كتاب تساؤلات العافية

ملخص كتاب تساؤلات العافية (المؤلف: وليد فتيحي)
يعتقد الكثير من الناس أن الصحة والعافية معناهم:
غياب الأمراض وأعراضها.
لكن هذا غير صحيح!
يشبه الإنسان جبل الجليد … على القمة يظهر جزء صغير منه، لكن أكثر من 90% من الجبل تحت المياه.
إن كنت تتعامل مع العافية على أنها غياب الأمراض فقط، فأنت بهذا تنظر للجزء الذي فوق الماء وتعتقد أنه يمثل كل شيء.
لكن انتظر، هناك جزء تحت الماء، مثلا: الثقافة والتربية والبيئة والعواطف والدوافع النفسية والعاطفية. كل هذه تحت الماء.
أما العافية: هي مجموع المستويات هذه كلها، مضافًا لها ما فوق الماء أيضًا..
كيف لنا إذًا أن نصل لأعلى حالات العافية؟
عن طريق الوعي والتعلم وتغيير نمط الحياة.
عن طريق ما يسمى بإدارة العافية.
إدارة العافية: هي إدارة الحواس، وإدارة المشاعر، والعقل، والعادات والسلوكيات، والبيئة، والجسد، وغذاء الروح، والعطاء. وغيرهم
عافية المشاعر.
أول عافية هي عافية المشاعر - وإدارتها تبدأ من إدارة الأفكار … الأفكار هي الفلتر الذي نرى من خلاله العالم، وهو ما يلون كل شيء، وهو الذي يخرج المشاعر ويجعلنا نشعر بم نشعر به.
أغلب المشاعر المحزنة التي نشعر بها تكون بسبب أفكار مغلوطة، كالتهويل أو الشخصنة أو التقليل من قدر النفس أو قدر من نتعامل معه… الأفكار مبنية على افتراضات غير واعية تكونت لدينا بشكل خاطئ بينما نكبر.
أنتِ مثلا كانت رغبة أهلك إنجاب ولد ولكن جئتِ أنتِ … وقد يتسبب هذا في أن تتم تربيتك في بيئة تجعلكِ تشعري أنه ينبغي عليكِ أن تكوني ولد.
فتزرع بداخلك فكرة أنه لو كنتِ ولد كان سيكون أفضل.
وحينها ستنظرين للأنوثة بكره وكأنها شيء معيب …
مشاعر تولدت من فكرة خاطئة، زرعت ف دماغك من الطفولة.
أنت مثلا كانوا يقللون منك حين كنت صغيرًا، فكبرت وترى نفسك قليل … فكرة … سببت لك مشاعر ملازمة لك طول عمرك … أنك قليل وينبغي أن تظل طول اليوم تجري وراء العمل أو الإنجاز لتعوض فكرتك عن نفسك بالنقص التي زرعت فيك.
مشكلة الأفكار التي من هذا النوع أننا نحارب أمامها بمفردنا… ولا نظهرها للناس … فلا البنت التي ترى أنه من العيب مشاركة أحد بهذه الفكرة عن نفسها ستفعل هذا، ولا الرجل الذي يرى نفسه قليل سيشارك أحد بهذه الفكرة عن نفسه.
إدارة المشاعر
ولأنك ستحارب في هذه المعركة وحدك على الأغلب … فينبغي أن تتعلم كيف تدير أفكارك ومشاعرك بشكل سليم.
أول خطوة في إدارة المشاعر هي ممارسة الحب الحقيقي بإرادة واعية …. وهذا عن طريق عيش حياة ونشاط إيجابي.
ألا يكون الحب مجرد حالة ذهنية طارئة، أو شعور عابر مبني على احتياج أو دوافع فسيولوجية.
ليس لأني محتاج لزوجتي فأقول لها كلام جميل.
ينبغي أن أقول لها الكلام بسبب ومن غير سبب، وأزيد من ثقتها في نفسها، وأجعلها تشعر أنها محبوبة.
أكون قدوة لأولادي بتعاملي معاها، وأعاملهم هم أيضًا بحب.
قدم الحب لكل الناس بكل كرم … لو قمت بهذا ستشعر بالحب.
وحين نشعر بمشاعر جميلة مثل الحب: يفرز الدماغ مجموعة من الهرمونات مثل الأوكسيتوسين (هرمون الحب)، والذي يقلل من تأثير هرمونات التوتر … وهو ما يسهل علينا كثيرًا مواجهة المشاعر السلبية …
وحين تتعامل مع هذه المشاعر السلبية … فلا تصنفها.
