كتاب قبعات التفكير الست

ملخص كتاب قبعات التفكير الست "لمؤلفه: إدوارد دي بونو"
مُقدمة:
حبيبة وحازم متزوجان منذ مدة، والمشكلات تزداد بينهما يومًا بعد يوم، ولا يعرفان من أين تأتي هذه المشكلات ولا يعرفان سببها!
كل ما كانا يعرفانه أنهما لو تركا المشكلات بهذه الطريقة، فسوف يصلان إلى مرحلة الطلاق لا محالة، لذا قررا الذهاب إلى معالج نفسي.
بدأ المعالج يسمع مشكلتهما ويحلل شخصيتيهما، وأخبرهما أن المشكلة ليست في كون حازم يحب الملح الزائد في الطعام وحبيبة تقلله، بل إن هذا من أعراض المشكلة وليس حقيقة المشكلة، وأن المشكلة الحقيقية سببها اختلاف طريقتي تفكير حازم وحبيبة، ثم بدأ المعالج يشرح لهما أنماط التفكير الستة التي تؤثر بالفعل في أغلب قراراتهما وفي نظرتيهما للأمور.
وهذا ما سنناقشه اليوم، ستة أنماط للتفكير، قد تكون أنت تستعمل نمطًا واحدًا منهم في كل حياتك لكل المواقف، وهذا ليس صحيحًا، فلنتخيل الآن هذه الأنماط قبعات يمكن لأي أحد أن يرتديها ويبدأ التفكير بها.
القبعات الست:
1: وأول طريقة للتفكير سماها المعالج القبعة البيضاء:
وصاحب هذه الطريقة في التفكير يشبه الحاسوب، كل المطلوب منه أن يقدم معلومات وحقائق دقيقة ومضبوطة، ولا مجال هنا لإبداء الرأى ووجهات النظر، أو للتفسيرات والتحليلات، والعواطف والأحاسيس.
ولأن المعلومات موجودة في كل مكان بأكثر من شكل حوله، يكون عند صاحب هذا النمط من التفكير كمًّا هائلًا من المعلومات يشتته، لذا فإن أسهل وأنجح طريقة لتتحكم قليلًا في كم المعلومات التي لديه هي طرح أسئلة محددة عليه، كي يقدم لك معلومات محددة ويتجنب اللف والدوران.
وتحتاج إلى ارتداء هذه القبعة عندما تجد نفسك تقول كلامًا عامًّا لا يصلح لتحقيق أهداف معينة، فمثلًا لو كنت تريد خسارة دهون جسمك فلا تقل كلامًا عامًّا مثل: أنا سأقلل كمية الطعام فقط، لا بد أن تبحث جيدًا عن كل ما يتعلق بالأمر، ثم تضع خطتك بناء على المعلومات بشكل واضح.
وهذا النمط في التفكير هو الذي جعل حازم بعد اقتراح حبيبة مكانًا تحبه ليقضيا فيه شهر العسل، يتجاهل مشاعرها وذكرياتها التي ظلت تحكيها له عن هذا المكان، ويفتح اللابتوب ويجمع معلومات عن المكان، والمعالم الموجودة فيه، ويكتبها في نوتة، وبناءً على هذه المعلومات يحدد ما إذا كانوا سيسافرون أم لا، فشعرت حبيبة هنا أنه شخص متجرد من المشاعر.
وهنا يتضح لنا سر لون هذه القبعة الأبيض، لأن اللون الأبيض يرمز إلى الحيادية وعدم الانحياز، لا مشاعر.
______________________________
2: القبعة الثانية هي القبعة الحمراء:
وصاحب هذا النمط في التفكير يشبه "سوما العاشق" مشاعره وأحاسيسه طاغية على كل المواقف التي يتعرض لها، ولا يبرر أو يفسر مشاعره بشكل عقلاني.
فمثلًا تجده يقول: "كل ما في الموضوع أني لا أحب أن أتعامل مع هذه الشركة"، أو تجدها تقول: "أنا أشعر بعدم الارتياح لهذا العريس" وهي لا تعرفه أصلًا ولم تره من قبل.
والشخص الذي يرتدي هذه القبعة يكون قادرًا على استكشاف واستدراج مشاعر الآخرين، أو أن يُعمِل حدسه، وخبرته من الأحداث القديمة، لكنه للأسف كما يُقال يشبه "الريشة"، قرارته تتغير بسرعة وبسهولة وفقًا لمشاعره لا لعقله.
