المدخل لفهم سيكولوجية الإنسان المهزأ
مُقدِّمة
في تجربة معملية ما، أحضرنا ضِفدعًا ووضعناه في ماء على النار، وبدأنا نرفع درجة الحرارة تدريجيًّا، الطبيعي أن الضفادع لا تتحمل درجة الحرارة العالية وآخر استطاعتها 25 درجة مئوية، ولكن ضفدعنا ظل يتأقلم مع هذا الوضع ويتحمل زيادة درجة الحرارة، والغريب أنه لم يفكر أن يهرب أو يقفز من على النار، بل ظل حتى غلى الماء!
ما رأيك في تصرف هذا الضفدع؟
يمكن أن تراه مغفلًا ضعيفًا سلبيًّا، أو يمكن أن تجمع كل هذه الصفات في كلمة عامية أصيلة وهي أنه "مُهَزَّأ"،
ولكن أتصدق يا صديقي أن الإنسان أحيانًا يكون مُهزأً أكثر من هذا الضفدع؟
فمثلًا تجده يتأقلم بصعوبة على أوضاع لا تليق به ويقنع نفسه أنها ستتغير في ما بعد، أو في أوقات كثيرة يقول "نعم" وهو يريد أن يقول "لا"، كما أنه يشعر بأسف تجاه مشاعره الحقيقية، ويمكن أن تجده يقول: "لا.. لا شيء" عن موضوع يُمثل كل شيء بالنسبة إليه.
وهذه السلوكيات إن وضعناها على مقياس المهزأميتر، فسيقول لنا إن هذا الإنسان مهزأ أو في طريقه إلى ذلك.
ترى من الإنسان المهزأ؟
الإنسان المهزأ وغير المهزأ
- هو ليس شخصًا ضعيفًا بسبب إمكانياته وقدراته مثلًا.
- لا، بل هو شخص يتنازل ويسمح للآخرين أن يستهزؤوا بحدوده وحقوقه وكيانه برضاه.
- شخص منزوع الإرادة متساهل، وغير قادر على أن يرسم حدوده.
- إنسان يقول عن نفسه إنه طيب وعلى سجيته.
وفي الحقيقة هو ليس طيبًا، بل شريرًا على الكائن الوحيد الذي يقدر عليه، وهو نفسه، لأن الطيبة عمومًا لا تولد من رحم الضعف، وهذا من الفروق التي سأكلمك عنها في ما بعد.
ومقابل الشخصية المهزأة، الشخصية الحازمة أو التي يقال عنها في المجتمع الشخصية الرزينة:
- وهذا شخص يرفض أي محاولة استهزاء بحدوده أو حقوقه.
- ولا تقدر أن تأخذ منه أي رد فعل أهوج أو انفعال فوري غير محسوب، ولا يلزم أصلًا أن يكون له رد فعل في كل شيء يحدث حوله.
ومع الأسف، يوجد أشخاص في المجتمع عندهم اعتقاد بأن الشخص الحازم فظ عنيف، وأن الحزم يناقض رقة الإنسان وطيبته، والعكس هو الحقيقة، فالحزم يبرز رقة الإنسان ونبله، لأن الإنسان المتساهل المتراخي يقتل أي صفات جميلة داخله، وهكذا أيضًا عندنا مفهوم خطأ عن الطيبة والحزم، فدعنا نوضح هذه الفروق وندخل أكثر في دماغ الإنسان المهزأ.
فروق غير صحيحة
ونبدأ بأول فرق بين الطيبة واللطافة: الطيبة مرتبطة بحقيقة "من أنت"، أما اللطافة فمرتبطة بـ"كيف تريد أن تُرى"، وهاتان الصفتان يمكن أن تجتمعا في إنسان واحد، لكن ليس شرطًا أن يكون الإنسان اللطيف طيبًا أو العكس.
لم تفهم بعد، أليس كذلك؟ دعني أوضح لك يا صديقي..
الشخص اللطيف:
- لا يقدر على أن يَغضب أحد منه.
