إنسان بعد التحديث

Book-Cover

المقدمة

هذه الطفلة هي "جيني وايلي"، خرجت ذات يوم من البيت، واستغرب الناس كلهم من شكلها وطريقة ملبسها، وطريقة تواصلها مع الناس التي كانت همجية بشكل كبير كأنها لم تتعامل مع بشر من قبل!
أثار هذا الأمر ريبة الناس، وجعلهم يبلغون الشرطة كي يعرفوا قصة جيني، وهل هي مريضة أو تحتاج إلى مساعدة، وبالفعل دخلت الشرطة منزلها وعندها كانت الصدمة! اكتشفت الشرطة غرفة معزولة في البيت، كانت جيني تجلس في ركن فيها محبوسة، وعرفوا أنها محبوسة هنا منذ طفولتها وحتى سن 13 سنة! وكل هذا لأن والدها كان مختلًّا، وقرر أنه لا يريد إزعاجًا فحبس البنت ومنع أي تواصل بشري معها.. والنتيجة كانت ضمورًا لمناطق كثيرة في مخها، وتأخرها عقليًّا ونفسيًّا، وأصبحت لا تفقه أي شيء في التواصل البشري، وتعبر عن مشاعرها بهمجية لأنها لم تتعلم شيئًا!
هل أنت مستغرب؟ اسمع هذه أيضًا..

في فترة التسعينيات ظهرت طفلة أوكرانية تسمى أوكسانا مالايا، هذه الطفلة لظروف ما عاشت فترة كبيرة من طفولتها مع الكلاب، فمع الوقت أصبحت تقلدهم وتتصرف مثلهم! وأطفال كثر عاشوا تجارب أقسى من ذلك بكثير.. فتأثرت حياتهم بالطبع بالفترة الأولى من طفولتهم. 

هل أقلقتك على نفسك؟ ما زال القادم كثير.. سأخبرك كيف تعرف أنك لا تعيش بعقلية إنسان الغاب في القرن الحادي والعشرين.
ولو أردت أن تفهم أكثر عن النفس البشرية وطرق التفكير الأمثل وتحسن من قدراتك النفسية والعقلية، يمكنك الاستعانة بملخصات كتب تطبيق أخضر في 15 دقيقة ومن دون إعلانات.. نزّل التطبيق وستجد عليه حلقة اليوم المبنية على كتاب (إنسان بعد التحديث: دليلك العلمي للارتقاء النفسي)للدكتور شريف عرفة، والذي يقول إنك

1- النضج النفسي:

- لو فكرت قليلًا في طريقة تفكيرك وطريقة تعاملك مع مواقف مختلفة، ستجد أنك لم تصل إليها بين يوم وليلة، ولكنك قطعت شوطًا كبيرًا في اكتساب المهارات الذهنية والنفسية التي تمتلكها الآن، فمثلًا ما الذي يمنعك إن أعجبك شيء ما في يد غيرك أن تخطفه وتهرب؟ ما الذي يدفعك للاستئذان قبل أن تأخذ شيئًا ليس لك؟ ما الذي يجعل عندك مشاعر وتحزن وتفرح من أفعال الناس؟ التدريب والتواصل مع الناس والتجارب هم ما جعلوك على هذه الصورة.

- وكما أن هناك أشخاصًا مثل الطفلة جيني التي انعزلت عن العالم مما أعاق تطورها الطبيعي، فهناك آخرون مروا بظروف جيدة جعلتهم يتطورون بسرعة أكبر من الشخص الطبيعي، وهؤلاء من يطلق عليهم "المتفوقون نفسيًّا" واختلف وصفهم على مر التاريخ، فهناك من سمى الشخص المتفوق نفسيًّا ب"الإنسان الحكيم" ثم جاء أرسطو وسماه "الإنسان المثالي"، ثم كونفوشيوس الذي سماه "الإنسان الفاضل"، ثم جاء بوذا بفكرة "النيرفانا" وقال إن الإنسان المتفوق نفسيًّا هو الذي يستطيع أن يطفئ نار الشهوة والكراهية والجهل، وإن الإنسان بعد موته تعود روحه إلى الحياة مرة أخرى في جسم آخر -كلب أو قطة أو حتى جماد- على حسب أعماله، بينما لو وصل إلى النضج النفسي أو ما يسمى بـ "النيرفانا" فعندها ستنكسر الدائرة ويترك الحياة إلى الأبد :)

