كتاب أستطيع أن أجعلك نحيلة

Book-Cover

 ملخص كتاب أستطيع أن أجعلك نحيلة (المؤلف: بول ماكينا)

المقدمة:

تشتكي سارة دائمًا لصديقتها من وزنها الزائد، ومن أنها مهما فعلت لا ينقص وزنها، وحتى إن نقص بضع كيلوجرامات، فإنه يزيد مُجددًا إن توقفت عن اتباع الحمية أو ممارسة الرياضة، ومن أنها صارت تشعر بالعذاب والفشل، وأنها أهدرت أموالها في محاولات إنقاص وزنها على الطعام الخاص والنُظم الغذائية، وأنها لم تعد قادرة على منع نفسها عن الأكل، وصارت بتأكل بغير أي تفكير، وكأنها تعيش فقط كي تأكل، لا تأكل كي تعيش! :)

في مُراجعتنا هذه، سنحاول أن نساعد سارة في  أمر مستحيل بالنسبة لها، وهو أن تأكل ما تريد، وتحافظ على وزنها في نفس الوقت.

توضيح المشكلة:

للأسف، كل ما تقوله سارة يمر به كل من يحاول فقدان الوزن، لكن الجانب المشرق هو أن كلام سارة طبيعي جدًا ووارد الحدوث، مع انتشار كثير من الأفكار والبرامج الخاطئة عن إنقاص الوزن، ومنع الأكل، في عالمنا الذي يتوفر فيه الطعام بكل سهولة أساسًا، وفي كل مرة تجربين فيها نظامًا غذائي وتفشلين، تقتنعين أكثر أنكِ مهما حاولتِ فلن ينقص وزنكِ، وتعودين للأكل مجددًا، وتبدأ عندك مرحلة الأكل العاطفي التي لا يكون  الأكل فيها  مرتبطًا بحاجة جسدية، بقدر ما هو مرتبط بحالة عاطفية، كالحزن أو العصبية، أو أي سبب عاطفي آخر؛ وجسمك بذلك لن يشبع أبدًا، لأن جوعكِ هو جوع عاطفي لا أكثر، لذلك في المرة القادمة التي تشعرين فيها باحتياجكِ إلى أكل  وجبة خفيفة، اسألي نفسك أولًا: هل أشعر بالجوع  فعلًا؟ أم أن مشاعري هي التي تسيطر علي لا أكثر! 

كثير من الناس لاحظوا بالفعل أن زيادة وزنهم كانت مرتبطة  بحادثة مروا بها  في الماضي.

فالعلاج هنا ليس مرتبطًا بالنظام الغذائي ولا بضعف الإرادة، لكنه مرتبط بتغيير استقبالك للإشارات الآتية من دماغك والتي تخدعك بوجوب الأكل، أي أن الأمر كله متعلق  بتعديل سلوك، ثم محاولة التخلي عن بعض العادات السيئة المرتبطة بالأكل، وكأي عادة جديدة؛  يحتاج الأمر إلى التعلم خطوة بخطوة، بعدها يصير كل شيءٍ  سهلًا، بل ويصير لاإراديًا أيضًا!

الفرق بين الجوع العاطفي والجسدي:

وكما قلنا منذ قليل، إن الجوع  يكون عاطفيًا لا جسديًا في أوقات كثيرة.

فما الفرق بينهما؟ 

 الجوع العاطفي يأتي بشكل مفاجئ جدًا، أما الجوع البدني فيظهر بشكل تدريجي، ويُلاحظ معه وجع خفيف في البطن، وإن تجاهلته فيمكن أن تشعري بالتعب والصداع والغضب.

وهذا الجوع العاطفي يعود دائمًا إلى حالة واحدة مشتركة مع كل من يُعانون منه، وهو شعورهم بالاشمئزار من أنفسهم، وباليأس والعجز، وعدم حب الناس لهم، ولذلك من المهم أن تتصالحي مع جسمك الحالي، كي تستطيعي الوصول إلى الجسم الذي تريدين.

القواعد الذهبية لإنقاص الوزن:

*لقد وجدنا عند من يتمتعون بأجساد رشيقة خمس قواعد ذهبية، يتبعونها لاإراديًا كي يحافظوا على وزنهم، تلك القواعد  يمكن أن تساعدك في اتخاذ  قرارات بشأن حماية جسمك، وتنظيم أكلك، فدعينا نخبركِ بهم.

