث ما يتسبب في تروما، هل التروما دي بقى هتأثر عليك؟ أكيد.. الصدمات النفسية مبتعتقش حد الحقيقة، بس الفكرة إن الأثر ده مبيكونش واحد عند الجميع ولا بيكون بدرجة واحدة، يعني في اللي ميبانش عليه ولا يلاحظ الأثر ده غير بعد سنين، وفي اللي للأسف بيتصاب بـ PTSD وبيفضل يعاني من اثر الصدمات دي في حياته اليومية. 

٤- اضطراب ما بعد الصدمة

إيه بقى ال PTSD اللي بنسمع عنها دي؟ ده يا سيدي اختصار لـ Post-Traumatic Stress Disorder يعني اضطراب ما بعد الصدمة، واللي بيتكون من 4 مجموعات من الأعراض: 

أول مجموعة هي أعراض التكرار، واللي فيها عقلك بيفضل يكرر عليك مشاهد من الحادث اللي مريت بيه كل شوية، وبيعمل كدا عشان يفهم اللي حصل، لأنه كل ما بيحاول يفسره في ضوء قاعدة المعلومات بتاعته مبيلاقيش أي حاجة شبهه، فبيعمل Error زي الكمبيوتر ويرجع يقولك مش فاهم، طب ما تعيده عليا كدا تاني؟ ومهما اتعاد عقلك مش هيفهم، لأن المعلومة دي مستحيل يكون ليها مكان في قاعدة المعلومات الموجودة، فبيضطر عقلك بعد معاناة كبيرة أنه يستخدم الحادث ده عشان يبني قاعدة معلومات جديدة، واللي للأسف مش هتكون إيجابية خالص. 


أما تاني مجموعة فهي مجموعة أعراض التجنب، ودي عادة بتحصل لما الشخص يواجه حاجة تفكره بالأحداث اللي حصلت.. فيبدأ يبعد عن الحاجة دي تمامًا. وبنلاقي الأعراض دي بتظهر بوضوح عند الأفراد اللي اتعرضوا لعنف من أهاليهم في طفولتهم، فبنلاقيهم بيبعدوا عن أي علاقات عاطفية ظنًا منهم أن هيكون فيها أذى ليهم، لأن ده كل اللي عقولهم تعرفه عن الحب، ولو حصل ودخلوا علاقات، فبيكونوا مش مرتاحين وخايفين طول الوقت حتى لو كانت العلاقات دي كويسة، لأن ده مش متوافق مع رؤيتهم عن العالم، واللي هي إن الحب أذى، ولذلك بنلاقي احتمال كبير أنهم يبوظوا هما العلاقة بنفسهم عشان يتخلصوا من القلق ده، ويخلوا عالمهم شبه رؤيتهم عنه بالفعل. 


تالت مجموعة هي التغييرات الحادة في المزاج، زي الاكتئاب وفقدان الشعور بالمتعة أو الشعور بالإرهاق العاطفي والجسدي طول الوقت. 
وآخر مجموعة هي أعراض الاستجابة للتوتر، زي القلق المفرط وارتفاع ضربات القلب أو عدم انتظامها والأرق.


لو أنت بتعاني من الأعراض دي نتيجة حادث مؤلم، فأنا عارف أنك غالبًا شايف كل حاجة سوداء دلوقتي، بس صدقني لو ركزت كويس.. هتلاقي نور، هو بعيد شوية.. بس في نور!! 

٥- عقلك: صاحبك وعدوك

ليه بقولك فيه نور؟ 

لأن احنا عمومًا كبشر عندنا القدرة أننا نعالج نفسنا بنفسنا في المواقف دي، والقدرة دي بتنقسم لجزئين؛ جزء فطري عقلنا متصمم عليه كلنا قادرين نوصله، وجزء تاني بنكتسبه.

 خلينا في الجزء الأول دلوقتي:

واحنا بنكبر، بنبدأ نطور طرق تحسسنا بالاستقرار أو تهدينا لو اتضايقنا أو قلقنا، الطرق دي بتختلف من شخص للتاني، قد تكون بالنسبة لك التمشية، أو بالنسبة لحد تاني الكتابة، وهكذا. 

ده بالتأكيد شيء كويس جدًا، اللي مش كويس بقى.. إن عقلنا زي ما قلنا غبي، فأحيانًا بيتجه لطرق غير صحية عشان يحقق ده، هو ميهموش أنها ممكن تضرنا على المدى البعيد، هو يكفيه أنها تحققله الحالة دي في اللحظة الحالية وخلاص.