لكن بالطبع كان هناك آخرون يرون عكس ذلك،كابن سينا الذي قال إن النضج النفسي معناه أن تكون "إنسانًا حقيقيًّا"، ذهنك صافٍ لدرجة أن أفكارك ومشاعرك لها تأثير ملموس في العالم المادي من حولك.
وجاء جلال الدين الرومي وقال إن النضج النفسي أن نكون من خواص الله، ثم خرجت نظرية الإنسان الكامل، والدوبليكس، والسوبر مان، والإنسان المتحضر، ثم مرحلة تحقيق الذات لماسلو، والعادة الثامنة لستيفن كوفي… وغير ذلك الكثير والكثير من النظريات.
ولمعرفة أصل الموضوع سأخبرك بمراحل التطور النفسي الأربعة، وكيف يمكن أن نصل إلى أعلى مرحلة.

2- مراحل التطور

الإنسان ياصديقي مر بمراحل عدة حتى يمكنه الوصول إلى المرحلة الموجود فيها حاليًّا، ففي يوم من الأيام كان يسكن في كهف ويعتمد على صيد الحيوانات وجمع الثمار.
ثم تطور جدًّا وأصبح يمكنه أن يقسم الذرة "انشطار الذرة" ويستطيع أن يصل إلى القمر، أصبحنا نسكن بيوتًا آمنة، ولا نخاف المجاعات ونستطيع جمع احتياجاتنا من الأسواق، قلت تحديات الحياة عن السابق، فبعد أن كان الناس يقتلون بعضهم بشكل يومي من أجل الطعام والأرض، أصبحت هناك مبادئ وقيم، واقتصرت حاجات الإنسان على البقاء والتكاثر، ومن ثم تطورت عقلية الإنسان حتى تناسب البيئة التي يعيش فيها، وحتى عندما تطورنا وظهرت التكنولوجيا، تطورت عقلية الإنسان ونفسيته وتكيف مع هذا الوضع.

لكن يا ترى ما الذي تغير بالضبط؟ وكيف تغير؟
يقول الدكتور يحيى الرخاوي: "إن كل مرحلة من تاريخ الحضارة قد تركت أثرًا غائرًا ما زال باقيًا في نفوسنا، لدرجة أن مراحل التطور النفسي للإنسان الواحد من الطفولة إلى النضج تشبه تطور الجنس البشري نفسه عبر العصور"، وما هي مراحل التطور النفسي؟
أول هذه المراحل: إنسان الغاب، ثم إنسان الجماعة، يليه الإنسان المستقل، وفي النهاية الإنسان المستنير.
وملحوظة مهمة: هذه النظرية نظرية نفسية ليست أنثروبولوجية، ولا علاقة لها بالجدل الدائر حول تطور الإنسان بيولوجيًّا، الحديث هنا عن التطور النفسي فقط. وهذه المراحل مبنية على نموذج تطور "الأنا" لجين لافنجر.
وسنشرح كل مرحلة نفسية بتفاصيلها