  • القاعدة الأولى:  "إذا شعرتِ بالجوع فعلاً فكُلي طعامكِ!" ما أبسطها! هل يأكل أحد إن لم يشعر بالجوع؟ هل هناك من يشعر بالجوع طول الوقت؟ هل هناك من لا  بيجوع أبدًا؟ نعم. أولئك أشخاص تعودوا أن  يأكلوا طعامهم في أوقات محددة من اليوم، فالموعد هو الذي يتحكم بهم، لا حاجة أجسامهم. فيفقدون كل رسائل أجسادهم، فالجمل مثلًا  يخزن الطعام في سنامه، لأنه لا يدري هو متى سيجد وجباه التالية، وأنتِ حين تُجوعين نفسكِ، يتصرف جسمك مثله تمامًا، ويبدأ تخزين الطعام في خلاياه، لأنه لا يدري متى سيحصل على الطعام مجددًا! ويظهر أثر ذلك غالبًا في البطن عند الرجال، وفي الوركين والفخذين عند النساء، وهنا نستطيع أن نفسر لغز من يتمتعون بالرشاقة ويأكلون كثيرًا ولا يزداد وزنهم برغم  ذلك، وهذا  لأنهم -ببساطة- يأكلون فقط حين يجوعون فعلاً، ولا يُجَوِعون أنفسهم، فلا تتضطر أجسادهم إلى تخزين الطعام، لأنها تضمن الحصول عليه وقت الحاجة، يُقدم لها الطعام فتأخذ ما يكفيها وتتخلص من الباقي بكل سهولة عن طريق حرق السعرات مثلًا.

 

  • القاعدة الثانية:  "كلي ما تريدين، لا ما ترين أنه ينبغي عليكِ أكله."

أجرى العلماء  تجربة على مجموعة أطفال، فمنحوهم  الحرية الكاملة لمدة شهر  ليأكلوا ما يريدونه، بدءًا من المثلجات إلى السبانخ، ووجدوا أن كلًا منهم اختار أكلات مختلفة عن غيره وفي أوقات مختلفة، لكن النتيجة النهائية كانت أن كل واحد منهم تناول وجبات متوازنة، فلذلك  حين تجبرين نفسك على ألا تتناولي طعامًا معينًا؛ يُقال أنه  ضار، فأنتِ تفسدين علاقتك بالطعام، فبدلًا عن رغبة قليلة من الطبيعي أن تشعري بها لذلك لأكل الضار، صرتِ تنجذبين له بطريقة غريبة؛ الممنوع مرغوب كما يُقال :)

 لكن كثيرًا من الناس يخافون أن يسمحوا لأنفسهم بذلك، فتكون نهايتهم مع الشوكولاتة والبيتزا والحلويات، لكن الدراسات تثبت عكس ذلك، الناس الذين يأكلون ما يريدون، يصير نظامهم الغذائي متوازنًا بمرور الوقت: 90% منه طعام مفيد، و10% منه طعام مُمتع، ويمكن أن يجدوا  أنفسهم  في النهاية يأكلون ما ينبغي أكله من الأساس.

 

  • القاعدة الثالثة:   "كُلي بوعي، واستمتعي بكل قضمة." 

للأسف، أغلب الناس الذين يعانون الوزن الزائد يُمضون وقتًا كبيرًا في التفكير بالطعام، إلا في الوقت الذي يأكلون فيه، لأنهم يتناولون كمية كبيرة من الطعام، بدون أن يمضغوا أو يتذوقوا، وذلك لأن أي فعل ضروري يقوم به الإنسان للحفاظ على بقاؤطئه مثل الأكل، والنوم، والتنفس، تُفرز معه مادة كيميائية  خاصة بالسعادة في الدماغ تٌسمى السيروتونين، ومع الأكل السريع تُفرز كميات أقل من السيروتونين، فيشعر الإنسان أنه يحتاج إلى أن يأكل مجددًا كي يحصل على سعادة أكبر، والحقيقة أن الأمر كله مرتبط بالأكل أبطأ، وبمضغ كل لقمة عشرين مرة على الأقل، لتحقيق الهضم المثالي، وإفراز إنريمات اللعاب بشكل أكبر، والتي تساعد أكثر من إنزيمات المعدة على تقطيع الطعام الكبير لقطع صغيرة.

وثمة دراسة في أوروبا أثبتت هذا الكلام، إذ وضعوا عصابةً على عيون بعض الأشخاص، وقدموا لهم الطعام، فوجدوا أنهم أكلوا كمية أقل بـ 25% مما أكلوه بأعين مفتوحة، إذ ركزوا وعيونهم معصوبة  مع المذاق والقوام، لا مع الكمية والشكل.

 

  • القاعدة الرابعة:  "متى شعرتِ بالشبع، توقفي عن الأكل." 

طبيعة جسم الإنسان هي  أن يأكل حين يجوع، ويتوقف عن الأكل حين يشبع، لكن  الكثيرين منا اعتادوا للأسف على أن يأكلوا كما يريدون، أو أن يأكلوا حتى يُنهوا أطباقهم. لكن الطبيعي أن الإنسان يشعر بالشبع، فيرسل جسده  شعورًا لطيفًا بذلك في المنطقة تحت الأضلاع فوق المعدة، وستشعرين أن أي لقمة بعد هذا الإحساس  أقل متعة مما قبلها، ويبدأ الشعور بعدم الارتياح، ولذلك ينبغي أن تتوقفي عن الأكل حين تشعرين بهذا الشعور، مهما كانت الكمية المتبقية في طبقك، وربما يكون جوعك ذاك عطشًا  في الأساس لكنه يخدعك، فمهما أكلتِ لن تشعري بالشبع، لأنك تشعرين بالعطش لا بالجوع، وبما أنه يستحيل أن نفرق بين شعور العطش وشعور الجوع، فحاولي أن تكون استجابتك الأولى للجوع هي شربك للمياه، وإن اختفى شعور الجوع؛ فهذا يعني أن شعوركِ كان عطشًا لا جوعًا، والعكس بالعكس.