لا تقول هناك مشاعر جميلة ومشاعر سيئة ... الحزن والغضب وطيف المشاعر هذه كلها ضرورية، ونحن بحاجة لأن نقبلها، لا نقصيها ونبعدها عنا، ونرفضها.
ستأخذ وقتًا وترحل …
سامح وتقبل.
أن تأخذ موقفًا من الشخص فهذا حقك، لكن أن تترك نفسك بداخل الأحداث التي حصلت وتكررها، وتظل كارهًا الشخص؛ فأنت تؤذي نفسك.
إن لم تتقبل المشاعر وتسمح لها بالرحيل فستحبس معها … لا تلغها وفي نفس الوقت لا تكبتها.
الصحيح هو الوعي بيها، والتعرف عليها، وإعادة توجيه النية للخالق.
عافية العقل.
تعني باختصار … إدارة غذاء العقل خارجيًا وداخليًا.
دماغ الإنسان شبه الأرض، ما نزرعه فيها من أفكار نحصده أفعال.
لذلك اختيار ما تقرأ، وكيف تقرأ؟
هو ما يحتاجه عقلنا ليكون معافى.
بشكل عام أنت بحاجة لأن توفر لعقلك نوعان من الطعام الصحي … طعام خارجي وطعام داخلي.
الطعام الخارجي: هو كل ما نستخدمه من حواسنا في تغذية عقولنا …. ما نراه، أو نقرأه، أو نسمعه.
لو كان هذا الغذاء (إيجابي) فهو يغير الدماغ بطريقة فعلية فيزيائية مادية، لا مجرد شعور فقط.
هذا التغيير دا معروف، واسمه (مرونة الدماغ).
يعني هذا أن أفكارنا بإمكانها تغيير تركيب الدماغ، وطريقة عمله ومهامه …
القراءة العميقة مثلًا تريح الإنسان من عناء الحياة وتقلل من التوتر النفسي والعقلي.
نصف ساعة مثلًا من القراءة المتعمقة تقلل التوتر بنسبة 68% وهي أكثر فعالية من وسائل تانية كمشاهدة التلفزيون.
أما الطعام الداخلي: فهو الأفكار التي نكلم بها أنفسنا طول الوقت إيجابًا أو سلبًا.
تقول الأبحاث أن من 70-80 من كلامنا مع نفسنا سلبي.
مما يعني أن الشخص حين يصل 18 سنة، يكون وصله من 50-150 ألف رسالة سلبية، في مقابل 400-600 رسالة إيجابية فقط.
إدارة العقل
كيف بإمكاننا إذًا اكتساب عافية الأفكار؟
بثلاثة أشياء.
أولا بفصل النفس عنها: العقل أداة رائعة للتفكير المنطقي لإيجاد الحلول، لكن أحيانًا الإنسان يرى أنه أفكاره التي يفكر فيها، ويعرف نفسه من خلالها؛ وتصبح هي هويته…. فينبغي إذًا أن تنتبه لهذا الإطار، وتفصل نفسك عن أفكارك السلبية ولا تُعَرِّف نفسك بها.
ثانيًا: تحمل المسؤولية: فبدلًا من رمي المسؤولية على غيرك، تحمل مسؤولية نفسك وكن متأكدًا أن تغيير هذه الأفكار والرسائل مسؤوليتك.
وأخيرًا: كن متفائلًا … التفاؤل يؤثر بشكل كبير جدًا على عافية العقل.
المتفائل لديه آليات للتحفيز والتعزيز الذاتي يجعلوه يواجه التحديات بسهولة . تكون لديه أيضًا آليات الإدراك الانتقائي.
فيكون بإمكانه رؤية الفرص من بين المشاكل.
عادات العافية.
العادات: هي أنماط سلوكية مكتسبة ومتعلمة بالتكرار.
فنحن نقوم بشيء أكثر من مرة وبعدما نقوم به أكثر من مرة الخلايا العصبية تخلق مسارات ثابتة في الدماغ لها، لذلك توقع مجاهدة كبيرة؛ حين ترغب في تغييرها.
هي أيضًا مربوطة بالدوبامين الذي يجعلنا نكرر التجربة …. نحن نرغب في الجائزة التي اعتدنا عليها … ويصبح الدوبامين احتياجًا مبالغًا فيه حين نرغب في الهرب من الواقع أو حين نشعر بالإحباط أو القلق … لذلك في هذه الظروف ينشط الوقوع أو الحبس في العادات السلبية.
إدارة العادات
إدارة العادات يكون بفهمها وفهم ما وراءها … إدمان العادات السلبية أو الإدمان بشكل عام تعبير عن فراغ داخلي وعدم رضا عن الذات، أو عن دور الإنسان في الحياة.