مرحلة إنسان الغاب

فلنبدأ بإنسان الغاب: وهو الإنسان الذي كان يعيش في بدايات العصر "البلاستوسيني" في بيئة قاسية جدًّا، الغذاء وكل الموارد نادرة ولا بد أن تصارع للوصول لكل شيء، تخيل إنسانًا يعيش في بيئة كهذه، كيف سيفكر؟ بالتأكيد لن يفكر في المستقبل لأنه يمكن أن يقتل ولا يكون موجودًا غدًا، فسيصبح كل تفكيره أن يشبع غرائزه واحتياجاته كلها، أن يبحث عن الأشياء التي تجعله سعيدًا وحسب، يرى كل شيء إما أبيض وإما أسود، إما أن تأكلني وإما أن آكلك، ولم يكن مفهوم الانتماء قد ظهر لأن الظروف المعيشية كانت تجعل كل واحد يقول  "نفسي فقط".
ولو فكرت في الأمر ستعذره، فكيف لإنسان أن يفكر في معان سامية كالنجاح والانتماء والمجتمع في حين أنه لا يشعر بالأمان ولا يستطيع توفير احتياجاته الأساسية؟
مرحلة إنسان الغاب هذه تشبهنا ونحن أطفال، نريد تنفيذ طلباتنا كلها دون أي إحساس بالمسؤولية أو الغير، لا نستطيع أن نتحكم في أنفسنا وليس لدينا التزام تجاه أي شيء! لكن مع الأسف هناك من يكبرون في السن ويرفضون الخروج من هذه المرحلة، ويقف نموهم النفسي عند هذه المرحلة الأنانية ويستمر في كونه إنسان غاب طوال حياته!

المرحلة الثانية: إنسان القبيلة

المرحلة التي تلي إنسان الغاب هي إنسان القبيلة. 

بعد إنسان الغاب تطور الإنسان قليلًا، واكتشف الرعي والزراعة في عصر اسمه "الهولوسين"، هذا العصر كان له أثر كبير في تغيرنا بالكامل، وترك أثرًا في المادة الوراثية لدينا، لظهور مفهوم القبيلة والأقارب وضرورة وجود عزوة تحميك من قسوة الطبيعة، وكان هذا بالطبع أول خطوة في بناء الحضارة!
بدأ الإنسان يصبح مسؤولًا، وبدأ يراعي الناس من حوله ويتعلم ويخطط للمستقبل ويحترم القواعد، بدأ يعرف أن هناك ما هو صحيح وما هو خطأ، وأن هناك ثواب وعقاب على الأفعال، وأنه لا بد أن يفعل ما هو صحيح لأنه يحترم السلطة الأبوية، وحتى يصبح مقبولًا في المجتمع، وبالتأكيد ظهرت صفات كالتفاخر بالقبيلة ومعتقداتها وشكلها وأننا أفضل من الآخرين، وأي جماعة غيرنا ليست جيدة، وهي مرحلة نمر بها جميعًا في أثناء رحلة النضج النفسي، وبخاصة في المرحلة الابتدائية، ستجد الطفل في هذه المرحلة يكره ويتنمر على أي شخص مختلف عنه في الشكل والمظهر والمستوى الاجتماعي، وبالطبع لا يستطيع الجميع تجاوز هذه المرحلة، وهناك آخرون يقررون الاحتفاظ ببذرة المتنمر ويكملون بها طوال حياتهم ويحولونها إلى رفض أي شخص مختلف، أي شخص خارج "قبيلتك" الفكرية! وتجد أنه لو حدث له تحول فكري وقرر أن يتغير فإنه يترك هذه القبيلة الفكرية وينتقل إلى قبيلة أخرى ويرفض الخروج من تحت سيطرة الحكم الأبوي لمرحلة النضج النفسي التي تليها، وإنسان القبيلة يمجد ويتحمس ويدافع عن رأي جماعته سواء كان أخلاقيًّا أو غير أخلاقي.

