كتاب من يشد خيوطك؟

Book-Cover

ملخص كتاب من يشد خيوطك ؛ كيف تكسر دائرة الاستغلال (المؤلف: هاريت ب. بريكر)

هناك شعور سيئ يتعرض له الكثير جدًا من الناس  … وهو الاستغلال ومحاولة السيطرة عليهم. 

أن يطلب منهم شخص القيام بشيء يرفضونه، أو يمنعهم من شيء يريدونه.

هم يتعرضون لذلك؛ لأنهم مربوطون بخيوط … كلما فكوا خيوط هذه العلاقة دي؛ وجدوا أنفسهم مربوطين بخيوطٍ أخرى.

حلقة اليوم .. سنتحدث فيها عن السيطرة والاستغلال، كيف نتعرف عليهم؟ وكيف نتخلص منهم؟

بحيث تنهي الحلقة وتطبق ما تعلمته منها … وتسأل نفسك:

(من يشد خيوطك)؟

ترد: وتقول:

(لا أحد، غيري).

الاستغلال

الاستغلال أو التلاعب: هو السيطرة باستخدام وسائل خادعة أو مراوغة وخصوصًا من أجل المصلحة الشخصية.

من الممكن أن يتم بأكثر من شكلٍ، لكن الأساليب المفضلة هي التهديد والتخويف والإكراه. 

ومثال ذلك:

 افعل كذا، وإن لم تفعل ... لن أحبك.

أو لا تتصل بي إلا حين ترسل لي مالًا، وهكذا.

الاستغلال هنا يكون له طرفان … أنت ومن يستغلك … 

يظهر أن هناك طرفان: طرف قوي وطرف ضعيف … طرف جرئ وطرف خاضع … لكن في الحقيقة الجريء والقوي يشعر بالخوف وعدم الأمان كالطرف الضعيف بالضبط.

كيف يتم استغلالك؟

عملية استغلالك تتم … من خلال طريقتين رئيسيتين. 

المكسب. (أو المكافأة).

والخسارة. (أو الاجتناب).

الشخص إما يعدك بشيء، أو يمنع عنك شيء… لكن بالتأكيد بشكل غير مباشر

رسائل الاستغلال على الأغلب لا تكون واضحة … فمن الممكن ألا يكون الضحية عالمًا بأنه يتم استغلاله… 

يقول لك مديرك مثلا من يحصلون على ترقية في الشركة يجب أن يبذلوا مجهودًا كبيرًا.

جملة كهذه ستسمعها حين يطلب منك عملًا زائدًا عن القدر الواجب عليك/ لكن بدون مقابل … يظهر أن هذه الجملة لا غبار عليها … بمعنى أدق، بريئة؛ لأنه لم يطلب منك شيء … لكن بطريقة غير مباشرة يلمح لك عن مكسب بإمكانك كسبه أو يهددك بخسارة قد تخسرها … يلعب على مخاوفك … بمعنى أدق يحاول التلاعب بك.

لو أردت أن تتعمق قليلًا عن هذه النوعية دي من الأشخاص ستجد لهم صور انفوجرافيك وضعناها في قسم الانفوجرافيك الجديد على تطبيق اخضر تحت هاشتاج #شخصيات_سامة

الأساليب

ما الأساليب التي يتلاعب بنا الشخص من خلالها؟

بإمكاننا ترجمتها لخمسة أساليب كبار … يختلفوا حسب طبيعة العلاقة … أي أساليب زوجتك غير أساليب مديرك.

أول أسلوب.

  1. استخدام الفتنة.

مثلا … 

جملة من قبيل: لم أنتِ جميلة هكذا اليوم؟

هدية صغيرة.

لو قمتِ بكذا سأحبك أكثر.

كل هذه الجمل قد تكون مقدمة للاستغلال.

ممكن أيضًا:

  1. المعاملة الصامتة.

كعدم الرد طالما لم تقم بما رغب فيه.

أو أنها  لا تقوم بشيء يحبه، حتى يوافق!

أيضًا:

  1. الإكراه والإجبار.

كالطلب في البداية بهدوء.

بعد ذلك يصرخ.

أو ينتقد؛ حتى لا تقوم بما ترغب في القيام به.

ويسب.

وفي النهاية يهدد….

أيضًا:

  1. الارتداد للسلوك الطفولي.

مثلا:

 * يعبس في وجها. كما تفعل الأطفال الغضبانة.

* أو تظهر بشكل غضبان ومستاء.

وأخيرا العنف السلبي أو..

  1. التقليل من شأن الذات. 

يجعلها تشعر بالذنب يقول لها مثلًا:

بتصرفك هذا تتسببين لي في مشاكل.

أو تسببين لي ضررًا في عملي.

فهم العملية

السيطرة والسيطرة المضادة.

حين تشترك في علاقة يستغلك فيها شخص بمال أو بمشاعر أو بوقت، أو يحصل على شيء ليس من حقه، أو يحاول السيطرة عليك لمصلحته فأنت تلعب دورًا هنا.

