كتاب الحقيقة بشأن الكذب

Book-Cover

كتاب الحقيقة بشأن الكذب (المؤلف: ستان بي والترز)

تُزوُّر العملات ويتداولها البعض لخداع الآخرين، مثلًا للحصول على منتج ما بدون مقابل حقيقي أو تحقيق منفعة ذاتية.

الكذب أيضًا عبارة عن عملة مزورة يتم تداولها بين الناس، ويستخدم الكذب لخدمة الفرد ويتم تبادله مقابل الحصول على امتيازات مزورة؛ إذ إن الشخص الكاذب يحصل بالفعل على امتيازات بدون مقابل حقيقي!

فئات الكذب الخمس 

  • الافتراء

 أول فئة عبارة عن كذب كامل، لا يكون مبنيًا على أي دلائل حقيقية، وغالبًا ما يحدث الافتراء بين شخصين غير متساويين في العلم أو الخبرة، مثلًا بين طفل صغير وشخص ناضج.

  • الإخفاء

 ثاني فئة وتتمثل في أن الشخص الذي يكذب ليس شرطًا أن يقوم بالكذب بل من الممكن أن يصرح بجزء من الحقيقة ويخبئ الجزء الآخر؛ بإدراك منه ويفعل ذلك لأجل مصلحته.

  • التدليس

 ثالث فئة ويتمثل التدليس في أن الشخص يخبرك معلومة ما، يوصل لك انطباعًا معينًا؛ بحيث يدفعك لتفسر الأمر بالطريقة التي يريدها بدون أن يكذب هو بطريقة مباشرة.

  • الإنكار

 رابع فئة الإنكار أو الكذب السلبي، ويتمثل في نفي الحقيقة بدون ذكر حقيقة ثانية غيرها وهو يشبه الافتراء.

  • الكذب الإيجابي

خامس فئة ما يسمى بالكذب الأبيض، بالرغم من أن نتائجه لا تضر أحدًا ولكنه في النهاية يظل كذبًا، وليس حقيقة.

التعرض للكذب

أين، ومتى، وكيف تكون معرضًا للكذب؟ الاحتمال قائم دائمًا عند تعاملك مع الناس. ولكن هناك أربع نقاط محددة للعلاقات الإنسانية، وقد نتعرض للكذب من خلالها:

  • الدائرة الحميمية: تتمثل في العلاقات بين أفراد الأسرة، مثل الفتاة التي تكذب على أمها بشأن درجة اختبار ما، أو شاب يكذب على والده بشأن رائحة السجائر التي تنبعث منه ويخبره بأنه لا يدخن.
  • الدائرة الشخصية: تتمثل في الأشخاص القريبين منك مثل زملاء الدراسة، وزملاء العمل.
  • الدائرة الاجتماعية: تتمثل في الجيران وكل من نتعامل معهم في الحياة اليومية خارج الدوائر السابقة؛ كالبائع الذي يكذب عليك بشأن سيارة تريد شراءها ويحاول خداعك وإقناعك بأنها جيدة بينما هي في حقيقة الأمر ليست جيدة كما تبدو.
  • الدائرة العامة: وتشمل الشخصيات العامة التي نشاهدها على التلفاز أو في وسائل الاتصال العامة. كالممثل المشهور الذي يكذب كي نشتري زيتًا معينًا، أو السياسي الذي يكذب علينا بشأن تحقيق مطالب معينة إذا قمنا بانتخابه، ولكنه بعد الفوز بالانتخابات يخدعنا.

كيفية كشف الكذب 

تخيل أن طفلًا صغيرًا اعتاد دائمًا على أن الخطأ يليه عقاب، وعندما كبر أصبح دائمًا يتوقع العقاب عندما يقوم بأمر خاطئ، وكبر هذا الاعتقاد معه حتى أصبح قناعة يؤمن بها بشكل كامل؛ فلكي يشعر بالراحة بعد الخطأ، يجب أن يكون هناك عقاب وإن لم يتم معاقبته من طرف خارجي نجده يعاقب نفسه بنفسه!

هذا ما يسمى في علم النفس بعقدة الانتقام من الذات. كشف الكذب أو الخداع مبني على ملاحظة ذلك، أسلوب عقدة الانتقام من الذات.

فالشخص الذي يكذب يعلم جيدًا أنه يفعل شيئًا خاطئًا؛ لذلك تجده يحاول معاقبة نفسه والانتقام منها، وفي الوقت نفسه يقاوم رغبته في عقاب نفسه، فكأنه يوجد بداخله شخصان يتشاجران معًا، شخص يعاقب والآخر يقاوم! وفي أثناء هذه المشاجرة نستطيع الاستدلال على أن هناك كذبًا يحدث ونراها في صورة توتر.