المرحلة الثالثة: الإنسان المستقل 

لكن في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإنسان المستقل، تطورت الحياة بصورة أكبر وظهرت المدن والمصانع وأصبح هناك تنوع حضاري وديني وانفتح العالم على بعضه، لكن هذا التطور كله حدث بسرعة كبيرة، فلم تستطع عقول الناس أن تتكيف وتواكب نمط الحياة، فلم يستطع كل الناس أن يكونوا متسقين مع مستوى التحضر الذي وصل إليه العالم.. ستسألني ما معنى هذا الكلام؟
سأقول لك إنه مع التطور الكبير في حياتنا أصبح من العادي أن يخرج الإنسان من سيطرة السلطة الأبوية أو القبلية ومن فكرة التبعية الفكرية لجماعته، وتكون أفكاره نابعة من اختيارات شخصية وتشغيل للعقل، ويكون تقديره لذاته نابعًا عن تميزه ونجاحه هو، بمعاييره هو، ولا يستمد قيمته من قيمة القبيلة أو الجماعة التي ينتمي إليها.
فتفعل الخير لأنه ملائم لضميرك وأخلاقك لا لأنك خائف من أي سلطة، لا تميز ولا تتنمر على أحد لمجرد انتمائه إلى أي قبيلة فكرية ولا تحكم على الناس أو تصنفهم لمجرد اختلافهم عنك.
ومع الأسف قليلون من يستطيعون الوصول إلى هذه المرحلة من النضج النفسي، ولو حدث فإنه يحدث في مرحلة العشرينيات من العمر، لكن الشباب يخافون ويعودون مرة أخرى إلى القبيلة الفكرية الخاصة بهم، التي كانوا يشعرون فيها بالتشابه والأمان الفكري، لأن مسؤولية الاختيار والبحث والشكوك أحيانًا كثيرة ستضعك في ضغط اجتماعي أو مشاعر سلبية طوال الوقت، ومع الأسف هذه هي ضريبة النضج النفسي.


المرحلة الرابعة: الإنسان المستنير

أما المرحلة الأعلى من النضج النفسي هي: الإنسان المستنير
وهي تشبه المرحلة السابقة بشكل كبير، ولكن علاقة الإنسان بالإنسان تكون أعمق وتقدر القيم الإنسانية العليا مهما كانت متعارضة مع آرائك، لم تعد لديك أي مشكلة مع حماقة تصرفات الناس، ترى كل وجهات النظر للناس وتتعاطف معهم لأنك تفهم أسبابهم، تبحث دائمًا عن المثل العليا كالخير والعدل لكل الناس وليس لك فقط ولا لجماعتك فقط، لا أحد يمكنه أن يتلاعب بمشاعرك وأفكارك لأن مقدار الوعي الذي تتمتع به يجعلك مستقلًّا بمشاعرك وعندك ذكاء عاطفي كبير.
أصبحت أكثر سعادة لأنك أصبحت متصالحًا مع نفسك ومع كل من حولك، وسعادتك ليست مقترنة بأي شيء آخر. ويمكن أن يكون من الصعب أن يصل الناس إلى هذه المرحلة، ولو وصلت لها فستكون في منتصف العمر في الأربعينات أو الخمسينات.

والآن هل يمكنك أن تخبرنا في أي مرحلة من مراحل النضج النفسي تعيش الآن؟

تسألني وهل المطلوب منا جميعًا أن نصل إلى أعلى مرحلة من النضج النفسي حتى نكون مرتاحين؟ سأقول لك إن هناك رأيين في هذا الموضوع:

- الأول يقول لا فالتطور يضعك تحت ضغط لا يمر به الشخص العادي، وأحيانًا تشعر أن الأفضل أن تعيش في سلام وتنسجم مع الناس، ما دام هذا هو الأنسب لظروفك ومجتمعك! فالارتقاء أو النضج النفسي لا يكون مريحًا دائمًا، فرغم أنه صحيح فإن ضريبته كبيرة وأحيانًا تشعر أن الأسهل أن تتكيف مع الوضع بإيجابياته وسلبياته.

- والرأي الثاني يقول إنه لا بد أن تتطور ويرفض أن تندمج وتتكيف مع المجتمع السيئ الذي توجد فيه، ويشبه عدم التطور بشخص متكيف مع ذل العبودية، ورغم أن التكيف مع المجتمع هو الخيار الأسهل، لكن رفض الواقع والنضج النفسي هو الصحيح رغم صعوبته.

تشعر أن الكلام نظري قليلًا؟ تعال لنرى بعض الأمور التي تثبت كلامنا..