 

  • القاعدة الخامسة: "انتهزي أي فرصة لتحريك فيها جسدك"

التمارين تساعد على بناء العضلات، والتخلص من الدهون، والحصول على مشاعر أفضل، والحصول على جلد أنقى، وتخلص العقل من التشوش، وربما  يكون ما يعطلكِ عن أداء التمارين حتى الآن  هو أنكِ في الماضي نشأتِ على أن التمارين عبارة عن جري وتعب على جهاز ما، ومدرب يصرخ فيكِ ويطلب منكِ أن تتمرني بقوة أكبر.

 لكن التمارين الرياضية ببساطة هي أي فعل يساعدك على التنفس بعمق، ويزيد معدل ضربات القلب، كأن تتحركي في البيت قليلًا، أن تحملي أغراضًا من البيت، ليس لزامًا أن تقومي بتمارين صعبة وقوية، بل على العكس، متى شعرتِ بألم؛ توقفي فورًا ما، الأمر يحتاج إلى  تدرج، واستغلي أي فرصة يمكن أن تتحركي فيها، استخدمى السلالم بدلًا من المصعد، امشي من بيتك للمتجر إن كان قريبًا، استمتعي :)!

وواحدة من أكبر الخرافات الموجودة في عالم إنقاص الوزن هي أن الناس الذين يعانون من  زيادة في الوزن،  معدل سرعة حرق  الدهون في أجسادهم بطيئة وراثيًا، والحقيقة أن هذا المعدل ليس ثابتًا، ويتغير بمرور  العمر بناء على ما  تأكلينه أو على التمارين الرياضية التي تمارسينها.

ما المُتوقع بعد تطبيق هذه القواعد؟

 في البداية ربما تشعرين أنكِ بدأتِ تراقبين نفسكِ بطريقة مُخيفة وأنتِ تأكلين ببطء وتمضغين الطعام، وأن كل من حولكِ أيضًا يركزون معكِ، وخصوصًا من يعرفون أنكِ تتبعين نظامًا غذائيًا، حين يرونكِ تأكلين البيتزا والفيشار سيبتسمون بتكلف، وسيقولون في أنفسهم: " بالتأكيد لم تستطع أن تكمل اتباع الحمية."، لكن بعد فترة من المرور بذلك، ستصبح كل الأمور  طبيعية لاإرادية، وستستمتعين بالرضا عن أكلك وجسمك، وسيقل التفكير الزائد في ما ستأكلينه، ومتى ستأكلينه.

في البداية ستشعرين  بالشك في هذا النظام الذي تتبعينه، لكن سرعان ما ستدركين أن كل شبء يسير بشكل مثالي، حين تجدين تغيرًا ملحوظًا في مقاسات ملابسكِ، وفي شكل جسمك.

(العقبات)

من المهم أيضًا أن تعرفي أن هذا الطريق كأي طريق، ستواجهين فيه صعوبات، وستتعثرين وستعودين إلى الأكل  بسرعة، وسيمتلئ بطنك بالشوكولاتة، وستأكلين كي تهدئي أعصابكِ، فلا تقلقي، هذا طبيعي جدًا، وعودي إلى المسار الصحيح مجددًا وإلى  اتباع القواعد بكل بساطة.

ولا تحاولي أن تكوني من الناس المهووسة بقياس وزنها كل يوم، لأن هذا لأن يؤدي إلا إلى إحباطك، الوزن يمكن أن يختلف بمقدار 15 كيلو جرامًا زيادةً أو نقصانًا، حسب عوامل البيئة، وحبس المياه في الجسم، وحتى الضغط الجوي، لذلك يعد  قياس الوزن أقل الوسائل مصداقية في تحديد وزنك.

الخاتمة:

في النهاية، دعونا نقول أن كلًا منا يرى أنه قادر على تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في أن التغيير  الأولي يبدأ من عنده، أو ينظر فيما يحتاج إلى التغيير  في نفسه كي تكون حياته  أفضل ويغيره، وألا يُحمِّل شخصًا آخر، أو الأكلات الموجودة بكثرة في كل مكان المسئولية في زيادة وزنه.

حان الوقت المناسب الذي لا بد أن تتحملي فيه مسئولية نفسك، واختياراتك القادمة. انسي الماضي، وتذكري دائمًا أنكِ لا تملكين إلا  جسدًا واحدًا، فالأفضل أن تحافظي عليه ،وتستمتعي به.

والسَّلام! :)