كتاب رجولة قلب ... اكتشاف سر قلب الرجل

Book-Cover

ملخص كتاب رجولة قلب ... اكتشاف سر قلب الرجل (المؤلف: جون الدريردج)

هذا الرجل يشبه الكثير من الرجال.

حياته فارغة، وليس لديه معركة يحارب فيها.

يستيقظ صباحًا، يرتدي بزته، يذهب للعمل، يجلس 8 ساعات على المكتب.

ينتهي من العمل، ويركب السيارة، يتشاجر في الزحام، ويعود للبيت يجلس أمام التلفاز.

طبيعة الحياة تأخذه ناحية مناطق بعيدة عن نفسه.

الشغل -أي شغل حالي - أصبح يحتاج لشخص دقيق ومطيع: ملتزم بمواعيد ينبغي أن ينجز فيها المهام.

لكن نفس الرجل الحقيقية ترفض هذا التسخير.

نفس الرجل نفسه تشتاق للحرية، للحياة.

لكن الكل يتجاهل هذا الإحساس، ويحاول تشكيل الرجل في قالب ليس بقالبه.

ينبغي أن يكون حساس، منضبط، أمين، مجتهد، مطيع، والكثير من الصفات الحسنة، ولا نعترض على هذا.

لكن هذه القوالب على هيئتها هذه فهي غير حقيقية، وإلا كيف لنا أن نفسر وجود نساء وأطفال كثر تم التخلي عنهم من قبل الرجال؟ وكيف نفسر وجود رجال حقيقيين قليلين حولنا؟

حتى المرأة نفسها تلاحظ هذا … وتحزن لعدم مقدرة الرجل على الوصول لقلبها.

 من الممكن أن تختار من البداية الرجل الآمن والتي تكون حياته في القالب الذي تكلمنا عنه.

لكن بعد ذلك ستعود لتسأل، لماذا ليس لديه عاطفة، ولم أصبح بعيدًا وباردًا؟

الحقيقة أن ما من أحدٍ أعطى الرجل فرصة ليعرف أو يعيش من أعماق قلبه.

يحتاج الرجل أن يكون عنيفًا، ويكون مخلصًا بعنف؛ طبيعته والمفترض أن يكون عنيفًا؛ لأن الجراح التي سيتلقاها على مدار حياته، ستجعله يائسًا ويهرب لو كان ما تدرب عليه أن يكون ناعمًا.

أسئلة الرجل

في عمق كل رجل أسئلة … أسئلة أساسية إجابتها غير موجودة في البيت … هذه الأسئلة من نوعية.

من أنا؟ 

وما مصيري؟

لكن في هذا العصر أصبح الخوف مسيطرًا على الرجل.

الخوف هو ما يجعله يجلس في البيت.

في البيت كل شيء أنيق، ومرتب، ويشعر الرجل أن الأمور تحت السيطرة.

لكن للأسف إجابات الأسئلة العميقة غير موجودة هناك، ولن يجدها إلا بالخارج.

حين يزور الجبال مثلًا، لأن قلب الرجل بري.

المغامرة بكل ما فيها من خطورة وتوحش لا مفر منهم. 

ليشعر أنه موجود.

مولود باشتياق روحي عميق لها ومحفور في نفسه.

قلب الرجل يحتاج لمكان فارغ، ليس به هاتف، ولا ميعاد تسليم، ولا اجتماعات.

مكان فيه مساحة للتنفس.

ولو لاحظت كلام ولد صغير، ستجده حول أن يكون (بطلًا)، و(يغامر)، و(يحارب الأشرار)، و(ينقذ الأميرة).

الرجل يولد محارب، وألعاب الأولاد الصغار تدريب فطري على اكتشاف الرجولة التي بداخله.

لذلك يحتاج الرجل لمعرفة سبب اشتياقه وحبه للمغامرات وللمعارك وللأميرة.

المرأة أيضًا بحاجة لمعرفة برية قلب الرجل وجموحه.

وأنها بقولها لابنها الصغير، أنت تشبه أباك (بنبرة تهكم وازدراء)، فهي تؤذي ابنها.

كما تؤذيه بمنعه من أي نشاط فيه إثارة وتحجمه، وتمنعه من الاستكشاف.

أو بمحاولتها تقريبها منه، وإبعاده عن الأخطار، أو عن الرجولة (عن أبيه)، ووقتها من الذي سيتبع آثاره؟ ومن أين سيستمد إحساسه بالقوة؟

جرح الرجل.

في رحلة كل ولد التي سيكون فيها رجل سهم  …. يحصل عليه في مركز قلبه، في مركز قوته.

هذا السهم يسبب له جرح … ولأن جراح الراجل نادرًا ما تتم مناقشتها لذلك نادرًا ما يُشفى منها … كل رجل يحمل جرح، وغالبًا ما يكون من ناحية والده.

السؤال الذي يسأله كل ولد ورجل: هل أنا عندي المطلوب؟ هل أنا قوي؟

فإما تجيب الدنيا عليه وتعرفه أن لديه المطلوب، وأنه قوي، وكفاية.