- هدفه في الحياة أن يكون محبوبًا من كل من حوله.
- يريد أن يكون موضوع رغبة من الناس ومحط أنظارهم.
أما الشخص الطيب:
- فهو شهم جدًّا ولا يتحمل أن يرى أحدًا في ضيقة أو متعبًا.
- لكن يمكن أن يصطدم بأقرب الناس إليه، خصوصًا إن شعر أن سلوكهم مؤذٍ أو مضر، سواء له أم لغيره.
- وليس مهتمًّا بأن يقدم نفسه بصفته شخصية محبوبة ظريفة للمجتمع.
أما المجتمع، الذي بسبب السطحية والمادية لم يعد يهتم بجوهر الإنسان ومعدنه بقدر ما يهتم بشكله، فإنه يرفع قيمة اللطافة على الطيبة، ويفضّل الإنسان اللطيف الذي لا يثير الجلبة أو القلق، وفي وسط هذا المجتمع يكون الإنسان اللطيف منتظرًا ليرى قيمته بعيون من حوله، ولا يقدر على أن يحدد إن كان يستحق أن يكون ذا قيمة أم لا، بل ينتظر من حوله ليحددوا.
وهكذا يكون كيانه وقيمته مشروطين باعتراف الآخرين، ويصبح تحت رحمة انتقادات الناس ومزاجهم وتقلباتهم النفسية، ومن ثم يقدم تنازلات لينال استحسانهم ويكون لطيفًا، وماذا إن كانت هذه التنازلات تؤذيه وتؤذي نفسه وتأخذ من وقته؟ لا يهم، المهم أن يكون لطيفًا، أو في الحقيقة، مهزِّئًا لذاته.
هكذا انتهينا من الفرق الأول، والآن ننتقل إلى الفرق الثاني وهو أن الإنسان المهزأ يخاف أن يكون شريرًا أو قليل أدب إن وضع حدود، يخلط بين الحدود والقسوة ويرى الحدود عداوة أو حالة من التعالي تجاه الآخرين، رغم أنها تنظم وجود الناس من حوله، لذا يا صديقي فهذه الحدود مملكتك، أفكارك، أحلامك، أنت!
فلا يوجد أي تعارض بين أن تكون إنسانًا طيبًا ودودًا مع الناس، وأنك حازم صارم تجاه حدودك وقواعدك التي وضعتها لنفسك ومن حولك.
أما الفرق الثالث فهو أن الإنسان يرى أن أخلاقه وتربيته قانون بشري عام، ويتوقع أن كل الناس يجب أن يتصرفوا بطريقته وتربيته، وإن لم يحدث هذا، يدخل في وضع "مصدومة بجد ومش بنطق ولا عارفة أرد"، ويبدأ أيضًا يتعرض لخيبات متتالية.
والفرق الرابع الذي يجب أن يُعرف هو الفرق بين التواضع وقلة القيمة، فالإنسان المهزأ يظن أن التواضع معناه السماح للناس بالتكبر عليه وأن يضيع قيمته الشخصية، لكن التواضع ليس هكذا نهائيًّا، التواضع لين ورفق وإقرار بالآخرين وأهميتهم، في حين أن قلة القيمة والتذلل تجعل الشخص يظهر عجزه وضعفه للآخرين وقبوله بأي شيء دَنِيء.
قناعات خطأ
الآن بالتأكيد خطر ببالك سؤال، ستقول لي: يا أخضر.. ما الذي جعل الإنسان المهزأ مهزأً؟
سأجيبك يا صديقي بالاستعانة بفرع في علم النفس اسمه السلوكية | behaviorism، الذي يقول لك إن القناعات تؤثر في سلوك الإنسان، وهذه القناعات تُزرع بداخلنا منذ الصغر وتسهم في تكوين الإدراك والوعي، ولدينا عناصر كثيرة تدخل معًا لتشكل شخصيات البشر، ومن أهمها:
- الجينات.
- والتربية طبعًا.
- والمتغيرات الاجتماعية.
ودعنا نتكلم أكثر عن دور عامل التربية والمتغيرات الاجتماعية..
