كتاب أشخاص سيئو الطبع

Book-Cover

ملخص كتاب أشخاص سيئو الطباع (المؤلف: جاي كارتر)

المقدمة:

كانت الجراثيم مجهولة منذ زمن بعيد، ولم يكن بإمكاننا رؤيتها بأي طريقة، رغم من تسببها في الكثير من الكوارث، وحين اكتشفها العالم الفرنسي لويس باستر، اتهمه الناس بالجنون، فما من أحد يرغب في التفكير بإمكانية زحف كائنات دقيقة على جسده وداخله. وبفضل باستر وغيره، تمكنا من التعرف على الجراثيم وكيف نكافحها.

وما حدث مع باستر يحدث معنا الآن. من يتنمرون على الآخرين، أو يحقروا من شأنهم، موجودون بكثرة، لكننا كثيرًا ما ننكر وجودهم، أو لا نعي وجودهم؛ بسبب عدم وضوح أساليب التنمر والتحقير، لكن وجودهم له أثر واضح جدًا على المدى البعيد، على المستوى النفسي. وعلاج مشكلة التحقير ليست بمصلٍ معين، لكن بتسليط الضوء على عملية التحقير، واكتشافها، ومعرفة كيف نتعامل مع من يحتقر الآخر.

فبداية لنتعرف على هذه الشخصية:

من هو المُحقر أو المُتنمر:

هو شخص يشعر بالدونية والنقص والانحطاط تجاه الآخرين، لذلك يحاول جعل من حوله يشعرون بالانحطاط، من خلال ممارسة أساليب كثيرة للتقليل من شأن الآخرين لأنفسهم، فقد يتظاهر بتقديره لشيء تفخر به أصلا، ثم يلمح تلميحات سلبية عليه، أو يستغل نقاط ضعفك في الأوقات التي بيضمن فيها هشاشتك، ويستمر في هذا حتى يسيطر عليك، ويبرر لك دائما أن سبب قيامه بهذا أنه صديقك ويريد أن يساعدك. 

وإن اتهمته بهذا؟ سيجعلك تشعر بالذنب، ويغضب عليك. ولو شعر أنك فعلا بدأت  كشف ألاعيبه؟ سيعتذر ليك، ويمتنع عن تنمره حتى تصدقه فعلا، ثم يعود مجددًا لعاداته القديمة؛ لأنه ببساطة مهووس بالسيطرة على الآخرين، وهو ما يظهر حين تواتيهم الفرصة لشغل مناصب عليا تمكنهم من السلطة، بل إنهم يحاولون الوصول لهذه المناصب.

وإن كان الشخص متمرسًا في تنمره؟ لن يستخدم سلطته إلا عند الضرورة القصوى، بينما يكون ودودًا ولطيفًا أغلب الوقت، لكن ستتفاجئ من سلوكياته المختلفة في أوقات كثيرة بشكل يعجزك عن مواجهته.  

أساليب المحقر/المتنمر:

التي يستخدمها حتى يسيطر من خلالها على الآخرين:

  1. محاولته أن يجعلك دائما في حالة شك، وقليلًا ما يعطيك إجابة كافية.
    الغموض يسيطر على كل شيء بينكم؛ فتبدأ في الشك في كل شيء في حياتك.
  2. الإسقاط.
    فتجد أن الشخص الذي يدعى محبتك، يرى أنك لم تعد تحبه، فيبدأ التشكيك في مشاعرك الحقيقية (يقلب الطاولة عليك)، وغالبًا ما تكون التهم التي يوجهها أو الأشياء التي يراها متغيرة فيك، يكون هو من يقوم بها.
  3. التعميم.
    فمثلا تنتظر الزوجة رجوع زوجها من الخارج، وحين يدخل إلى المنزل تخبره أنه غير مسئول بالمرة، وأنه لا يراعي مشاعر الآخرين، وأنه غبي، والسبب وراء كل هذا نسيانه شراء اللبن، حيث تحاول الدخول من نقطة تقديره لنفسه وتجعله يشعر أنه لا يتسبب بشيء سوى المشاكل، بدلًا من محاولة التعامل مع المشكلة نفسها. تستخدم الزوجة هنا التعميمات في كل حياتها، كمحاولة خبيثة للسيطرة على زوجها، بالإضافة لاحتمال قيامها بكل هذا بسبب اختلافها عنه فسيولوجيا، ونفسيا، لكن إن كانت سوية نفسيًا؟ سنجدها تتصرف في نفس موقف نسيان زوجها شراء اللبن، بإيصال شعورها له بالضيق، بمنتهى البساطة!
  4. التلاعب.
    قد يطلب منك صاحب العمل أن تعمل لساعات إضافية لكي تنهي عملًا مفاجئًا ومهمًا، ولكنك سترفض بسبب ميعادك مع أولادك، وهو ما سيدفع صاحب العمل لقول أن قسمك مقصر منذ فترة، ولكنك سترد عليه بأنك تقوم لكل ما بتقدر عليه وأكثر، حتى أنك عملت الأسبوع الماضي ساعات إضافية كثيرة. ويستمر في استخدام كل حيل الاستعطاف لكي تقوم بما يرغب فيه، وهو ما ستفعله بالفعل في النهاية!
  5. الهجوم الخبيث.
    يأتي الشخص ليمزح معك أو يسخر منك ثم يخبرك بعدها أنه لم يكن يقصد هذا ولن يكرره ثانيةً، كل هذا بنبرة صوتٍ ناعمة جدا، وألفاظ لطيفة جدا، وابتسامة واهتمام يظهران على تعابير وجهه، يخفي تحتهم أذى لسانه. 