أو الرجل سيظل للأسف للأبد يحاول إثبات أنه رجل.

ولكي تفهم من أين يأتي الجرح  تحديدًا؟ 

نرغب في توضيح شيء مهم وهو أن الذكورة تُمنح … ايوة الذكورة بتمنح

الولد بيتعلم هو مين من قبل رجل، أو من صحبة رجال.

وليس بإمكانه تعلم هذا، لا من والدته، ولا من أولاد آخرين.

الأب هو من يضع أساسيات قلب الولد الصغير، وهو من يمرر المعرفة والثقة في قوته.

هو من يجيب على أسئلة ابنه، ويعطيه اسمه.

وليفعل هذا، هو بحاجة لقضاء وقت مع ابنه.

وبحاجة لأن تسمح والدته للأب بأخذه بعيدًا عنها (وعن طواعية)..

ولأن الأنوثة ليس بإمكانها منح الذكورة = فالولد ينبغي أن يذهب لوالده أو لرجل قريب منه؛ لكي يحصل على المغامرة، وعلى فرصة اختبار قوته.

الأب أو الرجل الناضج حين يغيب، أو لا يقضي مع الطفل وقت قيم؛ ينشأ الجرح من هنا.

وبصمت الأب أو الرجل الناضج أيضًا، ووجوده الشبيه بالغياب. 

ينشأ الجرح.

الجرح الذي يحمل معه رسالة.

(أنت وحدك، أو ينبغي أن تحارب بتحصل على حقوقك، أو لا أحد يهتم بك..).

ولكل جرح رسالته التي يعتقد الشخص أنها نهائية، وحقيقية.

لنتعمق قليلًا..

بداخل قلب الرجل 3 رغبات:

  1. معركة يخوضها

بدون معركة الجزء الشرس من قلب الرجل يخبو تحت الأرض، ويضطرب في غضب، ويظهر أنه غضبان بدون سبب.

ولتعويض فقدان المعارك نجد الرجل يدخل معارك زائفة؛ كدخول علاقة لا لأجل الحب، أو حتى الجنس، بل للمغامرة.

بحتاج لمعركة يحارب فيها، ورسالة عظيمة لحياته تتخطى بيته وأسرته.

قضية يعيش لها حتى الموت.

  1. مغامرة تعاش.

اخرج للجبال، أو للصيد. 

اخرج لمكان خطر، وفيه عنصر مغامرة.

الحياة ليست مسألة تحلها، بل مغامرة تعشها.

أن تكون مفعم بالحياة، وتتحرك.

ولا تذهب لتسأل الناس؛ كيف أعيش حياتي؟

أن تبادر وتخاطر.

كن فاعلًا في حياتك، لا رد فعل للأحداث التي من حولك.

لا تكن مكتوف اليد بسبب العمل والأولاد والظروف والمجتمع.

ولا تحاول إزالة الخطر من حولك أو تقليله؛ لكي تسيطر عليه.

حياتك ستكون مغامرة حين تسترجع الأحلام والرغبات التي في قلبك.

التي من الممكن أن تكون بحاجة لبعض الحفر للوصول إليها.

ابعد عن الصخب والأضواء، وابحث بداخلك عن رغباتك وأحلامك التي دفنتها قديمًا.

العزلة والصمت سيجعلا كل الذي بداخلك يظهر على السطح.

واصحب ابنك معك.

لا تحاول كبح رغباته، لا تخبره ألا يتسلق أي شيء، أو يبني أي شيء، وألا يغامر.

دعه يختبر برية قلبه، ورغباته الجامحة وأنت موجود.

دعه يغامر، ويحقق أحلامه.

  1. أميرة تُنقَذ.

الرجل أيضًا يرغب في الأميرة.

لكن بدون القلب العاطفي الشرس لن يتمكن من ملاقاتها، أو الفوز بها، أو حتى الاحتفاظ بها.

لأنه برغم انجذابه الشديد لها … لا يعرف كيف يحارب لأجلها، أو لا يعرف أنه ينبغي أن يحارب. 

وجود الأميرة في حياته يلمس الجوع اليائس بداخله من أجل الشرعية … شرعيته كرجل.

وللأسف الآن أصبح في الغالب بدلًا من معرفة هذا والمحاربة من أجله ... وبدلًا من وجودها هي الحقيقية …. أصبح يتحول للتزييف. … يذهب للإباحية.

المواد الإباحية أكثر من أي حاجة آخر في حياة رجل ضال تجعله يشعر بأنه رجل بدون أي طلبات.

وكلما قل شعور الرجل بأنه رجل حقيقي في حياته امرأة حقيقية؛ كان أكثر عرضة للإباحية.

الأفلام الإباحية تعطيه وهم السيطرة، والإثارة.

أن مئات النساء يقدموا أنفسهم له هو فقط.

(وبالتأكيد ليس له هو فقط، لكن حين يكون وحده مع الصور سيعتقد هذا).