وهذا النمط من التفكير هو الذي جعل حبيبة تصمم على مكان شهر العسل، لمجرد شعورها أنها لن تستمتع إلا فيه، مع أن هناك أماكن أفضل بكثير من هذا المكان.
لذا فإن أفضل حل لحازم هنا أن يستمع إلى مشاعر حبيبة، ويظهر اهتمامه بها عن طريق طرح أسئلة استفهامية عن مشاعرها، وهذه الأسئلة ستظهر لها نقاط كثيرة لم تكن واضحة، مثل: هل تكلفة السفر المرتفعة لهذا المكان ستكون مناسبة لمستواهما المعيشي أم لا؟، وهل من الممكن أن يضطر لاقتراض المال من أجل هذه الرحلة؟ وهذا شيء لن تقبله هي.
________________
3: أما القبعة الثالثة من القبعات الست التي تمثل طرق التفكير فلونها أسود:
وصاحب هذا التفكير يتقمص attitude أو وضع "ليس لي حبيب ولا قريب ولا غريب"، ليس مجرد شخص يشعر بمشاعر تشاؤمية، بل إن تفكيره تشاؤمي سلبي، ولديه لهذا التفكير التشاؤمي أسباب ومبررات، وهذا التفكير ينجح أحيانًا في بعض الشركات أو في قرارات المنزل، ويجنبهم المخاطر التي يراها هذا الشخص، لأنه شخص يتوخى الحذر بدرجة فوق الطبيعي.
فلو كنت تتعامل مع شخص يرتدي هذه القبعة، فالأفضل أن ترتدي القبعة البيضاء الخاصة بالمعلومات والحقائق، وتذكره دائمًا بهذه المعلومات، كي يستطيع رؤية جانب آخر غير هذا الجانب التشاؤمي في أي موضوع، ويدرك أن القبعة السوداء لا يجب أن تأخد أكبر من حجمها، وإلا فإنها ستمنعنا من تحقيق أهدافنا.
أما لو كنت أنت من يرتدي هذه القبعة، فحاول أن تسمح لخيالك بالانطلاق قليلًا، بمعنى أنه بمجرد أن تأتيك أفكار سلبية تجاه شخص ما أنه مثلًا يريد أن يؤذيك، فحاول الرجوع إلى الخلف قليلًا والنظر إلى تاريخ هذا الشخص معك، وقرر بناءً على ذلك، فإما ستبعد هذه الفكرة عن عقلك، وإما ستكمل في احتياطاتك وحذرك.
_________________________
4: والقبعة الرابعة معنا عكس القبعة السابقة، وهي القبعة الصفراء:
وأصحاب هذه القبعة يركزون على الفائدة فقط، ويرضون بكل شيء، ويختارون النظر إلى الموضوع دائمًا بنظرة تفاؤلية، ولا يعترضون على شيء.
لكن للأسف أحيانًا ينقلب التفاؤل غباء، لذا فمن الضروري للشخص المتفائل أن يستعين بالقبعة البيضاء لتعطيه كل المعلومات والحقائق حول الموضوع، وينظر ما إذا كان التفاؤل ممكنًا أم لا، من خلال حصر الإيجابيات والسلبيات بناءً على هذه المعلومات.
وفي أي موقف لو اجتمع شخص يرتدي قبعة صفراء متفائل، مع صاحب قبعة سوداء يفكر بسلبية، من الممكن أن نخرج من الموقف بأكبر فائدة ممكنة ونحقق التوازن بين الجانبين.
_______________________________
5: وبالإضافة إلى كل طرق التفكير السابقة فإن لدينا طريقة تفكير خامسة نرمز لها بالقبعة الخضراء:
والقبعة الخضراء لا تجعل صاحبها أكثر إبداعًا في يوم وليلة، ولكنها تعطيه الفرصة ليركز على جانب الإبداع في تفكيره، وبحث دائمًا عن أفكار وبدائل جديدة، ويفكر دائمًا خارج الصندوق.
ولو لم يبذل صاحب هذه القبعة جهدًا لتطويرها، بتخصيص وقت كل يوم لتعلم أشياء جديدة لرفع كفاءته، أو تحديد أشخاص مميزين في هذه المهارة ومقابلتهم وتكوين علاقات معهم للاستفادة منهم في نقطة الإبداع، فسوف تتحول مع مرور الوقت إلى مجرد موهبة ميتة، يمكن إعادتها إلى الحياة عن طريق استفزازها وإثارتها والعمل عليها من جديد.