أكتر الطرق دي انتشارًا هي الانفصال عن الواقع، ودي بتحصل لما تحس إنك مش قادر تواجه الموقف اللي أنت فيه، لما كل المؤشرات حواليك بتقولك إنك هتتأذي منه، زي ما تكون دخلت خناقة بالظبط واتفاجئت إنك ضعيف جدًا مش قادر تواجه اللي قدامك ولا تهرب منه، فساعتها عقلك مش هيلاقي حاجة يعملها غير أنه يجهزك تتضرب، ما هو "إن لم تسطع مقاومة الضرب فاستمتع" ، دا اللي بيقولهولك عقلك، وبيقولك على الأقل ابقى قمور وأنا بتضرب وشكلي مش مبهدل، فالقلب وقتها بيبدأ يهدي ضرباته، وجسمك بيفرز الهرمونات المسكنة، وعقلك بقى، يعمل إيه؟ هيقولك معلش، غمي عينك، اعمل نفسك مش شايف يا سيدي! وهو ساعتها هيعمل اللي عليه وهيفصلك عن كل اللي بيحصل، وده بيخليك تحس أن الوقت بقى بطيء جدًا أو كأنك خرجت برا جسمك وبتتفرج على المشهد من بعيد.

ودي حالة مشهورة جدا عند الأطفال اللي بيتعرضوا لأي نوع من التعنيف، لأنهم أضعف من أنهم يواجهوا، فمبيلاقوش مهرب من واقعهم المؤلم إلا جوا نفسهم، ومع الوقت بيبقى عالمهم اللي خلقوه ده هو المنطقة الوحيدة اللي بيحسوا فيها بالأمان، وبيفقدوا القدرة على أنهم يتكيفوا مع العالم الخارجي لما يكبروا.

نفس الكلام بالنسبة للإدمان من كل نوع، لأنه في الغالب مبيكونش جري ورا المتع اللحظية -زي ما الناس فاكرة- على قد ما هو طريقة لتجنب الألم والهرب منه.

ده كان الجزء الأول للعلاج، الجزء التاني بقى هو اللي احنا بنعمله دلوقتي، من أول سؤال "أنا حصلي إيه؟" لحد ما نفتح عيوننا ونشوف النور ونقربله.

٦- التعافي

أظن إنك دلوقتي عندك إجابة مبدئية لسؤالنا، بس هل الإجابة دي كافية للتعافي؟ عشان أكون صريح معاك، فلا، بس هي بداية كويسة جدًا، فخلينا ماشيين وراها، على الأغلب رحلتك مع الإجابة دي مكنتش.. ولا هتكون سهلة، بس الخطوة دي ضرورية، والألم اللي استعدته عشان تفهم الماضي ده كمان ضروري، متحاولش تهرب منه، لأنه مفيش أي مهرب، ومتحاولش تنكر صدمات الماضي، لأن ده مش هيغير حاجة إلا أنه هيزيد من معاناتك، ومتحاولش تخدع عقلك، عشان ده غبي وهيردهالك. مفيش حل قدامك غير إنك تقبل الماضي وصدماته وألمه زي ما هما. الحاجة الوحيدة اللي مش عاوزك تقبل بيها هي رؤيتك عن العالم، عقلك قادر يتغير زي ما أنت عاوزه، قادر ينور الضلمة.. ويلون السواد، بس اديله الفرصة، شجعه شوية، ساعده يأخي.

متخافش مش هقولك روح جلسات Therapy، رغم أنها خطوة كويسة جدًا علفكرة، ولو في مقدرتك تعملها.. فوجود مختص جنبك أكيد هيقصر عليك الطريق، بس احنا هنا ماشيين واحدة واحدة، فخلينا نقول إن الأهم من الثيرابي دلوقتي هو العلاقات، احنا لو هنقول في حاجة واحدة قادرة أنها تعالج الناس من كل صدمات الماضي فهتكون الحاجة دي الحب والانتماء للآخرين. 

لما تخلق علاقات صحية داعمة وتقرب من الناس، وتسمح لنفسك إنك تحبهم ويحبوك، عقلك هيستكشف تجارب جديدة، هيبدأ يخلق روابط إيجابية، وهيقدر مع الوقت يبني رؤية تانية غير رؤيتك عن العالم.. رؤية أنقى، مش هيكون أبطالها الألم والحزن والغضب والكراهية، هتكون مليانة حب وسعادة ورضا. 

فخليني اسألك مرة تانية…  "أنت حصلك إيه؟" قولنا في الكومنتات وشاركنا تجربتك.. سلام