كتاب كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون

Book-Cover

ملخص كتاب كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون (للمؤلفين: الين مازليش واديل نابر)

إن قال لك طفلك الصغير أثناء مشاهدتك للتلفاز أن سمكته ماتت، وقلت له لا تحزن، إنها سمكة.  بينما تشاهد التلفاز … سيحزن أكثر.

ولهذا ستقترح أن تشتري له سمكة أخرى، فيرفض ويقول أنه يرغب في الحصول على سمكته القديمة، ويستمر في البكاء.

هنا أنت لم تتعامل مع الموقف بشكلٍ صحيح.

في عالم الكبار نفسر الأمور بطريقة منطقية وسهلة ونعطي حلولًا مباشرة للمشكلة، لكن الأطفال في المشاكل بحاجةٍ لتفهم مشاعرهم وحزنهم لا أكثر.

بإمكانك التعامل مع الأطفال بسهولة أولًا: من خلال تفهم مشاعرهم.

في الموقف السابق كان بإمكانك إغلاق التلفاز لتجعله يشعر بالاهتمام وتنظر له، تظهر الحزن على وجهك وتقول له: يا خسارة، إنه أمر صعب، كانت سمكة لطيفة وكنت تحبها أعرف أنك حزين الآن. 

إن قمت بهذا سيشعر بارتياح لأن حزنه فُهِمَ، وتم تقديره.

 سيهدأ ومن الممكن أن يقترح بنفسه حلًا ويطلب منك شراء أخرى.

 وثانيًا: بإمكاننا التعامل معهم من خلال تحقيق أمانيهم بالخيال.

حين يرغب الطفل في شيء غير موجود؛ لن يلتفت لتفسيرك المنطقي للأمر، لأنه يركز على النتيجة فقط وهي أن " اللعبة ليست معه".

 لكن بإمكانك أن تحقق ما يرغب فيه حتى لو بالخيال، مثلا تقول كنت أتمنى أن يكون لدي صندوق كبير مليئ باللعب لأعطيه لك.

المبرر ذاته… لكن في المرة الثانية سيفهم وجه نظرك بشكل أفضل وسيتقبل الكلام الذي تقوله.

 

لنعرف كيف نجعل أطفالنا يسمعون كلامنا: 

نحن أولًا بحاجةٍ لمعرفة الأساليب الخاطئة  التي نستخدمها وتؤدي لرفضهم كلامنا والعناد معنا.

 وهما ثلاثة أساليب:

 

أولا : اللوم والاتهام :

كأن تقول له: أنت كسول لأنك لم تنهي واجبك، أو طريقة أكلك غير حسنة؛ لأنه يرمي الطعام على الأرض، أو أنت لا تتعلم من كلامي لك؛ كم مرة أخبرتك أن تغلق اللمبة حين تخرج من الحمام.

ثانيا: التهديد:

كأن تقول له إن لم تردِ ملابسك بسرعة سأتركك وأخرج بدونك.

ثالثا: الأوامر:

مثلا تقول له: دع الهاتف الآن، أو قم وضع ألعابك في مكانها.

 

وبدلا من اللوم والاتهام والأوامر المباشرة تعلم الأساليب الصحيحة التي ستجعل أطفالك يسمعوا لكلامك: 

1_ أوصف المشكلة: 

فبدلا من التهديد بأنك ستتركه إن لم يرتدِ ملابسه بسرعة صف المشكلة التي تواجهها كتأخر الوقت، وبدلا من من أمره بوضع الألعاب في مكانها حالًا؛ صف ما تراه كأن الألعاب "منظرها في الغرفة غير مرتب" وسيبدأ هو بالتفكير في حلٍ للمشكلة التي تتكلم عنها.

2_ أعطِ معلومات:

تكون المعلومات مقبولة ويتذكرها الطفل دائمًا بدلا من تكرار الأوامر والتهديدات، وتجعلهم يفكرون ما الذي بإمكانهم فعله.

كأن  تقول لهم "علبة البسكويت يصبح طعمها سيئًا إن ترك غطاءها مفتوح".

فكري في كل شيء ترغب في طلبه من أولادك واجعله على شكل معلومة مفيدة، مع مراعاة المعلومة التي تتناسب مع السن، فلا تعطي الطفل معلومة بديهية يفهمها جيدًا كي لا يشعر بأنك تسخر منه.

3_ اختصر في الكلام:

إنك ترى الطفل يخلع حذاءه على الأرض ويتركه فلا تقل أنك طلبت منه كثيرًا عدم خلع الحذاء في هذا المكان. وهذا لأن الكلام الكثير يجعل الطفل يتوه فلا يعرف  ما الذي يركز فيه. 

