كتاب النقطة العمياء

Book-Cover

كتاب النقطة العمياء (المؤلف: ماهزارين آر باناجي)

ظهر مصطلح "الصورة النمطية- Stereotype" في القرن السابع عشر في مجال الطباعة، وكان يعني اللوح المعدني المطبوع الذي يستخدم في طباعة الصفحة لأكثر من مرة في ثوانٍ معدودة.

مع مرور الزمن، اختفت هذه التقنية في الطباعة لكن لم تختفِ الكلمة؛ فقد استعملها صحفي أمريكي ليعبر عن فعلٍ ليس له مقابل في اللغة الإنجليزية.

الآن، أصبح معنى هذا المصطلح هو: تكوين تصور ذهني جاهز تجاه فرد أو حدث بناءً على معلوماتٍ غير كافية، أو حديثٍ متناقل.

مثلًا: إن تعاملتُ مع هندي أو سمعت عن صفة لبعض من الهنود، سيكون هناك صورة نمطية في ذهني عن كل هندي آخر.

الاستنتاجات تلقائية الشكلية

لنقم باختبارٍ بسيط، انظروا للصورة.

برأيكم، من الشخص الأكثر انفتاحًا؟ 

من الأكثر عنفًا؟

من الأكثر كفاءة في العمل؟

طُبِّق هذا الاختبار على كثير من الناس، والمدهش أن معظمهم جاوبوا دون أن يقولوا "لا أعرف"، أو أن يدركوا أن المعلومات ناقصة ولا تكفي للحكم عليهم.

جاوب الأغلب بناءً على معلومات بسيطة؛ فالطبيعي في البشر أن يصدروا مثل تلك الأحكام على أسس كثيرة (النوع، العرق، الوزن، الطول، العمل، الدخل، الطبقة الاجتماعية، أو الدين).

تؤدي تلك الأحكام إلى تحيزات- فربما تُفضِّل أو تستبعد شخصًا بناءً على الصورة النمطية في ذهنك عنه- وغالبًا ما تكون تلك الأحكام سطحية جدًّا وخاطئة.

التحامل

حينما نسمع "قوالب نمطية" أو "عدم مساواة" أو "تحيز" نتخيل أن من يقوم بها نازي أو عنصري يحتقر من هم خارج جماعته، لكن هذا النوع من الناس لم يعد موجودًا.

معظم من يواجهون مشكلات التحيز تكون أسبابها غير مباشرة.

مثلًا: لو كان لدي صورة نمطية سلبية عن ذوي البشرة السوداء، فقد لا أقوم بتصرفات عنصرية صريحة تجاههم، ولكن قد أتجاهل مساعدة أحدهم.

أو: لو كنت مديرًا يحمل صورة نمطية عن النساء وأن "مكانهن هو المطبخ"؛ فهذا لا يمنع أن أُوظف نساءً، فقد أكون مقتنعًا بالمساواة وعدم التحيز نظريًّا، لكني أتأثر بالصورة النمطية بشكل غير واعٍ ولا أدركه.

التحيزات يتم اكتسابها

تكتسب الأحكام المسبقة بالتعلم، وكذلك يمكن التخلص منها بالتعلم أيضًا.

راقب حديثك الذاتي

ركِّز مع أفكارك حينما تتعامل مع المختلف، إن وجدت حكمًا مسبقًا فأطلِق عليه مسماه الحقيقي "تنميط"، وتساءل عن صحة أفكارك بمنطقية.

قم بتحدي التحيز

ما الدليل على أن هذا الرجل بخيل؟ أو يقود بشكل متهور؟ لا دليل، إذًا ما الدليل على عكس ذلك؟ أيضًا، لا دليل. يستحيل التقييم من لمحات فقط، حينها أنت تقيم بشكل غير عادلٍ ودون دليلٍ كافٍ.

المعلومات الخاطئة

تنتج الصورة النمطية عن معلوماتٍ خاطئة سببها هو جهلك بالطرف الآخر. عليك التعامل مع المُختلف والقراءة عنه والاختلاط بأناس من مختلف الثقافات والأعراق؛ حتى تتلاشى الأحكام المسبقة لديك.

تجنب التبرير

حتى لو كانت الصورة النمطية مقبولة اجتماعيًّا وجيدة، فلا تحاول تبريرها. لأنها قد تتحول لأفكار سلبية- والتعميم في حد ذاته مرفوض-.

غيِّر منظورك

فكِّر في آثار الصورة النمطية على الآخر، تخيّل نفسك فردًا من مجموعته. ما شعورك لو تم الحكم عليك بشكلٍ غير عادل؟ لو عاملك الناس بتحيز؟ بهذه الطريقة، ستكون أكثر وعيًا بالأثر الناتج من الأحكام المسبقة على الفرد والمجتمع.