يجب أن تفهم هذا .. أنت لك دور …بشكل غير مرئي تتآمر معه على نفسك.

لكي تتعامل مع مواقف الاستغلال هذه تحتاج أن تقاوم ما تعمله لا ما يعمله هو.

لو استطعت تغيير سلوكك سيكون بإمكانك تعطيل فعالية أساليبه … وهذا ما من شأنه أن يحل لك المشكلة؛ لأنه حينها إما سيغير أساليبه معك، أو يتركك ويذهب لهدف سهل في مكان ثاني. وف الحالتين أنت الرابح.

بإمكاننا تقسيم سيطرتك المضادة لجزئين..

نقاط ضعفك

ما هي نقاط ضعفك التي تجعلك عرضة لمحاولات السيطرة والاستغلال؟ - هناك ٥ نقاط ضعف مشهورين …

  1. الرغبة في إرضاء الآخرين.

والتي تعتبر نمط قهري، قد يصل للإدمان.

إن كنت مصابًا بهذا فأنت لا توافق على طلبات الغير فقط أو تبالغ في القيام بكل شيء عشان لترضيهم، لكن تضبط ترددات حياتك على طلبات الآخرين وتوقعاتهم. لو شعرت أن هناك من يريد شيئًا فهذا يجعلك تعمل بجد ونشاط؛ لتحقيقها. قد يكون هذا مجهدًا لك أو على حسابك.

تربط تقديرك لذاتك بشكل كامل بما تقدمه للناس، ومقدار سعادتهم به ورضاهم عنك.

وهذا خطأ كبير ترتكبه في حق نفسك

  1. تجنب الصراع والمواجهة والخوف منهم.

مما يجعلك توافق على أي شيء في مقابل ألا يحصل صراع أو خناق.

يكفي أن الشخص يُلَمِّح بشيء أو يرفع من صوته؛ لتوافق.

قد تقوم أصلًا بهذا الدور بالنيابة عنه، فتقول هذا سيضايقه أو يحزنه؛ فلا تقوم به من البداية.

لو كنت تتصرف هكذا خوفًا من الشخص فهذه نقطة ضعف ينبغي عليك معالجتها… الصراع أو الخناق من الطبيعي أن يحصل … لا تخف منهم .. حين يحصل هذا فبالإمكان معالجته بطريقة ودية، وبناءة ولكن هذا في العلاقات الصحية.

الاستمرار بتجنب الصراع هو ما يؤذي العلاقة.

  1. قلة الحسم وعدم القدرة على الرفض.

كلمة (لا) غير موجودة في قاموسك. سواء كان الطلب صريحًا أو ضمنيًا.

لأن الرفض سيجعلك تشعر بالذنب أو الأنانية؛ فتوافق الشخص مباشرةً.

وبمرور السنين جعلت الشخص يعتاد منك على الموفقة فقط. وكأن هذا أصبح خيارك الوحيد. 

  1. الذات الهلامية.

هويتك مبهمة، لا تعرف شيئًا عن نفسك أو حدودك.

لا تعرف أين تبدأ الأمور أو تنتهي؟ أو ما هي الحقوق والمسؤوليات التي لك أو عليك؟

ما القيم التي لا يمكنك التخلى عنها؟ أو الفرملة عندها، إن تم انتهاكها، من قبلك أو من قبل طرف ثاني.

إن لم تفكر في وضع حدود لنفسك ولذاتك ستكون عبارة عن (لعبة) في يد غيرك.

  1. ضعف الاعتماد على الذات.

لا تثق في أحكامك أو في ردود أفعالك: ما يجعل قدرتك على توجيه ذاتك ضعيفة جدا.

هذه النقطة مرتبطة بالذات الهلامية.

إن كان إحساسك بذاتك مهزوز وغير واضح = فقدرتك على الاعتماد على حكمك ستتعرض للضعف والتلف. 

وستعتمد على أحكام غيرك ونظراتهم.

لو كان بإمكانك العمل على تحسين قدرتك على صناعة القرار (وخصوصًا قدرتك على التعامل مع مشاعر الندم التي تظهر بعد اتخاذ قرار ما) سيجعلك هذا تقطع شوطًا كبيرًا من طريق اعتمادك على ذاتك. ويحل لك هذه المشكلة.

التعامل مع الاستغلال

الجزء الثاني … التعامل …

مبدئيًا لا تستطيع تغيير الشخص الآخر، وفر قوتك.

ركز فقط على تغيير نفسك؛ وطريقة تعاملك مع الأمور. واستقبالك لها.

لو نجحت في تغيير نفسك ستنزع من الشخص الآخر السلاح الذي يستخدمه ضدك.

كيف تغير نفسك؟

ببناء المقاومة.

وسيكون السيناريو كالتالي .. حينما يحاول الشخص الآخر زيادة الضغط وتطبيق حيله وألاعيبه عليك …. لن يجد منك إلا الصمود.