وبدلا من هذا بإمكانك اختصار الكلام كله في جملة واحدة وتقول: " الحذاء" وحينها سيفكر ويفهم المطلوب منه.

4_ صف مشاعرك:

صف مشاعر استياءك أو انزعاجك من الموضوع بدون أن يتضمن كلامك إشارة للطفل، فقط اذكر الفعل نفسه؛ كأن تقول: " أنزعج حين أجد الطعام مرمي على الأرض، أو أشعر بالضيق حين يستخدم الهاتف المحمول أكثر من ساعتين" .

ماذا لو كان الطفل حساسيته كبيرة من وصفك لإحساس الغضب والاستياء؟

في هذه الحالة بإمكانك أن تقول له ما تتوقعه منه بدلًا من التعبير عن غضبك؛ كأن تقول " يتوقع منك أن تستخدم الهاتف المحمول ساعتين فقط أو يتوقع منك أن تكون لطيفًا مع الحيوانات ولا تؤذي أي كائن فيهم".

5_اكتب ملاحظة : 

إن أردت أن تنوع في أساليبك أو أتعبك الكلام بإمكانك كتابة ملاحظة وتركها على كتاب أو على السرير بشكلٍ لطيف. تكتب فيها ما ترغبه بأحد الأساليب السابقة، حتى إن لم يكن الطفل يستطيع القراءة سيأتي لك لتقرأ ما هو مكتوب، ويكون منتبهًا له جدا.

6_ ضعه بين اختيارات:

بدلا من إجباره على غلق حاسوبه الآن؛ لأن وقته انتهى، ضعه بين خيارين واجعل الخيار الذي ترغب منه أن ينفذه الخيار الأفضل. مثلا في الوقت الذي تريده أن يترك الحاسوب فيه قل له قبلها بنصف ساعة " ترغب في تركه الآن، أم بعد نصف ساعة" فسيختار تركه بعد نصف ساعة وكأن الأمر من اختياره هو.

 

وإن لم تجد الطفل يستجيب لطلباتك وملاحظاتك ... ففكر ما السبب الذي يمنعه، فقد يكون وقت الطلب أو الملاحظة غير مناسب كأن يكون الطفل مرهقًا بسبب عودته من المدرسة، أو شعوره بالملل جراء قضاءك معهم وقتًا طويلًا.

أو أنت من تطلب الموضوع بشكل خاطئ … بدون موعد محدد … في الطلبات مثلا لا يصح تركها مفتوحة زمنيا، الصائب أن تسأل الطفل متى سيقوم بها، لكي يظل متذكرًا أن عليه القيام بالمهمة قبل انتهاء الوقت.

 

ولنفرض أنك تواجه صعوبات في جعلهم يسمعون كلامك، في هذه المواقف أنت بحاجة للعقاب. ولكن، ال

العقاب بالضرب والتعنيف من أسوأ الأشياء التي من الممكن أن يقوم بها الوالدين؛ لأنها تترك أثرًا نفسيًا سيئًا على الطفل ومن الممكن أن تهز ثقته بنفسه أو تسبب له خللًا ما في شخصيته، ومثلها الاتهامات والتأنيب والتقليل من الشأن؛ كلها أنواع عقاب غير مناسبة لشخصٍ في مرحلة الطفولة.

 

ما الحل إذًا؟

بإمكانك معاقبة طفلك على تصرفاته الخاطئة بالتدرج في خمس مراحل.

إن لم تنجح الطريقة الأولى؟ انتقل لما بعدها.

 

بدائل العقاب 

1_ أظهر عدم تأييدك : 

وهي طريقة لطيفة بديلة للعقاب أن تظهر عدم رضاك عن الخطأ الذي صدر من طفلك من خلال كلامك وتعابير وجهك.

2_ إعطاؤه طريقة لإصلاح المشكلة:

العقاب هنا أن تخبره الطريقة الصحيحة التي بإمكانه من خلالها إصلاح المشكلة وتطلب منه القيام بها.

هذا في حالة إن كان الخطأ من الممكن إصلاحه.

كما لو تشاجر مع صديقه مثلًا، فتطلب منه الاعتذار.

أما إن لم يكن من الممكن إصلاحه؟

3_ علمه كيف يقدم تعويضات :

علمه كيف يقدم تعويضات، فمثلا بإمكانك الطلب منه شراء حلوى لأخته بديلة عن التي أخذها منها، وهذا سيشجعه على تحمل مسؤولية تصرفاته.