الإنسان المهزأ مع الأسف تربى على قناعات خطأ، وسط مجتمع فيه بعض المفاهيم المتعلقة بالدين والمفاهيم الأخلاقية خطأ، والآن سنتناول أهم القناعات المهزأة التي تتكون في عقل الإنسان، وجعلته العدو الأول لنفسه.
1. وأول قناعة تقول: لم يقصدوا!
وهي أن يقبل الشخص المعاملة السيئة لأنه يخاف في أثناء رفضه أو اعتراضه أن يضايق أحدًا، فيريح نفسه ويقول بالتأكيد لا يقصدون.
2. وثاني قناعة لها علاقة بتقدير الإنسان لقيمة نفسه، فتجده يحتقرها ولا يرى لها قيمة، ومن ثم يتحمل مسؤوليات دون أن يحسب ويقدّر إلى من يقدمها ولماذا، فيستنزف طاقته ونفسيته ويضيعها على أشخاص لا يستحقون، فيشعر حينها أنه استُغِل، في حين أنه لم يطلب منه أحد شيئًا.
3. أما القناعة الثالثة فهي فكرة إرضاء الآخرين، حتى لو على حساب النفس، فيبدأ الإنسان يفكر في غيره قبل نفسه، ويوافق على شيء لا يريده دون حتى أن يكون تحت التهديد، يخرج مع أصحابه مثلًا رغم أنه يريد أن يقضي وقته في البيت، لماذا نزل معهم في حين أنه كان يمكنه ببساطة أن يقول إنه لا يريد؟ لأنه اعتقد أنهم سيتضايقون إن رفض ويقولون إنه لم يعد صاحبهم، ومواقف مشابهة كثيرة، وهذا يرجعنا مرة أخرى إلى الشخصية اللطيفة التي كان جل همّها أن تكون محبوبة في المجتمع حتى لو كانت ستضغط على نفسها، رغم أن الصواب أن يكون المرء راضيًا عن أي قرار في حياته، وكونه يبحث عن مصلحته فهذه ليست أنانية.
3.وآخر قناعة، هي أخلاق العبيد، يقول عمنا الفيلسوف نيتشه إن الأخلاق كلمة مطاطة جدًّا، لذا سنقسمها نوعين، أخلاق العبيد وأخلاق السادة، فالأخلاق اللطيفة، أخلاق الإنسان الغلبان أو المهزأ الذي لا يستطيع أن يحرج أحدًا خصوصًا الذين يؤذونه، ويقول في نفسه "أخلاقي لا تسمح لي بأن أحرج من يستغلني أو من يتعدى على مساحتي الشخصية أو من يظلمني، أو حتى أعترض، حتى لا أصبح قليل ذوق".
هذه الأخلاق المبنية على شكلنا أمام الناس اسمها أخلاق العبيد، أما أخلاق السادة فصاحبها قوي يحمي نفسه بأخلاقه ويضمن حقوقه وحدوده وكرامته.
أناس مؤذون
تخيل يا صديقي إن تشكلت عند الإنسان المهزأ هذه القناعات، فماذا سيفعل في المجتمع الذي يضم بالتأكيد شخصيات غير سوية عندها اضطرابات تربوية وسلوكية تتعمد نشر القهر وثقافة احتقار الذات، شخصيات تحب أن تتلاعب بالبشر، وليس لديهم أدنى مشكلة في أن يؤذوا الآخرين، وبالتأكيد هؤلاء ليسوا شياطين تمشي على الأرض، وليسوا أشرارًا طوال الوقت يؤذون الناس، إنهم بشر عاديون، لكنهم مرّوا في حياتهم بلحظات سيئة، والمشكلة أنهم يستخدمون ألمهم مبررًا لإيذاء غيرهم، هذا غير أن المجتمع ينشر أفكارًا من نوعية (فلان كلامه كالحجارة، لكنه طيب)، أو (الذين يضايقونك أحيانًا هم الأحن عليك)، وغيرها من العبارات المازوخية! D:
لذا تجنب خطأ خلط المفاهيم، الإنسان المؤذي مؤذٍ، لا علاقة لك بما داخله أو خارجه، لأن هذا يحولك إلى شخصية ضعيفة.