ماذا لو كان المحقر هو أنت؟

  • اطمئن. خطوة إداركك مهمة جدا في طريق علاج هذا الجانب من شخصيتك.
  • لا تتسرع، وتمهل في العلاج لأن التسرع في التخلص من هذه الصفة، سيتسبب في جعل صبرك ينفد بسرعة، وهو ما سيزيد من لصوق الصفة فيك أكثر. 
  • انتبه إلى أن التحقير يُكتسب بالتعليم والوراثة من شخص لآخر، فالأفضل ألا تشعر بالضيق من سلوكك هذا، وواجه حقيقة شخصيتك، ولا تيأس: لأن اليأس سيزيد من وجود هذا السلوك فيك.
  •  أحيانًا ستشعر أنك منحط، وأن أي شخص سيتعامل معك بالتأكيد أسوأ منك، ويستحق أن تحقر منه. لكي تتخلص من هذه الأفكار  راقب تصرفات من حولك، ستجدهم يتجنبونك؛ فلا تتسبب في بقاءك وحيدًا في النهاية.

ماذا لو كنت تتعرض للتحقير؟

كأن يكون المحقر صاحب العمل، في أوقات ما ستشعر أنه ينبغي أن تنتقم منه باللفظ أو بالفعل، بسبب كل المعاناة التي تحملتها بسببه، وسترغب في جرح مشاعره كما يفعل هو، لكن لا تفعل. حاول أن تستجمع قواك، واستمع لهذه الأفكار التي ستساعدك في التعامل مع المحقر:

١- حاول تستوعب أنه من المؤكد أن رئيسك تعلم هذا السلوك من شخص آخر، والدته أو والده، أو رئيسه في العمل!

٢- اعلم أن هذا الشخص يحب أن يكون على صواب دائمًا، فانفض عن نفسك فكرة إخباره بأنه خاطئ؛ لأنه في أسرع وقت ممكن، سينتقم منك. فأفضل ما تقوم به التسليم بصحة كلامه، وهو ما لا يعني الموافقة عليه بينك وبين نفسك.

 

٣- أكثر ما يخضع له المحقر ويفتقده في حياته الحب. فإن كنت تحبه وحاولت جعله يحبك؛ سيسمح ليك أن تجعله يعرف أنه يخطئ أحيانًا، بينك وبينه. 

 

٤- إن كنت ستنصحه؟ فبينك وبينه؛ لأنه للأسف كثيرًا ما يستمد قوته من الحاضرين، فحاول أن تنفرد به، وستجده يعتذر لك، ويكلمك باحترام؛ لأنه عرف أنك ستواجهه، ولن تختفي.

٥- حاول عكس الاتهامات التي يوجهها لك، عليه هو شخصيا.

العلاقة الزوجية من أكثر العلاقات التي يتجلى فيها التحقير من الشأن بصورة كبيرة، لدرجة أن هذا أصبح مرضًا عالميًا، فحتى ينجح الزواج ينبغي أن يكون هناك طرف يمسك زمام الأمور، ولكن قد يستغل هذا الطرف مسئوليته بشكل خاطئ، يضر بالعلاقة، ويتسبب في تدميرها بشكل كامل.

الخاتمة 

الشخص المحقر أو المتنمر تعرض للتحقير من شأنه في الماضي، فيقوم بهذا بأسلوب لا إرادي، فحاول ألا تأخذ الأمور على محمل شخصي، واجعل صدرك رحبًا، وانظر للأمور بمنظور أوسع، وتلمس الأعذار للناس، وإن لم تستطع؟ فببساطة تجنب ما يؤذيك:)

وبس كدا

سلام