4_اجعل الطفل يعاني من عواقب التصرف الخاطىء:

وهذا بحرمانه من شيء يحبه كالخروج، أو تقليل عدد الساعات استخدام البلاي ستيشن. 

5_ اتخذ أمرًا حاسمًا:

في حالة استمرار التصرفات المزعجة أو الخاطئة  عليك اتخاذ أمر حاسم بحرمانه من شيء حتى يعدل من سلوكه. 

 

أخيرا بإمكانك مناقشة طفلك وشرح مشاعرك له وتأكيد أنك تفهمه مع توثيق مشاعرك أنت أيضا من السلوك وتفكروا بحلول معقولة ومشتركة لكي لا يقع في الخطأ ثانيةً.

 

لنتكلم عن قضية أخرى مهمة كمان وهي كيف تشجع طفلك على الاستقلال وأن يكبر نفسيًا ويعتمد على نفسه.

كيف تشجع أطفالك على الاستقلال؟

هناك خمس خطوات ...

1_ إعطاء خيارات :

الخيارات دائمًا مفيدة للأطفال، سواء في تركهم يختاروا نوع العقاب، أو بتشجيعهم على الاستقلال والمسؤولية في الاختيار.

تسأله مثلا أي رداء ترغب في ارتدائه؟

2_  تقدير المحاولات:

حين يحاول طفلك مثلا فتح غطاء إناء لا تقابله ببرود، بإمكانك لفت انتباهه لجهده وأن الإناء من الصعب على أي أحد فتحه، لا هو الضعيف.

 ولو كانت الأشياء سهلة واستطاع القيام بها اجعله يشعر بالإنجاز لكي يشعر بالفخر.

3_ تقليل الأسئلة:

حين تسأل طفلك كثيرًا أين كان، ومع من، وما الذي كان يقوم به؟ إلى آخره.

يجعله هذا يشعر أنه في موقف المتهم، وحينها سيلجأ لأساليب دفاعية للهرب هذه من الأسئلة، وهذه طرق لا تشجعه على تكوين شخصية مستقلة.

4- التأخر في الإجابة على أسئلتهم: 

عادةً ما تكون أسئلة الأطفال عن كل شيء يخطر على ذهنهم.

واعتدنا الإجابة عليهم بإجابات فورية، وهو ما يجعلهم لا يستغلون مهارة التفكير. والصائب توجيههم … توجيههم للتفكير والتخمين عن طريق سؤالهم؛ ما رأيك؟ تعتقد كيف أتت هذه؟ وهكذا.

5_ التشجيع على الاعتماد على مصادر أخرى:

كسؤال الممرضة في المستشفي أو المدرس أو بائع الخضار أو طبيب الأسنان حين لا يجد الإجابة لدى أحدٍ في المنزل. سيجعله هذا يعتاد على التعامل مع العالم الخارجي وإن وجه أحد لطفلك سؤال دعه يجاوب عنه بنفسه.

نأتي لنقطة ثانية مهمة.

الكثير من الأهالي يرغبون في مدح أطفالهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم …  لكن ينبغي أن يتم بشكل صحيح؛ لأن كثرة الثناء ستجعل الطفل يشعر أن هذا مجرد تشجيع مبالغ فيه وقد يرفضه في قرارة نفسه.

كما قد يشعر أنه مطلوب منه القيام بشيء مقابل المجاملة، أو المحافظة على المستوى فيشعر بالضغط.

كيف تمدح طفلك؟ 

 

الطريقة الصحيحة للمديح ….  وصف العمل والتفاصيل التي انجذبت لها، تصف مشاعرك تجاه العمل وتلخصه في جملة محددة.

 

هذا يجعل الطفل يأخذ التفاصيل بعين الإعتبار ويكررها.

وتجنب المديح الذي يشعره بأن هذا هو متوقع " كنت واثقًا أنك سترتب غرفتك بهذا الشكل الجميل"؛ لأنك كأنك تقول أن هذا عمل عادي ومتوقع حصوله، لا إنجاز فيه. وتجنب أيضًا المديح الذي يشير لفشل سابق؛ مثل:  " هذه أول مرة ترتب غرفتك بهذا الشكل الجميل" مما يذكرالطفل بفشله في ترتيب الغرفة  سابقا بدلا من إحساسه بالإنجاز.

 

 تعلمك كيف تتعامل مع طفلك كتعلم لغة جديدة بحاجة لوقتٍ ومجهودٍ وصبر … فلا تكن قاسيًا على نفسك إن كنت تواجه صعوبة فيها … بالتدريج وبالتعليم ستعرف كيف تقوم بها بمنتهى السهولة.

وبس كده سلام.