والآن نجيب عن سؤال كثيرًا ما سألناه في ظلمة الليالي: "لِمَ فعلوا بي هكذا؟ ولِمَ خانوا العِشرة؟ لِمَ؟ ولِمَ؟ ولِمَ؟"، وهذا هو الخطأ الثاني في التعامل مع الشخصيات المؤذية، وهو أن نحاول أن نفهم قناعة الناس عمومًا وطريقة تفكيرهم، ونجهد دماغنا ونضيع وقتنا في دوامة "لِمَ؟".
والغرض من هذه الأسئلة التي ليس لها إجابة واضحة، هو التشتيت حتى لا نعترف بالواقع، ونتقبل أننا تعرضنا لخسارة أو معاناة، والنتيجة أننا نضع أنفسنا في حالة من الرثاء البائس ونسجن أنفسنا في الماضي.
والخطأ الثالث خطأ غير عادي، خطأ يصيبك بصدمة مباشرة، وهو أن تظن أنك السبب أو المسؤول عن أذى الآخرين لك، أو إذا حدثت كارثة تلقي كل الأسباب على عاتقك وتتهم نفسك بأنك مقصر ولم تفعل كل ما يجب عليك، فمثلًا إذا كوّنت علاقة مع شخصية مؤذية أو غير سوية، واكتشفت هذا وانتهت العلاقة، هل ستظل تلوم نفسك وتقول كان يجب أن أتنبأ وأعرف من البداية؟
فلا تضع نفسك في وهم أن الخطأ خطؤك من البداية ولا تعِش داخل دوامة من جلد الذات المرضي، ومن ثم لا تستطيع تجاوز شعور الإخفاق القاسي أو الظلم، فجلدك لذاتك يعمّق هذا الشعور أكثر.
المهزأ الغاضب
عمومًا دع عنك الشخصيات المؤذية، وهيا نرجع إلى الإنسان المهزأ، ربما من خلال كلامي تكون قد كونت صورة عن الإنسان المهزأ أنه يجب أن يكون منكسرًا وصوته دائمًا منخفض، والحقيقة أن هذه ليست صورة كاملة، إذ يوجد نوع آخر من البشر تشعر أنه على العكس تمامًا، شخص عنيف جدًّا وصوته عالٍ ودماغه متحجر، عنده قناعة بأن احترام الآخرين له يجب أن يكون مبنيًّا على خوفهم منه، خوف من أن يؤذيهم، وهذا أيضًا شخص مهزأ، كما أنه ضعيف لأنه لا يستطيع أن يتحكم في سلوكه أو يطلب حقوقه بشكل حازم عقلاني، وهذا لأنه يغيب عنه شيئان:
- أولًا: لا يستطيع أن يقول "لا"، مثله مثل الإنسان المهزأ اللطيف الذي لا يستطيع أن يقول "لا" أصلًا بسبب انكساره وخضوعه، لكن الفرق أن المهزأ العصبي يقول "لا" بهمجية وفوضى.
- ثانيًا: لا يستطيع أن يفرق بين الغضب والعنف، ويستخدم التخويف بدلًا من الحزم ليحصل على حقوقه.
لكن يا صديقي لا أريد منك أن تظن أن الغضب شعور سلبي يجب أن تكتمه داخلك وإلا فستكون مثل المهزأ الغاضب، على العكس، الغضب انفعال إنساني ضروري جدًّا، إن كبتّه داخلك فستشوّه شخصيتك تحت تراكمات من الضيق والألم، وستشبه القنبلة الموقوتة التي تنفجر لأبسط الأسباب.
شخص آخر تمامًا
وإذا رجعنا إلى الإنسان المهزأ مرة أخرى...