باختصار.. ما من شيء بإمكانه إلهام الرجل مثل امرأة جميلة، وتجعله يرغب في الانقضاض على القلعة ويمر عبر الحواجز ويذبح الوحش.

أو تحمسه ليحقق هدفًا صعبًا بعيد المنال.

يريد الرجل أن يكون بطل الأميرة.

يريد أن يحارب لأجلها.

مش كفاية إنه يخوض معركة، ويكون بطل.

يرغب في أن يكون بطلًا لشخص ما على وجه الخصوص، بطلًا للمرأة التي يحبها.

وإلا سيقع في فخ الإباحية.

المرأة أيضًا بداخلها 3 رغبات:

  1. أن تكون أكثر من مجرد ملحوظة- أن تكون مرغوبة. (يُسعى إليها).

يكون لها الأولوية لدى شخصٍ ما.

  1. مغامرة تشارك فيها.

يعتقد الرجل أن المرأة هي المغامرة، وطالما فاز بها؛ فقد تحقق هدفه.

وهذا غير حقيقي، ترغب المرأة في أن تكون أيضًا جزء من المغامرة- تذهب ناحية أمر أعظم منها، هي أيضًا.

  1. يكون لديها جمال تكشف عنه.

لا تستحضره، بل تكشف عنه.

تكون على طبيعتها، تكون الجمال نفسه، ويُتلذذ بها.

البنت الصغيرة ترتدي الفستان، وتسأل والدها هل تراني؟

ومن هنا يكون جرحها.

جرحها الذي يتكون بسبب الإهمال، أو بسبب العنف.

وكما يسأل كل ولدٍ صغير سؤال، تسأل كل بنت سؤال:

(هل أنا رائعة؟)

(هل ستسعى نحوي؟ هل تبتهج بي؟ هل ستحارب من أجلي؟)

وكالولد الصغير، فهي أيضًا جرحت.

والجرح يضرب في قلبها مباشرة، في لب قلب جمالها، وسيترك رسالة مدمرة معه.. (أنتِ غير جميلة، ولا أحد سيحارب لأجلك).

سيجعلها هذا الجرح لا ترغب في الكشف عن جمالها، فإما تخفيه في خوف أو غضب، أو تستخدمه في تأمين مكان لها في العالم.

يجعلها لا ترغب في مشاركة الرجل في المغامرة، ترغب في أن تسيطر عليها.

وترغب في أن تسيطر على زوجها، وابنها.

المرأة لا تحتاج شخصًا لطيفًا، بل عاشقًا ومحاربًا.

محارب مستعد للذهاب وراءها، وتحرريها من الأسر.

هروب المحارب

والمفاجأة أن هذا المحارب لا يرغب في أن ينزف.

لأن المحارب كرجل مجروح أصلا.

لكن كما قلنا لا أحد بإمكانه الحصول على كل أفراح الجميلة بدون ويلات المعركة.

وكما قلنا هذا ما تقدمه الإباحية.

رجولة زائفة.

وقوة غير حقيقية؛ لأنك تستخدم المرأة للحصول على القوة.

لكن في الحقيقة أنت من تمنح المرأة القوة.

القوة تنبثق من داخلك، وتمنحها للمرأة.

القوة التي تقدمها لها فيما بعد برقة، تسمح لها أن تكون جميلة.

المرأة تمنح الحياة لأولادها.

لكن لو أمسك نفسه عن امرأته الرجل؛ سيتركها هي بدون حياة.

فارغة وقاحلة.

وليس هذا فقط.

بل يدمرها بالاعتداء عليها، ويجيعها بصمته.

ولو كانت تذبل؛ فهذا لأنك تمنع عنها شيء.

تمنع عنها الكلمات، واللمس، والبهجة.

تضحي بها، وتتركها تخوض المعارك وحدها، بدلًا من التضحية بقوتك لأجلها.

لماذا لا يقدم الرجال لزوجاتهم احتياجاتهم؟

بسبب الخوف أن يكونوا غير كافيين.

الخوف من أن تظهر حقيقتك، ويعرف أنك مخادع.

الخوف من عدم الكفاءة.

والذي يتولد عن الشك وعدم الإجابة على السؤال من قبل الأب.

والحل؟

أن تقدم ما لديك.

تحاول وتحاول وتحاول.

لا مرة واحدة فقط.

المحارب منخرط في صراعه، ويحاول دائمًا.

المحارب لا يخاف أن تعارضه زوجته أو أن يكون لها رأي أو أن تفصح عن مخاوفها.

لو كنت ترغب في أن تحب زوجتك بعمق، وأن تساعدها على عدم تمرير تشوشك لأطفالك؛ فكل ما عليك ببساطة استرداد قلبك، وشفاء جراحك، واسترداد قوتك، والمحاربة لأجل هذا.

ولكن تذكر، أنها تسألك: (هل ستحارب من أجلي؟)

والإجابة لديك.

وبس كدا.

سلام.