كشف الكذب القائم على صورة التوتر

  • التوتر الجسدي: ملامح تطرأ على لغة الجسد.
  • التوتر النفسي: تسأله سؤالًا وتجده خائفًا ومنفعلًا.
  • التوتر الذهني: وفيه يفقد الشخص تركيزه كأن يبدأ بقول كلمات متضاربة في المعنى.

لكن انتبه؛ قد تكون أعراض التوتر ناتجة عن مسببات أخرى غير الكذب؛ فمثلًا قد تكون هذه طبيعة الشخص، لذلك من المهم معرفة طبيعة ذلك الشخص أولًا.

الحالة الطبيعية للشخص

يستخدم المحققون في أثناء البحث عن إجابات، طريقة طرح الأسئلة رغم معرفتهم للإجابات بالأساس؛ الهدف من ذلك هو الاطلاع على ردود الأفعال الطبيعية لدى الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم، ومن بعد ذلك يبدأ المحقق بالأسئلة التي من المحتمل الكذب فيها؛ ليقارن بين الإيماءات وردود الأفعال في كلتا الحالتين، ويلاحظ إن طرأت أي تغيرات على الأمور الآتية:

  • نبرة الصوت لديه قد تتغير.
  • إيماءات جسدية مختلفة.

مثال: بفرض أنك مدير وتقوم بمقابلة شخص ما، وتريد أن تتأكد بخصوص شهادة معينة؛ فتسأل هذا الشخص سؤالًا بسيطًا مثل: ما اسمك؟ ما تاريخ ميلادك؟

هذه الأسئلة بسيطة ومن المتوقع الإجابة عنها بإجابات صادقة؛ ثم تسأله حول الشهادة التي تريد التأكد بشأنها، وهنا تبدأ بمقارنة رد فعله. فإن تطابقت ردود الأفعال؛ فهو غالبًا شخص صادق وإن لم تتطابق؛ فهناك احتمال بأنه يكذب عليك وتستدل على ذلك عن طريق ظهور علامات واختفاء علامات.

  • ظهور علامات مثل التلعثم في الكلام؛ رغم أن اللباقة عنوانه في الحديث منذ البداية.
  • اختفاء علامات مثل الابتسامة التي قد تتناقص أو تختفي!

طريقة أخرى لكشف الكذب

الهروب

الشخص الذي يهرب يريد التخلص من صراعه الداخلي. تتذكر عندما ذكرت أن هناك شخصين بداخل من يكذب شخص يعاقب والآخر يقاوم؟

يلجأ الشخص للتمويه عن هذا الصراع من دون انتباه منه، وذلك بالانتقال إلى موضوع فرعي.

بفرض أنك موظف في شركة وعليك أن تقدم بعض الملفات لمديرك، ولكنك لم تقدمها في الوقت المطلوب، هنا سألك المدير قائلًا: لماذا لم تقدم الملفات في وقتها؟

سترد: معذرة لقد كنت مريضًا وأصبت بالتسمم من الطعام أمس! لذا لم أستطع تقديمها في الوقت المحدد، وتبدأ (بموضوع فرعي) عن أن المطاعم ليس لديهم ضمير لا يهتمون بالنظافة وتكمل (بكلام عام لا يسبب الضغط)، على عكس الكذبة في أول الأمر بشأن مرضك، لأنها ستسبب الضغط ويفتضح أمرك بظهور التوتر!!

تتمثل الطريقة في الهروب من السؤال بإجابة لم تطلب منك.

التعامل مع الكذب

لكي نتعامل مع الكذب بطريقة صحيحة، يجب ملاحظة أمر مهم وهو أن تسأل نفسك: هل هذه الكذبة مؤذية أم لا؟

  • كذبة ليست مؤذية: مثال: عندما يكذب شخص ما ليخبئ عيبًا ما أو معلومة شخصية يراها محرجة له. الحل: هنا تجاهل الموضوع وتغاضى عن الأمر.
  • كذبة مؤذية: تختلف من شخص لآخر حسب الموقف! الحل: لا تصرح لمن يكذب بأنك تعرف بشأن كذبه، لأنك لو أخبرته سيكون من الصعب عليك كشفه لأنه سيدعم كذبه بالمزيد من الكذب المتقن. أو ربما سيمتنع عن الحديث معك مرة أخرى لأنك سببت له الإهانة وأشعرته بالحرج.

لذا من الأفضل ألا تتهم أي شخص بالكذب؛ الأفضل أن تعرض الأمر من دون أن تشعره بالإهانة، هكذا تشجعه على التراجع عن الكذب من تلقاء نفسه.

ملاحظة:

إشارات دفع الكذب ليست دلائل قطعية بل هي مجرد إشارات، مهما كنت متأكدًا منها؛ فهي ليست حقائق لذلك لا يجوز معاقبة أحدهم بناءً على استنتاجاتك الشخصية فقط.