وحينها إما يعاملك باحترام وتوازن. أو يتعب فيبحث عن ضحية غيرك.

المقاومة

هناك ٥ خطوات أساسية للمقاومة

  1. المماطلة من أجل كسب الوقت.

قد تكون أساليبه الصراخ أو التهديد أو الغضب أو غلق الباب بقوة.

أو قد يكون من النوع المجتنب، أو من يتعامل بمعاملة صامتة.

وأيًا كانت الأساليب التي يستخدمها وتسبب لك عدم ارتياح، وتجعلك تستسلم له.

فأول خطوة لكسر هذا النمط.. أن تترك فترة بين تلقي الطلب والاستجابة.

أن تعطي لنفسك فترة تفكر فيها، وتأخد قرارًا … تقول له مثلا:

- هذا الموضوع مهم دعني أفكر قليلًا.

- لن أستطيع حسم قراري الآن.

- أنا لست في حالة تسمح لي بالرد. سأرجع لك حين تسمح حالتي بهذا.

حينما تطلب منه الانتظار قليلًا، تجعله يسير وفق جدولك الزمني، لا جدوله.. وحينها ستشعر أنت بالسيطرة. وسيشعر هو أيضًا بسيطرتك على الموقف.

  1. الأسطوانة المشروخة.

باختصار … أنت غير مضطر لإعطاء تبريرات أو توضيح أسبابك.

ومن الممكن أن نستخدمها كتكملة للخطوة السابقة؟

الأسطوانة المشروخة تتكون من عنصرين:

* تظهر للشخص أنك تسمعه، وتفهمه جيدًا، وتشعر بمشاعره.

* بعد ذلك تكرر الجملة التي تقولها؛ لتكسب وقتًا.

بدون أسئلة أو نقاش أو توضيح مبررات.

لو دخلت معه في نقاش ستزيد من فرصة إقناعه لك، أو تحكمه فيك. 

يقول مثلا … أرغب أن تحضر معي الحفلة.

تقول أحتاج لوقت أفكر فيه.

سيرد: الحفلة مهمة.

وحينها تقول: أنا أفهم هذا، وأعرف أنك ترغب في الذهاب، لكني يجب أن أفكر.

ما الذي ستفكر فيه، ماذا سيقولون عليّ إن لم تحضر؟

أنا أفهم أن هذا قد يسبب لك إحرجًا، لكني أريد أن أفكر، وسأبلغك بقراري.

وبهذا تكون أخذت وقتًا وفي نفس الآن لم تعطِ تبريرًا ولم تجاوب على أي أسئلة، ولم تدخل في نقاش … وبهذا نكون طبقنا أول خطوتين.

  1. تقوية نقاط ضعفك.

أنت بحاجة للعمل نفسك بما يزيد من قدرتك على تحمل بعض المشاعر غير المريحة.

اعرف بالضبط … ما الذي يقوم به الشخص المستغل معك.

 يضايقك، يخوفك، يهددك.. أو كيف يجعلك تشعر بالذنب وعدم الأمان؟ أي نقطة ضعف لديك يستعلها، من النقاط التي تحدثنا عنها منذ قليل.

تعرف على المشاعر التي تتكون بداخلك؛ وزد من قدرتك على تحملها … بإمكانك القيام بهذا بأن تضع نفسك في مواقف أخرى مشابهة بها مشاعر بشكل أقل وأبسط … وبهذا تعتاد على وجودها وستتقبلها.

  1. إعطاء عملية الاستغلال وصفها الحقيقي.

وهذه من أهم الخطوات. 

أن تسمي العلاقة باسمها الحقيقي؛ لأنك لن تستطيع  تغيير شيء ما لم تعترف به، وتسميه.

ولو استمر العقد الصامت بينكم؛ لن يتغير شيء. 

لكن حين تصف التفاعل القائم بينكم بوضوح وبشكل مباشر على أنه تعرض للسيطرة أو الاستغلال سيجعل هذا ميزان القوة يميل ناحيتك. ويعطل تآمرك على نفسك.

  1. وضع شروطك.

آخر خطوة … حين تقوم بأساليب المقاومة السابقة حينها ستبدأ تشعر بهويتك، وهذا هو الوقت الذي من الممكن أن يعيد موازين العلاقة من جديد، وتضع فيه حدود جديدة لشخصيتك.

ستفعل هذا بأن:

- تخبر الشخص المستغل بالطريقة التي تريد أن تتعامل بها.

توضح له بشكل مباشر أنك لن تسمح بإهانتك أو تعرضك للأذى أو التجريح ثانيةً وأن أساليب السيطرة أو الاستغلال غير مقبولة لك.

وبإمكانك إخباره بالأمر بالتفصيل من الماضي … توضح أن أي محادثة مثلًا ستنتهي بتجاهل أو تجريح منه لن تشترك فيها.

وأن من حقك أن تطلب من الشخص المستغل أن يعترف بأن لك قيم واحتياجات وآراء خاصة بيك.