لذلك أول وأهم عامل في استحداث عادات صحية جديدة والإقلاع عن عادات سيئة: الوعي ومراقبة المفاهيم والمعتقدات المقتنعين بها … وحل المشكلة من جذورها.
لا تركز على السلوكيات الروتينية نفسها للعادة وركز أكثر على الانتباه والوعي … وحاول أن تعرف كيف لك أن ترضى عن ذاتك بشكل مناسب؟
عافية العلاقات.
كلنا نعرف أن العلاقات مهمة ومؤثرة على شخصياتنا وقراراتنا، لكن إلى أين يصل عمق هذا التأثير؟
وأقول لك أنا … العلاقات تأثيرها علينا عميق جدًا … بإمكانها التأثير مثلًا على صحتنا النفسية والجسدية والعقلية والروحية.
وقد وجدوا علاقة بين موت الشخص وبين فقدانه لعلاقات اجتماعية مقربة ومؤثرة في حياته.
إدارة العلاقات
ينبغي لك أن تدير علاقاتك بشكل مناسب وتهتم بها … ابتعد عن من يحاولون جذبك لأسفل، وحاول أن تجعل حولك فقط الأشخاص الذين يسحبونك لأعلى … حين نحاوط أنفسنا بأصدقاء عزيمتهم قوية، هذه العزيمة تتنقل لينا ونكون أكثر استعدادا لتحقيق أهدافنا.
مثلا: التوقف عن التدخين ينتقل عن طريق العلاقات، في دراسة أجريت وجد أن أحد الزوجين توقف عن التدخين … فنسبة إقلاع الثاني تزيد لـ 67% وكذلك في حال الصداقات.
السعادة، والانتحار، والزيادة في الوزن، وأشياء أخرى تنتقل عن طريق العلاقات والأصدقاء.
ولو أردت أن تتعمق قليلًا في جزئية إدارة العلاقات وكيف لك أن تقوم بها بشكل صحيح ستجد لها صور انفوجرافيك في قسم الانفوجرافيك الجديد على تطبيق أخضر تحت هاشتاج #بناء_العلاقات
عافية الحواس.
الحواس هي أدوات بإمكانها أن توصلنا للصحة والعافية أو توصلنا للهلاك.
لنبدأ بحاسة السمع
الأصوات الهادئة مثلًا كالعصافير والبحر تؤثر علينا بالإيجاب. كذلك أصوات من بنحبهم، وكلامهم الداعم لنا تؤثر علينا بالإيجاب.
وهذا بخلاف الأصوات المزعجة والبعيدة عن الفطرة والطبيعة، أو أصوات من نكره، من يؤثرون علينا بالسلب.
نحن بحاجة لإدارة سمعنا بشكل مسؤول تجاه أنفسنا … وننتبه للأصوات التي نسمعها والكلام الذي يصلنا من خلالها.
أما بالنسبة للنظر
فيوجد في دماغنا أعصاب تسمى (أعصاب المرآة) تنشط حين نرى أعمال تحصل أمامنا، وكأننا من نقوم بها.
وهذا ما يفسر سبب إحساسنا بمعاناة الآخرين وآلامهم كأننا نشعر بها بشكل حقيقي؛ فنتعاطف معهم.
أدر نظرك بشكل مقبول … لأن مشاهدة الأشياء السلبية مثلها مثل المشاركة فيها؛ ستولد لديك حالة من التبلد.
وهناك أيضًا اللسان
بإمكانك إدارة عافية اللسان بتطهيره معنويا بتقليل الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور.
بإمكانكم مشاهدة حلقة الغيبة على أخضر فاتح، ستجدوا رابطها في وصف الحلقة.
أما الشم
فالروائح لها تأثيرات معنوية وفسيولوجية علينا وهناك دراسات كثيرة وجدت أن هناك علاقة ما بين وجود زهور في البيت وبين الصحة والعافية بشكل عام.
لذلك ينبغي أن تكون مسؤولًا عن ما تشمه جيدًا، وتديره.
وأخيرًا اللمس
اللمس له أهمية في العلاج والشفاء والتمتع بالصحة.
قاموا بدراسة ووجدوا أن الأطفال يتأثروا سلبا وايجابا على حسب لمسهم …
يتأثروا بشكل سلبي جدا لو فقدوا اللمسات الحانية الضرورية واللازمة.
وعلى الرغم من أهمية التعبير بالكلمات ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه، إلا أنه ما من لغة حب أكثر فعالية وقوة من اللمس.
قدموا الحب لمن حولكم، وحافظوا على لغة اللمس.
وبس كدا، سلام.