________________
وهناك قبعة مختلفة قليلًا.. وهي القبعة الزرقاء، وهي السادسة في القبعات:
وهي القبعة المتربعة على القمة، لأنها تبرمج تفكير الإنسان، وتعرفه في كل موقف مختلف أي قبعة يرتدي، وعندما يختار القبعة المناسبة للموقف، تجعله القبعة الزرقاء يستطيع استعمال القبعة التي اختارها بكل احترافية.
وصاحب هذه القبعة يكون دوره في أي مؤسسة أو منظمة أن يوزع الأدوار على الموجودين، ولا يهدف إطلاقًا إلى أن يأمر المحيطين، بقدر ما يهدف إلى تحقيق المطلوب من خلالهم.
كما أن صاحب هذه القبعة لديه تركيز عالٍ جدًّا، ويصب تركيزه على المكان الصحيح، ليضع الخطة الصحيحة، وقبل دخول أي مناقشة أو اجتماع يحدد الهدف منه أولًا، ويحدد الطريقة والقواعد التي يسيرون عليها خلال الاجتماع، وما الذي يجب الخروج به من الاجتماع.
فلو افترضنا أن صاحب القبعة الزرقاء سيذهب في رحلة مع حازم وحبيبة، فإنه لن يقود السيارة، لكنه سيظل يراقب السائق، ويراقب الطريق الذي يمشي عليه، ويخطط له من البداية إلى النهاية كيف سيسير وما إلى ذلك.
_________________
كانت هذه قبعات التفكير الست، وربما أنت تقول الآن وأنت تسمعنا "أما كفاني دماغي الذي لا يكف عن التفكير؟ ماذا سأستفيد من هذه القبعات؟"
أهمية معرفة قبعات التفكير:
يا صديقي، قبعات التفكير الست مثل لغات الحب الخمس وبالمناسبة تستطيع أن تعرف عن هذه اللغات من ملخص كتاب (لغات الحب الخمس) على تطبيق أخضر للهواتف، فمثلما عندنا خمس لغات للحب، لكن لغة واحدة هي الأساسية عند كل واحد، وتسيطر على أغلب انفعالاته وقرارته في الحياة، كذلك الحال في قبعات التفكير الست، فكل منا عنده ست قبعات للتفكير، يستعملها بين حين وآخر، لكن هناك قبعة واحدة تظهر بشدة في كل تصرفاته، فمثًلا لو أنت إنسان تشاؤمي، فسيظهر جدًّا في تصرفاتك أنك ترتدي القبعة السوداء، لكن هذا لا ينفي أنك في أوقات أخرى ترتدي القبعة الخضراء لتختار بديلًا آخر غير البديل المتشائم.
ومعرفتك بطرق التفكير هذه ستساعدك على أن:
1_ تتعرف نفسك أولًا و تتعرف ما حولك، فمؤكد بعد أن عرفت حبيبة أن حازم يرتدي القبعة البيضاء فإن حكمها على تصرفاته سيتغير وبالتالي..
2_ ستستطيع التعامل معاه بكل ذكاء ودون تخبطات
3_ ومعرفتك بقبعات التفكير الست ستساعدك على اتخاذ أفضل القرارات، لأنك ستعرف أي موقف يتطلب أي قبعة بالتحديد وترتديها.
وبالطبع نحن لسنا آلات حتى نضغط في كل موقف على زر معين فيشغل نظام قبعة معينة، لكننا في مواقف معينة نحتاج إلى أن نفكر بطريقة منظمة أكتر وأن نستخدم القبعات، ومرة بعد مرة سيصبح هذا الوضع طبيعيًّا جدًّا، وسنحافظ على الوقت، ونقلل الجدل والمشكلات.
___________________
وختامًا:
لو كنت ترى أنك ذكي بما يكفي ولا تحتاج إلى هذا النظام، فلا بد أن تتأكد من أن هذا النظام سيجعل ذكاءك أكثر فاعلية، وستستفيد منه بأكبر قدر ممكن، لو عرفت أي قبعة ترتدي، سيؤثر ذلك كثيرًا في حياتك، والأكيد أنك لن تخسر شيئًا لو حاولت :)
انتهى
سلام:)