- يا أخضر، لقد أُهين جدًّا هذا الشخص المهزأ، وبصراحة لقد قلت أشياء جعلتني أقول إن هذا أنا! فهل يوجد أمل في أن يتغير الإنسان المهزأ أم سيظل مهزأً طوال عمره؟
لا تقلق يا صديقي، يوجد أمل بإذن الله، ومن اليوم ستصبح شخصًا آخر تمامًا، أو ربما ليس من اليوم بالضبط؛ الأفكار والسلوكيات تحتاج إلى وقت ومثابرة لتتغير، لذا احذر أن تقع في فخ "يجب أن أتغير حالًا"، وتطالب نفسك بإجراء سريع فوري لا يتناسب مع الطبيعة البشرية، يوقعك في دوامة جلد الذات، المهم هو الصبر والسعي يا صديقي، وعمومًا نحن بالفعل حللنا نصف المشكلة، يبقى النصف الآخر، وفلسفة التغيير تبنى على تجديد الأفكار والرؤية وتبني سلوكيات أكثر نضجًا، وهذا يأتي بعد دراسة العيوب ومحاولة تفاديها بشكل واعٍ صادق مع النفس، لذا إذا أراد أي إنسان أن يخرج من منطقة المهزئين، فأولًا: يجب ألا يوبخ نفسه ويجلدها بسبب أخطائه القديمة، بل يجب أن يكون شاكرًا لها وممتنًّا لإخفاقاته، لأنها السبب في نقله إلى مستوى وعي أعلى، وسلطت الضوء على عيبه ليصلحه.
ثانيًا: يرفع ثقته بنفسه ويعتز بقيمته، ويتعامل مع أي إنسان لا يقدر على وجوده في حياته بحالة من اللامبالاة الهادئة.
وماذا عن الثالثة يا صديقي؟
يكون إنسانًا حقيقيًّا غير مزيف، لا يهتم برأي الناس أو انطباعهم، ولا يتحمل عبء أن يكون شخصًا مذهلًا محبوبًا من الكل.
وفي الطريق بالتأكيد ستواجهه صعوبات سواء من نفسه أو من الناس المزيفين أو المهزئين في المجتمع، لأنهم لا يستطيعون تقبل الاختلاف، لذا من النضج ألا تقف عند كل الانتقادات، اسمع الآراء واعرف ما الذي تحتاج إلى تغييره فعلًا، وما الذي ستتجاهله كأنك لم تسمعه.
رابعًا:
لذا يجب أن تتقبل أن تكون السيئ في رواية أحدهم، فلا تعطّل حياتك لكي تدافع عن نفسك كل يوم، وتَعايش مع نظرات الناس وآرائهم ما دمت على صواب.
خامسًا: لتبتعد عن منطقة المهزئين لا تنتظر ممن أذوك في يوم من الأيام أن يعتذروا إليك ويقبّلون رأسك، لأن هذا يبعدك عن التجاوز الحقيقي الذي يتأتّى من الوعي بأن قرار استمرار حياتك ليس بيد أي أحد غيرك، فمن يريد أن يرجع فليرجع، ومن لا يريد فليفعل ما شاء، لكنك على أي حال تسير في طريقك ولا تنتظر أحدًا ولا تنظر خلفك.
وأخيرًا يا صديقي:
لا تُضَحِّ بنفسك، وكن إنسانًا طبيعيًّا يفكر في مصلحته، وطبعًا لا يوجد أي تعارض بين أن تحب من حولك وتراعي احتياجاتهم، وأن تكون واعيًا بمصلحتك مهتمًّا بتحقيقها.
الخاتمة
وهكذا يا صديقي نكون قد وصلنا إلى آخر رحلتنا مع الإنسان المهزأ، وتكلمنا عن المشكلات التي يوقع نفسه فيها، والفروق الغائبة عنه، والقناعات الخطأ التي تربى عليها أو تشوهت بسبب المجتمع، وأريد أن أؤكد لك أنه ليس عيبًا أبدًا أن يكون لدى الإنسان مشكلات في شخصيته، أو مفاهيم سطحية جعلته هكذا، العيب الحقيقي أن يظل على حاله دون أي محاولة منه للتغيير.