أمثلة على التطور والنضج النفسي:

1-  تطور الضحك: الضحك مثلًا في الوقت الحالي يختلف عنه من آلاف السنين، فهناك مجموعة من العلماء زاروا قبيلة معزولة عن الناس، ولاحظوا أنهم يضحكون على أشياء غير مضحكة، فمثلًا لو أن امرأة عجوزًا وقعت في بئر، وتحاول بصعوبة أن تخرج، فإنهم يجتمعون حولها ويضحكون، ومعنى ضحكهم هنا "أنا سعيد لأنني لست مكانك"، وحتى قديمًا كنت تجد أطفال القرى يركضون وراء شخص ويضحكون ويضربوه بالطوب وينادون "العبيط أهو"، الضحك والسخرية كانتا تأخذان شكلًا فجًّا ومليئًا بالإهانة، وهذا بالطبع له علاقة بمستوى نضجك النفسي، فلو كنت في مرحلة قليلة من التطور ستجد أنك تتجه للسخرية العنيفة والتنمر على أشكال الناس أو كل ماينقصهم.

ولو كنت في مرحلة عالية من التطور النفسي ستجد أنك تتجه للسخرية من نفسك ومن أحوال الحياة دون الإنقاص من شأن أي حد.
2-  تطور الزواج: حتى الزواج له مراحل تطور مثل مراحل التطور النفسي للإنسان، وكل مرحلة لها احتياجاتها، وتتأثر العلاقة بمدى نضج الأفراد وتطورهم. فتجد الإنسان الذي يتزوج من أجل العلاقة الجنسية فقط ما زال نضجه النفسي في مرحلة إنسان الغاب، أما زواج إنسان القبيلة فيضع الأسرة بوصفها مؤسسة كأهم هدف، ومن ثم يضطر أحد الأفراد أو كلاهما أن ينسلخ من شخصيته ويصبحا معًا كيانًا واحدًا ويتشاركان كل شيء لدرجة الملل!

والمرحلة التالية من النضج النفسي توصل إلى زواج الإنسان المستقل، كل شخص له مساحة من الخصوصية والأهداف وبالطبع هناك احترام متبادل لرغبات الآخر، ثم زواج الإنسان المستنير وهذه هي العلاقة المتكاملة، وتجد فيها الاستقلالية وفي الوقت نفسه الاندماج والتقبل الإنساني الكامل.

3- تطور الحكمة: وبالطبع من تأثير النضج النفسي تطور الحكمة وتطور الذكاء العاطفي ثم تطور المشاعر الإيجابية، ثم تطور التجربة الدينية، وتطور ما بعد الصدمة، ويحتاجون إلى حلقة كاملة لشرحهم، لكنك ستستفيد بشكل كبير عندما تقرؤهم من الكتاب.

وأخيرًا

وفي النهاية..

تخيل بعد كل التطور الذي وصلت إليه البشرية الآن، لو بعد 100 سنة مثلًا استطاعوا أن يصنعوا اللحوم في المعامل حلًّا لمشكلة الغذاء والمجاعات، تخيل ماذا سيقول إنسان العصر القادم عنا وهو يعرض صورًا للحيوانات التي نربيها حتى نأكلها، ستجده ينظر إلينا بكل قرف وتقزز ويقول إننا كنا عديمي الرحمة وقساة مع الحيوانات! ماذا تظن أن يكون تأثير هذا في الوعي وقتها وفي درجة النضج النفسي لديهم؟ وما زال هناك تطور كبير سيحدث بعد نقل الأعضاء والروبوتات والاستنساخ! مفاهيم كثيرة ستندثر ومفاهيم كثيرة ستنشأ، فهل يستحق كل ذلك أن تغلق دماغك وتوقفه عن تقبل الغير وأفكارهم؟ 

أريد أن أنصحك بمحاولة تطوير منظومتك الفكرية، حتى تكون إنسانًا أفضل،
وبما أننا لا نضمن الثبات فحاول أن تبذل جهدًا مستمرًّا للحفاظ على مستواك الأخلاقي والإنساني، فحتى التطور الإنساني ليس ثابتًا.. وليس له نهاية.
سلام.